Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" جاهزة لتبادل الرهائن "فورا" لولا القصف

مقتل 16 شخصاً في غزة عشية "محادثات مصر" وروبيو: الإفراج عن الأسرى مستحيل وسط الغارات

ملخص

أصدرت كل من السعودية والإمارات ومصر وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان بياناً مشتركاً رحبت فيه بالخطوات التي اتخذتها "حماس" في شأن خطة ترمب لغزة، واستعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة إدارية فلسطينية انتقالية من التكنوقراط المستقلين، وأكد ضرورة البدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات تنفيذ المقترح، ومعالجة جميع جوانبه.

أكدت "حماس" اليوم الأحد حرصها على البدء "فوراً" بعملية تبادل الرهائن بمعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل، مع استعداد الطرفين لعقد محادثات غير مباشرة غداً الإثنين في مصر، إثر موافقة الحركة على الإفراج عن المحتجزين في غزة ضمن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب.

واعتبرت دول عربية ومسلمة أن موافقة "حماس" على الإفراج عن الرهائن في إطار مقترح ترمب يمثل "فرصة حقيقية" نحو إنهاء الحرب في القطاع المدمر.

مقتل 16 شخصاً

وقبل يومين من دخول الحرب التي اندلعت عقب هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عامها الثالث، واصلت تل أبيب ضرباتها في غزة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً في الأقل، بحسب الدفاع المدني.

وقال قيادي بارز في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم طالباً عدم ذكر اسمه، إن الحركة "حريصة جداً على التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وبدء فوري لعملية تبادل الأسرى وفق الظروف الميدانية".

وأضاف أنه "يجب على الاحتلال عدم تعطيل تنفيذ خطة الرئيس ترمب. إذا كانت لديه نوايا في الوصول إلى اتفاق فـ’حماس‘ جاهزة".

وأوضح مسؤول آخر أن المحادثات ستعقد في شرم الشيخ، ومن المقرر أن يصل إليها مفاوضو الحركة اليوم من الدوحة.

من جهتها أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن المفاوضات ستبدأ غداً، وقالت المتحدثة باسمها شوش بادروسيان للصحافيين "سيغادر الوفد الليلة، ويرتقب أن تبدأ المحادثات غداً"، موضحة أنها ذات طابع "تقني".

وكان البيت الأبيض أكد أمس السبت أن صهر ترمب، جاريد كوشنر وموفده ستيف ويتكوف توجها إلى مصر، بينما أمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عودة الرهائن خلال أيام.

ووافقت "حماس" على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والأموات وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين"، لكنها شددت على وجوب التفاوض في شأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع" وردت ضمن مقترح ترامب، من دون أن تتطرق إلى مطلب رئيس هو نزع سلاحها.

وحذر الرئيس الأميركي أمس من أنه "لن يتهاون مع أي تأخير" في تنفيذ خطته التي تشمل وقف الحرب وإطلاق الرهائن خلال 72 ساعة وانسحاب إسرائيل بصورة تدريجية من غزة ونزع سلاح "حماس" والفصائل على ألا تؤدي دوراً في الحكم، وأن تدير القطاع هيئة تكنوقراط تشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترمب.

وسبق لنتنياهو أن أكد دعمه للمقترح، مشدداً على أنه يحقق أهداف إسرائيل.

وقال ترمب أمس إن إسرائيل وافقت على "خط انسحاب أولي عرضناه على ’حماس‘"، يبعد من حدود القطاع مع إسرائيل مسافة تراوح ما بين 1.5 و3.5 كيلومتر، وهو في انتظار موافقة الحركة عليه.

تهيئة الظروف الميدانية

وذكر مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات أن المحادثات ستشهد "تبادل رسائل بين الطرفين عبر الوسطاء المصريين والقطريين"، متوقعاً أن "يكون وفدا الطرفين موجودين في المبنى نفسه، وبعيداً من وسائل الإعلام".

وأوضح أن المفاوضات تهدف إلى "مناقشة تهيئة الظروف الميدانية لبدء عملية نقل الأسرى المحتجزين في غزة تمهيداً للشروع في تنفيذ عملية التبادل".

وأضاف "أكدت ’حماس‘ أنه من الضروري أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في مناطق قطاع غزة كافة، وكذا كل نشاطات الطيران الحربي والاستطلاعي والمسيّرات، والانسحاب من داخل مناطق مدينة غزة لتهيئة الظروف الميدانية".

وواصلت إسرائيل عمليات القصف في غزة، على رغم أن ترمب طلب منها وقفها.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن وقف القصف ضروري في حال التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن.

وقال روبيو لشبكة "سي بي أس"، "ما إن يتم التوافق على التفاصيل اللوجستية، أعتقد بأن الإسرائيليين والجميع سيقرون باستحالة الإفراج عن رهائن وسط القصف. على القصف إذاً أن يتوقف"، مشدداً على ضرورة بلوغ هذا الاتفاق "سريعاً جداً".

وفي بيان مشترك اليوم، رحب وزراء خارجية دول عربية ومسلمة من بينها مصر والسعودية وقطر بخطوات "حماس"، ونوهوا بدعوة ترمب إسرائيل "إلى وقف القصف فوراً والبدء بتنفيذ اتفاق التبادل، وأعربوا عن تقديرهم لالتزامه إرساء السلام في المنطقة، وأكدوا أن هذه التطورات تمثل فرصة حقيقية للتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار، ومعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يمر بها سكان القطاع".

كما رحب البابا لاوون الـ14 اليوم بـ"التقدم الكبير" الذي تحقق، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار.

900 ألف نازح

وواصلت إسرائيل قصف القطاع، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً في الأقل.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية "حتى هذه اللحظة 16 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم، بينهم 10 في مدينة غزة".

وأضاف أن "عدداً من القتلى ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات بمناطق متفرقة من مدينة غزة لا تستطيع طواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعاف انتشالهم".

وكثفت إسرائيل منذ أسابيع ضرباتها وهجومها البري في مدينة غزة، الأكبر في القطاع، بهدف معلن هو السيطرة عليها. وتسبب ذلك بتهجير واسع من المدينة التي كانت الأمم المتحدة تقدر عدد القاطنين فيها وضمن محيطها قبل تكثيف العمليات، بمليون نسمة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم إن الهجوم أدى إلى نزوح "ما يقارب 900 ألف من السكان نحو الجنوب، مما شكل ضغطاً هائلاً على ’حماس‘ والدول الداعمة لها".

وتثير الأنباء عن احتمال تحقيق اختراق نحو وقف الحرب في قطاع غزة، حيث بلغت الأوضاع الإنسانية الكارثية حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في أغسطس (آب) الماضي، ردود فعل متفاوتة.

وقالت إيناس موسى (21 سنة) التي تقيم في مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ، إنها خرجت لتعبئة المياه "ولم أجد الدبابات التي كانت تقف في المخيم الشمالي". وأضافت "آمل أن يتم إعلان هدنة واتفاق لوقف الحرب، دمروا كل غزة ودمروا حياتنا، ودمروا مستقبلنا، ولا نعرف متى يصلون إلى حل".

أما أحمد بربخ الذي يقيم في "المواصي" بخان يونس، فأكد أن "الغارات مستمرة والقصف المدفعي مستمر"، مضيفاً أن "الاحتلال يكذب ولم يوقف القصف".

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب "بالقضاء التام" على حركة "حماس" إذا رفضت التخلي عن السلطة وتسليم السيطرة على قطاع غزة مثلما تهدف خطته لإنهاء الحرب.

ولدى سؤاله عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتفق مع وقف قصف القطاع ويؤيد رؤية الولايات المتحدة الأوسع، قال ترمب لشبكة سي إن إن أمس السبت "نعم فيما يخص بيبي".

وفي المقابلة التي بُثت اليوم الأحد، أضاف ترمب أنه يتوقع أن يعرف قريباً ما إذا كانت "حماس" ملتزمة بتحقيق السلام.

اتفاق الرهائن

من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الأحد إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس" هذا الأسبوع لإطلاق سراح الرهائن في غزة.

وأضاف لشبكة (أيه. بي. سي)، "المحادثات جارية، بل وأنا أتحدث إليكم الآن، نأمل الانتهاء منها سريعاً هذا الأسبوع... يجب ألا يستغرق هذا أسابيع أو حتى عدة أيام. نريد حدوثه بسرعة كبيرة".

وأكد أن القصف الإسرائيلي في قطاع غزة ينبغي أن يتوقف في حال التوصل إلى اتفاق في شأن الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس".

 

وتابع، "ما أن يجري التوافق على التفاصيل اللوجستية، اعتقد أن الإسرائيليين والجميع سيقرون باستحالة الإفراج عن رهائن وسط القصف. على القصف إذن أن يتوقف"، مشدداً على وجوب بلوغ هذا الاتفاق "سريعاً جداً".

