ملخص
دعت كمبوديا إلى وقف فوري لإطلاق النار بعد اشتباكات حدودية مع تايلاند استمرت 3 أيام وأسفرت عن مقتل 33 شخصاً. تبادل الطرفان الاتهامات بالقصف، وظهرت جبهات جديدة للنزاع. كمبوديا طالبت بحل سلمي، بينما حذرت تايلاند من تصعيد قد يؤدي إلى حرب، وسط دعوات للحوار.
دعت كمبوديا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" مع تايلاند بعد اشتباكات امتدت لليوم الثالث على التوالي بين هاتين الدولتين المتجاورتين وأودت بـ33 شخصاً على جانبي الحدود، بحسب أحدث حصيلة متوافرة اليوم السبت.
وأفادت وزارة الدفاع الكمبودية اليوم بمقتل 13 شخصاً وإصابة 71 آخرين فيما أعلن الجيش التايلاندي مقتل خمسة جنود أمس الجمعة، ليرتفع عدد القتلى إلى 20، بينهم 14 مدنياً.
وأعلن سفير كمبوديا لدى الأمم المتحدة تشيا كيو أمس الجمعة أن بلاده تريد "وقفاً فورياً لإطلاق النار" مع تايلاند بعدما تبادلت الدولتان الجارتان ضربات دامية لليوم الثاني على التوالي.
وقال السفير الكمبودي عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن حضره ممثلو كمبوديا وتايلاند "طلبت كمبوديا وقفاً فورياً لإطلاق النار من دون شروط، وندعو أيضاً إلى حل سلمي للخلاف".
وأبلغ الجانبان بوقوع اشتباكات، اليوم قرابة الساعة الخامسة صباحاً (22:00 الجمعة بتوقيت غرينتش). واتهمت بنوم بنه القوات التايلاندية بإطلاق "خمس قذائف مدفعية ثقيلة" على مواقع عدة في مقاطعة بورسات الحدود مع تايلاند.
وقالت البحرية التايلاندية إن اشتباكات وقعت في إقليم ترات الساحلي صباح اليوم، وهي جبهة جديدة تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن نقاط النزاع الأخرى على طول الحدود المتنازع عليها منذ فترة طويلة.
وسمع مراسلو وكالة "الصحافة الفرنسية" في بلدة سامراونغ الكمبودية القريبة من سلسلة التلال المغطاة بالأشجار التي تُمثل الحدود، دوي قصف مدفعي اليوم. وقال أحد السكان التايلانديين في مقاطعة سيساكيت على مسافة نحو 10 كيلومترات من الحدود، إنه سمع كذلك دوي قصف مدفعي.
وعد وزير الخارجية التايلاندي ماريس سانغيامبونغسا، اليوم، أن على كمبوديا أن تبرهن على "مصداقية حقيقية لإنهاء النزاع". وأضاف أمام صحافيين، "أدعو كمبوديا إلى الكف عن انتهاك السيادة التايلاندية" والمضي نحو "حوار ثنائي".
وحذر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي من أن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا "قد تتحول إلى حرب"، وقال لصحافيين في بانكوك "إذا ما شهد الوضع تصعيداً فقد يتحول إلى حرب، حتى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات".
وقام رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق تاكسين شيناواترا، وهو شخصية نافذة في المملكة، اليوم بزيارة عدد من الملاجئ للقاء النازحين. وقال للصحافيين، "على الجيش إكمال عملياته قبل بدء أي حوار".
وأدى الخلاف الحدودي بين البلدين الواقعين في جنوب شرقي آسيا خلال اليومين الأخيرين إلى مستوى عنف غير مسبوق منذ عام 2011 مع مشاركة طائرات مقاتلة ودبابات وجنود على الأرض وقصف مدفعي في مناطق مختلفة متنازع عليها.
وأعلن المسؤول العسكري التايلاندي في مقاطعتي شاتهابوري وترات أبيشارت سابراسيرت أن "القانون العرفي بات ساري المفعول" في ثماني مقاطعات حدودية.
وأدت المواجهات العنيفة التي تجددت أمس الجمعة في مناطق مختلفة على طول الحدود بين تايلاند وكمبوديا إلى إجلاء أكثر من 138 ألف مدني في الجانب التايلاندي، وفق بانكوك. وأشارت وزارة الصحة التايلاندية إلى سقوط 15 قتيلاً بينهم عسكري وأكثر من 40 جريحاً من الجانب التايلاندي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبها قالت كمبوديا إن رجلاً في الـ70 قتل وأصيب خمسة أشخاص بجروح، وفق ما أفاد ناطق باسم سلطات مقاطعة أودار مينشي الحدودية في شمال غربي البلاد في أول حصيلة رسمية من الجانب الكمبودي.
وأعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الذي يتولى بلده الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي تضم تايلاند وكمبوديا أنه تحادث مع نظيريه في كلا البلدين.
وفي منشور على "فيسبوك" رحب إبراهيم الذي طالب "بوقف فوري لإطلاق النار" وحل سلمي للتوترات بما وصفه "مؤشرات إيجابية وعزم بانكوك وبنوم بنه على السير في هذا المسار". وبعد بضع ساعات على هذا المنشور تجددت المعارك في ثلاث مناطق قرابة الرابعة فجراً (21.00 ت.غ من ليل الخميس)، وفق ما أفاد الجيش التايلاندي.
وشنت القوات الكمبودية قصفاً بأسلحة ثقيلة ومدفعية ميدان وأنظمة صواريخ "بي أم-21"، وفق ما أعلن الجيش في حين ردت القوات التايلاندية بـ"طلقات دعم مناسبة". ويتبادل البلدان الاتهامات في شأن من بادر أولاً إلى إطلاق النار مع التشديد على حق كل منهما في الدفاع عن النفس. واتهمت بانكوك بنوم بنه باستهداف منشآت مدنية مثل مستشفى ومحطة وقود، وهو ما نفته السلطات الكمبودية.
واستعانت تايلاند بطائرات قتالية عدة من طراز "أف-16" لاستهداف ما تصفه بالأهداف العسكرية الكمبودية.
وأمس الجمعة أكدت تايلاند استعدادها لحل النزاع مع كمبوديا بوساطة ماليزيا، بحسب ما أفاد ناطق باسم الخارجية التايلاندية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال نيكورندج بالانكورا "نحن مستعدون إذا ما أرادت كمبوديا حل هذه المسألة بقنوات دبلوماسية ثنائياً أو حتى بوساطة ماليزيا فنحن مستعدون للقيام بذلك، لكننا لم نتلق أي رد حتى الساعة".
وفي مايو (أيار) الماضي تحول نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي، لكن التوترات التي تراكمت على مدى أسابيع من الاستفزازات والأعمال الانتقامية التي أثرت في الاقتصاد وحياة عدد من السكان في المناطق المتضررة بلغت ذروتها صباح الخميس بعد تبادل لإطلاق النار قرب معبدين قديمين يعود تاريخهما لفترة أنغكور (القرنين التاسع والـ15) في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
وتقاذفت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي المسؤولية عن هذا الاشتباك، إذ اتهم كل من الطرفين الطرف الآخر بأنه من بدأ بإطلاق النار في أحدث تصعيد في هذا الخلاف الطويل الأمد بين البلدين حول منطقة حدودية يتنازعان السيادة عليها.