ملخص
يفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
قال مسؤول أمني إسرائيلي اليوم الإثنين إن إسرائيل تستعد لاستلام جثث أربع رهائن من غزة الخميس المقبل وإنها تعمل على إعادة ست رهائن أحياء السبت الماضي.
وفي حال إتمام ذلك، فلن يبقى في غزة سوى أربع رهائن يفترض أنهم ماتوا من بين 33 رهينة من المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يناير (كانون الثاني) الماضي.
نتنياهو ملتزم خطة ترمب
من جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين أنه يتعين عليه أن يلتزم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لما بعد الحرب في قطاع غزة، التي تدعو إلى تهجير سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقال نتنياهو في بيان "كما تعهدت بأنه بعد الحرب في غزة لن تكون هناك لا ’حماس‘ ولا السلطة الفلسطينية، يتعين عليَّ أن التزم خطة الرئيس الأميركي ترمب لإنشاء غزة أخرى".
وكان نتنياهو قال أمس الأحد إنه يجب منح سكان غزة خيار مغادرة القطاع إذا أرادوا.
وفي كلمة أمام منظمات يهودية أميركية تجمعت في القدس، أشاد نتنياهو مجدداً بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة. وأضاف "أعطوهم الخيار. ليس إخلاء قسرياً. وليس تطهيراً عرقياً".
ولاقت دعوة ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة لدول منها مصر والأردن استنكاراً واسع النطاق واعتبرها منتقدون بأنها تصل إلى حد "التطهير العرقي".
وقال ترمب إنه يريد أن تتملك الولايات المتحدة قطاع غزة وتعيد بناءه ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". والتقى وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو مع نتنياهو في إسرائيل في وقت سابق الأحد.
مجلس الوزراء الأمني يبحث الهدنة
أعلنت إسرائيل الأحد عن عقد اجتماع لمجلسها الوزاري الأمني المصغر اليوم الإثنين وإرسال مفاوضين إلى القاهرة لإجراء نقاشات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد محادثات أجراها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في القدس.
وأظهر روبيو جبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد "أعدائهما المشتركين"، وهدد الأخير بـ"فتح أبواب الجحيم" على "حماس" و"إنهاء المهمة" بشأن إيران الداعمة للحركة الفلسطينية.
وغداة عملية التبادل السادسة لرهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو سيعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني الإثنين لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق. كما أعلن أنه سيرسل مفاوضين إلى القاهرة لمناقشة "الاستمرار في تنفيذ" المرحلة الأولى منه.
وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير (كانون الثاني) بعد حرب مدمرة استمرت 15 شهراً في قطاع غزة، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة "حماس" على أراضي إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وفي تكرار لتصريحات كان أدلى بها الرئيس الأميركي، أكد نتنياهو بعد اجتماعه مع روبيو أن إسرائيل ستفتح "أبواب الجحيم" في غزة "إذا لم يتم تحرير جميع رهائننا".
كادت الهدنة أن تنهار قبل أيام قليلة بعد أن هددت "حماس" بتعليق إطلاق سراح الأسرى وتلويح إسرائيل باستئناف الحرب، وسط تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الاتفاق. لكن بعد جهود بذلها الوسطاء القطريون والمصريون، أطلقت "حماس" السبت سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وأفرجت إسرائيل عن 369 معتقلاً فلسطينياً.
ومن بين 251 شخصاً خطفوا خلال هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر، ما زال 70 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حتفهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، ندد وزير الخارجية الأميركي بـ"انحطاط" حركة "حماس" التي تحتجز جثث رهائن في قطاع غزة، وفق تعبيره. وأضاف روبيو الذي يقوم بأول جولة له في الشرق الأوسط، أن "حماس" "تلعب بالنار" بعدم الإفراج عن جميع الرهائن.
منذ بدء المرحلة الأولى من الهدنة التي يفترض أن تنتهي في الأول من مارس (آذار)، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيلياً و1134 معتقلاً فلسطينياً. ووفق الاتفاق، يتم خلال هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل.
كما يجب على إسرائيل التي تفرض حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ بدء الحرب، أن تسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية خلال المرحلة نفسها، وفق بنود الاتفاق.
ويفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
لكن في مؤشر إلى هشاشة الهدنة، اتهمت "حماس" إسرائيل الأحد بارتكاب "انتهاك خطير" بعد غارة أدت إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مسلحين".
وتتهم الحركة الفلسطينية إسرائيل أيضاً بمنع إدخال المنازل المتنقلة ومعدات إزالة الأنقاض إلى قطاع غزة المدمر. وأكد روبيو أنه يجب "القضاء" على حركة "حماس"، وهو ما يتوافق مع الأهداف التي وضعها نتنياهو في بداية الحرب التي شنها على قطاع غزة.
إسرائيل تتسلم شحنة قنابل ثقيلة
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأحد إن إسرائيل تلقت شحنة من قنابل "إم كيه-84" الثقيلة من الولايات المتحدة، بعد أن رفع الرئيس الأميركي حظراً فرضته إدارة سلفه جو بايدن على تصدير الذخائر.
وقال ترمب للصحافيين الأحد إنه رفع الحظر الذي فرضه بايدن على تصدير القنابل إلى إسرائيل على رغم اتفاق وقف إطلاق النار لأنه يؤمن "بالسلام من خلال القوة".
وأضاف بعد عودته إلى وست بالم بيتش بولاية فلوريدا بعد زيارة قصيرة إلى دايتونا بيتش "لقد تعاقدوا على الأسلحة منذ فترة طويلة مع إدارة بايدن، وبعد ذلك رفض بايدن تسليم الأسلحة. لكنني أنظر إلى الأمر بشكل مختلف. أقول "السلام من خلال القوة".
و"أم كيه-84" هي قنبلة غير موجهة تزن 2000 رطل ويمكنها اختراق الخرسانة السميكة والمعادن، مما يسبب دائرة انفجار واسعة.
ورفضت إدارة بايدن السماح بتصديرها إلى إسرائيل خوفاً من تأثيرها في المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
وأرسلت إدارة بايدن آلاف القنابل التي تزن 2000 رطل إلى إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، لكنها أوقفت لاحقاً إحدى الشحنات. ورفع ترمب الحظر الشهر الماضي.