Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مريم أبو دقة.. ذاكرة بصرية لن يمحوها الرصاص

قتلت مراسلة "اندبندنت عربية" ضمن 15 بينهم صحافيون في غارات إسرائيلية استهدفت مجمع ناصر الطبي في غزة

جثمان مريم أبو دقة (اندبدنت عربية)

ملخص

بينما كانت مريم أبو دقة تعتلي مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لتلتقط صوراً توثق فيها القصف الإسرائيلي العنيف، شنت الطائرات الحربية غارة على المبنى أدت إلى ارتقاء مصورة "اندبندنت عربية" ضحية جديدة، ضمن كتيبة من صحافيي غزة الذين راحوا ضحية للحرب. 

وسط دوي أصوات القنابل التي تتساقط من حيث لا تدري، وبين الركام المتناثر لمنازل سويت بالأرض، التي ما زالت جدرانها المهدمة تروي قصص ساكنيها وحكايات عائلات عاشت ثم اندثرت تحت القصف، ارتدت المصورة الصحافية مريم أبو دقة سترتها الزرقاء الداكنة وخوذتها التي بالكاد قد تقيها من حجر متطاير، لكنها بالتأكيد لن تصمد أمام صاروخ أو قذيفة تستهدف مقاتلين سلميين أخذوا على عاتقهم نقل الحقيقة إلى العالم، والكشف عن وحشية احتلال بطشت دباباته وقذائفه بحيوات مليوني شخص. 

بكاميرتها وجسدها الهزيل الذي أضعفه الجوع والعطش، أصرت أبو دقة على أن تجوب أحياء غزة المدمرة، لتوثق لحظة بلحظة المأساة الإنسانية التي تعصف بسكان القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. التقطت صوراً لوجوه الأطفال المذعورين، ولنساء فقدن أبناءهن أو يحملن أطفالاً يتضورون جوعاً، ولشيوخ يودعون بيوتاً احتضنت أعمارهم ثم تحولت إلى غبار، ولمئات آخرين يهرولون في ذعر بعيداً من نيران ساقطة من السماء. بعدساتها روت قصصاً عن الفقدان والخذلان والألم، وطرحت أمام الرأي العام العالمي أدلة بصرية على حجم الكارثة الإنسانية.

 

وفجر اليوم الإثنين، حملت أبو دقة كاميرتها مرة أخرى، متوجهة نحو مجمع ناصر الطبي في خان يونس. أرادت أن توثق معاناة جديدة، لكن صاروخاً إسرائيلياً باغتها قبل أن تلتقط الصورة التالية، فارتقت وتركت الصورة شاهدة. كانت المفارقة أنها قتلت في المكان نفسه الذي صورت فيه قبل أسبوعين أزمة "الكفن" ونقص الإمكانات داخل مغسلة المجمع، التي تكافح لتجهيز ضحايا الحرب بأعداد تفوق طاقتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

برحيلها، انضمت أبو دقة، ذات الـ33 سنة، إلى كتيبة من نحو 200 صحافي دفعوا حياتهم ثمناً لشجاعتهم، لكنها تركت وراءها صوراً تنطق بالوجع، وتختزن في كل بكسل منها صرخة ضد الظلم، وذاكرة بصرية لا يمكن محوها. رحلت وهي تحمل "سلاحها السلمي"، الكاميرا، لتبقى شاهدة على جرائم لم تمح بعد من ذاكرة العدسات.

وتعد الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة من أكثر الصراعات دموية بالنسبة إلى العاملين في مجال الإعلام، فوفق اللجنة الدولية لحماية الصحافيين فإنه ما لا يقل عن 192 صحافياً قتلوا في غزة، خلال الصراع الممتد على مدى 22 شهراً. 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير