ملخص
دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم إلى إعادة احتلال غزة بدلاً من التفاوض مع "حماس"، وذلك أثناء فعاليات لمناسبة مرور 20 عاماً على إفراغ القطاع من المستوطنين الإسرائيليين.
وجه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر توبيخاً رسمياً لسفيرة هولندا اليوم الثلاثاء، وذلك رداً على انتقادات بلادها معاملة تل أبيب للفلسطينيين مع حظر سفر اثنين من أعضاء الحكومة الإسرائيلية إلى هولندا.
وقال ساعر عبر منشور على منصة "إكس" إن "الحكومة الهولندية اختارت تحويل صداقة طويلة الأمد مع إسرائيل إلى عداء علني تجاهها، وتحديداً في وقت عصيب تمر به، وذلك على الأرجح بدافع المصالح السياسية".
وذكرت الحكومة الهولندية، التي تعمل بصفتها حكومة تصريف أعمال بعد انهيار الائتلاف الحكومي في يونيو (حزيران) الماضي، عبر رسالة في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين أنها ستستدعي سفير إسرائيل لدى أمستردام للتنديد بالوضع "الذي لا يحتمل ولا يمكن الدفاع عنه في غزة"، كما فرضت أيضاً حظراً على وزيرين ينتميان إلى "اليمين المتطرف" في الحكومة الإسرائيلية يمنعهما من دخول البلاد، وذلك بعد خطوات مماثلة الشهر الماضي ضد الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش صدرت من بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج.
"احتلال غزة"
بدوره دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم إلى إعادة احتلال غزة بدلاً من التفاوض مع "حماس"، وذلك أثناء فعاليات لمناسبة مرور 20 عاماً على إفراغ القطاع من المستوطنين الإسرائيليين، وقال سموتريتش الذي يقيم في مستوطنة داخل الضفة الغربية المحتلة، إن "غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وعلينا التفكير كيف نتحرك باتجاه خطة ملموسة لإعادة التوطين، وعلينا أن ننجح قبل كل شيء".
ويبدو سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب من الحكومة في حال سماحها بإدخال المساعدات إلى غزة، في وضع حرج بعد يوم من موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإدخال المساعدات مجدداً إلى القطاع، وقال زعيم الحزب الصهيوني الديني إنه "إذا كنت لا أزال في الحكومة على رغم كل شيء، فالسبب أن لدي مبررات كافية تدفعني للاعتقاد بأن أموراً إيجابية ستحدث قريباً"، مستذكراً انسحاب عام 2005 عندما أخلت إسرائيل قطاع غزة من 8 آلاف مستوطن مع جنودها، وقال أمام الحاضرين "من كان يتخيل قبل 20 عاماً بأن غزة ستصبح كما هي الآن؟"، قبل الإشارة إلى أن ظروف القطاع حالياً تدل على أنه من الأفضل إعادته للمستوطنين الإسرائيليين.
تسامح مع الإرهاب
وكانت هولندا دعمت في يونيو (حزيران) مبادرة سويدية ترمي إلى معاقبة الوزراء الإسرائيليين من اليمين المتطرف في مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، غير أنها لم تحظ بإجماع.
وهي ثاني دولة في الاتحاد الأوروبي بعد سلوفينيا تفرض مثل هذه العقوبات على سموطريتش وبن غفير، وهما وزيران رئيسان في الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو.
وفي يونيو، فرضت أستراليا وكندا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا والنروج عقوبات مماثلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد هذا الإعلان، علق بن غفير على "إكس"، "في مكان حيث يجري التسامح مع الإرهاب والترحيب بالإرهابيين، يعد وزير يهودي إسرائيلي غير مرغوب فيه، ويمنح الإرهابيون الحرية وتتم مقاطعة اليهود".
من جانبه، قال سموطريتش "بالنظر إلى النفاق الأوروبي، وانقياد قادته لأكاذيب الإسلام المتطرف الذي يهيمن ومعاداة السامية المتنامية في أوروبا، لن يتمكن اليهود من العيش هناك بأمان حتى في المستقبل".
وشارك سموطريتش في اجتماع هذا الشهر في البرلمان بالقدس لمناقشة خطة لتحويل غزة إلى "ريفييرا"، في حين يواجه سكان القطاع المجاعة.
وأعرب الوزير الهولندي في رسالته عن رغبة بلاده "في التخفيف من معاناة سكان غزة"، والنظر في السبل الممكنة للإسهام في المساعدات.
وأوضح "أن عمليات إلقاء المواد الغذائية جواً تعد أداة مساعدة مكلفة ومحفوفة بالأخطار نسبياً، ولذلك تتخذ هولندا أيضاً تدابير لدعم المساعدات عن طريق البر بصورة أكبر".
دفاع غير ممكن
ويرزح قطاع غزة، البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار محكم تفرضه إسرائيل منذ اندلاع الحرب مع "حماس"، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأعلن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC"، المرصد الرئيس للأمن الغذائي في العالم الذي وضعته الأمم المتحدة، الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة، بعدما حذرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأيام الأخيرة من خطر انتشار المجاعة.
والأحد استؤنف إلقاء المساعدات من الجو في غزة، فيما أعلنت إسرائيل "تعليقاً تكتيكياً" يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع.
وحذر الوزير الهولندي من أنه في حال عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها الإنسانية، فإن بلاده ستضغط من أجل تعليق العمل بالجانب التجاري من اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والدولة العبرية.
وأضاف "هذا الانسحاب سيستخدم أيضاً لتذكير إسرائيل باحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي"، واصفاً الوضع الحالي بأنه "غير محتمل، ولا يمكن الدفاع عنه".
بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف على "إكس" الإثنين أن هدف حكومته "واضح للغاية".
وقال "يجب أن يحصل سكان غزة على وصول فوري وآمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية"، مضيفاً "يتعين على ’حماس‘ من جانبها، التعاون بصورة كاملة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المتضررين".
من جانبه، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، أن الوزير جدعون ساعر استدعى السفير الهولندي لدى إسرائيل، بعد قرار هولندا فرض حظر على دخول وزيرين إسرائيليين.