ملخص
يشتكي الأردن من وجود عراقيل أمام وصول المساعدات إلى قطاع غزة، تتمثل في تقديم طلب إلكتروني، وتفتيش مفتوح المدة على المعابر، وفرض جمارك مستحدثة، وحصر عملية التفتيش بوقت الدوام. كما يتعرض عديد من قوافل المساعدات إلى اعتداءات متواصلة من المستوطنين الإسرائيليين خلال مرورها إلى قطاع غزة.
دفع مقتل جنديين إسرائيليين في الهجوم المسلح على الجانب الإسرائيلي من المعبر التجاري بين الأردن والضفة الغربية، إسرائيل إلى وقف دخول المساعدات الأردنية إلى قطاع غزة، وإلى إجراء مراجعة شاملة لكيفية عبور شاحنات المساعدات على المعبر.
إغلاق جسر معبر الكرامة
وأغلقت إسرائيل جسر معبر الكرامة (الملك حسين) إثر الهجوم أمام حركة المسافرين من وإلى فلسطين، وكذلك أوقفت العمل على المعبر التجاري الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجاء هجوم الخميس الماضي بعد إطلاق سائق إحدى شاحنات المساعدات عبدالمطلب القيسي الرصاص من مسدس على جنود إسرائيليين يتولون تفتيش المساعدات على المعبر قبل استئناف مسيرها إلى قطاع غزة.
وبعد اجتياز القيسي بشاحنته الجانب الأردني من الجسر ودخوله الجانب الإسرائيلي من أجل تفتيش البضائع على شاحنته، أطلق من مسدسه الرصاص على جنديين إسرائيليين وقتلهما.
هجوم مماثل
ومثل هذا الهجوم تكراراً لما حصل في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، حيث قتل ثلاثة جنود إسرائيليين برصاص سائق شاحنة المساعدات الأردنية ماهر الجازي.
وتنطلق شاحنات المساعدات التابعة للجيش الأردني من العاصمة عمان بقوافل، حيث تتوقف للتفتيش الإسرائيلي على المعبر الحدودي، قبل وصولها إلى معابر قطاع غزة.
8664 شاحنة
وبلغ عدد قوافل المساعدات التي سيرها الأردن منذ بدء الحرب على قطاع غزة نحو 201 تضمنت 8664 شاحنة، إضافة إلى البضائع التي تقلها الطائرات جواً وفق الخارجية الأردنية.
وتشكل هذه المساعدات نحو سبعة في المئة من مجموع ما يدخل قطاع غزة من مساعدات، بحسب وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
ورفضت الخارجية الأردنية "حادثة إطلاق النار"، واعتبرتها "خرقاً للقانون، وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للأذى". ووفق الخارجية الأردنية فإن القيسي "المتهم بتنفيذ الهجوم يبلغ من العمر 57 سنة، وهو مدني بدأ منذ ثلاثة أشهر العمل سائقاً لإيصال المساعدات إلى غزة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عمليات تفتيش
ومع ذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حمل السلطات الأردنية المسؤولية عن وقوع الهجوم المسلح، وأعلن عن إجراءات أمنية جديدة لمرور الشاحنات، وقال "من الآن فصاعداً سيمر سائقو الشاحنات عبر أجهزة الكشف عن المعادن، على أن تخضع الشاحنات لفحص شامل".
يأتي ذلك بعدما كانت السلطات الإسرائيلية تعتمد على نظيرتها الأردنية لإجراء عمليات التفتيش اللازمة.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن سائقي شاحنات المساعدات الذين "يظهرون في القوائم التي ينقلها الجيش الأردني إلى إسرائيل لا يخضعون لفحص أمني إسرائيلي".
وقف دخول المساعدات
وعقب زيارته موقع الهجوم، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير وقف دخول المساعدات إلى غزة من الأردن "حتى انتهاء التحقيق"، وتعهد "استخلاص الدروس" من "الحادثة الصعبة"، لكن زامير شدد على أن "التعاون الأمني الاستراتيجي مع الأردن يجب الحفاظ عليه".
ويشتكي الأردن من وجود عراقيل أمام وصول المساعدات إلى قطاع غزة، تتمثل بتقديم طلب إلكتروني، وتفتيش مفتوح المدة على المعابر، وفرض جمارك مستحدثة، وحصر عملية التفتيش بوقت الدوام. كما يتعرض عديد من قوافل المساعدات إلى اعتداءات متواصلة من المستوطنين الإسرائيليين خلال مرورها إلى قطاع غزة.
"كارثة من وجهة نظر أمنية"
ورأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية عامر سبايلة أن الهجوم يشكل "كارثة من وجهة نظر أمنية، لأنها مشابهة بشدة لعملية أخرى حصلت قبل عام بالضبط بالطريقة نفسها وفي المكان نفسه"، ووفق سبايلة فإن ذلك يشير إلى وجود "خلل جذري في طبيعة الإجراءات الأمنية، والتعامل الأمني من الطرفين"، ورجح أن يؤدي الهجوم المسلح إلى "تشديد إسرائيل إجراءاتها الأمنية على قوافل المساعدات، وإلى إشراف السلطات الإسرائيلية عليها"، وأشار إلى أن العملية سيكون لها "تداعيات سلبية على مرور المساعدات سواء بقبول الإسرائيليين دخول تلك المساعدات أو الإجراءات الأمنية المعقدة، وتفرد إسرائيل باتخاذ القرار في شأنها"، وبحسب سبايلة فإن "معادلة دخول المساعدات ستتغير بالكامل"، وأوضح أن الهجوم يتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة، ودعوة الجيش الإسرائيلي أكثر من مليون فلسطيني فيها إلى إخلائها باتجاه الجنوب.
عمليات فردية
من جهته، عد المحلل السياسي جهاد حرب أن الجانب التجاري من معبر الكرامة الحدودي "سيغلق، فترة زمنية، في ظل تصاعد رفض اليمين الإسرائيلي وصول المساعدات لقطاع غزة من الأردن أو غيرها"، ووفق حرب أيضاً فإن دخول المساعدات "سيعود بعد ذلك وفق إجراءات أمنية إضافية، في محاولة لعدم تكرار العمليات، إذ ستكون هناك إجراءات كفيلة بمنع دخول أشخاص بحوزتهم أسلحة وربما اشتراطات حول نوعية سائقي الشاحنات"، ووصف حرب الهجمات على معبر الكرامة بأنها "عمليات فردية يقوم بها أشخاص مدفوعون بعوامل القهر والغضب مما يجري في قطاع غزة. ولا أستطيع أن أقول إنها تضر أو تنفع".