Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبادل الأسرى قائم غدا على رغم تراشق الاتهامات بين نتنياهو و"حماس"

الحركة ستنظر في احتمال حدوث خطأ في تحديد هوية أشلاء رهينة ورئيس الوزراء الإسرائيلي يتوعدها بدفع الثمن

ملخص

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كانا محتجزين رهينتين لدى "حماس" في قطاع غزة وتسلمت تل أبيب جثتيهما الخميس، قتلا في نوفمبر 2023 بأيدي خاطفيهما وليس بقصف إسرائيلي، خلافاً لما تقول الحركة الفلسطينية.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، إن إسرائيل ستجعل حركة "حماس" تدفع ثمن عدم تسليم جثمان الرهينة شيري بيباس كما هو متفق عليه، فيما رفضت الحركة تهديداته قائلة إنها ستنظر في احتمال حدوث خطأ في تحديد هوية أشلاء الرهينة.

وفي بيان مصور، قال نتنياهو "سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق".

واتهم نتنياهو "حماس" بالتصرف "بطريقة خبيثة بشكل لا يوصف" من خلال وضع جثة امرأة من غزة في النعش بدلاً من شيري بيباس، التي اختطفت مع ابنيها وزوجها ياردن خلال هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وجاء البيان بعدما قال متخصصون إسرائيليون إن إحدى الجثث الأربع التي سلمتها الحركة، الخميس، هي لامرأة مجهولة الهوية وليست لشيري بيباس.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي دول العالم إلى إدانة "القتل المروع" للطفلين بيباس اللذين سلمت "حماس" جثمانيهما، وقال في بيان نشره بالإنجليزية، إن "العالم المتحضر برمته يجب أن يدين عمليات القتل المروعة هذه"، وأضاف "من يخطف صبياً صغيراً وطفلاً... ويقتلهما؟ متوحش"، مؤكداً "أتعهد بأنني لن أستكين إلى أن يتم سوق المتوحشين الذين أعدموا رهائننا أمام القضاء".

"حماس": أشلاء بيباس اختلطت مع أشلاء أخرى

وفي ردها، أوضحت "حماس" أن أشلاء الرهينة الإسرائيلية بيباس اختلطت على ما يبدو مع أشلاء بشرية أخرى بين الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية على الموقع الذي كانت محتجزة فيه، مضيفة أنها ستتحقق من هذه الادعاءات.

وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" باسم نعيم إن "الأخطاء المؤسفة" يمكن أن تحدث، خصوصاً أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تداخل جثث رهائن إسرائيليين بفلسطينيين لا يزال الآلاف منهم تحت الأنقاض، وأضاف في بيان "نؤكد أنه ليس من قيمنا أو من مصلحتنا الاحتفاظ بأي جثث أو عدم التزام العهود والاتفاقات التي نوقعها".

واستغربت الحركة في بيان "الضجة التي يثيرها الاحتلال في أعقاب ادعائه بأن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق" مع فحص الحمض النووي، ورفضت "التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو في إطار محاولاته لتجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني".

وقالت إنها ستفحص الادعاءات الإسرائيلية وستعلن النتائج، وذكرت في بيان "نشير إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجاً عن استهداف الاحتلال وقصفه المكان الذي كانت توجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين"، وأضافت "تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح".

كذلك دعت "حماس" إلى "إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود إلى فلسطينية قتلت أثناء القصف"، وشددت على "جديتنا والتزامنا الكامل جميع التزاماتنا... فلا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا".

وقال إسماعيل الثوابتة المسؤول في الحركة إن جثة بيباس "تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت على ما يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد. نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها بوحشية مروعة".

الصليب الأحمر "قلق"

وسط هذه الأجواء، قال الصليب الأحمر إنه "قلق وغير راض" عن تسليم "حماس" جثث رهائن بعدما قال الجيش الإسرائيلي إن جثة تم تسليمها، أمس، ليست لشيري بيباس. وأضاف في بيان "اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تشارك في تفقد أو فحص أو الكشف على المتوفين، إنها مسؤولية طرفي الصراع"، كما عبر عن قلقه من أن عمليات تحرير الرهائن لم تتم بخصوصية أو طريقة كريمة.

عملية تبادل جديدة

ويأتي ذلك فيما يستعد الطرفان لعملية تبادل جديدة غداً السبت، وأكدت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الجمعة، أنها ستفرج غداً عن ست رهائن إسرائيليين من قطاع غزة، في إطار اتفاق الهدنة مع تل أبيب.

وأورد بيان للمتحدث باسم "القسام" أبو عبيدة، أسماء ست رهائن، مؤكداً "الإفراج (عنهم) غداً السبت"، وتتطابق الأسماء مع تلك التي نشرها منتدى عائلات الرهائن هذا الأسبوع.

في المقابل، تعتزم إسرائيل الإفراج غداً عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.

وقالت المتحدثة باسم النادي أماني سراحنة إن 445 من المعتقلين هم من قطاع غزة وأوقفوا بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، و60 يقضون أحكام سجن طويلة، و50 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و47 من الذين أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل أجريت عام 2011.

وقف إطلاق النار

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة "حماس" لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في غزة، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر الجيش أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري، وأضاف أن الجثة لا تخص أية رهينة آخر ولا تزال مجهولة.

 

 

وقال الجيش في بيان "هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب منظمة (حماس) الإرهابية التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد أربعة رهائن متوفين"، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

وأضاف أن الطفلين أرييل وكفير بيباس قتلا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بأيدي خاطفيهما وليس بقصف إسرائيلي، خلافاً لما تقول الحركة الفلسطينية، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "أرييل وكفير بيباس قتلا بوحشية في الأسر في نوفمبر 2023 على أيدي إرهابيين فلسطينيين".

وقالت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس في بيان إنه تم التعرف رسمياً على جثته، التي جرى تسليمها يوم الخميس أيضاً.

وسلم مسلحون فلسطينيون أربعة توابيت سوداء في عرض عام بحضور عشرات من مسلحي "حماس" وحشود من الفلسطينيين الذين تجمعوا للمشاهدة، في مشهد ندد به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

واصطف إسرائيليون على طول الطريق تحت المطر بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في أثناء مرور السيارات التي أقلت التوابيت.

وقالت امرأة ذكرت أن اسمها إفرات "نقف هنا معاً بقلوب مفطورة، والسماء تبكي معنا أيضاً، ونصلي من أجل أيام أفضل". واحتشد أشخاص، كان بعضهم يبكي، فيما أصبح يعرف بساحة الرهائن في تل أبيب أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.

 

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "حزن وألم، تعجز الكلمات. قلوبنا.. قلوب أمة بأسرها، ممزقة".

وتعهد نتنياهو بالقضاء على "حماس" في خطاب مسجل نشر بعد تسليم توابيت الرهائن، قائلاً إن "التوابيت الأربعة" تلزم إسرائيل "أكثر من أي وقت مضى" بضمان عدم تكرر هجوم السابع من أكتوبر، وقال "تصرخ دماء أحبائنا علينا من الأرض وتلزمنا بتصفية الحسابات مع القتلة وسنفعل ذلك".

ودأب المسؤولون الإسرائيليون على تأكيد أن إسرائيل ستقضي على "حماس" خلال الصراع المستمر منذ 16 شهراً، وأنها ستعيد نحو 250 رهينة احتجزوا خلال الهجوم الذي قادته الحركة على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.

"استعراض النعوش"

ووقف أحد المسلحين بجوار ملصق لرجل يرتدي الكوفية الفلسطينية، ويقف أمام توابيت ملفوفة بالأعلام الإسرائيلية وكتب على الملصق "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت".

وسلمت "حماس" الجثث وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، بدعم من الولايات المتحدة ووساطة قطر ومصر.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش يندد "باستعراض نعوش الرهائن المتوفين بالطريقة التي شوهدت هذا الصباح، هذا أمر بغيض ومروع".

وأضاف أن القانون الدولي يتطلب تسليم الرفات بطريقة تضمن "احترام كرامة المتوفين وعائلاتهم".

 

"رمز"

كان كفير بيباس يبلغ من العمر تسعة أشهر عند احتجاز عائلته بما في ذلك والده ياردن من تجمع (نير عوز) السكني، وهو أحد التجمعات السكنية القريبة من قطاع غزة التي اجتاح إليها مهاجمون بقيادة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.

وأعلنت "حماس" في نوفمبر 2023 أن الطفلين وأمهما قتلوا في غارة جوية إسرائيلية، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد مطلقاً وفاتهم.

وقال يفتاح كوهين، أحد سكان نير عوز الذي فقد ربع سكانه إما بالقتل أو بالخطف خلال الهجوم، "لقد أصبحت شيري والطفلان رمزاً". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفرج عن ياردن بيباس في عملية تبادل سابقة هذا الشهر، وكان بعض الإسرائيليين الذين قتلوا في السابع من أكتوبر من نشطاء السلام المعروفين.

وكان ليفشيتس في الـ83 من عمره عندما اختطف من كيبوتس نير عوز الذي أسهم في تأسيسه، واحتجزت زوجته معه رهينة في ذلك الوقت، وهي تبلغ من العمر 85 سنة، لكن أفرج عنها بعد أسبوعين مع مسنة أخرى.

وكان ليفشيتس صحافياً سابقاً، وفي مقالة للرأي نشرته صحيفة "هآرتس" ذات الميول اليسارية في يناير (كانون الثاني) 2019 شكك في قدرات نتنياهو على حفظ الأمن وساق عدداً من إخفاقاته.

رهائن أحياء

عملية التسليم هي الأولى التي يتم فيها إعادة جثث قتلى ضمن الاتفاق الحالي، وقال الجيش إن طفلي بيباس قتلا في نوفمبر 2023 على يد "إرهابيين"، وقال مكتب رئيس الوزراء إن ليفشيتس قتل خلال احتجازه لدى حركة "الجهاد الإسلامي".

وقال خين كوجل رئيس المركز الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي في بيان بثه التلفزيون، في وقت لاحق إن ليفشيتس قتل منذ أكثر من عام.

وشنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة بعد الهجوم الذي قادته "حماس"، وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن هذا الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 واقتياد 251 رهينة إلى غزة، وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل نحو 48 ألفاً وتسببت في دمار لغالب قطاع غزة المكتظ بالسكان.

وسيعقب تسليم الجثث عودة ست رهائن أحياء يوم السبت، في مقابل الإفراج عن مئات من الفلسطينيين الذين من المتوقع أن يكون من بينهم نساء وقصر اعتقلتهم القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال الحرب.

ومن المفترض أن تبدأ في الأيام المقبلة المفاوضات في شأن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المتوقع أن تشمل إعادة نحو 60 رهينة متبقياً يعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، فضلاً عن انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة للسماح بانتهاء الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار