ملخص
قال أذرعي إن القوات الإسرائيلية تعمل "بقوة شديدة جداً في هذه المناطق (المذكورة) وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد وستشتد وستمتد... لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية".
أعلن الدفاع المدني مقتل 23 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال اليوم الأحد بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من قطاع غزة، وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن طواقمه ومسعفين قاموا بـ "نقل 23 قتيلا بينهم عدد من الأطفال والنساء جراء غارات نفذها الاحتلال في مناطق مختلفة في قطاع غزة"، أنه "جرى نقل ثلاثة قتلى في الأقل وعدد من المصابين إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت ظهر اليوم منزلاً لعائلة العشي في حي الصبرة جنوب غربي مدينة غزة".
ونقل القتلى والمصابون إلى مستشفى المعمداني في البلدة القديمة وسط مدينة غزة، وقال بصل إن "عدداً من المفقودين لا يزالون تحت أنقاض المنزل المستهدف والذي دمر كلياً".
وبحسب بصل فقد قتل فلسطيني في غارة استهدفت بعد الظهر مجموعة من المواطنين في منطقة وادي العرائس في حي الزيتون جنوب شرقي غزة، كما قُتل فلسطينيان وأصيب 10 آخرون باستهداف منزل في بلدة جباليا.
وأوضح بصل أن "خمسة قتلى وعدداً من المصابين بينهم عدد من الأطفال" قتلوا خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، وفي خان يونس جنوب القطاع، قتل خمسة فلسطينيين آخرين بينهم طفل وامرأتان وأصيب 15 بجروح في غارة نفذتها بعد منتصف ليل السبت - الأحد طائرة مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي، وذكر مصدر طبي في مستشفى ناصر أن "جثثاً عدة وصلت متفحمة، وأن عدداً من المصابين يعانون حروقاً خطرة جداً في أنحاء الجسم"، بينما ذكر شهود عيان أن حريقا كبيراً اندلع داخل 10 خيم نتيجة الضربة الجوية.
وأورد بصل إن امرأة قتلت في غارة جوية استهدفت فجراً منزلاً جنوب خان يونس، أما في مدينة غزة فقتل طفلان وأصيب 20 شخصاً بغارة شنتها طائرة حربية على منزل في حي الزيتون جنوب شرقي القطاع، فيما دمر المنزل المؤلف من طابقين بالكامل.
وأشار بصل إلى "أربعة قتلى و30 إصابة إثر إطلاق النار من الاحتلال باتجاه المواطنين في منطقة الشاكوش التي تبعد كيلومترين من مركز المساعدات في رفح، وقرب نقطة المساعدات الأميركية في منطقة المواصي"، لافتاً إلى أنه جرى نقلهم إلى مستشفى ناصر بخان يونس.
كذلك أشار المتحدث باسم الدفاع المدني إلى نقل قتيل لم تعرف هويته بعد يبلغ 18 سنة، قضى بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز للمساعدات في رفح، وأن مصابين يفارقون الحياة نظراً إلى قلة الإمكانات الطبية في القطاع.
وذكر شهود عيان أن الطيران الحربي شن 10 غارات جوية على منازل غير مأهولة في المنطقة الشرقية في بلدة جباليا، حيث تلقى بعض أصحاب هذه المنازل تحذيرات.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال أحمد عرار (60 سنة) إن "أحد أقاربي تلقى اتصالاً من شخص عرف عن نفسه بأنه ضابط في الجيش الإسرائيلي وأبلغه أن منزلنا سيقصف، وبعد نصف ساعة قصفوا المنزل ودمر بالكامل"، موضحاً أن العائلة أخلت المنزل المكون من أربعة طوابق، والواقع إلى جوار مسجد التوحيد غرب جباليا، قبل أيام عدة بسبب القصف المدفعي والجوي المتكرر.
تأتي الغارات الأخيرة فيما وجه الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إنذاراً لإخلاء شمال القطاع، محذراً الفلسطينيين في أجزاء من مدينة غزة والمناطق القريبة من تحرك وشيك بعد أكثر من 20 شهراً على اندلاع الحرب مع "حماس".
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان نشر على منصة "إكس" إلى جانب خريطة لشمال غزة، سكان منطقة مدينة غزة وجباليا وغيرهما إلى التوجه جنوباً "فوراً" إلى منطقة المواصي.
وقال في منشوره إن القوات الإسرائيلية تعمل "بقوة شديدة جداً في هذه المناطق المذكورة، وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد وستشتد وستمتد لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية".
تجدد جهود الوساطة
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إنهاء الحرب وسط تجدد لجهود التوسط لوقف إطلاق النار، ونشر ترمب على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" في وقت مبكر اليوم الأحد، "أبرموا اتفاق غزة، واستعيدوا الرهائن".
ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات في وقت لاحق من اليوم، بشأن تقدم الحملة العسكرية. وقال مسؤول أمني كبير، إن الجيش سيبلغه بأن الحملة العسكرية تقترب من تحقيق أهدافها، وسيحذر من أن توسيع نطاق القتال ليشمل مناطق جديدة في قطاع غزة قد يعرض الرهائن المتبقين هناك للخطر.
لكن في بيان نشر على منصة "إكس" ورسائل نصية أرسلت إلى كثير من السكان، حث الجيش الإسرائيلي سكان الأجزاء الشمالية من القطاع على التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي في خان يونس، وهي منطقة تصنفها إسرائيل منطقة إنسانية.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون من الأمم المتحدة، إن ليس هناك أي مكان آمن في غزة.
وقال الجيش، "قوات الدفاع (الإسرائيلية) تعمل بقوة شديدة جداً في تلك المناطق وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد، وستشتد وستمتد غرباً إلى مركز المدينة لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشمل أمر الإخلاء منطقة جباليا ومعظم أحياء مدينة غزة. وقال مسعفون وسكان، إن القصف الإسرائيلي تصاعد في الساعات الأولى من الصباح في جباليا، مما أدى إلى تدمير عدة منازل ومقتل ستة أشخاص على الأقل.
وفي خان يونس بجنوب القطاع، قال مسعفون إن خمسة قتلوا في غارة جوية على مخيم بالقرب من المواصي.
مسعى جديد لوقف إطلاق النار
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي بدأ فيه البلدان الوسيطان مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهوداً جديدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع المستمر منذ 20 شهراً وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين لا يزالون محتجزين لدى "حماس".
وزادت الرغبة في حل الصراع في غزة في أعقاب القصف الأميركي والإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية.
وقال مسؤول في "حماس" لـ"رويترز"، إن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنه أكد مجدداً مطالب الحركة بوجوب أن ينهي أي اتفاق الحرب ويضمن انسحاب إسرائيل من القطاع الساحلي.
وأبدت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، الذين يعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، فقط في إطار اتفاق ينهي الحرب.
وتقول إسرائيل، إنها لا يمكن أن تنهي الحرب إلا بنزع سلاح "حماس" وتفكيكها. وترفض الحركة إلقاء سلاحها.
اندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى الأرقام الرسمية.
كما احتجزت "حماس" 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت اسرائيل أنهم قضوا.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 56412 شخصا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".