Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل نجح ترمب في كسر الجمود مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا؟

امتلأت القمة بأجواء دافئة لكنها افتقرت إلى الجوهر مع رهان غامض على المستقبل

ترمب وبوتين وجهاً لوجه خلال قمة ألاسكا التي جمعت بينهما، في 15 أغسطس الحالي (رويترز)

ملخص

يشبه البعض قمة ألاسكا بمؤتمر ميونيخ عام 1938، حيث التقت بريطانيا العظمى بقيادة رئيس الوزراء آنذاك نيفيل تشامبرلين، بألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر، وعلى رغم من صعوبة المقارنة، فإنه من الناحية الدبلوماسية تتطابق ملامح كثيرة هنا، فقد ادعت ألمانيا أن المواطنين الألمان الذين يعيشون في دولة تشيكوسلوفاكيا لا يعاملون معاملة حسنة، وطالبت بأن يكونوا جزءاً من ألمانيا، وإلا فإن ألمانيا على استعداد لغزو تشيكوسلوفاكيا، ورضخ تشامبرلين لطلب هتلر على أن يقدم الغرب ضمانات أمنية مخففة، في هذا المؤتمر لم تشارك تشيكوسلوفاكيا، وفرض عليها هذا السلام.

ربما يكون من الخطأ وصف قمة الرئيسين ترمب وبوتين بأنها ناجحة أو فاشلة، فقد كان الهدف من قمة ألاسكا منذ البداية هو كسر الجمود الذي عرقل جهود دونالد ترمب لصنع السلام منذ عودته إلى منصبه بوعد إنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة، لكن بينما راقب العالم الحدث ليرى ما إذا كان الجانبان توصلا إلى أرضية مشتركة أو اتفاق لوقف إطلاق نار موقت، بدا أن الأمور أكثر غموضاً وتعقيداً، فعلى رغم تصريحات ترمب المتفائلة وحذر بوتين، لم يقدم أي منهما الكثير لتوضيح ما حدث خلف الأبواب المغلقة، فهل نجح ترمب في كسر الجمود أم إن القمة لم تلب التطلعات منها؟

دفء وتوافق

مثل كثير من القمم المماثلة، كان بسط السجادة الحمراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، بمثابة تقليد معتاد لدونالد ترمب الذي يفضل استخدام الدبلوماسية للاستعراض، محملاً بأهداف غامضة وتوقعات غير مؤكدة من قبل مؤيدي الرئيس الأميركي ومعارضيه على حد سواء حول نتيجة القمة. لكن التوافق بين الرجلين كان دافئاً على غير العادة في لقائهما السابع من نوعه والأول خلال ولاية ترمب الثانية، إذ إن الزعيم الروسي الذي لم يزر الولايات المتحدة منذ عام 2007، باستثناء زيارة للأمم المتحدة في نيويورك، استقبلته قاذفة شبح "بي-2"، مخصصة أساساً للردع النووي الأميركي، ورافقته المقاتلات الشبحية الأفضل في الترسانة الأميركية من طراز "أف-22" والتي تستخدم عادة لاعتراض الطائرات الروسية في المجال الجوي قرب ألاسكا.
وحينما وطأت قدما بوتين أرض المطار في أكبر قاعدة عسكرية في ألاسكا (إلمندورف – ريتشاردسون)، وقف ترمب منتظراً، وصفق لبوتين ثم صافحه بحرارة، وربت على ذراعه ويده بينما أبدى الضيف الروسي ابتسامة عريضة وتحدث معه بمرح كأصدقاء قدامى قبل أن يدعوه الرئيس الأميركي لمشاركته سيارة الليموزين الرئاسية المدرعة المعروفة باسم "الوحش" للوصول إلى مكان اجتماعهما من دون مساعدين في لفتة غير عادية، وحتى حينما بدأ المؤتمر الصحافي، منح الرئيس الأميركي ضيفه فرصة البدء بالحديث على خلاف البروتوكول المتبع في أن يكون الرئيس المستضيف هو البادئ بالكلمة الافتتاحية.

غموض وضبابية

كل ذلك كان يعني أن ترمب توقع أن تترجم علاقتهما الودية إلى تقدم ملموس بعدما اكتشف أن وعده المتكرر خلال حملته الانتخابية العام الماضي بإنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة، أكثر تعقيداً مما يتصور، وأن بوتين لن يقبل بإنهاء الحرب بشروط أوكرانيا، ومع ذلك لف الغموض نتيجة قمة ألاسكا، حيث لمح الرئيس الروسي إلى أنه وترمب سينجحان الآن في إنهاء تلك الحرب من دون أن يوضح كيف، مشيراً إلى تفاهم قد يجعلهما أقرب إلى فتح الطريق أمام السلام في أوكرانيا.
كما كان ترمب غامضاً بالقدر نفسه في شأن ما إذا كانا قد اتفقا على أي شيء، معتبراً أن الاجتماع كان مثمراً للغاية، حيث تم الاتفاق على كثير من النقاط، ولم يتبق سوى القليل جداً، كما منح اللقاء درجة "10 من 10" في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، في تناقض واضح مع ما صرح به قبل ساعات قليلة من اللقاء بأنه لن يكون سعيداً إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنه اعترف في النهاية بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق رغم وجود فرصة جيدة جداً للوصول إليه.

هل انتصر بوتين؟

حتى قبل أن تطأ قدما بوتين الأراضي الأميركية، وعلى رغم حديث ترمب المبهم عن مبادلة الأراضي، أشادت الصحافة الروسية الموالية للحكومة بالقمة باعتبارها انتصاراً لبوتين وكارثة لكييف، لكن لا شك أن حفاوة استقبال بوتين الذي عانى عزلة دولية سببتها الحرب وقرار المحكمة الجنائية الدولية اتهامه بجرائم حرب، وفرت فرصة ذهبية للرئيس الروسي كي يظهر لشعبه كيف استقبله أقوى رجل في العالم استقبالاً رفيعاً، وهو ما عكسته وسائل الإعلام الرسمية الروسية حينما أعادت بسعادة عرض مقاطع من حفل الاستقبال على السجادة الحمراء، وقارنته بتعامل ترمب العنيف مع زيلينسكي في فبراير (شباط) الماضي، عندما طرده من البيت الأبيض.

كما عكس ظهور بوتين وهو يقدم درساً تاريخياً لاذعاً حول ما يصفه بـ"الأسباب الجذرية" للصراع في أوكرانيا، وهو مصطلح كثيراً ما استخدمه لنزع سلاح كييف ومنع انضمامها إلى حلف "الناتو" والتنديد برغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، عدم رغبة الزعيم الروسي في تقديم تنازلات في سعيه لتحييد جهود كييف للاستقلال كدولة ذات سيادة.
لكن ترمب وعلى رغم عزمه الفوز بجائزة نوبل للسلام، التي يرى أن إنهاء الحرب الدموية في أوكرانيا هو سبيله، لم يكن لقمة سائغة لنظيره الروسي، ففي وقت اصطحب بوتين معه على متن الطائرة عدداً من رجال الأعمال على أمل استمالة رغبة ترمب في إحياء العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، وطرح إمكانية تجديد اتفاقية "نيو ستارت" النووية بين البلدين، تمسك الرئيس الأميركي بحل الصراع الأوكراني أولاً، مؤكداً أنهم لن يمارسوا أعمالاً تجارية حتى تنتهي الحرب. كما لم يرضخ ترمب لرغبة بوتين في تجاوز موافقة أوكرانيا أو ممارسة ضغط قاهر عليها، قائلاً إنه يتوقع أن تكون التنازلات في الأراضي جزءاً من اتفاق سلام أكثر استدامة يتبع وقفاً موقتاً لإطلاق النار، وأقر بأنه يجب ترك القرار لأوكرانيا لأنه لا يتفاوض نيابة عنها.

أوروبا تنفست الصعداء

على رغم البداية الدافئة للقمة، تنفس القادة الأوكرانيون والأوروبيون الصعداء بعد انتهاء القمة فجأة من دون تحقيق نتائج تذكر، إذ أشاد دبلوماسي أوروبي بأن ترمب لم يستسلم لرغبة بوتين في صرف تركيزه عن القضايا المتعلقة بأوكرانيا، ولو فعل ذلك لربما نجح في إنهاء بعض عزلته الدولية وتحرير يده في الشؤون الاقتصادية والأمنية بمباركة من الرئيس الأميركي، وهي مخاوف سادت بين الباحثين قبل القمة، وعبر عنها الباحث العسكري لورانس فريدمان من أن ترمب قد يوافق على مطالب بوتين الأساسية في أوكرانيا مقابل وقف إطلاق النار، مما يضعف موقع كييف.
ووفقاً لسيرغي ماركوف المحلل السياسي المؤيد للكرملين، "كانت الآمال كبيرة لدى الجانب الروسي بأن تبدأ الولايات المتحدة في نهاية المطاف بإصدار تأشيرات للمواطنين الروس، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، بل وحتى رفع العقوبات، في مقابل أن تدرس روسيا الموافقة على وقف محدود لإطلاق النار في الغارات الجوية، وهو ما يسمى الهدنة الجوية، إضافة إلى احتمال الموافقة على عقد اجتماع لمناقشة وقف إطلاق نار كامل بين بوتين وزيلينسكي وترمب، لكن لم تكن هناك مؤشرات واضحة إلى توصلهم إلى هذا الاتفاق الجمعة.

ليست قمة فاشلة

لم تكن قمة ألاسكا فاشلة، فقد مثلت أول محاولة حقيقية تقريباً لوقف الحرب، بعدما قوبلت جهود ترمب السابقة للوساطة في وقف إطلاق النار، خلال فبراير (شباط) وأبريل (نيسان) الماضيين بالرفض من جانب بوتين، ولكن منذ ذلك الحين، تغيرت عوامل عدة منحت ترمب بعض النفوذ في المحادثات هذه المرة، حيث بدا الرئيس الأميركي بعد سبعة أشهر من ولايته الثانية، مفعماً بالثقة، وأبدى استعداداً أكبر لاستخدام قوته لخدمة المصالح الأميركية. وفي يونيو (حزيران) الماضي، انضم إلى الغارات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، أكبر حليف لروسيا في الشرق الأوسط، وفي الثامن من أغسطس (آب) الحالي، استضاف رئيسي أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض لتوقيع اتفاق سلام تاريخي، وهو ما يمثل هزيمة دبلوماسية فادحة لروسيا، التي كثيراً ما هيمنت على المشهد السياسي في منطقة جنوب القوقاز.
كما أثارت حرب ترمب التجارية العالمية المستمرة قلق روسيا، ففي السابع من أغسطس، فرض ترمب رسوماً جمركية جديدة عقابية على 90 دولة لم تبرم صفقات قبل الموعد النهائي الذي حدده، وأظهر استعداده لاستخدام القوة الأميركية ضد شركاء تجاريين مثل البرازيل، وكندا، وسويسرا، وأخيراً الهند.
لاحظ ترمب أيضاً أن الهند اشترت نفطاً روسياً بقيمة 80 مليار دولار أميركي العام الماضي، أي أكثر من الصين، وفي السادس من أغسطس، وهو اليوم نفسه الذي أعلن فيه ترمب عن اجتماع ألاسكا، فرض رسوماً جمركية بنسبة 50 في المئة على نيودلهي، ولن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ إلا بعد 21 يوماً ما لم تخفض الهند وارداتها من الخام الروسي.
شكل كل هذا ضغطاً حقيقياً من ترمب على بوتين، يمكن أن يستمر إذا أراد استخدامه لاحقاً، فمع تعرض الاقتصاد الروسي لضغوط وانخفاض أسعار النفط العالمية، تخاطر روسيا بخسارة عائدات حيوية من بيع النفط إلى الهند، وربما يكون هذا نقطة تحول بالنسبة إلى بوتين، مما يقنعه بوقف الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أسباب للشك

لكن على رغم أهمية هذه التحولات، لا تزال هناك أسباب عدة للشك بحسب ما يرى المتخصص في مجال العلوم السياسية والحكم في "جامعة ويسليان" بيتر روتلاند، فمن المحتمل أن تتجاهل الهند عقوبات ترمب النفطية، إذ إن الصادرات الهندية الرئيسة إلى الولايات المتحدة، مثل أجهزة "آيفون" والأدوية، معفاة من الرسوم الجمركية بنسبة 50 في المئة، وتمثل نحو 20 مليار دولار من صادرات الهند السنوية، البالغة 80 مليار دولار، إلى الولايات المتحدة.
كما يتميز سوق النفط العالمي بقدرة عالية على التكيف، فالنفط الروسي الذي لا تشتريه الهند، يمكن بسهولة أن تشتريه الصين وتركيا وإيطاليا وماليزيا ودول أخرى، وحتى لو خسرت روسيا ما بين 10 و20 مليار دولار نتيجة فرض العقوبات الأميركية على الهند، مع إيرادات حكومية إجمالية روسية تبلغ 415 مليار دولار سنوياً، فإن ذلك لن يعوق قدرة موسكو على شن حرب على أوكرانيا.

تفاصيل الصفقة

لا يزال من غير الواضح ما الذي تم التفاهم عليه بين ترمب وبوتين في ألاسكا، إذ إن تفاصيل الصفقة غير واضحة، لكن بالنسبة إلى إدارة ترمب، فإن الفكرة الأساس لإنهاء الصراع هي الأرض مقابل السلام، أي إنهاء العمل العسكري من كلا الجانبين والاعتراف الفعلي بالأراضي الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية حالياً، لكن إحدى المشكلات الصارخة في هذه الصيغة هي أن روسيا لا تسيطر على جميع أراضي المقاطعات الأوكرانية الأربع التي تطالب بها، فهي تسيطر على كامل لوغانسك تقريباً، ولكن ليس على كامل دونيتسك، كما تسيطر على نحو 60 في المئة فقط من زابوريجيا وخيرسون.
إذا أصرت روسيا على السيطرة على كامل مقاطعة دونيتسك، على سبيل المثال، فسيتعين على أوكرانيا تسليم نحو 2500 ميل مربع (6500 كيلومتر مربع)، يسكنها 200 ألف شخص، معظمهم في مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، بينما من الصعب تصور موافقة زيلينسكي على مثل هذا التنازل.

ومع ذلك من الصعب بالقدر نفسه تصور تخلي بوتين عن مطالبته بالمقاطعات الأربع، التي أدمجت رسمياً في الاتحاد الروسي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 حيث صرح في خطاب ألقاه في يونيو (حزيران) 2024 أمام وزارة الخارجية الروسية، بأن "الوضع القانوني للمقاطعات الأربع كجزء من روسيا مغلق إلى الأبد ولم يعد موضوعاً للنقاش".

ومع ذلك يمكن معالجة قضايا أخرى، مثل طلب أوكرانيا ضمانات أمنية، التي أبدى ترمب انفتاحه عليها، أخيراً، شرط ألا تتضمن أي إشارة لانضمامها لحلف "الناتو"، ومثل مطالب روسيا بنزع سلاح أوكرانيا لاحقاً من خلال التفاوض. وإضافة إلى ذلك هناك عوامل أخرى تسهم في فرص السلام الآن، حيث سئم المجتمعان الأوكراني والروسي من صراع لم يرغب فيه أي منهما، ولكن في الوقت نفسه لا يرغب معظم الشعب في أي من البلدين بتحقيق السلام بأي ثمن.

هل تستمر الحرب؟

في المقابل، هناك مخاوف حقيقية من استمرار الحرب استناداً إلى عدم توافر أسباب نهاية الحروب حتى الآن بين الطرفين المتصارعين، فبحسب مدير "مركز إدوارد مورو" في كلية فليتشر بجامعة تافتس، دونالد هيفلين، "تنتهي الحروب لثلاثة أسباب، الأول هو أن ينهك كلا الطرفين ويقرران السلام، والثاني وهو الأكثر شيوعاً أن ينهك أحد الطرفين ويطالب بالجلوس إلى طاولة السلام، والثالث كما كانت الحال بين إيران وإسرائيل أخيراً، أن تتدخل قوى خارجية أقوى كالولايات المتحدة وتقول كفى، ثم تفرض إرادتها لوقف الحرب".
وكما يشي المشهد في الوضع الروسي- الأوكراني، فإن أياً من الطرفين لم يبد استعداداً حقيقياً للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن الأراضي، ولهذا يستمر القتال، أما الدور الذي يلعبه ترمب وإدارته الآن، فهو الاحتمال الثالث، أي أن تأتي قوة خارجية وتقول كفى. غير أن روسيا التي كانت قوة عظمى سابقة، ولا يزال لديها أسلحة نووية وجيش كبير، ليست دولة صغيرة في الشرق الأوسط تستطيع الولايات المتحدة السيطرة عليها بالكامل، ومن ثم فقد يكون من الصعب فرض إرادة الولايات المتحدة على روسيا وإجبارها على الحضور إلى طاولة المفاوضات بجدية إذا لم يرغب الكرملين في ذلك.

دروس التاريخ

يشبه البعض قمة ألاسكا بمؤتمر ميونيخ عام 1938، حيث التقت بريطانيا العظمى بقيادة رئيس الوزراء آنذاك نيفيل تشامبرلين، بألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر، وعلى رغم من صعوبة المقارنة، فإنه من الناحية الدبلوماسية تتطابق ملامح كثيرة هنا، فقد ادعت ألمانيا أن المواطنين الألمان الذين يعيشون في دولة تشيكوسلوفاكيا لا يعاملون معاملة حسنة، وطالبت بأن يكونوا جزءاً من ألمانيا، وإلا فإن ألمانيا على استعداد لغزو تشيكوسلوفاكيا، ورضخ تشامبرلين لطلب هتلر على أن يقدم الغرب ضمانات أمنية مخففة، في هذا المؤتمر لم تشارك تشيكوسلوفاكيا، وفرض عليها هذا السلام.
وفي غضون عام أو عامين، أرادت ألمانيا الاستحواذ على تشيكوسلوفاكيا بأكملها، وبعد ذلك أرادت بولندا، وهنا بدأت الحرب العالمية الثانية.

وكما يقول دونالد هيفلين من جامعة تافتس، فمثلما تم منح تشيكوسلوفاكيا ضمانات أمنية ولم تحترم، منح الغرب أوكرانيا ضمانات أمنية بعدم تعرضها للغزو عندما تخلت عن أسلحتها النووية عام 1994، لكنها مثل تشيكوسلوفاكيا تعرضت للغزو مرتين في عامي 2014 و2024 ولم يتدخل الغرب، لذا يخبرنا التاريخ أن احتمالات تحقيق سلام دائم من هذه القمة ضئيلة جداً، ومن غير المرجح أن تسفر عن نتائج حقيقية قابلة للتنفيذ، ومع ذلك ربما كان الرهان الوحيد هو دونالد ترمب نفسه وما إذا كان راغباً في أن يمارس ضغوطاً قوية على الطرفين بما يؤدي إلى إجبارهما على السلام.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات