Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

برشلونة من التأسيس حتى اليوم: فخر كتالونيا المحكوم بفلسفة كرويف

النادي الإسباني حقق موسماً مميزاً بقيادة المدرب الألماني فليك

برشلونة من أبرز الفرق التي حصدت لقب دوري أبطال أوروبا (رويترز)

ملخص

هانسي فليك يقود برشلونة للعودة للمشهد الأوروبي من جديد، والنادي الإسباني يحتفظ بفلسفة "كرويف" على مر العصور

"لعب كرة القدم بسيط للغاية، ولكن لعب كرة القدم البسيطة هو أصعب شيء على الإطلاق"، كلمات قالها أسطورة كرة القدم يوهان كرويف، الذي صنع فلسفة برشلونة الفنية عبر تاريخه، وتعبر عن تفاصيل تأسيس النجم الهولندي لمفهوم الكرة السهلة لدى النادي الإسباني، إذ اشتهر بها، بخاصة "تيكي تاكا"، الذي كان يظهر الفريق في حالة تناغم مع تنقل الكرة بسهولة، وهو ما يعكس معنى الكلمات التي قالها: إن لعبة كرة القدم بسيطة، ولكن كيف تفعل ذلك؟

واشتهر برشلونة بفلسفة كرويف عبر تاريخه، وأطلق عليهم "أبناء يوهان كرويف" مع اختلاف المديرين الفنيين، ولكنهم كانوا يحافظون على أسلوب اللعب الذي يميزهم عن غيرهم، وتفردوا به عبر تاريخهم، مما جعلهم من كبار أندية كرة القدم حول العالم، مع سيطرتهم في كثير من الأحيان على منصات التتويج الأوروبية.

وأصبح اسم برشلونة يقترن بـ"كرويف" دائماً كما يقترن بمؤسسة خوان غامبر، الذي كون الفريق منذ 1899، لذلك يحظى الثنائي بالكثير في تاريخ النادي الذي يعد واحداً من قطبي الكرة الإسبانية بجانب ريال مدريد، وتكون المنافسة دائماً على البطولات المحلية بينهما، مع وجود أتلتيكو مدريد في كثير من السنوات.

تاريخ نادي برشلونة

تأسس نادي برشلونة في الـ29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1899 على يد السويسري خوان غامبر، بعد نشره لإعلان في صحيفة "لوس ديبورتس" يدعو خلاله المهتمين إلى تكوين ناد جديد، إذ لبى الدعوة 11 لاعباً من جنسيات متعددة، بينهم الإنجليز والسويسريون والألمان والإسبان، ليمنحوا الفريق منذ البداية هوية كروية مختلطة الثقافات، تولى السويسري والتر وايلد رئاسة النادي كأول رئيس، وقاد الفريق للمشاركة في البطولات المحلية مثل كأس كتالونيا وكأس ملك إسبانيا، إذ حقق أول ألقابه في كأس "ماكايا" عام 1902.

مع انتقاله عام 1909 إلى ملعب "كامب ديل لا إندوستريا" الذي اتسع لــ6 آلاف متفرج، وكان أول ملعب مضاء في إسبانيا، أخذ النادي خطوات كبيرة في مسيرته، أصبح برشلونة رمزاً للهوية هناك في إقليم كتالونيا، خصوصاً بعدما غير لغته الرسمية إلى الكاتالونية، مما عزز ارتباط الجماهير به ووع قاعدته الجماهيرية بصورة كبيرة، وفي تلك المرحلة لمع كثير من النجوم ليبدأ العصر الذهبي للنادي الإسباني وتأسيس انطلاقتهم في أوروبا بصورة قوية.

جهود خوان غامبر لم تتوقف عند التأسيس، وعاد لرئاسة النادي في أكثر من مناسبة لإنقاذه من أزمات مالية، وأطلق حملات لزيادة عدد الأعضاء، حتى وصل الرقم إلى أكثر من 20 ألفاً بحلول 1922، هذا النمو سمح للنادي بشراء ملعب "ليس كورتس"، الذي استوعب في بدايته 22 ألف متفرج، قبل أن يوسع لاحقاً ليصل إلى 60 ألفاً، ليشكل نقلة نوعية عززت مكانة برشلونة بين كبار الأندية الإسبانية.

كامب نو

بدأ بناء ملعب "كامب نو" عام 1954 تحت إشراف المهندسين فرانسيسك ميتغانس ميرو وجوزيب سوتيرنس موري بالتعاون مع لورنزو غارسيا باربون، واستمر العمل حتى عام 1957، افتتح الملعب رسمياً في الـ24 من سبتمبر (أيلول) 1957 أمام أكثر من 80 ألف متفرج، على رغم أن سعته وقتها لم تتجاوز 73 ألفاً، وشهدت مباراة الافتتاح فوز برشلونة على فريق وارسو البولندي (4-2).

ومنذ ذلك التاريخ، خضع الملعب لتجديدات عدة، أبرزها إدخال الإضاءة عام 1959، وتوسعة مدرجاته في التسعينيات، ليصبح قادراً على استيعاب ما يقرب من 100 ألف متفرج، وهو ما يجعله ضمن الأكبر في أوروبا.

يضم كامب نو متحف برشلونة، الذي افتتح عام 1980 في عهد الرئيس لويس نونيز بعد أن كانت فكرته الأولى تعود لمؤسس النادي خوان غامبر، ويمتد المتحف اليوم على مساحة تتجاوز 3500 متر مربع، ويعد من أكثر المتاحف زيارة في إسبانيا، فيما يظل "كامب نو" معلماً رياضياً وتاريخياً تصعب منافسته في القارة العجوز.

أبرز اللاعبين في تاريخ برشلونة

يوهان كرويف

لعب اللاعب الهولندي كرويف في صفوف برشلونة منذ موسم 1973 - 1974 حتى موسم 1978 - 1979، تتضح أنها فترة قصيرة ولكنه قدم كثيراً خلال هذه المدة، ليكون من أساطير النادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعد تولي تدريب الفريق بصورة رسمية بعد اعتزاله اللعب.

ولعب كرويف مع برشلونة 180 مباراة في جميع البطولات، ونجح في إحراز 60 هدفاً وصنع 28 آخرين، وتوج بالدوري الإسباني وكأس إسبانيا، وحصد الكرة الذهبية أثناء وجوده داخل قلعة "البلوغرانا".

أثناء فترته كمدرب تولى قيادة الفريق فنياً خلال 418 مباراة في جميع البطولات، حقق الفوز في 241 لقاء وتعادل في 94 وتلقى 83 هزيمة، وتوج بعدد من الألقاب، أبرزها كان دوري أبطال أوروبا موسم 1991 - 1992، وحصد الدوري الإسباني في أربع مواسم متتالية منذ موسم 1990 - 1991 حتى 1993 - 1994، وكأس إسبانيا مرة واحدة، والسوبر المحلي في ثلاث سنوات، وكأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة مع النادي الإسباني وأخرى مع أياكس، وكأس السوبر الأوروبي مرة واحدة مع برشلونة.

ليونيل ميسي

ولم يكن ميسي فقط الأفضل في تاريخ برشلونة، ولكن في تاريخ كرة القدم لما قدمه خلال مسيرته الممتدة حتى الآن مع فريق إنتر ميامي الأميركي.

لعب الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف الفريق الأول ببرشلونة منذ موسم 2004 - 2005 حتى موسم 2020 - 2021، وعلى رغم رحيله في النهاية إلى باريس سان جيرمان، إلا أن مسيرته مع "البلوغرانا" تبقى الأعظم في تاريخ النادي، إذ خاض ميسي 778 مباراة في جميع البطولات كالأكثر مشاركة في تاريخ النادي، نجح خلالها في تسجيل 672 هدفاً وصناعة 300 أخرى، ليصبح الهداف التاريخي للنادي والفريق الإسباني بصورة عامة، وتوج مع برشلونة بـ35 لقباً، منها 10 ألقاب في الدوري الإسباني وأربعة في دوري أبطال أوروبا وسبعة في كأس الملك، وثمانية بكأس السوبر المحلي وثلاثة ألقاب بكأس العالم للأندية، إضافة إلى حصد الكرة الذهبية سبع مرات أثناء وجوده داخل أسوار "كامب نو"، ليكتب مكانته كأسطورة النادي وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.

وتتغنى جماهير برشلونة حتى الآن بليونيل ميسي، وكان قريباً من العودة في بعض الأوقات للنادي الكتالوني ولكن لم تكتمل المفاوضات خلالها، وهو ما حرم مشجعي "البلوغرانا" من رؤية الأرجنتيني بقميص فريقهم مرة أخرى، إذ أكد في أكثر من مناسبة رغبته في الاعتزال داخل صفوفه.

رونالدينيو

انضم البرازيلي رونالدينيو إلى برشلونة عام 2003 قادماً من باريس سان جيرمان، واستمر في صفوفه حتى 2008، لعب مع الفريق 207 مباريات بجميع البطولات أحرز خلالها 94 هدفاً وصنع 69 أخرى، وكان أيقونة المهارة لدى جماهير برشلونة لما يتملكه من إمكانات كبيرة في التحكم بالكرة.

وتوج مع "البلوغرانا" بلقب الدوري الإسباني مرتين وكأس السوبر المحلي مرتين، ودوري أبطال أوروبا عام 2006، وحصد الكرة الذهبية 2005، ليبقى أحد أبرز من أعادوا برشلونة لواجهة كرة القدم العالمية.

صامويل إيتو

وصل الكاميروني صامويل إيتو إلى برشلونة موسم 2004 - 2005 واستمر حتى 2009، ليصبح أحد أعظم المهاجمين في تاريخ النادي، إذ خاض 199 مباراة سجل خلالها 130 هدفاً وصنع 38، وارتبط اسمه بالبطولات الكبرى، إذ قاد الفريق للتتويج بثلاثة ألقاب دوري إسباني، وكأس إسبانيا مرة واحدة وكأس السوبر المحلي مرتين، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرتين (2006 و2009)، وعرف بإمكاناته الهجومية القوية، مما جعله واحداً من أهم العناصر في العصر الذهبي بقيادة فرانك ريكارد ومن بعده.

تشافي هرنانديز

يعد الإسباني تشافي رمزاً فنياً في تاريخ برشلونة، إذ مثل الفريق الأول منذ عام 1998 حتى 2015، وخاض 767 مباراة في جميع البطولات أحرز خلالها 85 هدفاً وصنع 184 آخرين.

عرف بصفته "المايسترو" الذي كان له سيطرة كاملة على منتصف الملعب في برشلونة، وذلك بالمشاركة مع إنيستا الذي كان يشبهان بعضهما بعضاً بصورة كبيرة في اللعب، وكانا أساس "التيكي تاكا" في برشلونة.

توج مع النادي بـ25 لقباً أبرزها ثماني بطولات بالدوري الإسباني وثلاثة بكأس إسبانيا وستة بالسوبر المحلي، وأربع نسخ بدوري أبطال أوروبا ونسختين بكأس السوبر الأوروبي، قبل أن يختتم مسيرته خارج إسبانيا ويعود لاحقاً مدرباً للفريق.

كارلوس بويول

يعد بويول هو القائد التاريخي لبرشلونة، لعب للفريق الأول منذ عام 1999 بعد أن ترعرع في النادي وأكاديميته، واستمر حتى اعتزاله عام 2014.

شارك بويول في 593 مباراة بجميع البطولات وسجل 19 هدفاً كونه قلب دفاع، وكان أيقونة دفاعية للمنتخب الإسباني وصنع أيضاً 13 هدفاً.

ورفع بويول حاملاً شارة القيادة بعض البطولات التي توج بها الفريق خلال مسيرته، إذ توج بست بطولات بالدوري الإسباني ومثلها بالسوبر المحلي ونسختين بكأس إسبانيا، وحصد ثلاثة ألقاب بدوري أبطال أوروبا وثنائية بالسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بطولات نادي برشلونة

حقق برشلونة طوال تاريخه في ما يخص البطولات المعتمدة والرسمية 92 بطولة، ما بين تألق محلي وآخر حضور أوروبي وعالمي بصورة قوية للغاية.

وعلى المستوى المحلي حقق برشلونة الدوري الإسباني 28 مرة، وكأس إسبانيا 32 مرة وكأس السوبر 15 مرة، أما على المستوى الأوروبي فحصد دوري أبطال أوروبا خمس مرات، وكأس السوبر الأوروبي مثلها، وثلاث نسخ بكأس العالم للأندية وأربع نسخ بكأس الكؤوس الأوروبية.

الوضع المالي لبرشلونة

يمر برشلونة خلال السنوات الماضية بظروف مالية طاحنة أثرت بالسلب على تعاقداته وجميع الجوانب داخل النادي، وهو ما يحاول مجلس الإدارة الحالي بقيادة خوان لابورتا تعديله وتنسيق الأوراق من أجل الاتفاق مع لوائح الاتحاد الإسباني ورابطة الدوري الإسباني خلال المواسم المقبلة، من أجل استفاقة تاريخية وكانت بدايتها في الموسم الماضي بقيادة هانسي فليك المدير الفني الألماني.

وعلى رغم الأزمة المالية، يوجد برشلونة في المركز الثالث في ترتيب الأندية الأغنى حول العالم، وذلك بحسب مجلة "فوربس" المختصة في هذا الشأن، وذلك بقيمة 5.65 مليار دولار، وذلك وسط محاولات للتعافي من الضربات المالية التي توالت على مجالس إدارته خلال السنوات الماضية وتسببت في ابتعاده بعض الشيء من المشهد.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة