ملخص
بعد تركيز إسرائيل على الاغتيالات، علق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قائمة محدثة لقادة "حماس" الذين يسعى الجيش إلى تصفيهم، هذه أبرز الأسماء المطلوب قتلها.
بسرعة كبيرة تواصل إسرائيل تصفية قيادات "حماس" داخل غزة وخارجها، إذ تأكد أمس الأول الجمعة أن تل أبيب اغتالت عضوين جديدين من المكتب السياسي للحركة، إضافة إلى ثلاثة أعضاء من المجلس العسكري ضمن خطتها لتصفية قيادات الفصيل سواء السياسيين أو العسكريين.
ملف الاغتيالات
ومن الواضح أن إسرائيل فتحت ملف الاغتيالات، إذ كان الجيش الإسرائيلي أعدّ قائمة المطلوبين من "حماس"، وشملت تلك اللائحة نحو 36 ألف اسم، ليسوا جميعهم قيادات في الحركة، لكنهم يشكلون في مجملهم عناصر في الفصيل السياسي.
ونفذت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، عشرات عمليات الاغتيال بحق قيادات "حماس"، إذ ينشر جيشها بصورة شبه يومية بيانات عن تصفية قيادات الحركة السياسيين والعسكريين، وكانت آخر هذه العمليات القضاء على روحي مشتهى وسامح السراج، وكلاهما عضو في المكتب السياسي لـ"حماس".
وفي ظل التركيز على تصفية قيادات الحركة، أعد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك) قائمة المطلوبين لإسرائيل من قيادات الحركة، شملت نحو 50 اسماً جرت تصفية غالبيتهم.
تحديث قائمة الاغتيالات
وبينما ينجح الجيش الإسرائيلي في القضاء على قادة "حماس"، فإن الملحق العسكري في شبكة "ريشت كان" الإسرائيلية نشر قائمة بأسماء أخطر المطلوبين من قادة الحركة الذين وضعتهم تل أبيب على "قائمة الاغتيالات المحدثة" التي عدّلها وزير الدفاع يوآف غالانت عقب تصفية قادة كبار في "حماس".
وعلّق غالانت في مكتبه ملصقاً محدثاً حمل صور عشرات الشخصيات الحمساوية المطلوب القضاء عليها، فيما طبع منشوراً يحمل صور المئات من قادة "حماس" وقد وضِعت على وجوهم علامة "إكس" باللون الأحمر.
وقال غالانت "إنهم يعيشون في الوقت الضائع، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي سيلاحق قادة الجماعة المسلحة في أي مكان في العالم".
وبعد تحديث قائمة الاغتيالات، تعهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن يصل جيشه قريباً إلى كبار قادة "حماس"، وقال "نحن في طريقنا إلى النصر المطلق. في طريقنا إلى هذا النصر قضينا على قادة حماس، نحن نفككها ببراعة، سنصل إلى البقية، الجميع فانون، سنصل إلى الجميع".
يحيى السنوار وشقيقه
وعلى رأس القائمة المحدثة، صورة يحيى السنوار وهو قائد "حماس" في غزة ومتهم بقيادة الهجوم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على مدن غلاف غزة.
والاسم الثاني هو محمد السنوار، شقيق يحيى، وتتهمه إسرائيل بقيادة مشروع بناء شبكة الأنفاق تحت أرض قطاع غزة، وتتوعده إما بالاغتيال أو الاعتقال، ووضع الجيش مكافأة مالية قيّمة لمن يدلي بأي معلومات عنه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خالد مشعل وبقية السياسيين
ويلي السنوار، خالد مشعل، وهو رئيس "حماس" في الخارج، وسعت إسرائيل إلى تصفيته عام 1997، لكن تلك المحاولة فشلت عندما حقنه ضباط إسرائيليون بالسم في العاصمة الأردنية عمان.
والشخصية الأخرى التي تهددها إسرائيل بالتصفية هي خليل الحية الذي يشغل منصب نائب السنوار، ويقود فريق "حماس" في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار، وتتهمه إسرائيل بأنه سبب فشل الوصول إلى صفقة، والغريب أنه لم يتم اغتياله في طهران، على رغم أنه كان مع رئيس المكتب السياسي الراحل إسماعيل هنية.
ونجد على القائمة، محمود الزهار وهو عضو متشدد في المكتب السياسي لحركة "حماس"، وبعده عزت الرشق الذي يضع شروط الحركة في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار، ثم موسى أبو مرزوق وهو عضو مكتب سياسي لكنه معتدل ومتحرر من قيود الحركة، وبعده زاهر جبارين المسؤول الأول في "حماس" عن الرهائن المختطفين.
وتعدّ الأسماء السابقة كلها قادة سياسيين في "حماس"، لكن بالنسبة إلى القادة العسكريين، فإن إسرائيل تبحث عن عز الدين الحداد الذي يقود "كتائب القسام" عسكرياً، وتتهمه تل أبيب بإعادة بناء "حماس" في شمال القطاع بعد تفكيكها على مدى أشهر الحرب الـ10، ومعه عماد إسليم وجبر عزيز، وهاتان الشخصيتان لا تتوافر عنهما أي معلومات.
غالبية عناصر "حماس" سقطوا
في السياسة القتالية للجيش الإسرائيلي، فإنه يعتمد على نسبة نجاح في القضاء على عناصر الحركة، وبحسب نتنياهو فإن جيشه تمكن من القضاء على غالبية عناصر قوة "حماس" القتالية.
ويوضح نتنياهو أن قواته أجهزت خلال عمليات عسكرية مختلفة على نحو أكثر من 25 ألف مقاتل من أصل 36 ألف عنصر ينتمون للحركة، إذ يستند رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى قاعدة أن نسبة القتلى هي واحد إلى واحد، أي أنه مقابل سقوط مدني هناك عسكري قُتل.
في أي حال، على مقدار اهتمام المؤسسة الأمنية في تل أبيب لسقوط مقاتلي "حماس"، إلا أن التركيز ينصب على قيادات الحركة، إذ يقول الباحث السياسي الإسرائيلي موشيه دونرس إن "المسؤولين العسكريين والسياسيين الكبار في حماس هم الخطر الحقيقي"، ويشرح أن "هؤلاء قادرون على إعادة بناء حماس من جديد، هم يعملون على تعبئة الناس وحشدهم وتدريبهم لمقارعة إسرائيل، لذلك نجد أن تفكيك حماس يجب أن يكون من خلال القضاء على قادتها، وبذلك لن تتمكن الحركة من إعادة بناء نفسها".
ويؤكد أنه عندما انتقلت إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب فتحت تلقائياً ملف الاغتيالات، إذ ترتكز هذه المرحلة على تنفيذ عمليات بناءً على معلومات استخباراتية، والتصفية عادة تأتي بناءً على معلومات استخباراتية.
أما بالنسبة إلى "حماس"، فإن رئيسها خارج غزة، خالد مشعل يقول "نحن لا نخاف الموت، وأي قائد يرحل يزيد الحركة ثباتاً وإصراراً، ندرك أننا جميعاً مشاريع شهادة وهذا ثمن النصر والتحرير، تهديدات نتنياهو ووزير دفاعه تأتي في سياق نفسي لا نهابه".