ملخص
تسبب الإغلاق الأميركي في حال من القلق وتفاقم حال عدم اليقين مما دفع الدولار الأميركي إلى خسائر كبيرة
اكتست شاشات تداول العملات الرقمية باللون الأخضر عقب الإعلان عن إغلاق الحكومة الأميركية، ضمن مشهد يعكس كيف أصبحت أسواق "الكريبتو" ملاذاً للمستثمرين خلال أوقات الاضطراب.
فمع تراجع الدولار الأميركي وتفاقم حال القلق في مختلف الأسواق، اتجهت رؤوس الأموال نحو الأصول المشفرة.
وعلى رغم أن الإغلاقات الحكومية عادة ما يكون تأثيرها محدوداً داخل أسواق المال، فإن التوقيت الحالي يضاعف الحساسية بسبب تأجيل بيانات التوظيف الأميركية، مما يزيد تعقيد حسابات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قبل اجتماعه المقبل.
تفاصيل المشهد
الإغلاق الحكومي جاء في لحظة سياسية متوترة، إذ لوح الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستخدام هذا الإجراء لتقليص حجم القطاع العام من خلال تسريح موظفين، بينما تظل مدة الإغلاق غير واضحة في ظل غياب مؤشرات إلى اتفاق سياسي قريب.
وخلال ولايته الأولى، شهدت البلاد أطول إغلاق جزئي في تاريخها، وهو ما أعاد للأذهان أخطار الشلل الإداري على الاقتصاد الأميركي.
في الأسواق، انعكست التطورات على مختلف فئات الأصول. فالأدوات المالية عالية الأخطار شهدت تذبذباً واضحاً، بينما قفز الذهب كملاذ آمن تقليدي إلى مستوى قياسي للمرة الـ39 خلال العام، أما العملات المشفرة فتحولت سريعاً إلى بوصلة جذب لتسجل قفزات في قيمتها السوقية.
وبحسب بيانات منصة "كوين ماركت كاب" وإحصاءات أعدتها "اندبندنت عربية"، ارتفعت القيمة السوقية المجمعة للعملات الرقمية بنسبة 7.7 في المئة خلال 48 ساعة، لتضيف نحو 298 مليار دولار، صاعدة من 3830 مليار دولار صباح الثلاثاء الماضي إلى 4128 مليار دولار صباح أمس الخميس.
وتجاوز حجم التداولات خلال الساعات الـ24 الأخيرة 258 مليار دولار، في إشارة إلى عودة السيولة بقوة إلى سوق "الكريبتو".
"بيتكوين" تعود إلى دائرة الصعود
تصدرت كبرى العملات المشفرة "بيتكوين" المشهد بعدما اخترقت مستوى 118 ألف دولار، مسجلة ضمن التعاملات الأخيرة نحو 120212 دولاراً.
وعلى رغم أنها تراجعت سابقاً من قمة 124 ألف دولار إلى 108 آلاف دولار، فإنها استعادت زخماً قوياً لترتفع بنسبة واحد في المئة خلال يومين وبنحو 9.7 في المئة على أساس أسبوعي، وصعدت قيمتها السوقية الإجمالية إلى 2386.35 مليار دولار، بحصة سوقية بلغت 57.96 في المئة من إجمال السوق.
"إيثريوم" وبقية الكبار
في المركز الثاني جاءت "إيثريوم" محققة ارتفاعاً بنسبة 1.8 في المئة يومياً و14 في المئة أسبوعياً، لتستقر عند 4461 دولاراً. وبلغت قيمتها السوقية 538.53 مليار دولار، مستحوذة على 12.99 في المئة من سوق المشفرات.
أما "إكس ريبل" فصعدت 4.3 في المئة يومياً و3.9 في المئة أسبوعياً إلى 2.97 دولار، مع قيمة سوقية بلغت 177.82 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بينما "تيزر" استقرت عند مستوى دولار واحد، لكن قيمتها الإجمالية ارتفعت إلى 175.82 مليار دولار بحصة 4.31 في المئة، فيما صعدت "بي أن بي" بنسبة اثنين في المئة يومياً و3.6 في المئة أسبوعياً إلى 1030.10 دولار، بقيمة سوقية 143.50 مليار دولار تعادل 3.51 في المئة من إجمال السوق.
"سولانا" تخطف الأنظار
وبين العملات الكبرى برز أداء "سولانا"، التي قفزت 7.3 في المئة يومياً وأكثر من تسعة في المئة خلال الأسبوع، مسجلة 224.68 دولار بقيمة سوقية 122.07 مليار دولار وبحصة 2.99 في المئة.
في المقابل، استقرت "يو أس دي أس" عند مستوى دولار واحد وقيمة 74.16 مليار دولار، بينما صعدت "دوغ كوين" بنسبة 8.7 في المئة يومياً وثمانية في المئة أسبوعياً إلى 0.258 دولار، بقيمة 38.37 مليار دولار.
"ترون" أيضاً حققت زيادة 2.2 في المئة يومياً واثنين في المئة أسبوعياً إلى 0.341 دولار بقيمة 32.33 مليار دولار، فيما ارتفعت "كاردانو" بنسبة 6.3 في المئة يومياً و7.5 في المئة أسبوعياً إلى 0.855 دولار بقيمة 30.64 مليار دولار.
ما سبق يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنه وفي ظل ترقب الأسواق الخطوة المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط ضبابية الإغلاق الحكومي، أثبتت العملات المشفرة أنها لاعب أساس في موازنة شهية الأخطار لدى المستثمرين.
وعلى رغم تحذيرات بعض من فقاعة محتملة، فإن صعودها الجماعي في مواجهة اضطرابات الأسواق التقليدية يعزز مكانتها كخيار بديل، وإن كان محفوفاً بالتقلبات.
وفي ظل غياب وضوح سياسي واقتصادي في أميركا، يبدو أن "الكريبتو" ستظل الوجهة المفضلة لرؤوس الأموال الباحثة عن ملاذ مختلف.
