ملخص
كانت "حماس" هددت في وقت سابق بعدم إطلاق سراح مزيد من الرهائن بعدما اتهمت إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت إن الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه إسرائيل في شأن ما ستفعله بحلول الساعة الـ12 ظهر اليوم بتوقيت واشنطن، وهو الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الرهائن في قطاع غزة.
واعتبر ترمب أن ما فعلته حركة "حماس" اليوم بإفراجها عن ثلاث رهائن إسرائيليين، بينهم مواطن أميركي، يختلف عن بيانها الأسبوع الماضي بأنها لن تطلق سراح أي رهائن.
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي عقب إتمام الدفعة السادسة من تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" اليوم، التي شملت تحرير ثلاث رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن 369 معتقلاً فلسطينياً.
وحذرت مجموعة إسرائيلية تقود حملة من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، من إفشال الهدنة الحالية، مؤكدةً على ضرورة عدم ضياع الزخم المكتسب في الأسابيع الأخيرة، وقال "منتدى عائلات الرهائن" في بيان، "لا يمكننا السماح بانهيار هذا الاتفاق، يجب أن نستمر في استخدام هذا الزخم للتوصل إلى اتفاق سريع ومسؤول للجميع!".
في الأثناء، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الجيش يبذل "جهوداً كبيرة" لاستكمال الإفراج عن الرهائن في ما "يعد خططاً هجومية".
الإفراج عن 369 معتقلاً فلسطينياً
وصل مئات المعتقلين الفلسطينيين اليوم إلى رام الله بالضفة الغربية وقطاع غزة بعدما أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية ضمن عملية التبادل.
وأكد قيادي في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "333 من أسرانا الأحرار وصلوا إلى خان يونس" في جنوب قطاع غزة حيث كان في استقبالهم المئات من أفراد عائلاتهم وأقاربهم، وأشار القيادي إلى أن غالبية المفرج عنهم "ممن اعتقلهم الاحتلال بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إضافة إلى أسرى أبعدهم الاحتلال" إلى قطاع غزة.
وأطلقت العديد من النساء الزغاريد، فيما ردد المستقبلون الذين رفع بعضهم أعلاماً فلسطينية، هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا أسير".
وقالت إدارة السجون الإسرائيلية إنها أفرجت عن 369 فلسطينياً من سجن عوفر القريب من رام الله وسجن كتسيعوت القريب من غزة بعد نقلهم من عدة سجون إسرائيلية.
ونُقل الفلسطينيون المفرج عنهم الذين وصلوا عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي إلى المستشفى "الأوروبي" في خان يونس لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
بالتزامن، وصلت حافلة تقل مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل اليوم إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، حيث كان حشد كبير في استقبالهم.
وعانق المعتقلون الذين كانوا يلفون الكوفية على أعناقهم أهاليهم وأقاربهم وحملوا على الأكتاف قبل أن يتوجهوا للخضوع لفحص صحي سريع.
والقسم الأكبر من المعتقلين الفلسطينيين يخرجون من سجن النقب فيما خرجت حافلة تقل معتقلين فلسطينيين من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أربعة من الفلسطينيين المفرج عنهم نقلوا إلى المستشفى لدى وصولهم إلى رام الله.
وعند وصولهم إلى رام الله، ارتدى السجناء سترات بدلاً من إظهار ملابس السجن علناً، ففي وقت سابق اليوم، أظهرت صور بثها التلفزيون العام الإسرائيلي صوراً لسجناء فلسطينيين قبل إطلاق سراحهم وهم يرتدون قمصاناً عليها شعار مصلحة السجون ونجمة داوود والشعار "لن ننسى ولن نغفر" باللغة العربية.
وكان من بين المفرج عنهم في رام الله أمير أبو رداحة، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 30 عاماً، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية من منزل عائلته في مخيم الأمعري، "عدت إلى أهلي وولدت من جديد، اليوم تاريخ ميلاد جديد الحمد لله".
ودانت "حماس" ما وصفته بـ"جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور أسرانا الأبطال". ووصفت ذلك بأنه "انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الإنسانية".
تسليم الرهائن الإسرائيليين في غزة
سلمت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" اليوم ثلاث رهائن إسرائيليين في غزة إلى الصليب الأحمر الدولي هم يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف، بعدما ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة هددت بانهيار وقف إطلاق النار الهش الذي أوقف القتال منذ ما يقرب من شهر.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة لإخراج كل الرهائن من قطاع غزة "الأحياء منهم والقتلى، بأسرع ما يمكن".
وأظهر بث مباشر وصول سيارات الصليب الأحمر إلى موقع تسليم الرهائن الإسرائيليين في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث انتشر عشرات المسلحين، ثم وصول الرهائن إلى الموقع في سيارة قبل أن يرافقهم مسلحون من "حماس" إلى منصة التسليم، حيث التقطت لهم الصور وتحدثوا بالعبرية عبر مذياع أمام الحشد وشدّدوا على ضرورة الإفراج عن الرهائن الباقين.
وبعد التسليم قالت "حماس" في بيان إن إطلاق سراح الدفعة السادسة من الأسرى "تأكيد أنه لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار".
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم الرهائن ودخلوا الأراضي الإسرائيلية حيث سيخضعون لفحص طبي أولي.
وقالت حركة "حماس" إن الثلاثة يطلق سراحهم مقابل 369 سجيناً ومعتقلاً فلسطينياً، مما يخفف المخاوف من احتمال انهيار الاتفاق قبل نهاية وقف إطلاق النار الذي يستمر 42 يوماً.
وألقي القبض على ديكل حن، وهو أميركي - إسرائيلي، وتروبنوف، وهو روسي - إسرائيلي، وهورن الذي اختطف شقيقه إيتان أيضاً في تجمع نير عوز السكني، أحد التجمعات السكنية المحلية حول قطاع غزة الذي اجتاحه مسلحو "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وكانت "حماس" هددت في وقت سابق بعدم إطلاق سراح مزيد من الرهائن بعدما اتهمت إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة، مما أثار تهديدات مضادة باستئناف القتال من جانب إسرائيل التي استدعت قوات الاحتياط ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى.
وأثار المظهر الهزيل والروايات حول سوء معاملة الرهائن الثلاثة الذين أُطلق سراحهم الأسبوع الماضي غضب الإسرائيليين، لكن كانت هناك أيضاً احتجاجات كبيرة تطالب الحكومة بمواصلة الاتفاق لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم.
وفي محاولة واضحة لدحض الروايات عن سوء معاملة الرهائن نشرت "الجهاد الإسلامي" التي كانت تحتجز توربانوف مقطعاً مصوراً له أمس الجمعة يظهر فيه وهو يأكل ويصطاد على شاطئ غزة.
وخيمت على احتمالات صمود وقف إطلاق النار دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى نقل الفلسطينيين بصورة دائمة من غزة وتسليم القطاع إلى الولايات المتحدة لإعادة تطويره، وهي الدعوة التي رفضتها بشدة الفصائل الفلسطينية والدول العربية.
ووافقت "حماس" الشهر الماضي على تسليم 33 رهينة إسرائيلية من بينهم نساء وأطفال وشيوخ مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين خلال وقف إطلاق نار مدته ستة أسابيع تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة.
وقبل اليوم السبت أطلق سراح 16 من أصل 33 رهينة إسرائيلي إلى جانب خمسة تايلانديين سُلّموا في عملية إطلاق سراح غير مقررة. وبذلك بقي 76 رهينة في غزة ويعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غزة في حالة دمار كبير
كان الهدف من وقف إطلاق النار هو فتح الطريق أمام مرحلة ثانية من المفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية قبل إنهاء الحرب تماماً وإعادة بناء قطاع غزة الذي أصبح الآن في حالة خراب إلى حد كبير ويواجه نقصاً في الغذاء والمياه الجارية والكهرباء.
وجاء تهديد "حماس" بالامتناع عن إطلاق سراح مزيد من الرهائن في أعقاب اتهامها لإسرائيل بمنع دخول الخيام ومواد الإيواء الموقت إلى غزة، مما ترك عشرات الآلاف في مواجهة برد الشتاء.
ورفضت إسرائيل الاتهام قائلة إنها سمحت بدخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، واتهمت "حماس" بدورها بالتراجع عن الاتفاق.
وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن عدداً أكبر من الشاحنات المحملة بالمساعدات يدخل غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إن الكميات غير كافية لتلبية حاجات السكان.
واجتاحت إسرائيل القطاع بعد الهجوم الذي قادته "حماس" على بلدات بإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في غزة، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، وتدمير كثير من المباني وتشريد معظم السكان.