ملخص
تنطلق الدورة الـ 32 من "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" اليوم بمشاركة 20 عرضاً عربياً وأجنبياً، وتستمر ثمانية أيام وسط خلافات تتعلق باسم المهرجان وجدواه.
(النشر نهار الاثنين) تنطلق اليوم الدورة الـ 32 لـ "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي"، وعلى رغم مرور كل هذه الأعوام على انطلاق الدورة الأولى للمهرجان فإن الجدل لا يزال مستمرا حول مسماه وجدواه، فهل يستمر بالعنوان نفسه أم يجري تغييره ليصبح "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح" وحسب.
والمهرجان الذي انطلقت دورته الأولى عام 1988 لم يسلم حتى الآن من الخلافات حول المسمى والجدوى، حتى إن لجنة المسرح في "المجلس الأعلى للثقافة" التي كان يترأسها حينها رئيس المهرجان الحالي سامح مهران تقدمت بمشروع إلى وزير الثقافة السابق محمد صابر عرب عام 2012 لإلغاء المهرجان، على أن يستبدل به مهرجانان، الأول "القاهرة الدولي للمسرح" والآخر "القاهرة العربي للمسرح"، ووافق الوزير بالفعل إلا أن القرار لم ينفذ، وإن كان المهرجان قد حمل عام 2014 اسم "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر" ثم عاد مرة أخرى بعد أعوام عدة لاسمه القديم "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي".
مفهوم التجريب
أما معارضو مسمى "التجريبي" فيرون أن التجريب ضروري وموجود كفعل طبيعي للتطوير والتحديث ولكن ليس مهماً، كما يقول الناقد أحمد عبدالرازق أبو العلا، مضيفاً أن نقيم مهرجاناً له والخلاف لا يزال قائماً حول ملامحه وأسسه وعناصره، وهو ما تعكسه العروض المشاركة وبخاصة خلال الأعوام الأخيرة من عمر المهرجان.
وتساءل أبو العلا "ماذا سيحدث لو نظمنا مهرجانا للمسرح الملحمي أو للمسرح التعبيري أو مسرح العبث، فهل سينجح وسيجد عروضاً بالفعل تعبر عن المسمى، مع ملاحظة أن تلك الأنواع من المسرح هي مدارس واتجاهات تقوم على أسس ومنهج، فما بالك بالتجريب الذي هو فعل يتسم بالصيرورة وتتغير طريقته تبعاً لتغير الزمن، لأنه ليس مرتبطاً بمنهج صارم أو أسس يقوم عليها، فهل نستطيع توفير العروض المعبرة عن هذا الفعل في مهرجان يحمل اسمه؟ أم أنه من الصواب أن نقول المهرجان الدولي للمسرح وفيه سنجد عروضاً تقدم عناصر تجريبية في صورتها المسرحية، وليس من الضروري ساعتها أن نقول المهرجان التجريبي".
العروض المشاركة
وأياً تكن الخلافات فاليوم يفتتح المهرجان وتشارك في مسابقته الرسمية 20 مسرحية عربية وأجنبية، وهي "قهوة ساخنة" من إخراج إبراهيم خلفان (البحرين) و"عطيل وبعد" من إخراج حمادي الوهايبي (تونس)، و"علكة صالح" من إخراج حسن رجب (الإمارات)، و"قد تطول الحكاية" من إخراج يوسف الحربي (السعودية)، و"طوق" من إخراج فهد الدوسري (السعودية)، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها السعودية بعرضين داخل المسابقة، و"روضة العشاق" من إخراج معز عاشوري (تونس)، و"الساعة التاسعة" من إخراج محمد يوسف الملا (قطر)، و"الفانوس" من إخراج خالد أمين(الإمارات)، و"سيرك" من إخراج جواد الأسدي(العراق)، و"الجريمة "والعقاب" من إخراج عماد علوني (مصر)، و"رماد من زمن الفتونة" من إخراج كريمة بدير (مصر)، "وتذكر" من إخراج جوناثان والترز (الولايات المتحدة الأميركية)، و"بطاقات بريدية ممزقة" من إخراج إستريا غارسيا (إسبانيا)، و"الفضاء هو نحن" من إخراج أناستاسيا تاي (اليونان)، و"لحظات وعي" من إخراج فلوريان أوروش (رومانيا)، و"ليس أنا" من إخراج كاساندرا توبولوجيانو (رومانيا)، و"مشروع كوبليا" من إخراج كاترينا موتشي سيسموندي (إيطاليا)، و"آلة هاملت" من إخراج آرثر مكاريان(أرمينيا)، فضلاً عن عرض على الهامش "هل تراني الآن" من إخراج لبنى المنسي (مصر).
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج والكاتب سالفاتوري بيتونتي (إيطاليا) وفي العضوية المخرج أحمد العطار (مصر) والمخرج ناصر عبدالمنعم (مصر) والكاتب والناقد سامي الجمعان (السعودية) والسينوغراف جبار جودي (العراق) والكاتبة إيريني مونتراكي (اليونان) والناقد أندريا بوركيدو (إيطاليا) ومقرر اللجنة المخرج أدهم سيد (مصر).
ويكرم المهرجان هذه الدورة كلا من تاكو فيكتور(الكاميرون) وباتريك بافيس (فرنسا) ونوريس روفس (إنجلترا) وحمد الرميحي (قطر) ورفيق علي أحمد (لبنان) ومحمد المنصور (الكويت) وبهيج إسماعيل (مصر) وصبري فواز(مصر) وحسن خليل (مصر) وحنان يوسف (مصر واسم الراحلة إقبال نعيم (العراق).
ويصدر المهرجان 10 كتب مترجمة وكتاباً مؤلفاً، ويقيم ست ورش تدريبية يؤطرها عدد من المدربين الأجانب، فضلاً عن ثلاث ورش أخرى لمدربين مصريين، ويقيم مؤتمراً فكرياً حول التجريب وآفاقه.
"انتصار حورس"
أما عرض افتتاح المهرجان فيقدمه المخرج وليد عوني بعنوان "انتصار حورس" دراماتورجيا محمد سمير الخطيب بمشاركة فرقة الرقص المسرحي الحديث في "دار الأوبرا المصرية"، ويعتمد العرض على المزج بين نصوص فرعونية مثل "متون الأهرام" و"كتاب الموتى" مع معالجة بصرية معاصرة، ليقدم العمل كتجربة شاملة تجمع بين الرقص الدرامي والفيديو مابينغ والتصميم الحركي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والعرض مأخوذ عن أحد أقدم النصوص المسرحية في التاريخ، وهو نص فرعوني جرى تدوينه في العصر البطلمي (237 – 57 ق م) على جدران معبد إدفو، ويعتبره الباحثون وثيقة مسرحية استثنائية يصور الصراع الأسطوري بين الإله حورس (إله السماء) وعمه ست (إله الفوضى) على عرش مصر بعد مقتل أوزوريس، وقد نُقل إلى الإنجليزية في أوائل القرن الـ 20 على يد عالم المصريات البريطاني إتش دبليو فيرمان، ثم ترجمه إلى العربية الباحث عادل سلامة ليؤكد أن مصر الفرعونية كانت في صدارة الحضارة المسرحية الإنسانية.
ويستحضر العمل رحلة أسطورية تتداخل فيها الأزمنة الثلاثة: الأسطوري والبطلمي (عصر كليوباترا) والمعاصر، من خلال شخصية عالم آثار يستدعي المشاهد من جدران معبد إدفو إلى خشبة المسرح، وتتشكل أحداث العرض في لوحات رئيسة تتناول نشأة الكون ومقتل أوزوريس وولادة حورس وصراعه مع ست وفقدان عينه، ثم المواجهة الكبرى المتجسدة في فرس النهر وصولاً إلى انتصار النور على الظلام في مشهد بانورامي يحتفي بالآلهة ويجسد الرياح الأربعة (أبناء حورس).