ملخص
تقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن العديد من التفاصيل التي وصفها الرهائن المفرج عنهم مؤخراً ليست جديدة على الإسرائيليين، الذين سمعوا شهادات سابقة من الرهائن المفرج عنهم ممن احتجزوا معهم.
روى عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين أطلقت حركة حماس سراحهم مؤخراً في إطار صفقة وقف إطلاق النار، ما واجهه ذووهم من تعذيب نفسي وجسدي على يد عناصر الحركة في غزة، بما في ذلك تعرضهم للضرب والتقييد بالسلاسل والحرق والاستجواب العنيف.
وتناولت وسائل إعلام أميركية خلال الأيام الماضية، ما وصفته علامات سوء التغذية الشديد التي ظهرت على بعض الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم مؤخراً باعتباره الدليل الأكثر وضوحاً على تعرضهم للتعذيب. وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن الرهائن الإسرائيليين الذين أطلق سراحهم في الأسابيع الأخيرة بعد احتجازهم في أنفاق ومنازل في غزة لأكثر من عام، أبلغوا أسرهم تعرضهم للتعذيب.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن الرهائن ذكروا أن خاطفيهم تفاخروا بأن إسرائيل لم تعد موجودة وسخروا منهم بشأن مصير أفراد أسرهم الذين قُتلوا أو اختطفوا أثناء الهجوم الذي قادته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. واستمرت المعاناة النفسية حتى اللحظات الأخيرة قبل إطلاق سراحهم، حيث أجبرت عناصر "حماس" الرهائن على مدح آسريهم في زنزاناتهم ثم الابتسام للكاميرات خلال احتفالات تم ترتيبها قبيل عودتهم إلى إسرائيل.
ووفق لي سيغل، شقيق كيث سيغل، وهو رهينة أميركي - إسرائيلي يبلغ من العمر 65 عاماً تم إطلاق سراحه في وقت سابق من الشهر الجاري: "كانت حركة حماس تحاول أمامنا إظهار أنها تسيطر على ما الأمور كافة". وعند إطلاق سراحه، أعطت عناصر حماس "حقيبتين هدايا" لسيغل، واحدة له وأخرى بها شوكولاتة وعطر و"شهادة أسر" لأفيفا، زوجته، التي تم أسرها معه من منزلهما في جنوب إسرائيل بينما تم إطلاق سراحها خلال صفقة الرهائن الأولى، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وخلال الأيام الـ 51 الأولى، بينما كان محتجزاً إلى جانب أفيفا، سعى كيث إلى إخفاء جنسيته الأميركية، على أمل ألا يتم إطلاق سراحه أولاً، كما روى شقيقه "لي" في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست. بعد إطلاق سراح أفيفا، احتفظ كيث بمذكرات ذهنية دقيقة، مسجلاً في ذاكرته أيام الأسر والتواريخ والأحداث المرعبة التي وقعت، وأنه في اليوم 205 من أسره سمع حديث لابنته في الردايو وعلم أنه كان قد تم إنقاذ ابنه بعد هجوم على منزله في مستوطنة كفر عزة. ويتذكر كيث أنه كان يرتدي جلباباً وتم نقله 33 مرة بين الأنفاق والمباني المظلمة، فيما حراسه من حماس يشيرون إلى الأنقاض ويقولون له "هذا ما تفعله حكومتك بنا. شعبك لا يريد عودتك. إنهم يواصلون القصف".
ووفق أخيه، فإن كيث أمضى ستة أشهر من أصل 16 شهراً، بما في ذلك آخر شهرين بمفرده مع خاطفيه. وخلال هذه الفترة، كان يهمس بمحادثات متخيلة مع زوجته وعائلته. وعندما كان الحديث ممنوعاً، كان يتخيلها في رأسه. وحتى عندما كان فوق الأرض، لم يكن كيث يرى النور، فقد تم تعتيم نوافذ غرفة كيث الصغيرة لتجنب الكشف عن موقعه للقوات الإسرائيلية أو السكان في غزة. ومن بين مخابئ كيث كان هناك منزل عائلي، حيث تم حبسه في غرفة بجوار عائلة لديها أطفال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وروت عوفري بيباس، شقيقة ياردين بيباس، الرهينة الإسرائيلي البالغ من العمر 35 عاماً والذي تم إطلاق سراحه الأسبوع الماضي، كيف تعرض شقيقها لعنف نفسي عندما أبلغه خاطفوه في البداية أن زوجته وطفليه على قد الحياة، ثم أوهموه في يناير (كانون الثاني) 2024، أنهم قتلوا جميعاً في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة. وقام أحد المسلحين بتصوير فيديو، حيث أجبروا ياردين على مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إعادة جثثهم إلى إسرائيل.
وقامت عناصر حماس بأسر ياردين منفصلاً عن زوجته شيري، التي صورها مسلحون من "حماس" وهي تمسك بابنيهما، أرييل الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 4 أعوام، وكفير الذي كان يبلغ من العمر 9 أشهر آنذاك. والجمعة الماضية، ناشد ياردين حكومة بلاده لاستعادة عائلته من غزة.
وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن العديد من التفاصيل التي وصفها الرهائن المفرج عنهم مؤخراً ليست جديدة على الإسرائيليين، الذين سمعوا شهادات سابقة من الرهائن المفرج عنهم الذين احتجزوا معهم. فأدينا موشيه، 72 عاماً، التي أفرج عنها في الصفقة الأولى، تحدثت عن احتجاز الرهائن بيباس وعوفر كالديرون في "أقفاص". ووصفت أفيفا سيغل، زوجة كيث، مراراً وتكراراً أهوال وأساليب الإذلال التي مارستها حماس. وقالت عائلات أور ليفي وأوهاد بن عامي، وهما اثنان من الرهائن الثلاثة الذين كان يبدو على أجسامهم الهزل أثناء الإفراج عنهم السبت الماضي، إنهما يتذكران إطعامهما خبزا واحداً فاسداً فقط على أيام متباعدة وخنقهما وتكميمهما وتعليقهما من أرجلهما، وفقا لهيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان".
وقال والدا هيرش غولدبرج بولين، وهو رهينة أميركي إسرائيلي قُتل في أواخر أغسطس (آب) الماضي، في مقطع فيديو على إنستغرام، إن الروايات المروعة التي قدمها الرهائن العائدون "ضربة قوية لنا جميعاً ونحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد"، وناشد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "التفكير بشكل أكبر وأسرع" لإعادة الرهائن الـ 76 الآخرين إلى ديارهم.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن طاقم إعادة تأهيل الرهائن الطبي في إسرائيل كان على أهبة الاستعداد لأكثر من عام وقد وضعوا بروتوكولاً معقداً لاستقبال المفرج عنهم. ونقلت عن هاغاي ليفين، الذي يقود الفريق الطبي لمنتدى عائلات الرهائن، قوله إن الرهائن يعانون الهزلوالجفاف وإصابات تتعلق بعدم التعرض لأشعة الشمس أو فترات طويلة من العزلة، ويحتاج البعض إلى معالجة الجروح التي أصيبوا بها في 7 أكتوبر أو في الأسر.