Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سقطت الكاميرا وبقيت الصورة... مريم أبو دقة ضحية حرب غزة

رحلت في قصف إسرائيلي وهي تنقل بحياد ومهنية وقائع التصعيد الإسرائيلي في القطاع

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على المبنى أدت إلى ارتقاء مصورة "اندبندنت عربية" مريم أبو دقة (أ ف ب)

ملخص

مصورة "اندبندنت عربية" مريم أبو دقة ترتقي ضحية للحرب وتنضم إلى صفوف قافلة الصحافيين الذين سقطوا خلال القتال.

بينما كانت مريم أبو دقة تعتلي مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لتلتقط صوراً توثق فيها القصف الإسرائيلي العنيف وتفجير جنود الجيش المنازل ونسفها شنت الطائرات الحربية غارة على المبنى أدت إلى ارتقاء مصورة "اندبندنت عربية" ضحية جديدة تنضم لصفوف قافلة الصحافيين الذين ارتقوا في حرب تل أبيب ضد قطاع غزة.

بصاروخين اثنين شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على مكان تجمع الصحافيين ورجال الإطفاء والمرضى استهدفت الطابق الأخير (الطابق الرابع) من مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي وسقط مع مريم أبو دقة ثلاثة صحافيين آخرين.

بارتقاء مصورة "اندبندنت عربية" يرتفع عدد الصحافيين الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة والمتواصلة منذ 22 شهراً إلى 245 صحافياً، وهذا أكبر عدد من الطواقم الإعلامية يقتل في الصراعات الحديثة.

انضمت مريم أبو دقة إلى "اندبندنت عربية" في بدايات عام 2020 كمصورة نشطة لأحداث قطاع غزة الساخنة، وكانت من أوائل المصورين المتعاونين مع الصحيفة الإلكترونية.

غطت مريم أبو دقة على مدار سنوات عملها مع "اندبندنت عربية" جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وبخاصة أحداث وتطورات الحرب الحالية، ولم تنقطع عن عملها ليوم واحد طوال أشهر القتال الخطر الذي اندلع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

منذ اندلاع الحرب لبست مريم أبو دقة درعها الصحافية وودعت ابنها الوحيد غيث وانطلقت إلى مدينة غزة المركزية مع زملائها الصحافيين، لتغطية أحداث الحرب.

خلال فترة القتال لم تنقطع مريم أبو دقة عن تغطية أحداث القتال، وشمل عملها تصوير رحلات النزوح والجوع والقصص الإنسانية والتوغلات البرية للجيش والقصف الجوي وصورت مقطع فيديو لكل تطورات الحرب.

فقدت مريم في الحرب منزلها ومعداتها الصحافية، وعلى رغم ذلك لم تنقطع عن عملها وأصرت على مواصلة تغطيتها الصحافية ولم تنقطع لأي لحظة عن رصد أحداث الحرب والقصص الإنسانية التي خلفها القتال.

كانت مريم أبو دقة دؤوبة في عملها الصحافي نشيطة جداً تواصل عملها في الليل والنهار. يقول عنها نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين تحسين الأسطل "شهدت لها نشاطاً لا مثيل له في التغطية الإعلامية، كانت توجد في كل زاوية وفي كل حدث إعلامي".

فقدان مصورة "اندبندنت عربية" كان ضربة قاسية للحركة الصحافية في غزة، يضيف الأسطل، "كانت محبوبة جداً بين زملائها الصحافيين، والجميع يشهد لها بأنها مبدعة وتواصل معها على رغم الضغط عليها، إنها مثال يحتذى بين زملائها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عاشت مريم قصصاً صعبة في حياتها خاصة في فترة الحرب، إذ اضطرت إلى توديع ابنها الوحيد غيث، الذي قرر السفر إلى الإمارات، لكن الأم الصحافية أصرت على البقاء في غزة لمواصلة تغطية مجريات الحرب.

في الحرب أيضاً، مرضت أم مريم كثيراً ولم تجد علاجاً لها في غزة، وماتت على سرير المستشفيات، ومرت بحالة نفسية حرجة على فقدان حضنها الحنون، وعلى رغم ذلك واصلت عملها الصحافي، وحملت كاميرتها وانتقلت بين القصف والتدمير لتلتقط صوراً ومقاطع فيديو.

ومن قصص مريم في حياتها الإنسانية أنها كانت مجبرة على تصوير زملائها الصحافيين الذين ارتقوا في حرب غزة، ومع كل زميل يسقط تسأل "هل سأكون بين الضحايا مثل زملائي، أم سأنجو من هذه المقتلة؟".

صديق أبو دقة هو شقيق مريم يقول عن حياتها، "كانت رقيقة جداً وحساسة، دائماً تحب فعل الخير مع العائلة والجيران، متعاونة مع الجميع وتقدم لهم الخدمات من دون أن تسمع كلمة شكراً، مريم رحلت وأخذت قلوبنا معها".

يحضن الأب رياض أبو دقة جثمان ابنته مريم ويبكي بحرقة، ويقول "فقدت أغلى بناتي، كانت حياتي متعلقة بها، تحدثني كل لحظة تطمئن عليَّ، رحلت مريم، وهي خسارة كبيرة لنا وللصحافيين، مريم كانت نموذجاً إنسانياً راقياً".

تجمَّع الصحافيين على جثمان مريم وودَّعوها، وكانت لحظة قاسية جداً وفيها كثير من الحزن، حملوا نعشها لمواراتها الثرى والدموع فقط كانت سيدة الموقف تسقط على رحيل مريم.

برحيل مريم تخسر "اندبندنت عربية" ونقابة الصحافيين الفلسطينيين والحركة الإعلامية مصورة كانت مبدعة في صورتها ونشطة في تغطية الأحداث، حساسة جداً ولطيفة أكثر، وفي وداعها فإننا مصممون على مواصلة عملنا الصحافي ونشر القصص وتغطية تطورات الحرب باستقلالية وحيادية ومهنية وحرفية عالية، كما كانت زميلتنا مريم أبو دقة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير