ملخص
يرى المحلل السياسي الكويتي محمد الثنيان رئيس مركز طروس للدراسات، أن ما وصفه بـ"خطة ترمب للسلام" لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة ضغوط عربية وإسلامية متراكمة قادتها الرياض لإجبار واشنطن على التحرك نحو حل سياسي شامل.
تتصاعد ردود الفعل الإقليمية والدولية إزاء خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب داخل غزة، بعدما رحب بالرد الإيجابي من حركة "حماس" التي أبدت موافقتها على بنود الخطة مع بعض التحفظات، واصفاً موقفها بأنه "مؤشر إلى استعداد الحركة لسلام دائم".
وفي المقابل، أبدت إسرائيل استعدادها لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق عبر الإفراج عن جميع الرهائن، لكنها ربطت ذلك بتنسيق أمني وسياسي مع فريق ترمب يضمن الحفاظ على ما تسميه "ثوابت الأمن القومي الإسرائيلي".
وبين ترحيب واشنطن ورد تل أبيب الحذر، برزت مخاوف من أن تبقى الخطة رهينة التجاذبات السياسية في ظل تباين المواقف بين الأطراف الثلاثة، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى واقعية الحديث عن "سلام دائم" في الشرق الأوسط، أم أن الطريق ما زال طويلاً ومليئاً بالعقبات.
ضغط عربي عزل إسرائيل سياسياً
وفي هذا السياق، يوضح المحلل السياسي الكويتي محمد الثنيان رئيس مركز طروس للدراسات، ضمن ملف صوتي لـ "اندبندنت عربية"، أن ما وصفه بـ"خطة ترمب للسلام" لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة ضغوط عربية وإسلامية متراكمة قادتها الرياض لإجبار واشنطن على التحرك نحو حل سياسي شامل.
ويقول الثنيان "منذ سبتمبر (أيلول) 2024، سارت الدول العربية بقيادة الرياض في حشد سياسي وإعلامي لعزل إسرائيل، خصوصاً بعد حادثة قطر، مما خلق رأياً عاماً دولياً ضاغطاً على إسرائيل وجعلها تفقد دعمها في الكونغرس الأميركي".
ويضيف أن الرئيس الأميركي أقر في أحد لقاءاته الإعلامية بأن إسرائيل بدأت تخسر تأييداً داخل الولايات المتحدة وأوروبا، مما شكل حافزاً لطرح مشروع السلام الأخير.
التزام إسرائيل وتحديات المرحلة المقبلة
ويرى المحلل الكويتي أن موافقة حركة "حماس" على بنود الخطة ورد ترمب الإيجابي على هذه الموافقة، يشيران إلى مرحلة سياسية جديدة في المنطقة، لافتاً إلى أن الدور العربي المقبل سيكون محورياً في ضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتابع قائلاً "المسؤولية الكبرى تقع الآن على التحالف العربي والإسلامي بقيادة السعودية لإلزام إسرائيل بخطة السلام ومنعها من تكرار خرق الاتفاق، كما حدث في السابق".
ويضيف أن من بين أبرز التحديات القائمة ضمان إدارة فلسطينية موحدة للضفة الغربية وقطاع غزة، أو في الأقل وضعهما تحت إدارة دولية موقتة تمهيداً لسيادة فلسطينية كاملة.
تفاؤل حذر وسيناريو سلام ممكن
ويخلص رئيس مركز طروس للدراسات إلى القول إن المنطقة تمر بمرحلة "حرجة لكنها واعدة"، مضيفاً أن التحركات العربية على رغم طابعها السياسي نجحت في عزل إسرائيل عن حلفائها تدريجاً، وأن هذه الضغوط قد تثمر في نهاية المطاف عن سلام دائم في الشرق الأوسط وفلسطين تحديداً.
ويختتم الثنيان حديثه بالقول "قد لا تكون النتائج على الأرض فورية، لكن التغير الحقيقي بدأ في وعي العالم تجاه ما يجري في غزة، وهذا التحول وحده خطوة في طريق السلام".