Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما العلاقة بين النظام الغذائي في أميركا وسرطان القولون؟

من المتوقع وفاة نحو 53 ألف أميركي هذا العام بسبب سرطان القولون والمستقيم

أظهرت دراسات أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً يرتبطان بانخفاض معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم (شاترستوك)

ملخص

السمنة والنظام الغذائي الغربي عوامل رئيسة وراء الارتفاع المقلق في إصابات سرطان القولون والمستقيم بين الأميركيين دون سن الخمسين، مما يفرض الحاجة إلى مراجعة أساليب التشخيص والعلاج. المرض يتفاقم بصمت بين الشباب ويشكل اليوم السبب الأول لوفيات السرطان لدى الرجال الأميركيين تحت سن الخمسين.

تزداد معدلات الإصابة بسرطان القولون وسرطانات الجهاز الهضمي الأخرى بين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة، وفقاً لما أعلنه باحثون يوم الثلاثاء.

ويرجح العلماء أن السبب في ذلك يعود للسمنة، التي تعد عاملاً رئيساً في زيادة خطر الإصابة المبكرة بسرطانات الجهاز الهضمي، وهي بدورها تشهد ارتفاعاً مستمراً في الولايات المتحدة. ويقول الباحثون إن هذه العلاقة تعد "النظرية الأبرز" لتفسير هذا الارتفاع، مشيرين إلى دراسة نشرت عام 2019 وجدت أن النساء المصابات بالسمنة المفرطة يواجهن ضعف احتمال الإصابة بسرطان القولون المبكر. وتشير أبحاث نشرت في العام نفسه إلى أن نحو نصف البالغين الأميركيين قد يعانون السمنة بحلول عام 2030.

وتوضح المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن السمنة، باعتبارها حالة مزمنة، يمكن أن تؤدي إلى التهابات وارتفاع مستويات الإنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك أنواع عدة من سرطانات الجهاز الهضمي. وتشمل عوامل الخطر الأخرى التدخين، وشرب الكحول، وتناول الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة التي تميز النمط الغذائي الغربي، وكذلك  تراكم الدهون على الكبد من دون أن تكون مرتبطة بتناول الكحول.

وفي وقت سابق من هذا العام، أشارت أبحاث جديدة إلى دور مادة سامة تعرف باسم "كوليباكتين"، تنتجها بكتيريا الإشريكية القولونية، وهي بكتيريا مسؤولة عن عدد من حالات التسمم الغذائي، ويعتقد أن هذه المادة تؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايا القولون، مما يمهد لتطور السرطان.


ويؤكد الباحثون أن معدلات الإصابة المبكرة بسرطانات الجهاز الهضمي تشهد ارتفاعاً في الولايات المتحدة وحول العالم.

وتقول الدكتورة سارة شار، الزميلة في معهد "دانا-فاربر" للسرطان في بوسطن: "معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة ترتفع على مستوى العالم".

معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي في الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة، وجد العلماء أن حالات الإصابة المبكرة شهدت "زيادة ملاحظة" بين الرجال والنساء الأميركيين منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.

إذ وجد الباحثون أن البالغين الأميركيين المولودين في عام 1990 يواجهون ضعف خطر الإصابة بسرطان القولون، وأربعة أضعاف خطر الإصابة بسرطان المستقيم، مقارنة بمن ولدوا في عام 1950.

وبات سرطان القولون والمستقيم المبكر اليوم السبب الأول لوفيات السرطان لدى الرجال الأميركيين دون سن 50، والثاني لدى النساء في الفئة العمرية نفسها.

ويعد سرطان القولون والمستقيم، وهو أكثر أنواع سرطانات الجهاز الهضمي شيوعاً، من الأمراض التي تؤثر بصورة غير متناسبة أيضاً في الأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية وسكان أميركا الأصليين والآسيويين.

تغير في طرق العلاج

تشير هذه النتائج وغيرها إلى تحول مقلق، وربما إلى ضرورة تحديث طرق العلاج المتبعة، بحسب ما أفاد به الباحثون.

فعادة ما يواجه مرضى السرطان في سن مبكرة تأخيراً في التشخيص، إذ لا يشتبه الأطباء ولا المرضى بوجود سرطان، مما يؤدي إلى اكتشاف المرض في مراحله المتقدمة، وغالباً ما يتلقى المرضى الأصغر سناً علاجات شديدة العدوانية "من دون أن تؤدي بالضرورة إلى تحسين فرص النجاة"، بحسب الدراسة.

 

ويعد سرطان القولون والمستقيم السبب الثالث للوفاة بالسرطان بين الرجال الأميركيين، والرابع بين النساء، والثاني على مستوى جميع أنواع السرطان في الولايات المتحدة. وتتوقع "جمعية السرطان الأميركية" أن يتسبب هذا النوع من السرطان بنحو 52900 حالة وفاة هذا العام.

وأوضح الباحثون أن المرضى الأصغر سناً أكثر عرضة للمعاناة من ضغوط مالية نتيجة التشخيص، فضلاً عن مشكلات تتعلق بالصورة الجسدية والصحة النفسية وتراجع جودة الحياة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الدكتورة شار، المؤلفة الرئيسة للورقة البحثية: "إن استمرار الأبحاث في فهم بيولوجيا سرطانات الجهاز الهضمي المبكرة ضروري لتطوير استراتيجيات أكثر فعالية للفحص والوقاية والعلاج".

أخيراً، نشرت الورقة البحثية في "المجلة البريطانية للجراحة"BJS الصادرة عن مطبعة جامعة أكسفورد.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة