ملخص
يأمل زيلينسكي بالحصول من حلفاء كييف على تعهدات جديدة بتقديم مساعدات لبلاده بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
قتل 19 شخصاً في الأقل بينما أصيب نحو 300 آخرين بجروح في قصف روسي على منطقة دنيبرو بيتروفسك وسط شرقي أوكرانيا اليوم الثلاثاء، بحسب ما أفادت السلطات في كييف منددة برسالة الإرهاب التي أرسلتها موسكو.
وتأتي هذه الهجمات بعد هجوم ضخم نفذته القوات الروسية على كييف ليل الأحد - الإثنين، وذلك قبل افتتاح قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لاهاي، ولدى وصوله إلى هولندا لحضور القمة، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمين العام للـ "ناتو" مارك روته.
ويأمل زيلينسكي بالحصول من حلفاء كييف على تعهدات جديدة بتقديم مساعدات لبلاده بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي الميدان تستمر القوات الروسية في التقدم شرق أوكرانيا حيث تضاعفت عمليات القصف، وقالت الشرطة الوطنية الأوكرانية إن الجيش الروسي هاجم بالصواريخ مدينتي دنيبرو وسامار الواقعتين داخل المنطقة، مما أدى إلى دمار مبنى إداري في دنيبرو.
وأكد رئيس الإدارة المحلية سيرغي ليساك مساء الثلاثاء ارتفاع الحصيلة في دنيبرو إلى 17 قتيلاً و279 جريحاً، بينما قتل شخصان في سامار وجرح 14 آخرون، بحسب المصدر نفسه.
وقال زيلينسكي مساء الثلاثاء عبر منصة "إكس"، إن "بوتين يدمر حياة أشخاص، إنه تعريفه للسيطرة"، مندداً بـ "قتل أشخاص وتدمير منازل وممارسة ابتزاز"، وداعيا إلى "إجبار روسيا على السلام وتطبيق سياسة عزلة وعقوبات قصوى" على موسكو.
وأكدت السلطات أن الضربات ألحقت أضراراً بمدارس ومرافق صحية وقطار مما أدى إلى إصابة ركاب، وسارع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا إلى التنديد بـ "رسالة الإرهاب ورفض السلام" التي أرسلتها موسكو بعدما هاجم جيشها برياً قبل أسبوعين منطقة دنيبروبتروفسك، للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي عام 2022، وبينما يجتمع زيلينسكي في هولندا مع قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال سيبيغا إن "صدقية الحلفاء تقتضي تعزيز الضغوط على موسكو".
وتسيطر موسكو حالياً على 20 في المئة من مساحة أوكرانيا بعدما أعلنت ضم أربع مناطق أوكرانية، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي غزتها عام 2014، وتشترط روسيا تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي ضمتها والتراجع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب تعتبر غير مقبولة بالنسبة إلى زيلينسكي.
قمة الـ"ناتو"
في الأثناء، ندّدت موسكو اليوم بـ"العسكرة المفرطة" لحلف شمال الأطلسي (ناتو) قبيل قمة للتحالف يتوقع بأن تتفق البلدان المنضوية فيه خلالها على زيادة الإنفاق الدفاعي ليشكل خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين قبل بدء القمة في لاهاي، إن "الحلف يمضي بالتأكيد على مسار العسكرة المفرطة. تتحرّك أوروبا على مسار العسكرة المفرطة. هذه هي الحقيقة التي تواجهنا".
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قمة حلف شمال الأطلسي التي تبدأ أعمالها اليوم الثلاثاء في لاهاي. وأفاد مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الأوكرانية وكالة الصحافة الفرنسية، بأن زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترمب سيجتمعان الأربعاء على هامش القمة.
وبات الرئيس الأوكراني شخصية رئيسية في القمم الأخيرة، لكن نظراً إلى علاقته المتوترة مع ترمب، لم يُدع زيلينسكي إلى الجلسة الرئيسة لأعضاء الناتو هذه المرة.
وقال المصدر إن "الفريقين يضعان اللمسات النهائية على التفاصيل"، مضيفاً أن المحادثات مقررة "في وقت مبكر من بعد الظهر" في هولندا. وأوضح أن المحادثات ستركز على شراء كييف "حزمة دفاعية، يتكون جزء كبير منها من أنظمة دفاع جوي" من واشنطن. وتابع المصدر أن الزعيمين سيبحثان أيضاً فرض "مزيد من العقوبات على روسيا وتحديد سقف لسعر النفط".
تعزيز التعاون العسكري
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الإثنين التوصل إلى اتفاق لتعزيز التعاون العسكري مع كييف، خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة المتحدة.
وخلال اجتماع مع جنود في حدائق داونينغ ستريت قال رئيس الوزراء البريطاني وإلى جانبه زيلينسكي، "يشرفني أن أعلن عن اتفاق إنتاج مشترك للصناعة العسكرية هو الأول من نوعه بين أوكرانيا والمملكة المتحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورحب ستارمر بهذا الاتفاق، واصفاً إياه بأنه "خطوة كبيرة إلى الأمام" لدعم أوكرانيا التي تخوض حرباً مع روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، من دون الكشف عن التفاصيل.
ويأتي الاتفاق في إطار الشراكة الأمنية "التاريخية" السارية لمدة 100 عام بين البلدين، والتي تم التوقيع عليها في يناير (كانون الثاني) لتعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن البحري. واعتبر زيلينسكي أن "هذا الاتفاق سيعزز العلاقات بين بلدينا".
وفي وقت سابق أمس الإثنين التقى الملك تشارلز الثالث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قلعة وندسور، حيث تناولا الغداء، وفق ما ذكر قصر باكنغهام.
وأفاد الفصر في بيان أن "الرئيس الأوكراني زار الملك بعد ظهر اليوم وبقي لتناول الغداء"، من دون الكشف عن فحوى المحادثات.
وتأتي هذه الزيارة عشية قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي من المتوقع أن يحضرها الرئيس الأوكراني الذي يسعى إلى حشد الدعم لبلاده بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي.
والمملكة المتحدة من أشد الداعمين لأوكرانيا منذ الهجوم الروسي مطلع عام 2022، إذ فرضت عقوبات مشددة على موسكو وقدمت حزماً متعددة من المساعدات العسكرية.