Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش يعزز تقدمه بشمال كردفان واشتباكات عنيفة في الفاشر

انهيار أرضي يمحو قرية كاملة ويودي بحياة 1000 شخص بجبل مرة في دارفور

آثار الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)

ملخص

في محور دارفور أوضحت مصادر ميدانية أن الجيش والقوات المشتركة تمكنا من صد هجوم عنيف جديد شنته "الدعم السريع" على معسكر نيفاشا في المحورين الشمالي والجنوبي بمدينة الفاشر، وأحدثا خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الجماعة بتدمير مجموعة من المعدات العسكرية وتحييد العشرات من عناصرها.

وقالت "الدعم السريع" من جهتها إن قواتها ما زالت تتقدم وتسيطر على أحياء جديدة بالمدينة.

توغلت قوات الجيش وحلفاؤه في منطقة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان بعد معارك ومواجهات عنيفة مع قوات "الدعم السريع" وأجبرتها على التراجع من مواقعها والانسحاب جنوباً، وأوضحت مصادر عسكرية أن الجيش بدأ تقدماً برياً بغطاء جوي فعال أسفر عن تدمير آليات ومخازن سلاح، وإحداث خسائر كبيرة في صفوف "الدعم السريع"، فضلاً عن الاستيلاء على كميات من العتاد الحربي غرب مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان. وكشفت المصادر نفسها عن أن الجيش دفع بتعزيزات بشرية ولوجيستية جديدة نحو محور كردفان لدعم عملياته العسكرية المستمرة تمهيداً لتوسيع نطاقها في المحاور الغربية، بخاصة طريق الصادرات الغربي شمال غربي أم درمان، والمناطق المحيطة بمدينتي بارا والأبيض.

إمداد وغارات

وتعد منطقة جبرة الشيخ، 21 كيلومتراً من الخرطوم، ذات أهمية كبيرة، حيث كانت نقطة ارتكاز لـ"الدعم السريع" يستخدمها في قطع طرق الإمداد وإرباك حركة الجيش، فضلاً عن كونها تمثل ملتقى للطرق الرئيسة بين شمال كردفان ودارفور، ومحطة أساسية في طريق الأربعين الرابط بين شرق وغرب ووسط السودان، كما تمثل مركزاً للرعاة وسوقاً كبيرة للمواشي والمحاصيل بالمنطقة. وشنت مقاتلات الجيش الحربية غارات جوية دقيقة على شمال كردفان استهدفت مواقع "الدعم السريع" في منطقتي بارا وجريجخ القريبة من العاصمة الولائية الأبيض.

صد هجوم عنيف

في محور دارفور أوضحت مصادر ميدانية أن الجيش والقوات المشتركة تمكنا من صد هجوم عنيف جديد شنته "الدعم السريع" على معسكر نيفاشا في المحورين الشمالي والجنوبي بمدينة الفاشر، وأحدثا خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الجماعة بتدمير مجموعة من المعدات العسكرية وتحييد العشرات من عناصرها. وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن الاشتباكات والمعارك اندلعت في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، وأوضح تعميم للتنسيقية أن قوات الجيش والمشتركة شنتا هجوماً مباغتاً على مواقع "الدعم السريع" في المحور الجنوبي للمدينة، كما وجهت مسيرات ومقاتلات الجيش الحربية ضربات جوية مكثفة على متحركات الأخيرة في محيط الفاشر بعد عملية إسقاط جوي ناجحة لمؤن وعتاد للقوات الموجودة بالمدينة.

بين السيطرة والتقدم

عقب أسبوعين من العمليات العسكرية المتصاعدة والتصدي المستمر من الجيش لهجمات "الدعم السريع" المتتالية، أكدت الفرقة السادسة - مشاة للجيش سيطرتها التامة على الأوضاع بالمدينة.

من جانبها قالت "الدعم السريع" على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي إن قواتها ما زالت تتقدم وتسيطر على أحياء جديدة بالمدينة، وباتت على وشك اختراق دفاعات الفرقة السادسة للجيش، مشيرة إلى أن مسيراتها استهدفت فيلق البراء بن مالك في فرقة الهجانة غرب مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، وأوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفه.

مبادرات إنسانية

إزاء الوضع الإنساني والصحي والغذائي المتفاقم بالفاشر، نشطت مبادرات محلية عدة لدعم التكايا والمطابخ الخيرية بالمدينة. ودعمت منظمة الثقة الإنسانية بولاية شمال دارفور، بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، تكية مطبخ الخير لتقديم وجبات غذائية للنازحين المحاصرين بالمدينة. وأكد رئيس مبادرة "تكية مطبخ الخير" محمد الرفاعي أن الدعم المتواصل من المنظمات والجمعيات الخيرية أسهم كثيراً في تخفيف حدة المعاناة عن كاهل المواطنين وتقديم وجبات ذات قيمة غذائية.

وفيات متزايدة

في لفتة إنسانية أخرى بادر موظفو برنامج الغذاء العالمي بالولاية بتقديم دعم إنساني عاجل لمتضرري الحرب في مدينة الفاشر. وأشاد مشرف تكية الفاشر محيي الدين شوقار بالمبادرة مؤكداً أن مساهمات الخيرين تمثل رافداً أساساً لتخفيف حدة معاناة المواطنين الذين يواجهون ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة.

في هذا الوقت أعلنت المنسقية العامة للنازحين بدارفور عن ارتفاع محصلة الحالات التراكمية لوباء الكوليرا إلى 9507 إصابة، والوفيات إلى 395 وفاة.

هجمات وضحايا

في غرب كردفان لقى ثمانية مواطنين حتفهم وجرح أكثر من خمسة آخرين في قريتي معتاقي وأوب طوق بمنطقة عيال بخيت، بسبب اعتداءات من قبل مسلحين يتبعون لـ"الدعم السريع"، وأفاد شهود بأن الأخيرة اقتحمت القريتين وأقدمت على "عمليات نهب وحرق المنازل والأسواق ما دفع الأهالي للفرار والنزوح".

إغلاق هجليج

في الأثناء، وعلى أثر الهجمات المتكررة لـ"الدعم السريع" على المنشآت الحيوية بحقل هجليج النفطي الحدودي مع جنوب السودان، أعلنت وزارة الطاقة والنفط تفعيل خطة الإغلاق الطارئ للحقل. ووجهت الوزارة خطاباً رسمياً إلى دولة جنوب السودان، بتقليص عدد العاملين في الحقل إلى الحد الأدنى، مع توقعات بعدم قدرة الحقل على الرفع النفطي وتوقف محطة التصدير رقم (1).

مندوب أممي لحكومة "تأسيس"

وسط هذه الأجواء أصدر رئيس الوزراء بحكومة "تأسيس" الموازية محمد حسن عثمان التعايشي قراراً بتعيين قوني مصطفى أبو بكر شريف، مندوباً دائماً لجمهورية السودان لدى منظمة الأمم المتحدة عن حكومة "تأسيس" الموازية.

وكانت حكومة تحالف "تأسيس" وجهت مسبقاً بعدم اعتراف ورفض دولي وإقليمي واسعين، ما يحرمها من الشرعية الدولية اللازمة.

مناوي يحذر

حذر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي من خطورة التهاون في التعامل مع الحكومة الموازية واصفاً إياها بأنها محاولة لشرعنة سيطرة "الدعم السريع"، وقال مناوي في منشور على منصة "إكس" إن "مشروع حكومة (الدعم السريع)، في نيالا، لا يكتسب أي شرعية في ظل وجود الدولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مقتل 1000 شخص

في تطور لافت أعلنت "حركة جيش تحرير السودان" بقيادة عبدالواحد محمد نور أن انهياراً أرضياً ضرب قرية ترسين في منطقة جبل مرة بدارفور، أودى بحياة جميع سكان القرية المقدر عددهم بأكثر من 1000 شخص، ونجاة شخص واحد فقط. وأضاف بيان للحركة، التي تسيطر على المنطقة منذ سنوات أن الكارثة وقعت نتيجة انزلاقات أرضية واسعة بدأت الأحد الماضي بسبب هطول الأمطار الغزيرة بالمنطقة خلال الأسبوع الأخير من أغسطس (آب) الجاري. وأشار البيان إلى أن المعلومات الأولية تفيد بوفاة جميع سكان القرية ونجاة شخص واحد فحسب، مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية التدخل لتقديم المساعدة وانتشال جثامين الضحايا.

غرق وخسائر

من جهة ثانية أغرق فيضان نهر الدندر (أحد منابع نهر النيل الأزرق) 35 مشروعاً زراعية، فضلاً عن نفوق مئات قطعان الماشية غرقاً.

صحياً، نفت وزارة الصحة الاتحادية السودانية وجود تلوث كيماوي أو إشعاعي في العاصمة الخرطوم، مؤكدة أن القياسات والتقارير العلمية لم تسجل أي مؤشرات تشكل تهديداً على الصحة العامة. وأشار تقرير صادر عن الجهات الوطنية المتخصصة إلى أن عمليات قياساًت إشعاعية دقيقة تمت في المواقع الاستراتيجية باستخدام أجهزة معتمدة من الهيئة الدولية للطاقة الذرية، وأجهزة الكشف الميداني لرصد أي مواد كيماوية أو غازات سامة.

وأكدت الوزارة أن نظام الترصد الصحي الوطني لم يسجل أي حالات وفاة جماعية أو أعراض تشير إلى تسمم كيماوي، وأن تقارير الطب العدلي أكدت أن الوفيات ترجع إلى أسباب طبيعية أو إلى أمراض وبائية منتشرة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك.

وأوضح المجلس الاستشاري للطب العدلي أن معظم الشكاوى الصحية الحالية للمواطنين تتعلق بالإسهال والصداع والحمى وأمراض الجهاز التنفسي الناتجة من الحرائق وانبعاثات الكربون، ولا ترتبط بأي مواد كيماوية أو إشعاعية.

انطلاق حملات الرش

في مواجهة التفشي الواسع لحمى الضنك والملاريا بالعاصمة الخرطوم، تنطلق اليوم الثلاثاء حملة الرش بالطيران لمكافحة نواقل الأمراض بولاية الخرطوم للحد من انتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض. وأكد مدير إدارة المكافحة حمزة سامي أن الحملة تنفذ بالتعاون مع منظومة الصناعات الدفاعية، وتستهدف المناطق ذات الكثافة السكانية والمستنقعات ومناطق تجمع مياه الأمطار، مناشداً المواطنين التعاون مع الفرق الميدانية.

جوع عالمي

أممياً، قالت الأمم المتحدة إن السودان يمر بأكبر أزمة جوع عالمية، في وقت ينتشر فيه وباء الكوليرا على نطاق واسع داعية إلى تحرك عاجل لإنقاذ ملايين السودانيين. وأكدت المنظمة حدوث مجاعة في بعض مناطق البلاد مع تسجيل أكثر من 100 ألف إصابة بالكوليرا خلال عام واحد في أكبر تفشٍّ للمرض منذ سنوات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات