Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان ينفي وجود أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في الخرطوم

قصف مدفعي وجوي عنيف على الفاشر والجثث تملأ الطرقات

الصف المدفعي من "الدعم السريع" أدى إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين (رويترز)

ملخص

قال المتحدث باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى إن مدينة الفاشر تشهد قصفاً مدفعياً يومياً بمعدل 300 إلى 1000 قذيفة مدفعية وهجمات بالمسيرات الانتحارية من قوات "الدعم السريع"، تستهدف التجمعات السكنية ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين.

أصدرت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش تقريراً أكدت فيه عدم عثورها على أي أدلة على وجود تلوّث كيماوي بعد شهرين على فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها بتهمة استخدام أسلحة كيماوية، وهو أمر تنفيه، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية

وقالت وزارة الصحة في تقرير صادر هذا الأسبوع "بناءً على الأدلة والبراهين المتوافرة من القياسات الميدانية، ونظام الترصد الصحي، والتقارير الطبية الرسمية، تؤكد وزارة الصحة الاتحادية عدم وجود أي أدلة لوجود تلوث كيماوي أو إشعاعي بولاية الخرطوم".

وذكرت الوزارة بأن التقرير مبني على اختبارات ميدانية ومراجعات لتقارير الطب العدلي منذ أبريل (نيسان) الماضي عندما استعاد الجيش السيطرة على العاصمة من قبضة قوات "الدعم السريع".

في يونيو (حزيران)، فرضت واشنطن عقوبات على الحكومة المدعومة من الجيش الذي اتهمته باستخدام أسلحة كيماوية العام الماضي في حربه ضد قوات "الدعم السريع"، من دون أن تقدّم تفاصيل عن مكان أو تاريخ وقوع تلك الهجمات المفترضة.

ونفت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش مراراً الاتهامات الأميركية التي رأت فيها "ابتزازاً سياسياً".

وأفادت وزارة الصحة عن عدم ورود بلاغات عن حالات وفاة جماعية أو أعراض متشابهة تدل على تسمم كيماوي، ولفتت إلى أن تقارير الطب العدلي لم توثق أي حالات وفاة لأسباب مرتبطة بمواد كيماوية.

مواجهات عنيفة

تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات "الدعم السريع" على محاور عدة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وبحسب مصادر عسكرية، فإن المدينة شهدت أمس الثلاثاء يوماً عصيباً جراء القصف المدفعي المتبادل بكثافة بين الطرفين.

وأفادت المصادر بشن طيران الجيش غارات جوية عنيفة استهدفت ارتكازات ومواقع "الدعم السريع"، وتسببت في وقوع انفجارات قوية وخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ونجحت في تدمير مواقع استراتيجية عديدة، مما أجبرها على الانسحاب باتجاه أطراف المدينة، مؤكدة أن الجيش ممثلاً في الفرقة السادسة مشاة ما زال يبسط سيطرته على مواقعه الدفاعية، ويعمل على تعزيز خطوطه لصد أية محاولات تسلل جديدة، بخاصة أن الطيران الحربي للجيش نجح أخيراً في عملية إسقاط جوي لقواته المحاصرة في الفاشر شملت أسلحة متنوعة وذخائر ومسيرات قتالية ومؤن غذائية، مما يزيد من فعاليته الميدانية.

18 قتيلاً

أشارت شبكة أطباء السودان إلى أن مدينة الفاشر شهدت قصفاً مدفعياً عنيفاً من "الدعم السريع" أدى إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، في واحدة من أعنف الهجمات التي طاولت الأحياء السكنية خلال الأشهر الأخيرة.

وقالت الشبكة في بيان إن القصف كان قوياً ومباشراً واستهدف الأحياء المكتظة بالمدنيين، مما فاقم حصيلة الضحايا والجرحى بصورة مأسوية، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وانعدام أكياس الدم والكوادر الطبية.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن عشرات الجثث ملقاة بسوق مخيم نيفاشا والمربعات المجاورة للسوق، مما أجبر أصحاب المتاجر والمواطنين بالعودة لمنازلهم.

فيما أشار مواطنون إلى أن امتلاء المقابر الخاصة بالمدينة، بسبب ارتفاع ضحايا القصف المدفعي والاشتباكات في الأونة الأخيرة، أجبرهم على استخدام الطرقات المحاذية للمقابر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين قال المتحدث باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى إن مدينة الفاشر تشهد قصفاً مدفعياً يومياً بمعدل 300 إلى 1000 قذيفة مدفعية وهجمات بالمسيرات الانتحارية من قوات "الدعم السريع"، تستهدف التجمعات السكنية ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين.

وتعيش مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، وضعاً إنسانياً مأسوياً منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، إذ تحاصرها قوات "الدعم السريع" وتتعرض لأعمال قصف متكررة أوقعت مئات الضحايا.

وتعد الفاشر آخر عاصمة ولائية في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش، مما يجعلها نقطة اشتباك رئيسة في الصراع المتواصل.

هجوم جوي

في المحور نفسه، شنت مسيرة تابعة للجيش أمس الثلاثاء، هجوماً مباغتاً استهدف سوق مدينة مليط بولاية شمال دارفور أودى بحياة 13 من الباعة المتجولين، وخلف عشرات المصابين، فضلاً عن حدوث أضرار كبيرة في البنية التحتية للمدينة.

وظلت مليط تتعرض باستمرار لهجمات بواسطة طيران الجيش المسير، إذ استهدف خلال الأسابيع الماضية مقار ومواقع "الدعم السريع" في المدينة، مما تسبب في تدمير مركبات قتالية وشاحنات وقود ومكاتب لقوات "الدعم السريع" في رئاسة المحلية ونقطة الجمارك.

وتعد مليط من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي في ولاية شمال دارفور، لكونها واقعة على حدود الولاية مع الولاية الشمالية، ويمر عبرها مسار الدبة - الفاشر الذي حددته السلطات الحكومية كمعبر لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان إقليم دارفور، كما تعد بوابة للمركبات القادمة من ليبيا وبها واحدة من أكبر النقاط الجمركية في الإقليم.

انفلات بالأبيض

في محور كردفان، تعيش مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان هذه الأيام حالاً من الانفلات الأمني، إذ يشكو مواطنوها من سماع أصوات الرصاص طوال الليل، فضلاً عن انتشار ظاهرة النهب تحت تهديد السلاح.

وبحسب شهود، فإن مجموعات مسلحة اعتادت على اعتراض المواطنين في الشوارع ليلاً، ونهب مقتنياتهم تحت تهديد السلاح، مشيرين إلى أن حوادث عدة وقعت لمواطنين عزل في شوارع الأحياء السكنية، وأن هذه الجرائم ترتكب بواسطة المسلحين ولا تقتصر على مجموعات بعينها.

ويقول ناشطون إن "معظم الحوادث ترتكب بدوافع الحصول على المال، وتقوم هذه العصابات بإشهار السلاح الناري بمجرد توقيف الضحية بخاصة في الشوارع المظلمة، مما سبب حالاً من الخوف والذعر وسط المواطنين وعدم الشعور بالأمن والأمان"، لافتين إلى أن اللجنة الأمنية بمحليات مدينة الأبيض تسعى إلى اتخاذ تدابير للحد من هذه الجرائم المقلقة لسكان المدينة.

وتسيطر القوات المسلحة على مدينة الأبيض، منذ اندلاع الحرب، وعلى رغم الهجمات التي شنتها قوات "الدعم السريع" طوال العامين الماضيين، تمكن الجيش من فك الحصار بصورة جزئية عن المدينة نهاية فبراير (شباط) الماضي.

معبر أدري

إنسانياً، أعلنت الحكومة السودانية تمديد فتح معبر أدري الواقع مع الحدود التشادية أمام المعونات الإنسانية التي تسيرها منظمات الغوث الدولية اعتباراً من الأول من سبتمبر (أيلول) حتى الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) عام 2025.

واعتبرت وزارة الخارجية السودانية في بيان هذه الخطوة بمثابة تأكيد لالتزام حكومة بلادها نحو ضمان وصول المعونات الإنسانية للمحتاجين في أنحاء السودان كافة، وإبداء لحسن النوايا تجاه تسهيل العمل الإنساني والتنسيق مع منظمات الإغاثة العاملة في البلاد، وفقاً للنظم والقوانين التي تحتكم إلى القانون الإنساني الدولي.

 

وأشار البيان إلى أن "تمديد فتح هذا المعبر جاء متزامناً مع كارثة قرية ترسين في جبل مرة التي راح ضحيتها مئات من الموطنين الأبرياء، مما يستوجب مدهم بالمعونات اللازمة، متطلعاً إلى إسراع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات المطلوبة للمواطنين، فضلاً عن مضاعفة الجهود لمقابلة الاحتياجات العاجلة في المنطقة بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية".

انتشال 90 جثة

تمكنت فرق الإنقاذ المحلية بقرية ترسين بإقليم دارفور التي تعرضت أول من أمس الإثنين لانزلاق أرضي أودى بحياة أكثر من ألف شخص من انتشال 90 جثة حتى الآن من مكان الانهيار الأرضي، وتتواصل الجهود لإنقاذ حياة ناجين من تحت الأنقاض.

وبحسب مصادر محلية، فإن عملية انتشال الجثامين من تحت الركام تواجه صعوبات بالغة نظراً إلى أنها تتم بواسطة وسائل تقليدية، إذ جرى استنفار جميع القرى القريبة من القرية المنكوبة.

وأظهرت هذه الكارثة الإنسانية المروعة تضامناً سودانياً واسعاً، رسمياً وشعبياً، تجاوز الانقسامات السياسية التي أحدثتها الحرب، إذ دعا الجميع إلى تقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين، ونعى مجلس السيادة الانتقالي في بورتسودان ضحايا الكارثة، معلناً في بيان تعهده بتسخير كل الإمكانات الممكنة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين جراء هذه الكارثة الأليمة.

واعتبر تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) على لسان المتحدث الرسمي باسمه علاء الدين نقد قرية ترسين منطقة طوارئ وكوارث طبيعية، داعياً جميع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإنساني إلى التدخل وتقديم المساعدة للمواطنيين.

كما أعرب حزب الأمة القومي عن تضامنه الكامل مع أسر الضحايا، مؤكداً أن هذه المأساة تستدعي وقفة إنسانية عاجلة من الجميع، وناشد الحزب المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية وجميع الهيئات الإنسانية للإسراع في دعم جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين، ومعالجة أوضاع المواطنين المهددين، وتقديم العون للمنكوبين.

كما اعتبر المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان - التيار الثوري الديمقراطي نزار يوسف، ما حدث في تارسين هو جرس إنذار يتطلب تحركاً جاداً من أجل التصدي لهذه الكوارث الطبيعية.

ودولياً أبدى القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان لوكا ريندا أسفه العميق لحدوث انهيار أرضى مميت في قرية ترسين، مقدماً تعازيه القلبية لأسر الضحايا وشعب السودان في هذا الوقت المأسوي.

وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها في مجال العمل الإنساني يحشدون جهودهم لتقديم الدعم للسكان المتضررين، مؤكداً أن مجتمع العمل الإنساني يقف متضامناً مع شعب السودان ولن يدخر جهداً لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين من دون تأخير.

وتسببت الأمطار الغزيرة في وقوع عملية الانهيار الأرضي الذي أدى إلى محو قرية ترسين بالكامل، ولم ينج من سكانها البالغ عددهم ألف نسمة سوى شخص واحد فقط. وقد وصف رئيس حركة وجيش تحرير السودان عبدالواحد محمد نور الكارثة بأنها تفوق الوصف، مناشداً الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والإقليمية التدخل بصورة فورية لإنقاذ آلاف المدنيين المعرضين للخطر.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات