Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجلة "نيويورك ريفيو" تكرم محمد شكري وتخصه بملف

تفاصيل من سيرته وكتبه وكيف أسقط الوهم الرومانسي عن مدينة طنجة

الروائي المغربي محمد شكري (مؤسسة الكاتب)

ملخص

تكرم مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" (مراجعات نيويورك للكتب)، في عدد يونيو (حزيران) 2025 الكاتب المغربي محمد شكري، مخصصة له ملفاً مطولاً، يتناول سيرته وكتبه، وعلاقته بمدينة طنجة، وقد أعدته أورسولا ليندسي. وفي الملف قراءات في بعض أعمال شكري ومنها "الخبز الحافي" التي ترجمها إلى الإنجليزية الروائي الأميركي بول باولز، وكتاب "وجوه" الذي ترجمته جوا البوستي.

وجدت معدة الملف الكاتبة الأميركية أورسولا ليندسي أن أعمال محمد شكري القصصية والروائية على حد السواء تسقط عن المدينة وهْم الرومانسية، وتفكك الصورة الإكزوتيكية التي صنعها كل من الاستعمار والاستشراق.

نشأت الأميركية أورسولا ليندسي، وهي كاتبة مقالات ومراجعات كتب، في روما، وتركز اهتمامها على كتاب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث عاشت عقدين من حياتها، إذ عاشت في مصر من 2002 إلى 2013، وعملت محررة في "كايرو تايم" و"مدى مصر". كذلك أعدت التقارير الصحافية لبرنامج The world لراديو BBC، وغطت أحداث الربيع العربي لكل من "نيوزويك" و"نيويورك تايمز". درست ليندسي الأدب المقارن في جامعة ستانفورد العريقة، وحصلت على الماجستير في الدراسات الشرق أوسطية من جامعة نيويورك، حول الأدب المصري المعاصر، كذلك عاشت في الرباط بين 2014 و2019، وهي تتكلم العربية والفرنسية والإيطالية إلى جانب الإنجليزية.

تحاول ليندسي في هذا التقرير أن تعيد تقديم محمد شكري مرة أخرى إلى العالم، وإلى الجيل الحالي من القراء، وذلك بعد مضي أكثر من عقدين على وفاته، وأن تذكر بأنها تزيل الوهم الرومانسي الذي ارتبط بالكاتب وبمدينته طنجة، في مرحلة الاستعمار، بوصف التجربة الاستعمارية من أهم محركات الرومانسية، والرد عليها كتابة هو أحد تكنيكات تفكيك الاستعمار، الذي يعري ذلك الوجه الرومانسي ويرده إلى الواقع.

لعل ما فعله شكري في كتابته عن المدينة والعلاقات فيها يشبه إلى حد بعيد ما فعله هنري ميللر في كتابته عن كل من نيويورك ولندن وباريس، ويشبه أيضاً ما فعله فلوبير، إذ أسقط الوهم الرومانسي عن الأهرام حين رآها للمرة الأولى، فأصيب بالخذلان من كونها مجموعة من الحجارة الضخمة التي يركب بعضها فوق بعض.

عنونت أورسولا تقريرها الذي امتد على أربع صفحات من "نيويورك ريفيو" بـ: "طنجة محمد شكري غير الرومانسية". وظهر التقرير مع بورتريه لشكري بريشة الرسامة والحروفية البريطانية جو تورنر.

غوايات المدينة

تقدم أورسولا ليندسي بعض تفاصيل تجربة محمد شكري في كتابة كل من القصة والرواية السيرذاتية، وتربطها بالسياق الاجتماعي الثقافي، وبالحال التاريخية الجغرافية للمدينة التي عاش فيها، وبالتجربة الفردية الاستثنائية التي خاضها. ولعل ذلك الربط يحتاج إلى مقاربة نقدية ذات مدخل متعدد، مثل مدخل دراسات ما بعد الاستعمار التي تربط المنهج النفسي بعلم اجتماع الأدب وبدراسات الهوية.

كما هي حال التقارير الأدبية الجذابة، تظهر ذات الكاتبة، التي تعبر عن مشاعرها تجاه الظواهر والأحداث، وتعترف بوقوعها تحت سطوة إغواء المدينة الذي لم يقتصر على الجغرافيا أو الطبيعة وحسب، بل يتضمن عناصر السردية التاريخية المتتشابكة: المجتمع والثقافة والعلاقات، لا سيما بين الكتاب والفنانين الأجانب تحديداً، الذين وصلوا طنجة على غير ما اتفاق. تربط الكاتبة تجربتها في المكان بتجربة محمد شكري، إذ تتحدث عن علاقتها بطنجة، وعن زيارتها الأولى للمدينة في صيف 2006، مع صديقها الذي ستتزوج منه لاحقاً، وهو نصف مغربي، وقد نزلا في أحد الفنادق التقليدية البسيطة في المدينة، وهو فندق المنيرية، الذي ينماز ببصمته الثقافية، إذ كتب فيه ويليام بوروز (غداءً عارياً)، وهي رواية سير ذاتية عن حياته، ويركز فيها على إدمانه المخدرات، فتقول: "هناك على الشرفة ذات البلاط الأحمر دخنا الحشيش، وحيث يمكن في مثل ذلك اليوم الصافي في شمال المغرب رؤية إسبانيا على الطرف الآخر عبر مضيق جبل طارق". تمنحنا ليندسي، بهذه التفاصيل المؤثرة، شكلاً لفضاء المدينة، وذلك بعد ثلاثة أعوام من رحيل كاتبها الأشهر، وتصف حال هذا الفضاء لتزيل هذه الغلالة الرومانسية، التي تكونت من قبل، وعلى مدى نصف قرن، بقولها: (السحر المنهار).

تقدم ليندسي (طنجة الدولية)، التي يتسق تاريخها مع تاريخ كاتبتها، بعيداً من تاريخ الاستعمارات الأقدم، التي تعود إلى القرن الـ15. اكتسبت المدينة هذه السمة السياسية منذ عام 1923، إذ أصبحت منطقة دولية تديرها القوى الاستعمارية وأصبحت وجهة لكثير من الدبلوماسيين والجواسيس والبوهيميين والكتاب ورجال الأعمال الأوروبيين والأميركيين. احتلتها إسبانيا خلال الحرب العالمية الثانية من 1940 إلى 1945 ثم أعلنت منطقة دولية، كما كان وضعها قبل الحرب، وانتهت هذه الحال مع استقلال المغرب، الذي حدث على مراحل بين عامي 1956 و1960. تتجول ليندسي مع حبيبها في معالم المدينة مثل ساحة (غراند سوكو)، و(سينما الريف)، وبالطبع ستتناول الشاي في مقهى الحافة، الذي كان يرتاده شكري، والمطل على البحر وميناء اليخوت من جهة، والذي يمكن أن يدخل الزائر إليه من "سوق الداخل" من الجهة الأخرى، بعدما يتجول في الأسواق القديمة، ويمر بالحوانيت الصغيرة ومحترفات المهن اليدوية.

تلتقي الكاتبة هناك بشخصيات ذات علاقة بالوسط الثقافي من محررين وفنانين، ليظهر من بين الأزقة أحد الذين يستدرجهم الحنين، وهو رجل عجوز يصيح بالفرنسية: "طنجة الحقيقية لم تعد موجودة"، لتكون هذه العبارة المفتاح الذي ندخل بوساطته إلى الوجه الذي عراه شكري في رواياته، وجه ما بعد الاستشراق، أو ما بعد الاستعمار، إذ واجه الكاتب تلك الرؤية الاستشراقية النمطية برؤية واقعية نابعة من تجربة شخصية وعيش يومي، لا من مغامرة إكزوتيكية: "شكري أحب طنجة، لكنه رفض إضفاء طابع رومانسي عليها. تعد كتاباته تصحيحاً قوياً لفكرة المدينة بوصفها ملعباً بوهيمياً ساحراً"، وهي تصفه بأنه أحد مؤرخي المدينة العظام، الذي يرى في النوستالجيا تجاه صورة غير واقعية أو حقيقية، قمة العبث كما صرح مرة.

جنة ضريبية وجنة اجتماعية

تشرح ليندسي حال المدينة في ظل استعمار القرن الـ20، مشيرة إلى الوجود التشاركي للفرنسيين والإسبان والأميركان، من غير وجود قبضة سياسية مسيطرة، مما أدى إلى التنوع البشري العجيب في طنجة، الذي صيرها جنة ضريبية، وجنة للممارسات الاجتماعية المتحررة من كل قيد: "أدى هذا الترتيب الغامض إلى خلق مكان عالمي خارج عن القانون، يجذب الجواسيس والمهربين ومبيضي الأموال وأصحاب الملايين والمحتالين والفناني والبوهيميين والقوميين، والمحرضين المغاربة. وقد اشتهرت أعرافها الاجتماعية بأنها متساهلة مثل لوائحها المصرفية". يمكن بذلك فهم استقطاب طنجة كثيراً من الموسيقيين والفنانين والكتاب الغربيين، الذين أسهم وجودهم أيضاً، في تعزيز أسطورتها. فمنذ الثلاثينيات زارها أو أقام فيها الفنانون السود الأميركيون هاربين من العنصرية الأميركية، ومن الامتثال، أو رهاب المثلية أو مكافحة الشيوعية، حيث أمكنهم العيش بثمن بخس، والحصول بيسر على المخدرات والجنس، والشركاء الحقيقيين، وبلا وصمة. أقام فيها كل من جوزفين بيكر، وكلود مكاي، وظهرت فيها نوادي الموسيقى، وأشهرها "إيقاعات أفريقية" لموسيقى الجاز، الذي أسسه راندي ويستون. زارتها سوزان سونتاج منذ الخمسينيات، وأقام فيها كتاب جيل الـBeat المتحررين، بوصفها أحد فضاءات الحرية الجنسية والمتعة، وعاش فيها جان جينيه، ودُفن في مدينة العرائش القريبة.

من المجاعة إلى الانتهاك الجسدي

جاء شكري إلى المدينة من منطقة الريف في شمال المغرب، هرباً من المجاعة، في رحلة عبر فيها وهران إلى تطوان. في سنته الثانية عشرة هرب من المنزل، وعاش في العراء، وانتهك جسده، وسرق كرد فعل على ما سرق منه، كما تشير ليندسي. كان طفلاً فقيراً، وأمياً، وكان يبصبص على ابنة الجيران، وهي تستحم، ويستسلم لحالات الشبق المتطرف، التي تقوده إلى الممارسات التي يعرفها عنه قراء (الخبز الحافي).

عمل في طنجة في أعمال قذرة، وكان يبيع جسده، ويأكل النفايات، ويعاشر العاهرات، وقد عاشر رجلاً إسبانياً شاذاً، وبحث بين هؤلاء جميعاً عن أمان مستحيل، لذا كان لا بد من أن يدخل السجن، ليكون نقطة التحول في حياته، في عام 1951. تعرف في سجنه إلى أبيات أبي القاسم الشابي المكتوبة على جدران الزنزانة، والتي قادته بعد خروجه ليتعلم القراءة والكتابة في سن الـ20:

"إذا الشعب يوماً أراد الحياة  / فلا بد أن يستجيب القدر". وتشير ليندسي إلى أنها الشعار ذاته الذي رددته ثورات الربيع العربي، التي عاصرتها وتفاعلت معها.

 أدرك شكري من خلال حواراته مع (زيلاشي) الشخصية التي قابلها في السجن، الذي قرأ عليه تلك الأبيات أهمية التعليم، وحين حاول في مقهى الحي أن يتكلم في السياسة، أخرسه أحدهم وهو يعيره بأنه أمي، ولا يستطيع حتى كتابة اسمه، وهنا انتسب إلى حلقة تعليمية ستغير حياته، ليصير بعدها مدرساً، وليؤكد لنا أن التعليم سيظل محور التغيير الإيجابي في حياة الناس، وكانت رواية (الخبز الحافي) نتاج هذا الوعي كما تقول الكاتبة، وقد كتبها عام 1973.

رواية خالدة

يروي شكري كيف وُلدت فكرة كتابة (الخبز الحافي)، وذلك خلال لقاء في شقة الروائي الأميركي بول بولز الذي ارتبط اسمه هو الآخر بطنجة، مع الناشر بيتر أوين، حيث اقترح الأخير عليه كتابة سيرته الذاتية، مقابل المال. بدأ يكتب يومياً، ويتوجه مساءً إلى منزل بولز ليملي عليه الجُمل بالإسبانية، فيحولها الأخير فوراً إلى الإنجليزية. أما بولز، فقد ذكر أن شكري كان عليه أولاً تبسيط النص من العربية الفصيحة إلى الدارجة المغربية، ثم استعانا بالإسبانية والفرنسية لضبط المعنى الدقيق. كان شكري يجد في بول بولز صاحب الرواية الشهيرة "السماء الواقية" لعنة بقدر ما هو نعمة، وتنقل ليندسي استياءه ذلك: "يُكتب اسمه على أغلفة كتبي، تلك التي أمليتها عليه، بجانب اسمي، بحجم الحروف نفسه، كما لو كان المؤلف المشارك"! وصف شكري بولز أيضاً بأنه "ذكي وساخر وصريح"، لكنه في الوقت ذاته شكاك، وبخيل إلى درجة مرضية، ويمكن أن يكون غير نزيه ومتعجرفاً بصورة جارحة. وكتب: "إذا كان بولز يفضل أن يبقى المغرب كما عرفه في الثلاثينيات والأربعينيات، فذلك لأنه يحمل شيئاً من النزعة الاستعمارية."

ويتهم شكري بولز والناشرين الأجانب الذين عمل معهم بأنهم استغلوه، ووصفهم بمصاصي الدماء، ولم يمنحوه سوى دفعات مالية متواضعة، باستثناء ناشره الفرنسي ماسبيرو الذي يعترف له بالإنصاف.

صدرت طبعة فرنسية من "الخبز الحافي" عام 1980 بترجمة الطاهر بن جلون، وكانت من أكثر الكتب مبيعاً في فرنسا. وفي هذه الأثناء، صدرت النسخة العربية، وتحديداً عام 1982، وقد نشرها بنفسه، وحظرت في المغرب، وقُرئت في نسخ مهربة لا بسبب جرأتها، واقتحامها التابو، بل بسبب عملها على زعزعة النظام الأبوي، بمحاكمة العلاقة بين الأب والابن، وتلك التيمة هي التي جعلتها جاذبة للمستشرقين وللجمهور الغربي كما تقول ليندسي، كذلك ألهمت جيلاً من الكتاب، على رغم الدعاية المضادة لكاتبها من قبل النظام البطريركي، ووصفه بالسارق والداعر، فقد استمر حضور شكري، وظل صنواً للحرية.

 كانت كتابته مغايرة للسائد، إذ أنتج معظم الأدب العربي في ذلك الوقت كتاب الطبقة الوسطى، الذين اهتموا بالقضايا الكبرى آنئذ: الاستعمار والتحديث وتغيير الأعراف الاجتماعية، في حين كتب شكري عن طبقة دنيا عالقة في صراع قاسٍ من أجل الأمان والحرية، وتعيش شخصياته حياة قاسية ومحفوفة بالأخطار وبعيدة من التدين والبرجوازية، ومع ذلك تجد متعتها في ظل أسوأ الظروف. تتابع ليندسي في تشريح تجربة شكري الأخلاقية، والأيديولوجية، فتجد تشابك التاريخي مع السياسي في نصوصه، وفي يومياته أيضاً: "يُقرأ شكري غالباً من أجل (الخبز الحافي)، بوصفها رواية ما بعد استعمارية، حيث الشخصية المحلية تستعيد ملكية طنجة من التصورات الاستشراقية والاستعمارية. وهذا صحيح بالتأكيد، إلا أن كتابته تروم أبعد من ذلك، إذ تمثل تعرية للروايات القومية، والوطنية الرسمية".

حكايات طنجة

تتحدث ليندسي عن بناء القصة القصيرة لدى محمد شكري، في مجموعته (حكايات طنجة) التي قدمت وجه المدينة في مرحلة ما بعد الاستقلال 1953، إلى أعوام الرصاص حيث أحكمت القبضة الأمنية المغربية، وظهرت الدولة الوطنية ذات الهوية والسيادة، وتلاشت مظاهر الكوزموبوليتانية في طنجة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كُتبت قصص المجموعة بين أوائل الستينيات وثمانينيات القرن الـ20، وهي تعكس تجربة شكري في حانات المدينة وكباريهاتها ومقاهيها وبيوت الدعارة فيها، وتشير إلى أن النصوص متقطعة، وتُشبه مذكرات يومية أو حكايات مرتجلة أو كوابيس نصف منسية أو أحلاماً سريالية، وغالباً ما تكون القصص فاضحة ومزعجة، إذ لا تغيب عنها مشاهد العنف القبيح والبحث عن شركاء جنسيين. تتأرجح فيها العلاقات بين الرجال والنساء، بين الرغبة والنفور، والحنان والعنف، وغالباً ما يُذكر الاغتصاب بطريقة عادية ومباشرة: "يبدو أن شكري مصر على دفع القراء إلى مواجهة كل ما لا يرغبون برؤيته، فالناس يتقيؤون ويتبولون ويتغوطون وينزفون والحيوانات جريحة ومريضة". وتبقى التمايزات بين الأصلانيين والمستعمرين حاضرة، فالأطفال ينبشون الشواطئ حيث يستلقي الأجانب تحت الشمس.

تفضح قصص المجموعة، التي كتب مقدمتها المستعرب الشهير روجر آلن، القبح اليومي المخبأ خلف واجهات المدن السياحية، وتقود القارئ إلى قلب العتمة، بلا تزييف، ويمكن وصفهاعلى أنها صرخة من الهامش.لقد سرق الاستعمار طفولتي:

استُضيف شكري بعد نشر الترجمة الفرنسية من "الخبز الحافي"، في البرنامج الفرنسي الشهير، (Apostrophes) في فبراير (شباط) عام 1980، وظهر على الشاشة رجلاً نحيلاً، يدخن ولا يبتسم، وتكمن الكبرياء تحت بروده الظاهري. أبدى كل من المحاور برنار بيڤو والضيوف، وهم كُتاب فرنسيون كتبوا عن طفولتهم السعيدة، انبهارهم بمشاهد الجنس العنيفة في كتابات شكري، وتعبيره عن قسوة والده، فرد عليهم في إدانة واضحة، سيندى لها جبين كل كاتب أصيل: "لم أعش أياً من التجارب السعيدة التي مررتم أنتم بها. لقد سرق الاستعمار طفولتي."

يموت شكري في 2003 بسرطان الرئة التي لم يرحمها يوماً فلم ترحمه، ويشيعه كثر، وأولهم السلطة التي أنتجت عذابات الكاتب وكلماته، وذلك في حال من المفارقة الساخرة، مثلما يحدث مع كتاب كثر في بلادنا وغيرها من البلاد التي تشبهها.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة