ملخص
يشكل القمر الجديد "قفزة عملياتية وتكنولوجية تضمن التفوق الإسرائيلي في الفضاء لعقود مقبلة، ويعزز الاستقلالية العملياتية والمرونة الاستراتيجية لإسرائيل، ويوسع قدرات جمع المعلومات"، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تلك الخطوة بمثابة تحذير لأعداء إسرائيل أينما كانوا، نحن نراقبكم في جميع الأوقات وفي جميع الظروف.
مع أن إسرائيل بدأت مبكراً في أبحاث الأقمار الاصطناعية، إلا أنها لم تتمكن من إطلاق "أوفيك 1" إلا عام 1988، ليدشن باكورة سلسلة "أوفيك" التجسسية التي أًصبحت تزود أجهزتها الاستخباراتية بصور لأجسام لا يتعدى حجمها الـ50 سنتيمتراً في الليل والنهار.
ومثّل إطلاق وزارة الدفاع الإسرائيلية القمر الاصطناعي "أوفيك 19" مساء أول من أمس الثلاثاء، النسخة الأخيرة من سلسلة "أوفيك" التي تمثل "عيون إسرائيل" في الفضاء الخارجي.
ويشكل القمر الجديد "قفزة عملياتية وتكنولوجية تضمن التفوق الإسرائيلي في الفضاء لعقود مقبلة، ويعزز الاستقلالية العملياتية والمرونة الاستراتيجية لإسرائيل، ويوسع قدرات جمع المعلومات"، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
إرسال بيانات
وبعد ساعات على إطلاقه ووصوله إلى المدار المخصص له حول الأرض، تمكن القمر بنجاح من إرسال البيانات، إذ يتمتع بقدرات متقدمة تتيح توفير صور عالية الدقة لأغراض الاستخبارات والمراقبة.
وتعد سلسلة "أوفيك" العمود الفقري لقدرات الاستطلاع الفضائي العسكري الإسرائيلي، إذ يعتبر الفضاء الخارجي ميداناً للحروب للحديثة.
وتخطط إسرائيل لإطلاق سلسلة من الأقمار الاصطناعية خلال الأعوام المقبلة ضمن "برنامج الفضاء الأمني لتوفر تغطية شاملة للمنطقة"، بما في ذلك القدرة على اكتشاف أنشطة تطوير البرامج النووية والصاروخية في إشارة إلى إيران.
ووسط حربها مع طهران، تسعى إسرائيل كي توفر لها الأقمار الاصطناعية إنذارات مبكرة عن أية عمليات إطلاق صواريخ باليستية.
ويتولى قسم الفضاء في وزارة الدفاع الإسرائيلية تطوير وإنتاج تلك الأقمار بالتعاون مع الصناعات الجوية الإسرائيلية، وبالشراكة مع شركات "إلتا" و"ملم" و"تومر" و"رفائيل" في إسرائيل التي أسهمت في تطوير أنظمة الحمولة ومحركات الصاروخ.
الوحدة "9900" الاستخباراتية
وبعد وصوله إلى مداره، تسلمت مسؤولية تشغيل "أوفيك 19" الوحدة "9900" الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي.
وتشكل تلك الوحدة الذراع الفضائية للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتعمل فوق الغلاف الجوي متجاوزة الحدود.
وخلال عملية إطلاق القمر الاصطناعي، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تلك الخطوة ليست "إنجازاً تكنولوجياً وحسب، بل إنها أيضاً بمثابة تحذير لأعداء إسرائيل أينما كانوا، نحن نراقبكم في جميع الأوقات وفي جميع الظروف".
وبحسب كاتس، فإن إطلاق القمر الاصطناعي الجديد يشكل "لحظة فخر وطن، ويعكس تفوق إسرائيل كقوة تكنولوجية وأمنية عالمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويمثل القمر الاصطناعي الجديد وفق كاتس "طبقة أخرى من قوة إسرائيل حتى في الدائرة الثالثة".
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بوعز ليفي إلى أنه يتيح "قدرات التصوير بالرادار ليلاً ونهاراً"، موضحاً أن تلك الخدمات الاستخباراتية "أكثر أهمية اليوم، بخاصة بعد الحرب مع إيران التي سلطت الضوء على أن قدرات المراقبة المتقدمة في منطقتنا ضرورية لتحقيق التفوق الجوي والبري".
و"سيمنح القمر الجديد لإسرائيل" وفق ليفي "عيوناً مهمة في الفضاء حيث يمكنه تصوير أجسام أصغر من 50 سنتيمتراً، ليلاً أو نهاراً".
"قفزة تكنولوجية"
ويرى رئيس شعبة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإسرائيلية داني غولد أن القمر الجديد يشكل "قفزة عملياتية وتكنولوجية لضمان التفوق الإسرائيلي في الفضاء للعقود المقبلة".
وكانت إسرائيل أطلقت في مارس (آذار) عام 2023 القمر "أوفيك 13"، كما أطلقت في يونيو (حزيران) من العام نفسه القمر الاصطناعي "درور 1" للاتصالات المدنية لمساعدة سلسلة "عاموس".
وتطلق إسرائيل سلسلة "أوفيك" للأقمار الاصطناعية التجسسية بواسطة قاذفة الأقمار الاصطناعية "شافيت".
وبحسب وزارة العلوم الإسرائيلية، فإن "مشروع إطلاق أقمار التجسس "أوفيك" بدأ منذ عام 1982، إذ تطلب أبحاثاً وبنى تحتية وتأهيل مهندسين وفنيين والاعتماد على الذات في إطلاق الأقمار وبناء مركز سيطرة وتحكم ومحطة استيعاب أرضية".
وعام 1988 أطلقت إسرائيل أول قمر اصطناعي إسرائيلي تجسسي، تبعه إطلاق "أوفيك 2" عام 1990، ثم "أوفيك 3" عام 1995 و"أوفيك 5" عام 2002، لكنها فشلت في إطلاق كل من "أوفيك 4" عام 1998 و"أوفيك 6" عام 2004.
وعام 2020 أطلقت إسرائيل القمر الاصطناعي الكهروضوئي "أوفيك 16" الذي قالت إنه يتمتع بقدرات أقوى قليلاً من سابقه "أوفيك 11" الذي أطلقته عام 2018.
وقدمت تل أبيب لواشنطن عام 2014 معلومات استخباراتية وصور أقمار اصطناعية عن مواقع تنظيم "داعش" لمساعدة واشنطن في عملياتها المتواصلة ضد التنظيم.
الهاتف الذكي
وفي أغسطس (آب) الماضي، دخل القمر الإسرائيلي "درور 1" مداره حول الأرض، ليكون "محطة تاريخية في تحقيق الاستقلال الإعلامي الكامل لإسرائيل"، وفق وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية جيلا جملئيل.
وجرى تطوير وتصنيع "درور 1" بالكامل من صناعات الفضاء الإسرائيلية، ويتضمن تقنيات متقدمة فريدة من نوعها، بما في ذلك حمولة اتصالات رقمية متقدمة وقدرات "الهاتف الذكي في الفضاء".
ويأتي إطلاقه بعد أعوام على تدمير القمر الاصطناعي المخصص للاتصالات "عاموس 6"، إذ كان ضمن سلسلة أقمار "عاموس" المصممة لتوفير حلول الاتصالات لإسرائيل مثل نقل البيانات إلى شبكات الاتصالات وتوفير خدمات الإنترنت وتوزيع البث التلفزيوني والإذاعي إلى مراكز الكابلات.