ملخص
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إن "روسيا تواصل إرهابها وتعرقل الدبلوماسية، ولهذا السبب تستحق بأن يجري الرد عليها بعقوبات شاملة وبضربات منا على قواعدها العسكرية واللوجستية ومنشآتها المخصصة للإنتاج العسكري".
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مفاوضَين من كييف وموسكو بحثا في إمكان إجراء لقاء مباشر بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال زيلينسكي لصحافيين اليوم الجمعة، "نحتاج إلى إنهاء الحرب الذي يبدأ على الأرجح بلقاء بين القادة"، مضيفاً أنه "خلال محادثات معنا بدأوا بمناقشة الأمر. هذا بحد ذاته تقدم باتجاه صيغة ما للقاء" محتمل.
وجعلت أوكرانيا من هذا اللقاء الذي ترغب في مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فيه، هدفاً للمفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
أما بوتين فأشار إلى أنه لن يكون مستعداً لهذه القمة إلا في "المرحلة الأخيرة" من المفاوضات، التي لم تسفر حتى الآن عن أي نتيجة.
وخلال الجولة الثالثة من المفاوضات في إسطنبول أول من أمس الأربعاء، اقترح رئيس الوفد الأوكراني رستم أومروف عقد الاجتماع بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل، بما يتوافق مع مهلة 50 يوماً حددها ترمب لبوتين لحل النزاع أو مواجهة عقوبات صارمة.
مع ذلك، لا يبدو الجانب الروسي متفائلاً بإمكانية عقد اجتماع وشيك، متحدثاً عن تباين كبير في المواقف.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي قوله "يجب التحضير للاجتماع بعناية. حينها فقط سيكون ذا معنى".
في الأثناء، تواصل روسيا التقدم ببطء على الجبهة، حيث قال الرئيس الأوكراني "إنهم يحاولون بالفعل تحقيق اختراق. لكنهم لم يحققوا أي اختراقات كبيرة".
وكان زيلينسكي صرح للصحافيين أمس الخميس إن أوكرانيا لديها أموال لثلاثة من أنظمة صواريخ باتريوت وتتطلع إلى تمويل سبعة أنظمة أخرى منها بمساعدة شركائها. وأضاف في تصريحات أصدرها مكتبه أن أوكرانيا بحاجة إلى تغطية فجوة تمويلية قدرها 40 مليار دولار في العام المقبل.
مقتل 5 أشخاص
ميدانياً أدت هجمات روسية منفصلة عبر شرق أوكرانيا إلى مقتل خمسة أشخاص في الأقل، بينهم ثلاثة أفراد من عائلة نازحة، وفق ما أفادت به السلطات الأوكرانية الخميس.
وقتل زوجان وابنهما البالغ 36 سنة في قرية بمنطقة خاركيف الشرقية، وفقاً لمسؤولين محليين، كما قتلت امرأتان في منطقة دونيتسك الخميس.
وكثفت موسكو هجماتها بالمسيرات والصواريخ على أوكرانيا بعد نحو ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي، في وقت يجري طرفا النزاع اجتماعات مباشرة لبحث وقف إطلاق النار.
كما أن الجيش الروسي يحقق تقدماً على الأرض، وقد أمرت السلطات الأوكرانية عائلات لديها أطفال بمغادرة 10 قرى في دونيتسك، من بينها بلدة دوبروبيليا التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ 28 ألف شخص، وقال حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين "أؤكد مرة أخرى: البقاء في منطقة دونيتسك أمر خطر جداً".
ولاحقاً أسفرت ضربة استهدفت مدينة خاركيف عن إصابة 37 شخصاً بجروح، بينهم فتاة في الـ10 من عمرها وفتى في الـ17 وفتاة ثانية لم يحدد عمرها، بحسب حاكم المنطقة. وأعلنت خدمات الطوارئ أن سبعة أشخاص، بينهم طفل، أصيبوا بجروح ليل الخميس في هجوم منفصل بطائرة روسية مسيرة وصواريخ في منطقة تشيركاسي بوسط أوكرانيا.
وفي مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، أدى هجوم بمسيرة روسية إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح وألحق أضراراً كبيرة بسوق، وأفادت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدنكو بأن بعض الأبنية المستهدفة محمية من "اليونيسكو".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إن "روسيا تواصل إرهابها وتعرقل الدبلوماسية، ولهذا السبب تستحق بأن يجري الرد عليها بعقوبات شاملة وبضربات منا على قواعدها العسكرية واللوجستية ومنشآتها المخصصة للإنتاج العسكري". وأفاد بأن روسيا أطلقت 103 مسيرات، خصوصاً من طراز شاهد، وأربعة صواريخ.
وفي روسيا، أسفرت ضربة بمسيرة أوكرانية عن مقتل امرأتين وإصابة عدد آخر بجروح في سوتشي في جنوب البلاد، بحسب سلطات المنطقة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 39 مسيرة أوكرانية، خصوصاً فوق المناطق الجنوبية للبلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مكافحة الفساد
من جانب آخر، وافق الرئيس الأوكراني الخميس على مشروع قانون قال إنه سيعيد استقلال هيئتي مكافحة الفساد في البلاد، متراجعاً عن مساره بعد موجة من الانتقادات العامة.
وأثارت التدابير التي اتخذت هذا الأسبوع وتمنح سيطرة أكبر للمدعي العام، الذي تعينه القيادة السياسية، على الهيئتين احتجاجات نادرة في زمن الحرب وأثارت تساؤلات عن مسعى كييف إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي على منصة "إكس" إنه وافق على المسودة لتقديمها إلى البرلمان، وأضاف "من المهم الحفاظ على وحدتنا، من المهم الحفاظ على الاستقلال، ومن المهم احترام موقف جميع الأوكرانيين".
وأضاف زيلينسكي، الذي شوهت صورته كقائد دؤوب للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات على الهجوم الروسي بسبب الجدل الدائر، أن نص مشروع القانون الجديد "متوازن جيداً".
ولم يقدم مزيداً من التفاصيل، واكتفى بالقول إن مشروع القانون "يضمن تعزيزاً حقيقياً لنظام إنفاذ القانون في أوكرانيا، واستقلال هيئتي مكافحة الفساد، وحماية موثوقة من أي نفوذ روسي".
ورحبت هيئات مكافحة الكسب غير المشروع في أوكرانيا بمشروع القانون وحثت البرلمان على إقراره في المستقبل القريب، وقالت على "تيليغرام" إن مشروع القانون سيعيد لها جميع "صلاحياتها الإجرائية وضمانات الاستقلال".
وألقت قوات الأمن القبض على اثنين من مسؤولي مكافحة الفساد يوم الإثنين للاشتباه في علاقتهما بروسيا، وبدأت عمليات تفتيش واسعة النطاق لموظفين آخرين.
وكان المنتقدون نددوا بالإجراءات التي تجعل للمدعي العام الذي عينه زيلينسكي السيطرة على هيئتي مكافحة الفساد، قائلين إنها تغول على سلطتهما وتبدو وكأنها ضغط سياسي على الوكالتين.
وكان المشرعون المعارضون جمعوا ما يكفي من التوقيعات لتسجيل تشريعهم الخاص لإلغاء التدابير التقييدية، التي اتخذت سريعاً بمساعدة من حزب زيلينسكي الحاكم.
ولم يتضح بعد متى سينظر البرلمان، المفترض أن يبدأ عطلته الصيفية هذا الأسبوع، في أي من المشروعين.