كان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال اليوم الأحد إن الحرب في غزة لم تنته بعد على الرغم من موافقة إسرائيل وحركة "حماس" على أجزاء من خطة الرئيس دونالد ترمب بشأن القطاع.

وذكر روبيو لشبكة "أن.بي.سي نيوز" عن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة "سنعرف بسرعة كبيرة ما إذا كانت ’حماس’ جادة أم لا من خلال كيفية سير هذه المحادثات الفنية من حيث الأمور اللوجستية".

وأوضح أن "حماس" وافقت من حيث المبدأ على ما سيحدث بعد حرب القطاع لكنه أكد في الوقت نفسه أنه "لا يمكن إقامة هيكل لحكم غزة لا يضم الحركة في ثلاثة أيام".

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع إطلاق سراح الرهائن هذا الأسبوع، قال روبيو "نريد إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن". وتابع، "هناك اجتماعات جارية في شأن اتفاق إسرائيل و’حماس’، ونأمل في الانتهاء من الأمور اللوجستية المتعلقة بذلك بسرعة كبيرة". وأكد أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب هي مرحلة نزع السلاح والانسحاب ولن تكون سهلة.

قصف القطاع

قال شهود إن طائرات ودبابات إسرائيلية قصفت مناطق في أنحاء قطاع غزة خلال الليل واليوم الأحد، مما أدى إلى تدمير عديد من المباني السكنية، في وقت يترقب فيه الفلسطينيون بقلق تنفيذ خطة أميركية لإنهاء الحرب ووقف معاناتهم.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي دعا إلى وقف الضربات، قال أمس السبت على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" إن إسرائيل وافقت على "خط انسحاب أولي" داخل غزة، وإنه "عندما تؤيد ’حماس‘ ذلك، سيكون وقف إطلاق النار سارياً على الفور".

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تستعد فيه مصر لاستضافة وفود من حركة "حماس" وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر لبدء محادثات حول تنفيذ أكثر جهود وقف الصراع إحرازاً للتقدم إلى الآن.

محادثات القاهرة والقضايا العالقة

رحب ترمب أول من أمس الجمعة برد "حماس" التي قالت إنها قبلت بعض البنود الرئيسة من اقتراحه لوقف الصراع المكون من 20 بنداً، بما في ذلك إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين، لكن الحركة تركت بعض القضايا مرهونة بمزيد من المفاوضات، فضلاً عن أسئلة لم تجب عنها، منها ما إذا كانت مستعدة للتخلي عن سلاحها، وهو مطلب رئيس من إسرائيل لإنهاء الحرب.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات "التقدم مرهون بموافقة ’حماس‘ على الخريطة، والتي تظهر أن إسرائيل ستظل تحتفظ بالسيطرة على معظم مساحة قطاع غزة".

وأضاف لـ"رويترز"، طالباً عدم نشر اسمه، "قد تطالب ’حماس‘ أيضاً بجدول زمني صارم للانسحاب الإسرائيلي من غزة، المرحلة الأولى من المحادثات ستؤشر إلى كيفية استمرارها فيما بعد".

وفي مؤشر إلى التفاؤل في إسرائيل بخطة ترمب، بلغ الشيكل أعلى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل الدولار ووصلت الأسهم في تل أبيب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وعلى الصعيد المحلي، يجد نتنياهو نفسه محاصراً بين الضغوط المتزايدة لإنهاء الحرب، من جانب أسر الرهائن والجمهور المنهك من الحرب، ومطالب الأعضاء المتشددين في ائتلافه الذين يصرون على أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تراجع في الحملة الإسرائيلية في غزة.

وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش على منصة "إكس" إن وقف الهجمات على غزة "خطأ فادح".

ويتمتع سموتريش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، وهو متشدد أيضاً، بنفوذ كبير في حكومة نتنياهو، وهددا بإسقاطها إذا انتهت حرب غزة، لكن زعيم المعارضة يائير لبيد من حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) المنتمي لتيار الوسط قال إنه سيتم توفير غطاء سياسي لإنجاح مبادرة ترمب و"لن نسمح لهم بنسف الاتفاق".

الدول العربية ترحب برد "حماس"

حصل ترمب على دعم من الدول العربية والإسلامية، فقد أصدرت كل من السعودية والإمارات ومصر وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان بياناً مشتركاً رحبت فيه بالخطوات التي اتخذتها "حماس" في شأن خطة ترمب لغزة، واستعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة إدارية فلسطينية انتقالية من التكنوقراط المستقلين، وأكد ضرورة البدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات تنفيذ المقترح، ومعالجة جميع جوانبه.

 

 

كما أعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم لالتزام الرئيس الأميركي إرساء السلام في المنطقة، وأكدوا أن هذه التطورات تمثل فرصة حقيقية لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار ولمعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يمر بها سكان القطاع، وشددوا على التزامهم المشترك دعم الجهود الهادفة إلى تنفيذ بنود المقترح، والعمل على إنهاء الحرب على غزة فوراً، والتوصل إلى اتفاق شامل يضمن إيصال كافة المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون قيود.

ونوه البيان الوزاري بأهمية عدم تهجير الشعب الفلسطيني، وعدم اتخاذ أي خطوات تهدد أمن وسلامة المدنيين، وإطلاق سراح الرهائن، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، والوصول لآلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، بما يؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل وإعادة إعمار غزة، ويمهد الطريق أمام تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين.

وكان ترمب أعلن أمس السبت أن إسرائيل وافقت على "خط انسحاب أولي عرضناه على ’حماس‘"، مرفقاً ذلك بخريطة تظهر خط انسحاب بالأصفر داخل قطاع غزة، يبعد عن الحدود مع إسرائيل بمسافة تراوح ما بين 1,5 كيلومتر و3,5 كيلومتر. وأضاف "لدى تأكيد ’حماس‘ موافقتها (على خط الانسحاب هذا)، يسري وقف إطلاق النار فوراً، ويبدأ تبادل الرهائن والمعتقلين، وسنوفر الظروف للمرحلة المقبلة من الانسحاب".

أتى ذلك، بعدما ردت الحركة الفلسطينية على مقترح ترمب الجمعة الماضي بإعلان "موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين"، مؤكدة "استعدادها للدخول فوراً" في مفاوضات لبحث تفاصيل ذلك.

وفيما أفادت "حماس" بموافقتها على الإفراج عن كل الرهائن وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين"، إلا أنها شددت على وجوب التفاوض في شأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع".

حرص "حماس"

وأكد قيادي بارز في "حماس" اليوم الأحد حرص الحركة على التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المتواصلة منذ عامين في قطاع غزة والبدء "فوراً" بعملية تبادل للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، وذلك في وقت تستضيف فيه القاهرة اليوم الأحد مفاوضين من إسرائيل وحركة "حماس" لبحث مسألة الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة والفلسطينيين المعتقلين لدى الدولة العبرية في سياق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في القطاع.

وقال القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحركة "حريصة جداً على التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وبدء فوري لعملية تبادل الأسرى وفق الظروف الميدانية". وأضاف "يجب على الاحتلال عدم تعطيل تنفيذ خطة الرئيس ترمب، إذا كان لديه نيات في الوصول لاتفاق فحماس جاهزة".

من جهته، قال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات إن المحادثات غير المباشرة ستشهد "تبادل رسائل بين الطرفين (حماس وإسرائيل) عبر الوسطاء المصريين والقطريين"، مضيفاً "من المتوقع أن يوجد وفدا الطرفين في المبنى نفسه وبعيداً من وسائل الإعلام".

وأوضح المسؤول أن المفاوضات تهدف إلى "مناقشة تهيئة الظروف الميدانية لبدء عملية نقل الأسرى المحتجزين في غزة تمهيداً للشروع في تنفيذ عملية التبادل"، وكشف عن أنه خلال الاتصالات مع الوسطاء خلال اليومين الماضين "أكدت ’حماس‘ أنه من الضروري أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف كافة نشاطات الطيران الحربي والاستطلاعي والمسيرات والانسحاب من داخل مناطق مدينة غزة لتهيئة الظروف الميدانية".

وأضاف المسؤول الفلسطيني "تزامناً مع وقف الاحتلال لنشاطاته العسكرية، ستوقف ’حماس‘ وفصائل المقاومة نشاطاتها وأعمالها العسكرية"، وأوضح أن المحادثات في مصر ستناقش أيضاً "خرائط يقدمها الاحتلال حول الانسحابات ومواعيدها، والتي ستتزامن مع عملية تبادل الأسرى"، كذلك، سيناقش وفد "حماس"، "قوائم أسماء الأسرى الذين يجب على إسرائيل أن تطلق سراحهم" مقابل الرهائن الإسرائيليين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب خطة ترمب، على إسرائيل عن تفرج عن 250 معتقلاً فلسطينياً من أصحاب الأحكام المؤبدة، وأكثر من 1700 فلسطيني من قطاع غزة كانوا اعتُقلوا بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وفي مدينة غزة، التي تصفها إسرائيل بأنها أحد آخر معاقل "حماس"، واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها وحذرت السكان الذين غادروها من العودة قائلة إنها "منطقة قتال خطرة".

واليوم الأحد، قال شهود إن الطائرات الإسرائيلية صعدت هجماتها على أهداف في أنحاء المدينة، وهي أكبر مركز حضري في القطاع.

جاء ذلك في أعقاب ليلة عصيبة ألقت فيها طائرات مسيرة قنابل يدوية على أسطح المباني السكنية وفجرت القوات مركبات محملة بالمتفجرات، مما أدى إلى هدم عشرات المنازل في حيين في مدينة غزة، هما الصبرة والشيخ رضوان.

أين ترمب؟

قال رامي محمد علي (37 سنة) من مدينة غزة، وهو نازح الآن في الجانب الغربي من المدينة قرب الشاطئ "أين ترمب من كل هذا؟"، وتساءل "الانفجارات لا تتوقف والطائرات المسيرة تسقط قنابل في كل مكان وكأنه ما صار شي، أين الهدنة التي حكى لنا ترمب عنها؟".

وقالت السلطات الصحية المحلية إن فلسطينياً واحداً في الأقل قتل وأصيب عدد آخر في تلك الهجمات، وقال مسعفون إن ثلاثة أشخاص آخرين لاقوا حتفهم في ضربات إسرائيلية منفصلة بأنحاء قطاع غزة.

وقال أمجد الشوا، وهو رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، التي تتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، إن مدينة غزة بدأت تعاني نقصاً حاداً في الغذاء والوقود بعد أيام من إغلاق إسرائيل الطريق من الجنوب إلى الشمال.

وأضاف الشوا "نتحدث عن عشرات الآلاف من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية إضافية وهم في خطر الآن بسبب حصار الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة وتصعيد الهجمات".

 

 

وبموجب خطة ترمب من المقرر إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، أحياءً ومتوفين، في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل للاتفاق علناً، وتقول إسرائيل إن 48 رهينة ما زالوا في غزة، منهم 20 لا يزالون على قيد الحياة.

وربما تكون هناك تحديات على الأرض أيضاً، وقالت مصادر مقربة من "حماس" لـ"رويترز" إن تسليم الرهائن الأحياء قد يكون سهلاً نسبياً، لكن انتشال جثث القتلى وسط الدمار الهائل والأنقاض في غزة ربما يستغرق وقتاً أطول من بضعة أيام.

وقال ترمب أول من أمس الجمعة إنه يعتقد أن "حماس" أظهرت أنها "مستعدة لسلام دائم" ودعا حكومة نتنياهو إلى وقف الغارات الجوية في غزة.

دعوة ألمانية  

بدوره أكد وزير الخارجية الألماني الذي يبدأ جولة تشمل قطر والكويت أن بلاده "ستلتزم بصورة حاسمة" تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، في وقت تستعد فيه القاهرة الأحد لاستضافة محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس".

وقال يوهان فاديفول في بيان صباح اليوم الأحد قبل أن يغادر إلى قطر "من أجل تنفيذ سريع للخطة الأميركية" التي تمثل "فرصة فريدة"، لا بد من "تعاون دولي سريع وضروري" مع الدول الأوروبية والعربية.

وأوضح أن برلين ستقدم "عروضاً ملموسة" بوصفها "شريكاً في المساعدة الإنسانية و(تأمين) الاستقرار وإعادة الإعمار"، واعتبر فاديفول أن ذلك يرتبط "باستقرار المنطقة مع أمن مستدام للجميع وأفق سياسي بالنسبة إلى الفلسطينيين وتطبيع للعلاقات في نهاية المطاف بين كل الدول وإسرائيل".

ويناقش فاديفول اليوم الأحد مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "الإفراج الفوري" عمن بقي من الرهائن الإسرائيليين، "ولا يزال بين هؤلاء مواطنون ألمان"، كذلك، يشارك الوزير الألماني اليوم الأحد وغداً الإثنين في محادثات لمجلس التعاون الخليجي في الكويت مع دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة.

وبدأت إسرائيل حربها على غزة بعد الهجوم الذي قادته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحرب أدت إلى مقتل أكثر من 67 ألف شخص في القطاع، معظمهم من المدنيين، فضلاً عن تدميره.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات