Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المصري خالد العناني رئيساً لمنظمة اليونسكو

تعهد العمل مع جميع الدول الأعضاء بالمنظمة لوضع خريطة طريق مشتركة لتحديثها ودفعها نحو المستقبل

خالد العناني أول مدير عام لليونسكو من دولة عربية (أ ف ب)

ملخص

قال خالد العناني "أريد أن أُبيّن أن لليونسكو تأثيرا ملموساً على حياة الناس. فاليونسكو لا تُعنى فقط بالتراث الثقافي، بل تُعنى أيضاً بالتعليم في مناطق الطوارئ، وحماية الصحافيين وحريتهم، ومكانة المرأة في العلوم...".

اختار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) المصري خالد العناني مديراً عاماً جديداً للمنظمة، وسيُصادق المؤتمر العام لليونسكو رسمياً على تعيينه في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل خلال اجتماعه في سمرقند بأوزبكستان، وهو إجراء شكلي عادة، إذ لم يسبق أن خالف المؤتمر قرار المجلس التنفيذي.

وسيصبح العناني، أول مدير عام لليونسكو من دولة عربية، وثاني إفريقي بعد السنغالي أمادو محتار مبو (1974-1987). وسيتسلم رسمياً مهماته في الـ 14 من نوفمبر، خلفا للفرنسية أودري أزولاي التي تولت المنصب منذ العام 2017.

وفي كلمته أمام المجلس التنفيذي، تعهّد العناني العمل "يداً بيد مع جميع الدول الأعضاء لوضع خريطة طريق مشتركة لتحديث اليونسكو ودفعها نحو المستقبل".

تحديات تواجه العناني

وسيتولى العناني قيادة منظمة تمرّ بمرحلة إعادة تقييم عميقة، بعدما وُجهت إليها في الأشهر الأخيرة اتهامات بأنها "مسيّسة"، وتراجع دورها مرجعية ثقافية وعلمية مستقلة.

وبعد خروج إسرائيل من المنظمة عام 2017، شهدت السنة الجارية انسحابين، أحدهما أعلنته نيكاراغوا في مايو (أيار) بعد مَنح جائزة لصحيفة معارضة فيها، والآخر، وهو الأبرز، أعلنته الولايات المتحدة رسميا في يوليو (تموز)، إذ اتهمت إدارة ترمب المنظمة بالتحيز ضد إسرائيل، والترويج "لقضايا اجتماعية وثقافية مثيرة للانقسام"، وتأييد "خريطة طريق أيديولوجية تؤمن بالعالمية" المتعارضة مع سياستها القائمة على مفهوم "أميركا أولا".

ويحرم انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو جزءاً كبيراً من مواردها المالية، إذ توفّر واشنطن 8 في المئة من إجمالي موازنة المنظمة. لكنّ هذه الخطوة تؤثر سلبا كذلك على مكانتها.

ووعد العناني بالعمل على إعادة الولايات المتحدة إلى المنظمة، وهو ما نجحت أودري أزولاي في تحقيقه عام 2023، بعد ست سنوات من قرار ترمب الأول سحب بلده منها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ظلّ غياب التمويل الأميركي وتراجُع التمويل من الدول الأوروبية التي تُعطي الأولوية لإنفاقها على الأسلحة والدفاع، يعتزم خالد العناني تعزيز القاعدة المالية لليونسكو عبر وسيلتين، أولاهما جذب مزيد من المساهمات الطوعية من الحكومات بطرق أبرزها نظام "مبادلة الديون"، والثانية من خلال الاستفادة من موارد القطاع الخاص (المؤسسات، والجهات الراعية، والشركات، وغيرها).

وأضاف "أريد أن أُبيّن أن لليونسكو تأثيرا ملموساً على حياة الناس. فاليونسكو لا تُعنى فقط بالتراث الثقافي، بل تُعنى أيضاً بالتعليم في مناطق الطوارئ، وحماية الصحافيين وحريتهم، ومكانة المرأة في العلوم...".

وقبل إجراء الانتخابات بدت حظوظ العناني "الأكثر ترجيحاً" للوصول إلى قيادة المنظمة الأممية، إذ أعلنت القاهرة ترشيح العناني منذ عامين، وأعدت حملتها مبكراً، وحصلت على دعم رسمي من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إضافة إلى عواصم كبرى أبرزها باريس، بينما رشحت الكونغو ماتوكو قبل ثلاثة أيام فقط من إغلاق باب الترشح رسمياً في مارس (آذار) الماضي.

وشغل خالد العناني (54 سنة) منصب وزير الآثار بين عامي 2016 و2019، وأضيفت إليه حقيبة السياحة حتى أغسطس (آب) 2022، وهو أكاديمي في علم المصريات بكلية الإرشاد السياحي في جامعة حلوان، وحاضر في جامعات فرنسية، كما شارك في بعثات أثرية مصرية - فرنسية مشتركة، وأشرف على عديد من المتاحف أهمها المتحف المصري بالتحرير. لذا يستند العناني في حملة ترشحه إلى نجاحاته الأكاديمية والتنفيذية، إضافة إلى التركيز على أنه في حال انتخابه سيكون أول عربي يتولى رئاسة الـ"يونيسكو".

وانحصرت المنافسة بين المرشحين الأفريقيين بعد انسحاب المكسيكية غابرييلا راموس، من سباق الترشح في أغسطس الماضي، مما منح دفعة إضافية لحظوظ العناني.

وكان لافتاً أن مصر عازمة على انتزاع المنصب الأممي رفيع المستوى، في ثالث ترشيح مصري من نوعه، إذ أعلنت عن ترشيح العناني عام 2023، وقدم أوراقه فور فتح باب الترشح في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، كما عملت الدبلوماسية المصرية على استصدار قرار بتأييده مرشحاً للدول الأفريقية في القمم الأفريقية المتتالية، في فبراير (شباط) ويوليو (تموز) 2024، ويوليو الماضي.

وعلى رغم الموقف الرسمي من الاتحاد الأفريقي، اتخذت الكونغو خطوة مفاجئة قبل أيام من إغلاق باب الترشح بطرح اسم فيرمين إدوارد ماتوكو.

وخلال الأسابيع الأخيرة عملت برازفيل على دعم حملة مرشحها، التي تحظى باهتمام الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو شخصياً، وفق وسائل إعلام فرنسية. وتعاقدت الحملة مع شركة أميركية للعلاقات العامة، وكثفت الحكومة الكونغولية من زيارات مبعوثيها للدول صاحبة حق التصويت، وهم أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، إذ أرسلت ثلاثة وزراء في الأقل إلى دول في آسيا وأميركا الجنوبية والكاريبي والخليج العربي.

كما شارك المرشح الكونغولي في اجتماعات بنيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لعرض رؤيته لمستقبل الـ"يونيسكو"، بينما بقي العناني في باريس للتواصل مع مندوبي الدول المختلفة في المنظمة.

تحركات مصرية ناجحة

وكثفت مصر أيضاً من تحركاتها لتأمين فوز مرشحها، وتجنب أي مفاجآت غير سارة، إذ قاد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي التحركات في باريس منذ الأسبوع الماضي، وعقد عديداً من الاجتماعات الثنائية والموسعة، بخاصة مع دول المجموعة الأفريقية، وكان حريصاً على تأكيد القرارات السابقة من الاتحاد الأفريقي باعتبار العناني مرشح القارة.

وعقد عبدالعاطي اجتماعاً مع مندوبي الدول الأفريقية في الـ"يونيسكو"، بحضور العناني، ووزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى، إضافة إلى لقاءات ثنائية مع مندوبي موريشيوس وموزمبيق والغابون، وأجرى محادثات هاتفية مع نظيريه الإيفواري والبوركيني، على رغم إعلان واغادوغو في وقت سابق تأييد العناني، في ما بدا أنه محاولة مصرية لتجنب تغير المواقف الأفريقية سراً.

قال نائب وزير الخارجية المصري السابق السفير علي الحفني، إن مصر بذلت جهوداً دبلوماسية كبيرة، تشمل الاتصالات مع الدول الأفريقية والعربية والتنسيق مع العواصم العالمية، لتعزيز فرص مرشحها خالد العناني لرئاسة منظمة الـ"يونيسكو"، التي تكللت بالنجاح. مضيفاً، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أنه رغم قرار الاتحاد الأفريقي، العناني تمتع بمقومات ترشحه للفوز برئاسة الـ"يونيسكو"، 

وعقد وزير الخارجية المصري لقاءات مع مندوبي عديد من الدول في أميركا الجنوبية وآسيا، مما أثمر عن إعلان سيريلانكا وباراغواي والمكسيك والأرجنتين تأييدها المرشح المصري.

كذلك جددت فرنسا دعمها العناني على لسان وزير خارجيتها، الذي التقى نظيره المصري في باريس. وفي أغسطس الماضي أعلنت موسكو دعمها العناني، وفي وقت سابق أعلنت دول عدة منها نيجيريا وإسبانيا وألمانيا دعمها المرشح المصري.

وقال مساعد وزير الخارجية السابق السفير يوسف الشرقاوي، إن القاهرة استعدت بقوة لترشيح العناني لرئاسة الـ"يونيسكو" عبر التنسيق مع بعض الدول، فضلاً عن الدعم من الاتحاد الأفريقي والدول العربية.

خلال حملته الانتخابية الممتدة منذ 30 شهراً زار المرشح المصري أكثر من 60 دولة، أجرى خلالها لقاءات مع مسؤولي كل دول المجلس التنفيذي للمنظمة.

وحظى العناني بدعم رسمي من الدول العربية، إذ أعلنت القمة العربية في مايو (أيار) 2024 عن اعتماده مرشحاً عربياً لرئاسة الـ"يونيسكو". ويضم المجلس التنفيذي للمنظمة ثماني دول عربية هي: قطر والسعودية والأردن والكويت وسلطنة عمان والعراق وجيبوتي، إضافة إلى مصر.

ويعد العناني ثالث مرشح تدفع به مصر في تاريخها لحصد رئاسة الـ"يونيسكو" بعد فاروق حسني الذي خسر أمام البلغارية إيرينا بوكوفا عام 2009 رغم تقدمه في أربع جولات تصويت من أصل خمس، وفي عام 2017 خسرت المرشحة المصرية مشيرة خطاب في الجولة قبل الأخيرة من الانتخابات التي حسمتها أزولاي على حساب المرشح القطري حمد الكواري، فيما ترشح المصري إسماعيل سراج الدين عام 1999 لكن الترشيح جاء من دولة بوركينا فاسو، وأبدت القاهرة دعمها للمرشح السعودي غازي القصيبي الذي توافقت عليه الدول العربية قبل ترشيح سراج الدين، وفي النهاية خسر الاثنان لمصلحة الياباني كوشيرو ماتسورا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير