Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أول معرض دولي بعد سقوط الأسد يفتح ذراعيه للعالم

شبكة مراقبة وطائرات "درون" وكلاب حراسة وأناشيد ثورية والشرع يفتتح الدورة الجديدة بالتأكيد على "سوريا المنفتحة"

افتتح رئيس الجمهورية أحمد الشرع هذه الدورة، مؤكداً في كلمته على أهمية حماية بيئة الاستثمار (اندبندنت عربية)

ملخص

إنه معرض دمشق الدولي، الذي يحمل رقم الدورة 62، وشعاره "سوريا تستقبل العالم" يعكس بعداً سياسياً، إذ يأتي بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفق من حضروا حفلة الافتتاح الرسمي يوم الـ27 من أغسطس (آب)، الذي خصص للوفود الدبلوماسية والاقتصادية العربية والأجنبية ووسائل الإعلام.

 "يا شام عاد الصيف"، ظلت أغنية فيروز تصدح في جنبات الأجنحة، وارتبطت بروح ليالي معرض دمشق الدولي، حتى أصبحت أيقونته وبصمته الفنية. اليوم لم يسمع رواد النسخة الجديدة تلك المقطوعة الخالدة لسيدة الصباحات العطرة، بل تحولت النغمة إلى أناشيد ثورية لمغني الثورة "الساروت".

على طريق واصل بين العاصمة إلى المطار من الجهة الجنوبية الشرقية بدت ورشات الصيانة الطرقية تعمل جاهدة لوضع لمساتها الأخيرة من دهان الطريق وتخطيطه باللون الأبيض، بينما يغرق الأوتوستراد بالسيارات التي دلفت إلى باب أرض المعارض، بينما أفراد الأمن العام المتشحون بلباس أسود يحملون البنادق على طول الطريق الواصل إلى مكان سيقام به أكبر تجمع اقتصادي واجتماعي في المدينة.

سوريا تستقبل العالم

إنه معرض دمشق الدولي، الذي يحمل رقم الدورة 62، وشعاره "سوريا تستقبل العالم" يعكس بعداً سياسياً، إذ يأتي بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفق من حضروا حفلة الافتتاح الرسمي يوم الـ27 من أغسطس (آب)، الذي خصص للوفود الدبلوماسية والاقتصادية العربية والأجنبية ووسائل الإعلام.

في الأثناء انتشرت شبكة مراقبة أمنية واسعة من أفراد وضباط استخبارات من الداخلية وطوقت المكان منتشرة في أرجاء الساحات ومداخل الأجنحة الرئيسة، أما سماء المعرض فلم يهدأ طنين طائرات "الدرون" التي ترصد الأجواء، مع تفتيش دقيق، وكلاب حراسة مدربة، منها ما هو "ريبوت" آلي على صورة كلاب وضعت بالخدمة.

 

يشي الاستنفار في يوم الافتتاح بحضور شخصية ذات ثقل، وبالفعل افتتح رئيس الجمهورية أحمد الشرع الدورة، مؤكداً في كلمته أهمية حماية البيئة الآمنة للاستثمار، ورفدها بالموارد البشرية اللازمة، وكذلك تبني عملية واسعة لإصلاح قطاع النقد والمصارف، وأثنى على جهود الدبلوماسية السورية في إعادة علاقات سوريا مع العالم، حتى بدأت تتحرر من العقوبات والقيود الضاغطة عليها، كما بدأت موجات اللاجئين العائدين لوطنهم تؤم سوريا.

يشرع المعرض أبوابه للزيارات من الساعة الخامسة إلى الـ11 ليلاً من يوم الخميس الـ28 من أغسطس إلى الخامس من سبتمبر (أيلول)، ولفت المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض محمد حمزة النظر إلى "توفير خدمة نقل مجانية بين العاصمة ومدينة المعارض لتسهيل وصول الزوار".

المعرض المحاصر

وتسبب الصراع الأهلي في سوريا بإغلاق المعرض أبوابه عام 2011، واستمر جموده من دون دورات لغاية 2017 بعد توقف المعارك في ريف دمشق، وعاد المعرض بعد توقف حتى حلت جائحة كورونا، وتأجلت دورة عام 2021 إلى أجل غير مسمى بسبب القيود الصحية.

ظهرت فكرة إطلاق المعرض عام 1953 بمرسوم يحمل الرقم 14، ونص على "إقامة دورة واحدة لمعرض دمشق الدولي"، وطبق المرسوم في الأول من سبتمبر من العام الذي يليه، واستمر حينها شهراً كاملاً في مقره القديم الممتد من جسر فكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين، ويعد السيف الدمشقي أحد معالم الهوية البصرية للمعرض قبل انتقاله إلى خارج المدينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك ارتفعت شعبية المعرض المحلية والعربية والدولية مع وقت افتتاحه من كل عام، إما في أغسطس أو سبتمبر، في حين بلغ عدد الزوار عام 1974 نحو 3 ملايين زائر عربي وأجنبي، أما عام 1977 فزاد عدد الدول المشاركة لـ51 دولة عربية وأجنبية.

التطور الأبرز والمحوري كان عام 2003 بانتقال المعرض من وسط العاصمة بسبب الازدحام الكثيف من الرواد إلى خارج المدينة، أو ما سمي بـ"أرض المعارض"، حيث تتوفر مساحات لاستيعاب العدد الكبير من الناس تبلغ مليوناً و200 ألف متر مربع، وتتضمن مباني وأجنحة ومستودعات ومخازن وورش خدمات.

ذكرى الدواليب

في الأثناء لم يكتف المعرض بدور اقتصادي يجمع بين المستثمر والمنتج مع المستهلك، أو بين رجال الأعمال للتواصل فحسب، بل كان للمعرض دور اجتماعي، فهناك من اعتاد على حضور كل دوراته ويحتفظ ببطاقات وإعلانات، ومن يتسمر أمام شاشات التلفزيون لحضور حفلة جوائز اليانصيب، وتقام على المسرح حفلات طربية ومسابقات في وقت تدور "دواليب الأرقام" لتستقر على رقم الفائز.

 

ولعب المعرض دوراً فنياً أيضاً، إذ استطاعت فيروز والرحابنة أن يصلوا إلى خشبة مسرح المعرض وبثت أغان خالدة لدى أهالي سوريا، وكذلك الأمر مع ظهور أم كلثوم للمرة الأولى على خشبة المسرح في المهرجان الفني عامي 1957 و1958، فضلاً عن مشاركة نجوم عرب، مثل عبدالحليم حافظ ووديع الصافي ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية.

بالعودة لتأسيس المعرض في عهد هاشم الأتاسي، فقد فاق عدد الزوار مليون زائر في أول أعوام تأسيسه، ليكون أحد المعارض الرائدة منذ ذلك الوقت على المستوى العربي، وتم نصب جسر موقت بين ضفتي نهر بردى للانتقال من جهة وزارة المعارف حالياً إلى الضفة المقابلة، وقال مدير المعرض خالد بوظو في ذلك الوقت إنه "برهان ملموس على ما بلغته جهود أمة فتية ناشئة لم يمض على تحريرها بالكامل عقد واحد من السنين في بعث حضارتها ومسايرة ركب المدنية في التقدم والعمران".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي