ملخص
التوتر على أشده بين باكستان والهند، ويقول مسؤولون حكوميون ومتخصصون من الجانبين إنه مع ذلك فإن الهند لا تستطيع وقف تدفق المياه فوراً، إذ إن المعاهدة لا تسمح لها إلا ببناء محطات للطاقة الكهرومائية من دون بناء سدود تخزين كبيرة على الأنهار الثلاثة المخصصة لباكستان.
وسعت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى إعادة التفاوض على المعاهدة في الأعوام القليلة الماضية، وحاول الخصمان اللدودان تسوية بعض خلافاتهما في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي.
دعا الكرملين اليوم الإثنين الهند وباكستان إلى "تخفيف التوترات" الناجمة عن الهجوم الذي وقع في الشطر الهندي من كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصاً في 22 أبريل (نيسان).
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في مؤتمره الصحافي اليومي "نأمل في أن تتمكّن الأطراف من اتخاذ تدابير تساعد في تخفيف التوترات".
قالت شركتا "إير فرانس" و"لوفتهانزا" وغيرهما اليوم الإثنين إن الرحلات الجوية التابعة لها ستتجنب المجال الجوي الباكستاني، وسط استمرار التوتر بين الهند وباكستان إثر هجوم أسفر عن سقوط قتلى في كشمير الشهر الماضي.
واتخذت الهند مجموعة من التدابير مثل إغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الباكستانية، فيما حظرت باكستان شركات الطيران التي تملكها أو تشغلها جارتها وعلقت التجارة وأوقفت إصدار التأشيرات الخاصة للهنود، إلا أنها سمحت لشركات الطيران الدولية باستخدام مجالها الجوي.
وقالت مجموعة "لوفتهانزا" في بيان لـ"رويترز" إن خطوط الطيران التابعة لها "تواصل تجنب المجال الجوي الباكستاني حتى إشعار آخر"، وذلك على رغم أن ذلك سيؤدي إلى إطالة زمن الرحلات على بعض المسارات المتجهة إلى آسيا، مضيفة أنها تراقب التطورات.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن بعض رحلات الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الدولية السويسرية وطيران الإمارات تتجه شمالاً نحو دلهي لتجنب المجال الجوي الباكستاني.
ولم ترد الخطوط الجوية البريطانية وطيران الإمارات حتى الآن على طلبات للتعليق.
ووفقاً لبيانات موقع "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات فقد اضطرت الرحلة رقم "إل أتش 760" التابعة للوفتهانزا والمتجهة من فرانكفورت إلى نيودلهي أمس الأحد إلى زيادة بلغت ساعة تقريباً في مدتها بسبب تعديل مسارها.
وإلى جانب قطع مسافات أطول وارتفاع كلف الوقود على شركات الطيران، فمن المتوقع أن تؤدي هذه التعديلات إلى خفض أرباح باكستان من رسوم عبور الأجواء والتي يمكن أن تصل إلى مئات الدولارات للرحلة الواحدة بناء على وزن الطائرة والمسافة التي تقطعها.
تجربة إطلاق صاروخ
أعلن الجيش الباكستاني اليوم الإثنين إجراء تجربة إطلاق صاروخ هي الثانية خلال يومين، منذ تصاعد التوترات مع الهند على خلفية هجوم في كشمير. وقال الجيش في بيان "الإطلاق كان يهدف إلى ضمان الجاهزية العملياتية للقوات والتحقق من صحة المعايير الفنية الرئيسة، بما في ذلك نظام الملاحة المتقدم للصاروخ والدقة المحسنة"، مضيفاً أن الصاروخ أرض -أرض يبلغ مداه 120 كيلومتراً.
"بأيد قوية"
في الأثناء، أعلن رئيس الحكومة الباكستانية شهباز شريف أن بلاده مستعدة للدفاع عن أراضيها بعد إجراء الجيش تجربة صاروخية هي الثانية منذ تصاعد التوترات مع الهند. وقال شريف في بيان "التدريب الناجح على إطلاق الصاروخ يظهر بوضوح أن الدفاع الباكستاني في أيد قوية"، مضيفاً أنه راضٍ عن "الجاهزية التامة للجيش للدفاع الوطني".
وزير الخارجية الإيراني يزور الهند
في التحركات، يتوجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الهند، الخميس، بعد أيام من زيارته باكستان وعقد محادثات مع مسؤولين كبار، وفق ما ذاكرت السفارة الإيرانية في العاصمة نيودلهي.
وعرضت إيران التوسط بين الهند وباكستان في وقت يتعاظم التوتر بين الجارتين عقب هجوم شهده الشطر الهندي من إقليم كشمير الشهر الفائت.
مشروعان للطاقة الكهرومائية بعد تعليق معاهدة مع باكستان
وسط هذه الأجواء، قالت مصادر مطلعة إن الهند بدأت العمل على تعزيز القدرة الاستيعابية للخزانات في مشروعين لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا، بعدما أدت موجة جديدة من التوتر مع باكستان إلى تعليق معاهدة لتقاسم المياه.
وكانت نيودلهي قد علقت، الشهر الماضي، العمل بمعاهدة مياه نهر السند الصامدة منذ عام 1960 بين الخصمين المسلحين نووياً، التي تضمن إمداد 80 في المئة من الحقول الباكستانية بالمياه. وجاء التعليق بعد هجوم في كشمير أسفر عن مقتل 26 شخصاً، وحددت الهند هوية اثنين من المهاجمين الثلاثة على أنهما من باكستان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهددت إسلام آباد باتخاذ إجراء قانوني دولي بسبب تعليق العمل بالمعاهدة ونفت أي ضلوع لها في الهجوم، محذرة من أن "أي محاولة لوقف أو تحويل تدفق المياه المخصصة لباكستان، ستعتبر عملاً من أعمال الحرب". وقالت المصادر إن عملية "تنظيف للخزانات" لإزالة الرواسب بدأت الخميس، وتنفذها أكبر شركة هندية للطاقة الكهرومائية، وهي شركة "أن أتش بي سي المحدودة" التي تديرها الدولة، بالتعاون مع السلطات في ولاية جامو وكشمير الاتحادية.
ومن المحتمل ألا يشكل العمل تهديداً فورياً للإمدادات إلى باكستان، التي تعتمد على الأنهار المتدفقة عبر الهند في كثير من أعمال الري وتوليد الطاقة الكهرومائية، ولكن قد تتأثر الإمدادات في نهاية المطاف إذا اتخذت إجراءات مماثلة في مشروعات أخرى، وهناك أكثر من خمسة مشروعات من هذا النوع في المنطقة.
وأضافت المصادر أن الهند لم تبلغ باكستان في شأن العمل في المشروعين، إذ إن المعاهدة تمنع مثل هذه الأعمال.
إعادة التفاوض
ويقول مسؤولون حكوميون ومتخصصون من الجانبين إنه مع ذلك فإن الهند لا تستطيع وقف تدفق المياه فوراً، إذ إن المعاهدة لا تسمح لها إلا ببناء محطات للطاقة الكهرومائية من دون بناء سدود تخزين كبيرة على الأنهار الثلاثة المخصصة لباكستان.
وسعت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى إعادة التفاوض على المعاهدة في الأعوام القليلة الماضية، وحاول الخصمان اللدودان تسوية بعض خلافاتهما في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي.