يونسكو تشطب كرنفالا بلجيكيا معاديا للسامية من قائمة التراث العالمي

أعلنت "منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والتعليم والثقافة" (يونيسكو) عن حذف اسم كرنفال بلجيكي يسخر من اليهود من قائمتها للتراث العالمي، وذلك بعد تعرضه لاتّهامات متكررة بالعنصرية.

وأوضحت اللجنة الحكومية الدولية التابعة للأمم المتّحدة لحماية التراث الثقافي غير المادي، أنها  شطبت اسم الكرنفال الذي يُقام كلّ سنة في مدينة آلست البلجيكية من تلك اللائحة، بسبب ما يشهده هذا النشاط من "تكرار مستمرّ لتمثيليّات عنصرية ومعادية للسامية".

وكان الكرنفال البلجيكي قد أضيف بدايةً إلى قائمة "يونيسكو" للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في العام 2010، لكن شاركت في موكبه عربة تحمل دمى تمثل شخصياتٍ من يهودية أرثوذكسية بأنوف معقوفة وهي تجلس على أكياس من الذهب، ما أثار غضباً عارماً في البلاد حيث يوجد مجتمع يهودي قوامه نحو أربعين ألف شخصا.

وكان كريستوف دهيس رئيس بلدية آلست، قد سارع إلى الإعلان عن تخلّي المدينة عن تصنيفها في قائمة المنظّمة للتراث العالمي  وذلك قبل أن تتخذ "يونسكو" القرار في اجتماعها المزمع يوم الأحد بتجريدها من هذا الامتياز، كما كان متوقعاً.

ودافع دهيس عن الكرنفال، كما  نفى الاتّهامات الموجهة له بالعنصرية أو بمعاداة السامية، وحيا  مدينته التي وصفها بأنها "عاصمة السخرية والتهكّم". وقال في بيان صحافي بعث به إلى محطة TV Oost Nieuws إن "مواطني آلست عانوا من اتّهامات بشعة. فنحن لسنا معادين للسامية ولسنا عنصريّين، وجميع من يؤيدون هذه الاتهامات يتصرفون بسوء نية".

لكن رئيس "الرابطة اليهودية الأوروبية" التي تتّخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرّاً لها، علّق في تصريح له بأن "المسؤولين في آلست كانوا يقفزون قبل أن يتم دفعهم".

واعتبر الحاخام مناحيم مارغولين، رئيس "الرابطة اليهودية الأوروبية" أنه "على الرغم من الانتقادات الواسعة النطاق، وكذلك الصور البشعة المعادية بوضوح للسامية، وعلى الرغم من الفرصة التي أعطيت أقلّه للاعتراف بالخطأ والأذى الذي تمّ التسبّب به، فقد بقي رئيس بلدية آلست على موقف المتحدّي والساخر".

من جانبها، أعلنت منظّمة "يونيسكو" في بيان أنها "من منطلق الإخلاص لمبادئها الأساسية المتمثّلة في الكرامة والمساواة والاحترام المتبادل بين الشعوب، فهي تدين جميع أشكال العنصرية ومعاداة السامية والكراهية للأجانب".

يأتي ذلك بعد نشر عريضة ممهورة بما يزيد على 22,500 توقيع تطالب بحذف الكرنفال من قائمة التراث العالمي. واعتبرت العريضة أن "الجرائم المتكرّرة المعادية للسامية.. تعني أن الوقت قد حان لحرمان النشاط من هذا الامتياز".

وأضافت العريضة "قد يؤدّي ذلك بمنظّمي المهرجان إلى ضمان ألا تظهر على شوارع آلست مثل هذه الإيحاءات العنصرية والصور المعادية للسامية التي تسبّبت في إلحاق إهانة كبيرة بعددٍ من الناس، والتي قد تكون غير قانونية.. ويمكن أن يفيد هذا فقط في تعزيز  تماسك المجتمع والقيم الديموقراطية والكرامة الإنسانية".