ملخص
سدد طيران الجيش السوداني ضربات جوية عدة دقيقة استهدفت تجمعات كبيرة لـ"الدعم السريع" في منطقة دني زايلي داخل صحراء العطرون، الواقعة شمال غربي الولاية الشمالية، وذلك لمنع تمدد تلك القوات إلى خارج منطقة المثلث عبر المسارات الصحراوية، وإجبارها على التراجع والانسحاب منها.
خلال وقت تشهد فيه جبهات القتال المختلفة في السودان توتراً ملحوظاً فضلاً عن تواصل عمليات التحشيد والتعزيزات العسكرية، وبخاصة في محوري كردفان ودارفور ومنطقة المثلث الحدودي مع مصر وليبيا، أحكم الجيش السوداني أمس الأربعاء سيطرته على منطقة بالدقو في إقليم النيل الأزرق من قبضة تحالف "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية-شمال" بقيادة عبدالعزيز الحلو، وشن الطيران الحربي سلسلة غارات على تجمعات لـ"الدعم السريع" بالمثلث لإجبارها على التراجع من هذه المنطقة الاستراتيجية، بينما هاجمت مسيرة مواقع عسكرية ومدنية بالدلنج ثاني أكبر مدن جنوب كردفان.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله فإن قوات الفرقة الرابعة مشاة في الدمازين تمكنت من بسط سيطرتها على منطقة بالدقو وما حولها داخل محافظة المابان في النيل الأزرق، من قبضة قوات "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية-شمال".
وأوضح عبدالله في بيان أن قواتهم أحرزت ضمن هذه المعركة تقدماً ميدانياً حاسماً واستولت على كمية من العتاد والأسلحة، مبيناً أن زمام المبادرة عاد بالكامل للقوات المسلحة داخل تلك المناطق.
وأكد قائد ميداني بالجيش ضمن مقطع فيديو عزمهم مواصلة القتال ومطاردة قوات "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية" في كل موقع داخل الإقليم.
وتسببت المواجهات بين الجيش و"الدعم السريع" في إقليم النيل الأزرق بنزوح أكثر من 100 ألف شخص نحو مدينة الدمازين، عاصمة الإقليم. وكانت "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية" دشنتا تحالفاً عسكرياً عقب توقيع الوثائق التأسيسية للتحالف السياسي، بين "الدعم السريع" وعدد من الحركات المسلحة والأحزاب السياسية في العاصمة الكينية نيروبي، والممهد لتشكيل سلطة موازية داخل السودان.
منطقة المثلث
في هذا المحور، سدد طيران الجيش ضربات جوية عدة دقيقة استهدفت تجمعات كبيرة لـ"الدعم السريع" في منطقة دني زايلي داخل صحراء العطرون، الواقعة شمال غربي الولاية الشمالية، وذلك لمنع تمدد تلك القوات إلى خارج منطقة المثلث عبر المسارات الصحراوية، وإجبارها على التراجع والانسحاب منها. وتعد منطقة العطرون ذات الطبيعة الصحراوية الوعرة، واحدة من النقاط الحيوية التي تستخدمها "الدعم السريع" للانسحاب وإعادة التموضع، وبخاصة مع الضربات التي طاولتها أخيراً في كردفان ودارفور.
وأشارت وسائل إعلام محلية استناداً لمصادر عسكرية إلى حصول "الدعم السريع" على دفعة جديدة من الأسلحة وصلتها عبر المثلث الحدودي. وبينت المصادر أن "الدعم السريع" تلقت أسلحة عبر مجموعات ليبية في منطقة المثلث الحدودي، نُقلت إلى دارفور، منوهة بأن نقل هذه الأسلحة تزامن مع ظهور قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" قبل يومين في إحدى مناطق دارفور، مرجحة أن تكون ضمن تلك الأسلحة مضادات للطيران وبعض أجهزة التشويش وصواريخ لاعتراض المسيرات.
جنوب كردفان
في الموازاة، قتل أمس أربعة أشخاص في الأقل وجُرح آخرون جراء قصف نفذته طائرة مسيرة أطلقتها قوات "الدعم السريع"، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في مدينة الدلنج ضمن ولاية جنوب كردفان. وكانت "الحركة الشعبية" نجحت مطلع الأسبوع الجاري في قطع الطريق القومي بين كادقلي والدلنج، بسيطرتها على محطة الدشول الاستراتيجية بعد معارك عنيفة ضد الجيش. وأُطلقت قذائف مدفعية سقطت داخل الدلنج تسببت بتدمير عدد من المنازل ووقوع جرحى وسط المدنيين. وتعاني الدلنج منذ الأشهر الأولى للنزاع حصاراً خانقاً فرضته خريطة السيطرة لأطراف النزاع العسكري داخل ولاية جنوب كردفان. وتسبب الحصار في خلق أزمة إنسانية نتج منها الإبلاغ عن حالات مجاعة ناجمة عن الانعدام الكبير للسلع الغذائية والدوائية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفاة بالكوليرا
صحياً، سجلت وزارة الصحة في ولاية شمال كردفان أمس حالة وفاة واحدة و84 إصابة جديدة بمرض الكوليرا داخل الولاية. وأفادت الوزارة بأن عدد الحالات الموجودة بمراكز العزل بلغ 176 حالة، في حين ارتفع العدد التراكمي للإصابات إلى 6899 حالة، منها 6092 حالة تماثلت للشفاء.
وكانت الوزارة أعلنت الإثنين الماضي تسجيل 63 حالة إصابة جديدة بمرض الكوليرا، وثلاث حالات وفاة. وتشهد الولاية ارتفاعاً في حالات الإصابة بالكوليرا نتيجة نقص مياه الشرب النظيفة، جراء توقف محطات المياه بسبب انقطاع الكهرباء.
وشهدت مناطق واسعة من السودان تفشياً لوباء الكوليرا، مما أسفر عن إصابة عشرات الآلاف تخللتها وفيات في عدد من الولايات، من بينها الخرطوم وسنار والجزيرة وشمال كردفان.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" أوضحت في بيان أن المرض ينتشر تدريجاً من ولاية إلى أخرى في مختلف أنحاء البلاد.
تأهيل القصر الجمهوري
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن الدكتور محمد الغالي علي يوسف اكتمال المرحلة الأولى من تأهيل القصر الجمهوري في الخرطوم، التي شملت أعمال النظافة وإزالة الأنقاض من محيط المبنى التاريخي. وأكد الغالي خلال اجتماع عقد داخل القصر بحضور أعضاء لجنة التأهيل أن المرحلة الثانية ستبدأ فوراً، وتشمل تحديد الحاجات الفنية واللوجيستية المطلوبة لاستكمال العملية. وأشار إلى تعهد الحكومة الصينية بالمساهمة في صيانة وتأهيل القصر الجمهوري الجديد، وقاعة الصداقة أيضاً، في مؤشر إلى دخول الدعم الدولي على خط إعادة إعمار المقار السيادية داخل السودان. وفي ما يتعلق ببقية المرافق داخل مجمع القصر، أكد يوسف أن عدداً من الشركات الوطنية السودانية ستتولى قريباً أعمال صيانة الأمانة العامة والمباني المتبقية.
وأوضح الأمين العام أن القصر الجمهوري القديم والمتحف القومي لن تشملهما عمليات الصيانة الحالية، نظراً إلى كونهما مباني أثرية مصنفة تحت إشراف منظمة اليونيسكو، وتخضع لتقديرات دولية دقيقة تحافظ على طابعهما التاريخي.
جهود السلام
سياسياً، بعث التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية "صمود" خطاباً للاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي يعقد اليوم الخميس داخل بروكسل، بمشاركة المنظمات الدولية والإقليمية والبلدان المنخرطة في جهود إحلال السلام داخل البلاد.
ووفقاً للناطق الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" جعفر حسن، فإن الخطاب يتضمن مقترحات عملية حول سبل معالجة الأزمة الإنسانية الحادة التي خلفتها حرب الـ15 من أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و"الدعم السريع"، إضافة إلى تصور حول كيفية تصميم عملية سلمية ذات صدقية تضع حداً للاقتتال في البلاد وتقود إلى سلام شامل ومستدام.
وأشار حسن إلى أن الخطاب "يأتي ضمن الجهود التي تبذلها ’صمود‘ للتواصل مع جميع الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين، من أجل الوصول إلى سلام دائم في السودان، وهو ما لن ندخر جهداً من أجل بلوغه"، مضيفاً أن "الشعب السوداني عانى الأمرين جراء هذه الحرب ويجب أن تتوقف الآن قبل الغد، فلا طائل من استمرارها ولا حل عسكرياً لها، لذا فإن دعوانا هي تحكيم صوت العقل والجلوس لإيجاد حلول سلمية عادلة ومنصفة توقف نزف الدم في البلاد".