ملخص
يصدر اليوم الجمعة تقرير عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المرصد العالمي الرئيس للجوع الذي يعمل مع الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى.
حذرت وكالات إغاثة وخبراء في سوء التغذية والأمم المتحدة من أن أزمة الجوع في غزة بلغت نقطة حرجة مع انخفاض الإمدادات من الحليب المدعم وغيره من المواد المزودة بالعناصر الغذائية الخاصة مما يزيد عدد الأطفال المهددين بالجوع.
ويصدر اليوم الجمعة تقرير عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المرصد العالمي الرئيس للجوع الذي يعمل مع الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى.
وكان تقرير موقت أصدره في أواخر يوليو (تموز) الماضي قال إن المجاعة "تتكشف" في غزة. وذكرت "رويترز" من قبل أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يواجه صعوبة في الحصول على البيانات اللازمة لتقييم الأزمة.
توزيع فوضوي
بعد احتجاجات عالمية ضد قيود صارمة فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات منذ مارس (آذار) الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي السماح بدخول المزيد من الغذاء إلى غزة في أواخر يوليو الماضي.
لكن ثلاثة متخصصين في الجوع وموظفي إغاثة من ست وكالات قالوا إن الكميات ضئيلة للغاية والتوزيع فوضوي جداً بحيث لا يمكن وقف إصابة المزيد من السكان بسوء التغذية، في حين لا يحصل أولئك الذين يعانون بالفعل من الجوع أو الضعف على المكملات الغذائية المنقذة للحياة.
وبحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، والتي أكدتها منظمة الصحة العالمية، فإن الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والجوع آخذة في الارتفاع.
في فترة 22 شهراً التي أعقبت هجوم حركة "حماس" على بلدات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب الإسرائيلية اللاحقة، حدثت 89 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية أو الجوع، معظمهم أطفال دون 18 سنة. وأعلنت الوزارة في القطاع يوم الأربعاء تسجيل 133 حالة وفاة تشمل 25 طفلاً دون 18 سنة في أول 20 يوماً فقط من أغسطس (آب) الجاري.
وقالت جانيت بيلي مسؤولة التغذية لدى لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة مقرها نيويورك "نشهد أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق يمكن قياسها". وأضافت "سيموت عدد أكبر بكثير من الأطفال، وعدد أكبر بكثير من النساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين من سوء التغذية".
ترفض إسرائيل التقارير عن انتشار سوء تغذية بين الفلسطينيين في غزة، وتشكك في أرقام الوفيات الناجمة عن الجوع التي تعلنها وزارة الصحة في القطاع قائلة إن الوفيات ناجمة عن أسباب طبية أخرى.
لم تتمكن "رويترز" من التأكد بشكل مستقل من الأرقام الواردة في هذه القصة، بما في ذلك الأرقام المتعلقة بسوء التغذية أو الوفيات المرتبطة بالمجاعة وإمدادات المنتجات الغذائية المختلفة.
سوء تغذية للأمهات
ويوجد بعض الأطفال الأكثر معاناة من سوء التغذية في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، حيث يسعى الأطباء جاهدين للحصول على إمدادات من الحليب العلاجي الخاص.
في مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة، حمل الطبيب أحمد بصل رضيعاً بدت ذراعاه نحيلتان من شدة الهزال. وقال إن تكلفة الحليب الصناعي العادي، حتى عند توافره، تصل إلى 58 دولاراً للعلبة، فيما تعاني الأمهات أنفسهن من سوء التغذية الشديد مما يجعلهن غير قادرات على إرضاع أطفالهن طبيعياً.
أعطت عائشة وهدان، التي بدا عليها الضعف والهزال، ابنها حاتم البالغ من العمر ثمانية أشهر الحليب المدعم من زجاجة. وقالت إنها قبل وصولها إلى المستشفى حاولت فطامه على النباتات البرية مثل الخروب والبابونج والزعتر لأنها لم تتمكن من تغذيته بالرضاعة الطبيعية. وتابعت، "لم يكن هناك حليب. استخدمت أعشاباً طبيعية وجربت كل شيء لأنه لم يكن هناك بديل للحليب".
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يوم الثلاثاء الماضي إن بعض حليب الأطفال العادي، اللازم لمن فقدوا أمهاتهم أو لمن لا تستطيع الأمهات إرضاعهم رضاعة طبيعية أو عند إصابة الطفل بالمرض، قد دخل غزة منذ تخفيف الحصار المفروض على المساعدات. إلا أن الوكالة أكدت أن مخزونها يكفي لنحو 2500 طفل فقط لمدة شهر، وتقدر أن 10 آلاف طفل في الأقل يحتاجون إلى حليب الأطفال.
حالة طوارئ غذائية
وقال أنطوان رينارد مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، "من دون دخول وتوزيع مستمر لعناصر مثل مواد التغذية التكميلية المتخصصة- البسكويت عالي الطاقة والأغذية المدعمة- فإننا نشهد أزمة يمكن تجنبها تتحول إلى حالة طوارئ غذائية واسعة النطاق". وأضاف "في البداية يؤثر ذلك على الفئات الأكثر ضعفاً لكن بطبيعة الحال سيتسع نطاق ذلك".
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الجهة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن المساعدات، في بيان صدر في 12 أغسطس الجاري، إن معظم الوفيات التي عزتها السلطات الصحية الفلسطينية إلى سوء التغذية ناجمة عن حالات طبية أخرى.
ويقول خبراء سوء التغذية إن الوفيات بين الذين يعانون من مشكلات صحية بالفعل أمر شائع في المراحل المبكرة من أزمة الجوع.
وأقرت إسرائيل بنقص الغذاء لكنها تلقي باللوم على الأمم المتحدة وتقول إن المنظمة فشلت في توزيع الإمدادات بكفاءة، وتتهم "حماس" أيضاً بسرقتها، وهو ما تنفيه الجهتان.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن مراجعة رسمية أجرتها إسرائيل لم تجد "مؤشرات على انتشار ظاهرة سوء التغذية بين سكان غزة".
وتعقيباً على رد إسرائيل بخصوص نقص المكملات الغذائية، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن الجيش الإسرائيلي يتصرف "للسماح بتسهيل استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفقاً للقانون الدولي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الحكومة ترى أن ظروف المجاعة "أخطر" مما ورد في التقارير. وتابع، "حماس حريصة أكثر من أي جهة أخرى على تدفق المساعدات إلى غزة ووصولها إلى شعبنا".
واتهم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في يونيو (حزيران) الماضي إسرائيل باستخدام غذاء المدنيين "سلاحاً"، ووصف ذلك بأنه جريمة حرب بعد توثيق مقتل المئات على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
واعترف الجيش الإسرائيلي بأن قواته قتلت بعض الفلسطينيين الذين كانوا يسعون للحصول على المساعدات، وقال إنه أعطى جنوده أوامر جديدة لتحسين الاستجابة.