Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحشيد وتأهب متبادل في شمال كردفان وقصف ومناوشات بالفاشر

طيران الجيش يهاجم "الدعم السريع" في المحاور الغربية والاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على طرفي الحرب

لقطة من فيديو يظهر تجمعاً لعناصر من "الدعم السريع" (مواقع التواصل)

ملخص

اتهمت غرفة طوارئ معسكر زمزم للنازحين شمال الفاشر، "الدعم السريع" بالتورط في سحب الدم بالقوة من بعض المدنيين الفارين من المدينة مستعينة بكوادر طبية أجنبية، غير مستبعدة قيامها أيضاً بعمليات استئصال أعضاء منهم، وفق شهادات وحالات من نساء وشباب أفادو بتعرضهم لسرقة الأعضاء وعمليات سحب الدم داخل مراكز مخصصة في معسكري زمزم وأبو زريقة ومنطقة كيلو 8 شرق الفاشر أثناء محاولتهم مغادرة المدينة نحو منطقة طويلة.

مدد الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، العقوبات المفروضة على الطرفين الرئيسين في حرب السودان، وتشمل تجميد الأصول وحظر السفر، لمدة عام حتى الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) 2026.

وتشمل العقوبات 10 أفراد وثمانية كيانات، منها شركات متورطة في تصنيع الأسلحة والمركبات للجيش السوداني وثلاث شركات متورطة في شراء معدات عسكرية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ميدانياً ووسط تحشيد متبادل تأهباً لتصعيد جديد متوقع بمحور شمال كردفان المشتعل منذ أسابيع مضت، شنَّ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني أمس الأحد سلسلة غارات جوية متزامنة على مواقع وتجمعات قوات "الدعم السريع" في جميع محاور القتال الغربية بكردفان ودارفور.

وأوضحت مصادر ميدانية أن مقاتلات الجيش الحربية هاجمت عدداً من مواقع "الدعم السريع" بمدينة المزروب ومناطق غرب بارا بشمال كردفان، بجانب محيط مدينتي الفاشر ومليط بشمال دارفور، فضلاً عن توجيه ضربات جوية لتجمعات "الدعم السريع" في محور الصحراء الشمالي الغربي بمنطقة جبال العوينات على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.

كشفت المصادر عينها عن أن الضربات الجوية تركزت بالمحاور الغربية وأسفرت عن تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بتدمير مواقع وتحصينات وآليات قتالية عدة كانت الميليشيات تستخدمها في شن هجمات على مدينة الفاشر بشمال دارفور وتصعيد نشاطها العسكري بكردفان.

بحسب المصادر نفسها استهدف الطيران الحربي للجيش أمس الأحد متحركات ومنشآت وآليات لـ"الدعم السريع" بجبل عوينات على الحدود السودانية الليبية، بجانب تدمير رتل من العربات المقاتلة مع طواقمها في محيط الفاشر، كما استهدفت مسيرات الجيش مجموعات من عناصر الميليشيات بمدينة مليط بشمال دارفور.

استرداد وتأمين

كانت الحكومة السودانية اتهمت قوات "الجيش الوطني الليبي"، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بمساعدة قوات "الدعم السريع"، في السيطرة على "المثلث الحدودي" في يونيو (حزيران) الماضي، بما فيه جبل عوينات، وتحويل المنطقة إلى معسكرات تدريب وتجنيد، فضلاً عن استغلالها في تدفق الإمدادات وعمليات التنقيب عن الذهب.
برياً قالت مصادر عسكرية إن الجيش تمكن أمس الأحد من استرداد منطقة العيارة غرب مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وإبعاد مجموعات الميليشيات التي سعت إلى التوغل داخل الأحياء الغربية للمدينة وطاردتها حتى مشارف منطقة "ود المكاشفي"، ما مكنها من توسيع دائرة تأمين المدينة لوقف أي محاولات تسلل أو تهديدات محتملة لها.

أما في شمال دارفور فشهدت مدينة الفاشر عاصمة الولاية، الأحد، قصفاً ومواجهات متقطعة بين الجيش وحلفائه في "القوات المشتركة" من جهة، وقوات "الدعم السريع" من جهة أخرى، إذ جددت الأخيرة قصفها المدفعي الثقيل على معسكر أبوشوك للنازحين والأحياء السكنية الشمالية من المدينة.

وأفادت مصادر محلية بأنه، وعلى رغم الهدوء الحذر الذي ساد بعض مناطق الفاشر أمس الأحد، فإن المناوشات والاشتباكات ظلت تدور بصورة متقطعة في جهات أخرى.

وكان قصف صاروخي بطائرة مسيرة استهدف منزل الأمين العام التنفيذي الأول بحكومة ولاية شمال دارفور محمداي عبدالله آدم أودى بحياته هو وزوجته، وذلك عقب يومين من مقتل نحو 75 من المدنيين وإصابة 10 آخرين في قصف مماثل بمسيرة تابعة للدعم السريع لأحد مساجد حي أبوشوك بالفاشر.

مسيرات وكوليرا

من جانبها لفتت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر" إلى أن الميليشيات كثفت في الآونة الأخيرة هجمات مسيراتها على الأحياء السكنية والمرافق الخدمية بالمدنية بصورة ملحوظة.

في هذا الوقت يواصل وباء الكوليرا انتشاره السريع في جميع أنحاء دارفور وبخاصة في معسكرات النازحين المكتظة الأكثر هشاشة وضعفاً صحياً وغذائياً.

وارتفع العدد التراكمي للوفيات بالكوليرا إلى 543 وفاة، وقفزت الإصابات اليومية إلى 12.883 إصابة، وفق تحديث للمنسقية العامة للنازحين بدارفور.

وفوق مأساتها المتعمقة دخلت الفاشر في أزمة مياه حادة ضاعفت معاناة السكان العالقين، ودفعت أهالي عديد من الأحياء للنزوح داخلياً في ظروف أشد صعوبة بغياب الخدمات الأساسية.

وشكا عالقون في المدينة من خروج جميع مصادر المياه العامة والخاصة في معظم المناطق عن الخدمة، نتيجة التوغلات الأخيرة للميليشيات خلال الأسابيع الماضية.

وتعاني مدينة الفاشر أوضاعاً إنسانية شديدة القسوة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل استمرار المواجهات والحصار الخانق الذي تفرضه عليها قوات "الدعم السريع" منذ ما يقارب العامين، مما تسبب في تفشي الجوع والأوبئة، نتيجة التوقف شبه التام للخدمات الصحية والنقص الحاد في الأدوية، كما أفرغ المدينة من أكثر من نصف سكانها الذين فروا إلى مناطق طويلة وجبل مرة هرباً من القصف والمواجهات المستمرة والتدهور المتفاقم للأوضاع الإنسانية.

سرقة الدم والأعضاء

وفي تطور مثير اتهمت غرفة طوارئ معسكر زمزم للنازحين شمال الفاشر، "الدعم السريع" بالتورط في سحب الدم بالقوة من بعض المدنيين الفارين من المدينة مستعينة بكوادر طبية أجنبية، غير مستبعدة قيامها أيضاً بعمليات استئصال أعضاء منهم، وفق شهادات وحالات من نساء وشباب أفادو بتعرضهم لسرقة الأعضاء وعمليات سحب الدم داخل مراكز مخصصة في معسكري زمزم وأبو زريقة ومنطقة كيلو 8 شرق الفاشر أثناء محاولتهم مغادرة المدينة نحو منطقة طويلة.

من جهة أخرى ومع ارتفاع عدد الإصابات وزيادة الحالات بالخرطوم خصصت وزارة الصحة الولائية مراكز لعلاج حمى الضنك والملاريا مجاناً بخمسة مستشفيات في كل من مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، مع التزامها بتوفير علاج حمى الضنك والملاريا مجاناً بالمستشفيات وبعض المراكز الصحية بالأحياء.

ووقف وزير الصحة الاتحادي هيثم إبراهيم على الترتيبات النهائية لإطلاق حملة تجفيف برك المياه الراكدة غداً الثلاثاء في إطار الحملة القومية لمكافحة نواقل الأمراض بخاصة حمى الضنك والملاريا.

وبحث إبراهيم مع وزير الصحة المكلف ولاية الجزيرة أسامة عبدالرحمن موقف حملات مكافحة نواقل الأمراض بالولاية وزيادة الفرق العاملة في التفتيش وانضمام الولاية للحملة القومية لتجفيف برك المياه تحت شعار "بالتجفيف الحمى تقيف".

ودعا الوزير الاتحادي إلى ضرورة تكثيف عمليات الرش بالطائرات التي انطلقت منذ عدة أيام، مع ضرورة تحريك المجتمعات على مستوى المدن والقرى، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتأمين الإمدادات الدوائية للتعامل مع الإصابات، فيما طالب وزير صحة ولاية الجزيرة بضرورة تقديم الدعم العاجل لمقابلة الزيادة المطردة في حالات حمى الضنك والملاريا بالولاية.

من جانبه وقف والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة على موقف المخزون والإمداد الدوائي وعمليات الإمداد والتوزيع الداخلي لعلاج حميات الضنك والملاريا بمستشفى أم درمان المرجعي واطلع على معدلات التردد على المستشفيات والمراكز الصحية.

تنسيق إقليمي أممي

إقليمياً، وفي إطار التنسيق والتشاور الإقليمي والدولي لوقف إطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية بالسودان، أعلن الاتحاد الأفريقي عزمه عقد مشاورات بين القوى السياسية السودانية، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال الفترة من 5 إلى الـ11 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بمشاركة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بهدف بحث سبل إنهاء الحرب والعودة إلى المسار المدني الديمقراطي عبر عملية سياسية شاملة.

ووجه الاتحاد الدعوة لعدد من القوى والأحزاب السياسية السودانية، على رأسها "التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة" (صمود) والكتلة الديمقراطية ومجموعة أخرى من القوى السياسية، بينها "تحالف التراضي الوطني" بزعامة مبارك الفاضل المهدي، وحزبي الشيوعي والبعث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحفظات "صمود"

ورداً على دعوة الاتحاد الأفريقي كشف المتحدث باسم تحالف القوى الديمقراطية المدنية (صمود) بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، بكري الجاك، أن التحالف طالب الاتحاد الأفريقي بالدعوة إلى هدنة إنسانية ودعم خريطة طريقة الرباعية التي تعتبر الفرصة الأكبر لتحقيق السلام بالسودان، مؤكداً أن المدخل الحالي لا يحقق الحد الأدنى لضمان نجاح هذه المشاورات في إسكات البنادق.

وأوضح الجاك في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن "التحالف خاطب رئيس الآلية الرفيعة بالاتحاد محمد بن شمباس بكتابة رد على دعوته التحالف للمشاركة في المشاورات"، مبدياً ملاحظاته حول طريقة عمل الاتحاد الأفريقي بالملف السوداني والتي اتسمت بالموسمية بدلاً من الاستمرار في التعاطي مع المستجدات. وتابع، "أخطرنا الاتحاد الأفريقي برغبتنا الصادقة في عقد اجتماع ناجح، وأن ذلك النجاح المأمول لا يأتي إلا عبر مشاورات واسعة وحقيقية مع الكتل الرئيسة، حتى تصبح العملية السياسية ملكاً للسودانيين وبقيادتهم".

مشاورات عربية

أيضاً على صعيد المساعي الرامية للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار في السودان أعلنت جامعة الدول العربية أنها تجري مشاورات وحوارات حثيثة مع الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية، بهدف استئناف المحادثات السودانية.

وأكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أن "الجهود العربية والدولية تمضي في الاتجاه الصحيح لإيجاد حل سريع للأزمة السودانية، كما يتواصل التنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية دعماً لجهود تخفيف معاناة المدنيين في ظل الصراع المستمر".
وأوضح أبو الغيط أن "مشاورات الجامعة تهدف لإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف السودانية المتنازعة، بما يسمح بالتوصل إلى هدنة إنسانية موقتة، وتقديم المساعدات الإغاثية للمدنيين في المناطق المتضررة، مع أهمية وقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن تجنباً لمزيد من التصعيد.

أممياً، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطالبته بالوقف الفوري للأعمال العدائية في الفاشر وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة ومستدام دون أي عوائق.
وأعرب بيان للمتحدث باسم الأمين العام عن قلق غوتيريش البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الفاشر، محذراً من تزايد الأخطار على المدنيين المحاصرين في المنطقة الذين يدفعون الثمن الأكبر في الحرب، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري للقتال.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف على الانخراط السريع في حوار حقيقي للتوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتهدئة العنف، بما في ذلك في الفاشر، وعلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حل مستدام للصراع.

دبلوماسياً، يقود رئيس الوزراء الانتقالي كامل إدريس وفد السودان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، التي ستبدأ غداً الثلاثاء الـ23 من سبتمبر (أيلول) الجاري بنيويورك.

ومن المنتظر أن يلقي إدريس خطاب السودان أمام الجمعية العامة في الـ27 من الشهر الجاري، الذي سيركز على الأوضاع الإنسانية والدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ ما يزيد على العامين، بخاصة المأساة التي تعيشها مدينة الفاشر جراء الحصار الخانق المفروض عليها من قبل "الدعم السريع" لنحو 18 شهراً.

بجانب رئيس الوزراء يضم الوفد السوداني وزراء الخارجية والثقافة والإعلام وكبار الدبلوماسيين بالخارجية السودانية والوزارات ذات الصلة بأجندة الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

أما على صعيد العلاقات السودانية - الروسية فقد اكتملت التحضيرات لانعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة الروسية السودانية للاقتصاد والتجارة غداً الثلاثاء في موسكو، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات