ملخص
الرسوم التي فرضها ترمب على الصين استدعت رداً انتقامياً من بكين التي فرضت بدورها رسوماً جمركية بنسبة 15 في المئة على وارداتها من الفحم الأميركي والغاز الطبيعي المسال وبنسبة 10 في المئة على النفط الخام وكذلك الآليات الزراعية والمركبات وغيرها.
اجتاز الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأحد مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته، متعهداً فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم.
وأضاف متحدثاً إلى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أنه سيعلن أيضاً عن رسوم جمركية في إطار إجراءات متبادلة الثلاثاء أو الأربعاء على أن تدخل حيز التنفيذ على الفور تقريباً.
وفرض ترمب خلال فترة ولايته الأولى رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على الصلب و10 في المئة على الألمنيوم، لكنه منح لاحقاً عديداً من الشركاء التجاريين حصصاً معفاة من الرسوم، ومن بينهم كندا والمكسيك والبرازيل.
ومدد الرئيس السابق جو بايدن تلك الحصص لتشمل بريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وانخفضت استفادة الولايات المتحدة من السعة الإنتاجية لمصانع الصلب في السنوات القليلة الماضية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرسوم الجمركية الجديدة ستضاف إلى الرسوم الحالية على الصلب والألمنيوم. وأعلن ترمب يوم الجمعة أنه سيفرض رسوماً على كثير من الدول هذا الأسبوع. ولم يحدد تلك الدول، لكنه قال إن الرسوم ستفرض "حتى نحظى بمعاملة متساوية مع الدول الأخرى". وأوضح أن "الأمر لن يطاول كل الدول لأن بعضها يفرض الرسوم الجمركية ذاتها مثلنا، لكن الذين يستغلون الولايات المتحدة سيعاملون بالمثل".
سياسة ترمب الاقتصادية
وتتسق هذه الخطوة مع وعد ترمب في حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية تعادل الرسوم التي يفرضها الشركاء التجاريون على الصادرات الأميركية، سعياً إلى خفض العجز في الميزان التجاري الأميركي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آنٍ.
وبلغ العجز في الميزان التجاري لأكبر قوة اقتصادية في العالم العام الماضي نحو 920 مليار دولار.
وفي الأسابيع الأولى من ولايته الرئاسية الثانية فرض ترمب رسوماً جمركية على الصين، كما أمر باتخاذ خطوات مماثلة تجاه المكسيك وكندا، لكن الرئيس الأميركي عاد وعلق لمدة شهر العمل بالرسوم الجمركية التي كان أمر بفرضها على كندا والمكسيك بعدما تعهد البلدان تعزيز الإجراءات لمواجهة تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية وعبور المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة.
أما الرسوم التي فرضها على الصين فاستدعت رداً انتقامياً من بكين التي فرضت بدورها رسوماً جمركية بنسبة 15 في المئة على وارداتها من الفحم الأميركي والغاز الطبيعي المسال وبنسبة 10 في المئة على النفط الخام، وكذلك الآليات الزراعية والمركبات، وغيرها.
وبمواجهة موجة التنديد بالرسوم الجمركية شهدت المسألة تطورات جديدة مثل تأجيل فرض رسوم على الطرود البريدية القادمة من الصين، والتي تقل قيمتها عن 800 دولار.
وعبر الرئيس الأميركي أمس الأحد عن شكوكه في شأن مستقبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقال إنه سيترك لوزارة الخارجية التعامل مع تمويلها المتبقي، وذلك في إشارة إلى إمكانية نقل بعض موظفي الوكالة إلى الوزارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوروبا يمكنها الرد "في غضون ساعة"
وفي الأسبوع الماضي قال ترمب إن المنتجات الأوروبية ستكون "قريباً جداً" مستهدفة بدورها برسوم جمركية.
من جانبه قال المستشار الألماني أولاف شولتز في مناظرة أمام منافسه المحافظ في الانتخابات فريدريش ميرتس إن أوروبا مستعدة للرد "في غضون ساعة" إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي.
وفي رده على سؤال عما إذا كان لدى الاتحاد "قائمة إجراءات قاسية" للرد إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية قال شولتز الذي يتأخر كثيراً عن ميرتس في استطلاعات الرأي "نعم، لأعبر عن ذلك بأكثر الطرق الدبلوماسية حذراً. نحن كاتحاد أوروبي يمكننا التصرف في غضون ساعة".
بدوره أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الإثنين أن الاتحاد الأوروبي "سيرد" على الرسوم الجمركية الأميركية. وقال لشبكة "تي أف 1" التلفزيونية، "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفاً أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حض أمس الأوروبيين على الاستعداد للرد على أي رسوم جمركية من المحتمل أن يفرضها الرئيس الأميركي، وذلك خلال مقابلة بثتها أمس الأحد شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية.
وقال ماكرون "أعتقد أننا يجب أن نكون مستعدين للرد، لكني أعتقد أبعد من ذلك أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعداً للدفاع عما يريده ويحتاج إليه"، وذلك في المقابلة التي أجريت الخميس وبثت أمس الأحد. وتابع الرئيس الفرنسي "سؤالي الأول للولايات المتحدة هو: ما مشكلتكم الأولى؟ هل هي الاتحاد الأوروبي؟ لا أعتقد ذلك. مشكلتكم الأولى هي الصين"، مذكراً بأن التكتل "حليف" للولايات المتحدة. وأضاف "إذا كنتم تريدون أن تستثمر أوروبا أكثر وتنتظم في الأمن والدفاع. أعتقد أنه من مصلحة الولايات المتحدة عدم مهاجمة أوروبا وعدم تهديدها بالرسوم الجمركية".
وحذر سيد الإليزيه من عواقب أي إجراء كهذا على الأميركيين بالقول "إذا فرضتم رسوماً جمركية على قطاعات عدة، فسيؤدي ذلك إلى زيادة الأسعار وخلق تضخم في الولايات المتحدة".