Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أي دور تؤديه الصين في حرب أوكرانيا؟

تردد بكين يحد من دورها

جندي أوكراني يشارك في تدريب عسكري في خاركيف، أوكرانيا، في يوليو 2025، (إينا فارينيستيا/رويترز)

ملخص

تحاول الصين الحفاظ على توازن دقيق بين دعمها الضمني لروسيا والتزامها مبدأ السيادة، لكن انقسامها الداخلي، ومحدودية تأثيرها، وعلاقاتها المتوترة مع الغرب، تجعل من الصعب عليها أداء دور حاسم في إنهاء حرب أوكرانيا أو قيادة جهود السلام

تواصل الحرب في أوكرانيا التأثير في صورة العلاقات الخارجية الصينية. حين زار القادة الأوروبيون بكين في يوليو (تموز) 2025 للتباحث في شؤون التجارة والأمن، برزت الحاجة إلى إيجاد حل للحرب باعتبارها أحد الأسباب الأساسية التي أوصلت العلاقات الصينية - الأوروبية إلى "نقطة تحول" وفقاً لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إذ ترى أوروبا أن العلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا، والدعم الذي قدمته الصين بنظرها للجهد الحربي الروسي أمران طغيا على العلاقات بين الصين وأوروبا أكثر من ثلاثة أعوام. وفي بكين، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا لنظرائه إنه على الصين "تسخير تأثيرها في روسيا من أجل حثها على احترام ميثاق الأمم المتحدة ووضع حد لعدوانها على أوكرانيا".

بذل القادة الصينيون بعض جهود الوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام يستمر على المدى البعيد لكنهم عجزوا عن تقريب الصراع من أي حل. وعلى رغم رغبة مسؤولين كثر في الصين في أن تنتهي هذه الحرب فمن غير المرجح أن تؤدي الصين دوراً رائداً في حل هذا النزاع وتحقيق السلام الدائم في المنطقة. ولا يتوافق الباحثون ولا الرأي العام في الصين على طريقة فهم هذه الحرب- وبالتالي على صورة مواجهتها. كذلك فإن العلاقات الوثيقة التي تربط الصين بروسيا، والثقافة الإستراتيجية الصينية، تجعلان من الصعب على بكين الضغط على موسكو لتقديم أية تنازلات قد ترجح كفة أوكرانيا، لكن كلما طال أمد الحرب، سيصعب حل نقاط التوتر الأساسية بين الصين وأوروبا.

انقسام في الداخل

بعد مرور 40 شهراً على الحرب في أوكرانيا، ما زال أعضاء الدوائر الإستراتيجية في الصين، بمن فيهم مسؤولو السياسات الخارجية والأمن والباحثون والمتخصصون، غير متفقين على الجهة المسؤولة عن الوضع ولا على صورة الرد المناسب من بكين. أما منصات التواصل الاجتماعي الصينية، فتحولت إلى ساحات نقاش حاد ومحتدم بين أصوات مناصرة للروس وأخرى مناصرة للأوكرانيين.  

يرى بعض صانعي السياسات والمواطنين أن هذه الحرب صراع بين دولتين سياديتين، انتهكت فيها روسيا وحدة الأراضي الأوكرانية. وبالنظر إلى تاريخ الصين نفسها ومعاناتها عمليات الغزو الخارجية التي تركت بصمة لا تُمحى على الذاكرة الجماعية، يتعاطف عدد كبير من القادة والمواطنين الصينيين مع أوكرانيا. وتؤكد الصين في خطابها الدبلوماسي التزامها مفاهيم السيادة الوطنية والاستقلال ومعارضتها استخدام القوة ضد دول أخرى- وهي مبادئ تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة وتعكس الموقف الأوكراني. وفي هذا السياق إذاً، تتعارض أفعال روسيا مع القانون الدولي الذي تزعم الصين أنها تحترمه. علاوة على ذلك، منذ حل الاتحاد السوفياتي، أقامت الصين علاقات إيجابية مع أوكرانيا. وأمدت أوكرانيا الصين بتكنولوجيا حيوية أهمها المحركات النفاثة، أسهمت في دفع عجلة التطوير العسكري والصناعي الصيني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المقابل، يرى آخرون في هذه الحرب استمرارية لإعادة ترتيب المنطقة المتواصل منذ نهاية الحرب الباردة. مع أن الجمهوريات السوفياتية السابقة أصبحت دولاً مستقلة اليوم، فالروابط التي تجمع بينها تعود إلى مئات الأعوام. وتعتبر بيلاروس وروسيا وأوكرانيا قريبة بصورة خاصة. وفي ما يتعلق بعملية إعادة تنظيم هذه المجتمعات المترابطة وفق حدود دول رُسمت من جديد، فالقول أسهل من الفعل- وقد كانت عملية شاقة ومؤلمة وفي أغلب الأحيان دموية.

وبالنسبة إلى من ينظرون إلى المنطقة من هذا المنظار، تشكل الحرب في أوكرانيا كذلك جزءاً من صراع عمره عشرات الأعوام، تجاهلت خلاله دول الغرب شكاوى روسيا وهواجسها السابقة. وكما غرس تعامل الحلفاء مع ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى بذار الحرب العالمية الثانية، فإن تعدي الغرب المستمر على الفضاء الجغرافي والسياسي الروسي تاريخياً بعد الحرب الباردة أثار المخاوف الروسية المتعلقة بالتطويق والحصار. وعندما استقرت المنطقة نسبياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بات من الحتمي أن تسعى روسيا إلى مقاومة ما تراه على أنه ضغوطات غربية.

شكلت حرب كوسوفو عام 1999، حين استولت القوات الروسية فترة قصيرة على مطار بريشتينا في كوسوفو دلالة مبكرة على موقف روسيا المتحدي لحلف "الناتو". وهذا ينطبق كذلك على ضم شبه جزيرة القرم عام 2014. وفيما توقف القتال لبعض الوقت في شرق أوكرانيا بفضل اتفاقات مينسك التي أُبرمت بعد ذلك، غير أن هذه الاتفاقات عجزت عن حل الخلاف الأساس. وعلى نحو مماثل، حتى لو اتفقت روسيا وأوكرانيا على وقف القتال اليوم، فإن المواجهة الطويلة بين روسيا والغرب ستظل عالقة من دون حل.  

ومن ناحية أخرى، يتعاطف مواطنون صينيون كثر مع أفعال روسيا لأنهم يرون أن الصين بدورها هدف للتطويق والحصار الغربي. خلال العقود الماضية، ولا سيما الأعوام الـ10 الماضية، زادت الولايات المتحدة وأوروبا الضغط على الصين سياسياً واقتصادياً. وتعتقد أغلبية من الصينيين أن الولايات المتحدة لا ترغب بصعود صين قوية وهي تتخذ خطوات ملموسة لكبح النمو الصيني. وفي الحقيقة، غالباً ما يرى المواطنون الصينيون في دبلوماسية بكين تجاه الغرب مغالاة بضبط النفس والحذر، ويشعر هؤلاء بأن مواجهة روسيا الشجاعة وحتى المتهورة مع الغرب تثبت وجهة نظرهم.

نجاح الصين في إنهاء الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يعزز صورتها في العالم كقوة عالمية مسؤولة

ويعكس الموقف الصيني المتناقض تجاه الحرب في أوكرانيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية هذا الانقسام الداخلي في بكين. والأمر لا يتعلق بخلافات بين أشخاص آراؤهم متباينة فحسب؛ بل إن معظم صانعي السياسات يقرون بوجود وجهتي النظر ولا يريدون تبنى واحدة تماماً على حساب الأخرى. إن الوثيقة التي أصدرتها وزارة الخارجية الصينية في فبراير (شباط) 2023 وتضمنت 12 نقطة تتعلق بموقفها من أوكرانيا، تجسد هذا التوتر. فأول مبدأ في الوثيقة يركز على "احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي"، وهذا تصريح يؤيد حق أوكرانيا بالدفاع عن أراضيها. وفي الوقت نفسه، لم تعترف الصين أبداً بضم روسيا للقرم ولا بمطالبتها بأربع مناطق شرقية وجنوبية في أوكرانيا. لكن المبدأ الثاني الذي تضمنته الوثيقة، يقول إنه "يجب التعاطي جدياً مع كل الهواجس الأمنية المشروعة لكل البلدان"، وفي ذلك دعم مبطن لمخاوف روسيا المتعلقة بالضغط الغربي، بما في ذلك توسع "الناتو" نحو مناطق تعتبرها موسكو ساحتها الخلفية.

شراكة معقدة

لم تختر الصين هذه الحرب، والأرجح أن القادة الصينيين يفضلون لو أنها لم تندلع أبداً. قبل نشوب الصراع في فبراير 2022، كانت تربط الصين علاقات ودية مع روسيا وأوكرانيا. وخلال الحرب، واصلت الصين تعاملها التجاري مع الدولتين: صحيح أن عدداً كبيراً من المراقبين الغربيين يصب كل تركيزه على علاقات الصين مع روسيا لكن الصين ما زالت أكبر شريك تجاري لأوكرانيا على رغم العراقيل التي سببتها الحرب. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وأوكرانيا ما قيمته 8 مليارات دولار تقريباً في 2024.

وفيما تسعى بكين إلى إيجاد مجالات تعاون جديدة مع كييف، ما زالت روسيا تحتل مكانة أهم بكثير في إستراتيجية السياسة الخارجية الصينية بصورة عامة. فروسيا قوة نووية كبرى وتجمعها بالصين حدود برية تمتد أكثر من 4 آلاف كيلومتر. ويساوي التبادل التجاري السنوي بين الصين وروسيا 250 مليار دولار تقريباً. كما أسهم الخطاب الأميركي والأوروبي إلى جانب أفعال الطرفين خلال الحرب في تقريب الصين وروسيا من بعضهما بعضاً. غالباً ما يزج القادة الغربيون الصين وروسيا في الخانة ذاتها، ويعتبرانهما جزءاً من "محور" مثل "محور الديكتاتوريات" وهذا ما أسهم في تدهور نظرة الصين إلى دول الغرب وحكوماتها. 

لكن الموقف الصيني ليس مطلقاً. مع أن المراقبين والسياسيين الغربيين تمسكوا بفكرة "الشراكة غير المحدودة" بين الصين وروسيا استناداً إلى استخدام القادة الصينيين المتكرر هذه العبارة، فإن الفكرة فيها تضخيم لمدى التداخل في العلاقة بين الصين وروسيا. وليست العبارة نفسها سوى تجميل كلامي، من دون أن تكون وصفاً لنظرة بكين إلى موسكو. كل العلاقات مع الخارج فيها خلافات وإشكالات ويحتمل أن تشهد تصعيداً- وليست العلاقات الثنائية بين الصين وروسيا باستثناء من القاعدة.   

إن الاتجاه الصيني العام نحو روسيا يحجب التحديات والتناقضات في العلاقة بين بكين وموسكو. فالتزام العقوبات المالية الغربية قد صعب إتمام المعاملات التجارية بين الصين وروسيا. وتعرض النمو في التجارة الثنائية بين الصين وروسيا لركود عام 2024 بل وانخفض بنسبة 10 في المئة تقريباً في النصف الأول من 2025. ومع أن دول الغرب تنتقد الصين مراراً وتكراراً، مدعيةً أن القطع الصينية استُخدمت في الأسلحة الروسية، فأوكرانيا تستخدم المسيرات المصنوعة في الصين بصورة كبيرة، وتستخدم قطع غيار صينية الصنع في إنتاج مسيراتها الخاصة.

آفاق السلام

من الناحية النظرية، تحتل الصين مكانة تسمح لها بجلب الدول الأطراف إلى طاولة التفاوض. فقد أدت الصين بصورة متزايدة دور وساطة فعال في الصراعات الدولية خلال الأعوام الماضية، ومن الأمثلة على ذلك التفاوض على اتفاق رمم العلاقات بين إيران والسعودية، ومن شأن التوسط لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا أن يزيح عقبة كبيرة تعوق عملية تعزيز العلاقات بين الصين وأوروبا. وقد تؤدي أية انفراجة من هذا النوع إلى دفع النظام العالمي باتجاه التعددية القطبية، وتتصدى للانقسام الثنائي المتزايد بين الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة ودول الغرب من الجهة الأخرى. ولو نجحت الصين في إنهاء الحرب، ستعزز صورتها في العالم كقوة عالمية مسؤولة.

لكن الحقيقة هي أن الصين لن تضطلع على الأرجح بدور محوري في حل هذا النزاع. وأي دور قد تؤديه فعلاً لن يكون سوى ثانوي بأفضل الأحوال، وسيقتصر على المشاركة. إن حصلت عملية سلام متعددة الأطراف، فستجلس الصين بكل سرور في موقعها حول الطاولة، إن دُعيت لذلك. لكن روسيا وأوكرانيا هما الطرفان المباشران في هذه الحرب، بينما تشارك الولايات المتحدة وأوروبا بصورة غير مباشرة من خلال المساعدات العسكرية. وإن كان طرفا النزاع الرئيسين- أي روسيا وأوكرانيا- غير مستعدين للكف عن القتال، وإن بقيا متوجسين من الضمانات الأمنية بعد وقف النار وفي فترة ما بعد الحرب، فلن تنجح الصين كطرف ثالث يعمل وسيطاً بينهما.  

ومن ناحية أخرى، تقيّد العلاقات الجيوسياسية الصينية قدرات الصين على التصرف كوسيط فعال في هذا الصراع. فعلاقات الصداقة بين الصين وروسيا تحد من قدرتها على المناورة لأن بكين مترددة في شأن الضغط على موسكو كي تقدم تنازلات كبرى. إن الثقافة الإستراتيجية التي تنهجها الصين تَطبع دبلوماسيتها: حين تكون إحدى الدول على وفاق مع الصين بصورة عامة، تتعامل بكين بحذر مع توجيه أي انتقاد يمس السياسات المحددة لتلك الدولة – وإن كانت لا توافق عليها في السر. حثت دول الغرب الصين مراراً وتكراراً على تسخير قوتها في سبيل الضغط على بلدان أخرى- من بينها إيران وكوريا الشمالية والسودان كما روسيا- لكن الصين غالباً ما ترفض هذه المناشدات.

وفي المقابل، إن العلاقات المتوترة بين الصين من جهة والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى، تزيد من تقييد قدرتها على أداء دور وسيط محتمل بفاعلية. وقد لا ترغب أوكرانيا ودول الغرب في أن تتولى الصين قيادة محادثات السلام حتى لو أبدت هي استعدادها لذلك، لأنها تعتقد على الأرجح أن الصين ستحاول الضغط من أجل التوصل إلى تسوية ترجح الكفة الروسية. لكن إن انتهت الحرب على يد أطراف أخرى، فسوف يأمل قادة الصين بأن يسهموا في جهود حفظ السلام وإعادة الإعمار بعد الحرب. لكن لا يرجح أن تتولى الصين قيادة جهود جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات في المقام الأول.

المعضلة الأوروبية

حتى يومنا هذا، وعلى رغم إصرار بكين على رغبتها بتحسين العلاقات مع الدول الأوروبية، تبقى الحرب في أوكرانيا أكبر مصدر اضطراب في العلاقات بين الصين وأوروبا. عندما اندلعت الحرب، اعتبرتها الدوائر الإستراتيجية الصينية صراعاً كبيراً إنما بعيد. ولم تستوعب الوقع الذي سيخلفه هذا النزاع على أوروبا- ولم تتوقع أيضاً مدى قدرة هذه الحرب على توتير العلاقات بين الصين وأوروبا بعد ذلك.   

عام 2019، طرح الاتحاد الأوروبي إستراتيجية تقدم الصين على أنها خصم ومنافس وشريك عام. لكن في الوقت الذي بدت فيه الخصومة والمنافسة أمرين سهلين، ظلت الشراكة أمراً صعب المنال. فبكين تعتبر التصوير الأميركي والأوروبي للصين أمراً يضر بمحاولة تعزيز العلاقات. ولهذا، فلا يهتم صانعو القرار في الصين كثيراً بدعم المواقف الأميركية والأوروبية المتعلقة بالحرب والتضحية بعلاقات البلاد مع روسيا، وإن كان ذلك كفيل بتهدئة العلاقات المتوترة مع أوروبا، إذ ترى بكين أنه على أوروبا أن تصحح نظرتها الخاطئة إلى دور الصين في الحرب وليس على الصين أن تغير إستراتيجيتها.  

بكين مترددة في شأن الضغط على موسكو في سبيل تقديم تنازلات كبيرة

عندما تنتهي الحرب فعلاً في نهاية المطاف، ستؤثر طريقة حلها على صورة العلاقات بين جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً وتحدد مستقبل البنية الأمنية في أوروبا. فإن خرجت روسيا واهنةً منها، قد تدير بعض دول أوروبا الشرقية والقوقاز وجهها تجاه الاتحاد الأوروبي وتركيا فيما تسعى دول آسيا الوسطى إلى انتهاج سياسات خارجية أكثر توازناً لحماية موقعها بين الصين وروسيا وغيرها من القوى الإقليمية. وفي المقابل، إن انتهت الحرب بصورة ترجح كفة روسيا، قد تعزز موسكو سيطرتها على هذه المناطق.  

ومن شأن هذه النتائج المتباينة أن تحدد شكل الإستراتيجية الصينية. فما تنشده الصين في النهاية هو بيئة إقليمية مستقرة ومنفتحة ومتوقعة تسمح لها بالحفاظ على علاقات ودودة في الوقت الذي توسع فيه دوائر مصالحها التجارية والاقتصادية. لكن هذين السيناريوهين المستقبليين الاثنين قد يخلقان توترات جديدة أو حتى نزاعات عنيفة في المنطقة وهذا قد يوتر العلاقات بين الصين ودول أخرى ويتسبب بمزيد من المشكلات لبكين. يتناقش المتخصصون الإستراتيجيون في الصين الآن في الشكل الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور في ظل هذه الاحتمالات فترة ما بعد الحرب وكيف يمكن للصين أن تستعد للاصطفافات المقبلة.

حاولت الصين أن تبقى على الحياد أو أن تتخذ موقفاً سلبياً من حرب لم تتوقعها ولا رحبت بها. لكن هذه المقاربة لم تخفف من حدة التوترات. بل ما حصل، على النقيض من رغبة الصين تماماً، هو أن الحرب كرست الخصومة بين القوى العظمى، أي بين الصين وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا. وهذه محصلة لم يستفد منها أحد- ولا سيما أوكرانيا. ولكن إلى أن تنتهي الحرب، يبقى من غير المرجح أن يتمكن أي طرف من تغيير نهجه.

 

دا واي هو مدير مركز الأمن الدولي والإستراتيجية وهو أستاذ في إدارة العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا 

مترجم عن "فورين أفيرز"، 29 يوليو (تموز) 2025

اقرأ المزيد

المزيد من آراء