ملخص
تعرضت ناقلة البضائع السائبة "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية لهجوم من زوارق مسيرة ووحدات بحرية أخرى قبالة ميناء الحديدة.
تعرضت سفينة شحن لأضرار جسيمة جراء هجوم عليها لا يزال مستمراً منذ أمس الإثنين، قبالة سواحل اليمن على البحر الأحمر، وفق ما أعلنت هيئة بحرية بريطانية اليوم الثلاثاء، فيما أفادت مهمة بحرية أوروبية بمقتل ثلاثة أفراد من طاقمها مع استئناف الحوثيين هجماتهم على الممر البحري الحيوي.
ويثير استهداف سفينتين في البحر الأحمر خلال 24 ساعة بعد توقف دام أشهراً مخاوف حيال عودة الهجمات في الممر البحري، وفي تحديث لتقريرها عن الحادثة قالت وكالة "يو كاي أم تي أو" البريطانية للأمن البحري التي تديرها قوات البحرية الملكية البريطانية، إن "السفينة 'إتيرنيتي سي' تعرضت لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع"، مضيفة أنها "محاطة بزوارق صغيرة والهجوم عليها مستمر".
كان وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة اليوم، قال إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشحن "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة يونانية، لقيا حتفهما جراء هجوم بزوارق مسيرة وقوارب سريعة قبالة اليمن.
وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، ليرتفع إجمال قتلى هذه الهجمات إلى ستة.
ولا تزال سفينة شحن تتعرض لهجوم متواصل منذ أمس الإثنين في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، ما خلّف "أضراراً جسيمة" فيها، وفق ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم.
وفي تحديث لتقريرها عن الحادث، قالت الهيئة "تعرضت السفينة لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع، وهي محاطة بزوارق صغيرة وتتعرض لهجوم متواصل"، مضيفة أن "السلطات تحقق في الأمر".
ولفتت إلى أنها "فقدت كل قدرتها على الإبحار بعد تعرضها لهجوم بخمس قذائف صاروخية على بعد 51 ميلاً بحرياً (94 كيلومتراً) إلى الغرب من ميناء الحديدة اليمني".
غارات وأضرار
في هذا الوقت، أعلنت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري في ساعة مبكرة من صباح اليوم أنها رصدت صوراً تؤكد تعرض أرصفة خرسانية في ميناء الحديدة اليمني لأضرار جراء غارات إسرائيلية.
وأضافت الشركة في مذكرة استشارية أن سفينتين تحملان علم باربادوس، على الأرجح، تضررتا جراء انفجار نتيجة الهجمات، مشيرة إلى أن السفينتين لم تبلغا عن أي إصابات بين طاقميهما.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين أنه قصف أهدافاً للحوثيين في ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء، في أول هجوم له على اليمن منذ قرابة شهر.
هجوم ثانٍ
وأصيب اثنان من أفراد طاقم سفينة تديرها شركة يونانية وفُقد اثنان آخران في هجوم بمسيرات قبالة اليمن الإثنين، وذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين المتحالفين مع إيران مسؤوليتهم عن هجوم على ناقلة بضائع سائبة في البحر الأحمر وقولهم إن السفينة غرقت.
وأكد مسؤول بشركة الأمن البحري البريطانية أمبري الثلاثاء غرق سفينة الشحن "ماجيك سيز" التي ترفع علم ليبيريا.
وهجوم الأحد قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن هو الأول من نوعه في ممر الشحن الحيوي منذ منتصف أبريل (نيسان). وشاركت أربع وحدات بحرية مسيرة في هذا الهجوم الذي شهد إطلاق نار وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق، إضافة إلى صواريخ.
وأُجبر الطاقم المكون من 19 فرداً إلى جانب ثلاثة حراس مسلحين على إخلاء السفينة "ماجيك سيز" التي ترفع علم ليبيريا، وذلك بعد أن بدأت المياه تتسرب إليها. وقالت مصادر مطلعة إن سفينة مارة أنقذتهم ووصلوا إلى جيبوتي.
وأبلغ الطاقم عن نشوب حرائق في مقدمة السفينة. وغمرت المياه غرفة المحركات واثنين في الأقل من قمراتها كما انقطعت الكهرباء.
وحذرت عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي من خطر وقوع انفجار في محيط السفينة. ومن المهام الموكلة لعملية "أسبيدس" المساعدة في الدفاع عن الملاحة في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين.
وبعد ساعات تعرضت ناقلة البضائع السائبة "إتيرنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية لهجوم من زوارق مسيرة ووحدات بحرية أخرى قبالة ميناء الحديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت شركة "كوزموشيب مانجمنت" المشغلة للسفينة لـ"رويترز" إن اثنين من أفراد الطاقم أُصيبا بجروح خطرة فيما فُقد اثنان آخران، مضيفة أنه يوجد حراس أمن مسلحون على متنها.
وذكر مسؤول في "كوزموشيب" أن قمرة القيادة في السفينة تضررت في الهجوم، مما أثر في الاتصالات وجعل من الصعب التواصل مع الطاقم.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 شن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر. وتصف الجماعة ذلك بأنه تضامن مع الفلسطينيين.
وردت إسرائيل بقصف أهداف للحوثيين في اليمن، وشنت غارات أمس الإثنين لأول مرة منذ قرابة شهر. ولم يشمل اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين في مايو (أيار) إسرائيل.
وذكر بودوروجلو أن السفينة "ماجيك سيز" كانت تحمل شحنة من الحديد والأسمدة من الصين إلى تركيا، في رحلة بدت منخفضة الأخطار نظراً إلى عدم وجود أي صلة لها بإسرائيل، مؤكداً أن الشركة لم تتلقَّ أي تحذير من الهجوم.
وأشار تحليل أجرته شركة "فانغارد تك" البريطانية المتخصصة في إدارة الأخطار البحرية إلى أن أسطول شركة "أولسيز مارين"، وهي من الشركات الأخرى المشغلة للسفينة "ماجيك سيز"، كان أجرى زيارات لموانئ إسرائيلية خلال العام الماضي.
وقالت رئيسة قسم المعلومات في "فانغارد تك" إيلي شفيق "هذه العوامل جعلت سفينة (ماجيك سيز) معرضة بصورة كبيرة للاستهداف".
في غضون ذلك قال رئيس جمعية الشحن البحري للبضائع السائبة (إنتركارغو) جون زيلاس إن طاقم السفينة "أناس أبرياء يقومون بعملهم فقط للمساهمة في استمرار حركة التجارة العالمية". وأضاف "لا ينبغي لأحد في البحر أن يواجه مثل هذا العنف أبداً".