Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جهود مكافحة مرض ألزهايمر مستمرة والجدال في شأنه يحتدم

النقاش بين المتخصصين يشهد اتساع الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة

سُجّل تقدم كبير في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدّد "المؤشرات البيولوجية" لآليات الدماغ المرتبطة بمرض الألزهايمر (أ ف ب)

ملخص

سُجّل تقدم كبير في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدّد "المؤشرات البيولوجية" لآليات الدماغ المرتبطة بالمرض. ويُمثّل ذلك ثورة مقارنةً بالاختبارات الحالية التي تُعدّ متعبة ومكلفة لعدد كبير من المرضى، مثل البزل القطني. أُجيز أول فحص دم في الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي، لكن الحال ليست نفسها في أوروبا، إذ يجري العمل على برنامج واسع النطاق في المملكة المتحدة لتقييم ما إذا كانت هذه الاختبارات تُحدث تغييراً جذرياً، وقد أُطلقت حديثاً تجربة سريرية.

تستمر الجهود البحثية لمكافحة مرض ألزهايمر الذي يصادف بعد غد الأحد يومه العالمي، خصوصاً في مجال التشخيص. ومع ذلك، لا تزال الأوساط العلمية بعيدة من إيجاد علاج فاعل للمرض، ولا تزال النقاشات في شأنه محتدمة بشدة.

ما مدى فاعلية الأدوية الجديدة؟

يتمحور الجدل الأهم في ما يخص مرض ألزهايمر، أكثر أشكال الخرف شيوعاً والذي يُصيب عشرات الملايين في العالم، على فاعلية الأدوية الجديدة. هل الأدوية التي طُرِحت حديثاً تحمل فائدة فعلية؟
بعد عقود من الأبحاث غير المُثمرة، يُعدّ دواءا "كيسونلا "(دونانيماب) من شركة "إيلاي ليلي" و"ليكيمبي" (ليكانماب) من شركتَي "بايوجين" و"إيساي"، أول الأدوية التي أثبتت تأثيراً واضحاً في إبطاء أعراض مرض ألزهايمر.
لكن هذه الفوائد التي تُلاحَظ فقط لدى المرضى في بداية المرض، لا تزال متواضعة جداً، بحسب بعض الخبراء، ولا تُحدث فرقاً يُذكر. مع ذلك، يمكن أن يسبب هذان الدواءان نزفاً دماغياً خطراً.

قرارات مختلفة حول العالم

في مختلف أنحاء العالم، اتخذت السلطات الصحية قرارات متباينة في شأن هذين الدواءين. وكانت فرنسا آخر الدول التي أعلنت موقفها، إذ قررت في بداية سبتمبر (أيلول) الجاري عدم تغطية تكلفتهما بواسطة الضمان الاجتماعي في الوقت الراهن. وفي حين تسعى بعض الجمعيات التي تكافح المرض، لا سيما في المملكة المتحدة، للحصول على ترخيص لهذين الدواءين، تتخذ جمعيات أخرى موقفاً أكثر تحفظاً وتوازناً.
في الربيع، أشارت منظمة "فرانس ألزهايمر" الفرنسية الرائدة في هذا المجال إلى أن "ليكيمبي" يشكل "ابتكاراً علاجياً"، لكن من المهم "مراعاة القيود الجوهرية" له.

كيف يُشخَّص المرض؟

يجري نقاش آخر بين المتخصصين، مع اتساع الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة ويتمحور حول كيفية تشخيص مرض ألزهايمر.
سُجّل تقدم كبير في تسهيل التشخيص من خلال اختبار دم بسيط يحدّد "المؤشرات البيولوجية" لآليات الدماغ المرتبطة بالمرض.
يُمثّل ذلك ثورة مقارنةً بالاختبارات الحالية التي تُعدّ متعبة ومكلفة لعدد كبير من المرضى، مثل البزل القطني.
أُجيز أول فحص دم في الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي، لكن الحال ليست نفسها في أوروبا، إذ يجري العمل على برنامج واسع النطاق في المملكة المتحدة لتقييم ما إذا كانت هذه الاختبارات تُحدث تغييراً جذرياً، وقد أُطلقت حديثاً تجربة سريرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين أميركا وأوروبا

لكن هل ستكون هذه الاختبارات كافية بحد ذاتها يوماً ما؟ تختلف المواقف في هذا الخصوص. في نهاية عام 2024، غيّرت جمعية ألزهايمر، المنظمة المرجعية في الولايات المتحدة، معاييرها لاعتبار المؤشرات الحيوية وحدها كافية للتشخيص.
أما في أوروبا، فلا يزال المتخصصون يعتقدون أن الفحص السريري الشامل سيظل ضرورياً لتأكيد خسارة القدرات المعرفية والوظيفية.
ويقول طبيب الأعصاب الهولندي إيدو ريتشارد الذي يبدي تشكيكاً في العلاجات الجديدة، في حديث عبر وكالة الصحافة الفرنسية، إن "عدداً كبيراً من المرضى يظهرون مؤشرات حيوية غير طبيعية لكنهم لا يُصابون بالخرف مطلقاً".
تتقاطع المسألتان لأن مؤيدي "ليكيمبي" و"كيسونلا" يعتقدون أن التشخيص المبكر، قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة، يمكن أن يضاعف فاعلية هذه العلاجات.

هل يمكن أن تكون الوقاية فاعلة؟

يُجمع الخبراء على عوامل الخطر المتعددة المرتبطة بمرض ألزهايمر وبالخرف عموماً. وأشار تقرير نشرته مجلة "لانسيت" عام 2024 إلى أن نحو نصف الحالات تعود إلى أسباب يمكن تحديدها، مثل ضعف السمع، والتدخين، والبدانة.
لكن الخبراء يختلفون في شأن مدى إمكانية ترجمة هذه الملاحظة إلى إجراءات ملموسة وفاعلة.
يختبر مزيد من الدراسات فاعلية برامج الدعم التي تشجع المرضى على ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي. لكن هذه التجارب "لم يكن لها تأثير يُذكر على التدهور المعرفي أو ظهور الخرف"، بحسب ريتشارد.
وأجرت أحدث دراسة، نُشرت هذا الصيف في مجلة "جاما" JAMA، قياساً للقدرات المعرفية لمرضى في الولايات المتحدة خضعوا لعامين من الدعم المكثف. تباطأ تدهور وضعهم إلى حد ما، لكن التأثير بقي محدوداً.
يعتبر بعض المراقبين أن "التأثير ليس كبيراً"، وهو ما رأته عالمة الأوبئة الفرنسية سيسيليا ساميري في منتصف سبتمبر الجاري خلال مؤتمر نظمته مؤسسة "فانكر" الفرنسية لمرض ألزهايمر.
وترى الباحثة أن "ما تحقق يُعدّ أصلاً إنجازاً كبيراً"، مشيرةً إلى أن الفاعلية الكبيرة للتدخلات ضد اضطرابات تطورية طويلة الأمد، لا يمكن تقييمها إلا من خلال تجارب سريرية تستمر ما بين 10 و15 سنة.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة