Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دمشق و"قسد" تسارعان إلى إنقاذ اتفاق الدمج

يهدد فشله بإشعال صدام مسلح قد يعرقل خروج سوريا من حرب استمرت 14 عاماً وربما يستدرج تركيا

أفراد من قوات سوريا الديمقراطية يقفون حراساً في مخيم الهول، في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، 18 أبريل 2025 (أ ف ب)

ملخص

قالت مصادر عدة إن الولايات المتحدة، التي تدعم الرئيس السوري أحمد الشرع وتحث على دعم عالمي لحكومته الانتقالية، نقلت رسائل بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق وسهلت المحادثات وحثت على التوصل إلى اتفاق.

قال أشخاص مشاركون ومطلعون على محادثات لدمج قوات كردية مع الدولة السورية إن مسؤولين سوريين وأكراداً وأميركيين يسعون جاهدين إلى إظهار تقدم في اتفاق متعثر قبل المهلة المحددة بنهاية العام، وذكرت مصادر سورية وكردية وغربية تحدثت إلى "رويترز" أن المناقشات تسارعت خلال الأيام القليلة الماضية على رغم تزايد الإحباط بسبب التأخير، فيما حذر بعضهم من أن تحقيق انفراجة كبيرة أمر غير مرجح.

وذكر خمسة من المصادر أن الحكومة السورية الانتقالية أرسلت مقترحاً إلى "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرقي البلاد، بينما أضاف أحد المسؤولين السوريين ومسؤول غربي وثلاثة مسؤولين أكراد أن دمشق عبرت خلال الاقتراح عن انفتاحها على أن تعيد "قوات سوريا الديمقراطية" تنظيم مقاتليها البالغ عددهم نحو 50 ألفاً في ثلاث فرق رئيسة وألوية أصغر، ما دامت ستتنازل عن بعض سلاسل القيادة وتفتح أراضيها لوحدات الجيش السوري الأخرى.

"حفظ ماء الوجه"

ولم يتضح ما إذا كانت الفكرة ستمضي قدماً أم لا، إذ قللت مصادر عدة من احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل في اللحظات الأخيرة، قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات، ومع ذلك قال مسؤول في "قسد"، "نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى".

وذكر مسؤول غربي ثان أن أي إعلان خلال الأيام المقبلة سيكون هدفه "حفظ ماء الوجه"، وتمديد المهلة والحفاظ على الاستقرار في دولة لا تزال هشة بعد عام من سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورجحت معظم المصادر أنه من المتوقع ألا يرقى أي شيء تفرزه هذه المساعي إلى مستوى الاندماج الكامل لقوات سوريا الديمقراطية في الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى بحلول نهاية العام، وهو المنصوص عليه في اتفاق تاريخي بين الجانبين في الـ 10 من مارس (آذار) الماضي.

ويهدد فشل رأب الصدع الأعمق الباقي في سوريا بإشعال صدام مسلح قد يعرقل خروج البلاد من حرب استمرت 14 عاماً، وربما يستدرج تركيا المجاورة التي تهدد بالتدخل ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين، إذ يتبادل الجانبان الاتهامات بالمماطلة والتصرف بسوء نية، فـ "قوات سوريا الديمقراطية" لا ترغب في التخلي عن الحكم الذاتي الذي فازت به باعتبارها الحليف الرئيس للولايات المتحدة خلال الحرب، والتي سيطرت بعدها على سجون تنظيم "داعش" وموارد النفط الغنية، بينما أوضحت مصادر عدة أن الولايات المتحدة التي تدعم الرئيس السوري أحمد الشرع وتحث على دعم عالمي لحكومته الانتقالية، نقلت رسائل بين "قوات سوريا الديمقراطية" ودمشق، وسهلت المحادثات وحثت على التوصل إلى اتفاق، بينما لم تعلق وزارة الخارجية الأميركية بعد على الجهود التي تبذل في اللحظة الأخيرة للاتفاق على اقتراح قبل نهاية العام.

تركيا: صبرنا ينفد

ومنذ أن فشلت جولة كبيرة من المحادثات بين الجانبين خلال الصيف تصاعدت الاحتكاكات، بما في ذلك المناوشات المتكررة على طول عدد من خطوط المواجهة في الشمال، إذ سيطرت "قسد" على جزء كبير من شمال شرقي سوريا حيث يوجد معظم إنتاج البلاد من النفط والقمح، وذلك بعد هزيمة مسلحي تنظيم "داعش" عام 2019.

وقالت "قوات سوريا الديمقراطية" إنها تنهي عقوداً من القمع ضد الأقلية الكردية، لكن الاستياء من حكمها تنامى بين السكان ذي الغالبية العربية، بما في ذلك التجنيد الإجباري للشباب، وأضاف مسؤول سوري أن الموعد النهائي للاندماج في نهاية العام ثابت، ولا يمكن تمديده إلا "بخطوات لا رجعة فيها" من قوات سوريا الديمقراطية.

من جهته قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم إن أنقرة لا تريد اللجوء إلى الوسائل العسكرية، محذراً من أن الصبر على "قسد" ينفد.

وبينما قلل المسؤولون الأكراد من أهمية المهلة وقالوا إنهم ملتزمون بالمحادثات من أجل تحقيق الاندماج العادل، قال المسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سيهانوك ديبو إن "الضمان الأكثر موثوقية لاستمرار صلاحية الاتفاق يكمن في مضمونه لا في الإطار الزمني"، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق حتى منتصف عام 2026 لمعالجة جميع النقاط الواردة في الاتفاق.

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" طرحت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فكرة إعادة تنظيم نفسها في ثلاث فرق جغرافية إضافة إلى الألوية، ومن غير الواضح ما إذا كان هذا التنازل الوارد في الاقتراح الذي قدمته دمشق خلال الأيام القليلة الماضية سيكون كافياً لإقناعها بالتخلي عن السيطرة على الأراضي.

من جانبه صرّح ممثل "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التي يقودها الأكراد في دمشق، عبدالكريم عمر، أن الاقتراح الذي لم يعلن يتضمن "تفاصيل لوجستية وإدارية قد تسبب خلافاً وتؤدي إلى تأخير"، بينما قال مسؤول سوري كبير لـ "رويترز" إن الرد السوري "يتسم بالمرونة لتسهيل التوصل إلى توافق من أجل تنفيذ اتفاق مارس الماضي".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار