ملخص
أظهرت استطلاعات الرأي عام 2020 إثر الاقتراع في ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا أن ميل العمال البيض، الذين كانوا قد صوتوا لترمب عام 2016، إلى بايدن "أثّر بصورة كبيرة على الفارق بين الفوز والخسارة".
اعتادت غالبية الناخبين من الطبقة العاملة في مدن "حزام الصدأ"، مثل بيتسبرغ، على التصويت للديمقراطيين، لكن أعواماً من الصعوبات الاقتصادية وتبني الجمهوريين لقضايا اجتماعية أعادتهم مرة أخرى عام 2024 ليكونوا دائرة انتخابية متأرجحة.
تأييد النقابات
تمكن الرئيس جو بايدن من إزالة عقبة رئيسة أمام إعادة انتخابه حين نجح في الحصول على تأييد رؤساء النقابات، بما في ذلك نقابة عمال الصلب المتحدين التي تعد لاعباً أساساً في محاولة شركة يابانية الاستحواذ على شركة الصلب الأميركية "يو أس دبليو"، وهي قضية خيمت على الحملات الانتخابية في ولاية بنسلفانيا.
لكن عدد العمال الذين قد يتجاهلون رؤساء النقابات ليصوتوا لدونالد ترمب يمكن أن يكون له تأثير حاسم في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن إذ إن هامش الفوز قد يصل إلى 100 ألف صوت أو أقل.
ويثني مؤيدو بايدن على الدعم الذي يقدمه الأخير للعمل النقابي وارتباطه الوثيق بأصحاب الياقات الزرقاء أو الطبقة العاملة في بنسلفانيا، والإنجازات التشريعية مثل قانون البنية التحتية لعام 2021.
ويقول العامل في شركة الصلب الأميركية جوجو بيرغيس في إعلان لحملة بايدن، "استمعنا لأربعة أعوام إلى دونالد ترمب يتحدث عن البنية التحتية، إذ كان هناك كثير من الخدمات الشفهية"، مضيفاً "جو بايدن أنجزها".
ويضيف بيرغيس الذي يشغل أيضاً منصب رئيس بلدية في إحدى مدن بنسلفانيا، "في الوقت الحالي، لدينا في البيت الأبيض الرئيس الأميركي الأكثر دعماً للعمال على الإطلاق".
حقوق السلاح
لكن عامل الصيانة في شركة الصلب الأميركية رودي سانيتا، يفضل ترمب في ما يتعلق بالاقتصاد وبسبب موقفه من حقوق السلاح، ويقول سانيتا عن ترمب "أحبه لمقاومته السياسيين"، مضيفاً "الرجل الآخر، ليس لدي ثقة به".
ويعتبر جوناثان سيرفاس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، أن ناخبي الطبقة العاملة "هم الأكثر أهمية لأنهم هم من أظهروا بصورة فعلية أنهم على استعداد لاختيار إما ترمب أو بايدن".
وفي عام 2020 أشارت استطلاعات الرأي إثر الاقتراع في ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا إلى أن ميل العمال البيض، الذين كانوا قد صوتوا لترمب عام 2016، إلى بايدن "أثّر بصورة كبيرة على الفارق بين الفوز والخسارة"، وفقاً لبحث أعده في مايو (أيار) الماضي، مركز أبحاث مايك لوكس ميديا التقدمي ومجموعة "ان يونيون" الداعمة للعمال.
لكن التقرير أشار إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر انخفاض الدعم لبايدن بين الأسر النقابية في ويسكونسن وميشيغان في حين لا يزال الوضع الانتخابي في ولاية بنسلفانيا على ما كان عليه عام 2020. وأضاف التقرير "يحتاج الديمقراطيون إلى فهم أن هؤلاء الناخبين من الطبقة العاملة في هارتلاند مروا بكثير من الأوقات الصعبة خلال العقود القليلة الماضية"، وحض على التواصل المبكر مع مصادر موثوقة ترتبط "بتجربة الحياة الواقعية للناخبين لمواجهة التضليل الرقمي والضغوط الاجتماعية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تآكل دعم الطبقة العاملة البيضاء
منذ ظهور ترمب سياسياً، كان هناك جدل كبير حول الأسباب المختلفة لتآكل دعم الطبقة العاملة البيضاء للديمقراطيين، ويرى بعض المعلقين أن الانحياز لترمب عام 2016 كان جزء منه رد فعل عنصرياً بعد رئاسة باراك أوباما، إضافة الى تبني ترمب قضايا مثل الهجرة غير الشرعية.
واعتبر معلقون آخرون مثل روي تيشيرا من معهد المشاريع الأميركية أن "المواقف التقدمية للحزب الديمقراطي في شأن قضايا مثل حقوق المتحولين جنسياً، تنفّر الناخبين الذين هم أكثر تحفظاً".
ويشير كتاب ""نقابات عمال حزام الصدأ" الصادر عام 2023 الذي يأخذ بنسلفانيا بوصفها حالة تستوجب الدراسة، إلى الآثار اللاحقة للانكماش الصناعي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي التي أدت إلى خسارة كبيرة في الوظائف وإغلاق نقابات، مما أضعف يد العمال في المساومة مع الشركات.
كما أدى الانكماش الاقتصادي إلى تقلص الدور المجتمعي للنقابات التي كانت تنظم نشاطات، ويضع أعضاؤها دبابيس ملونة للترويج لها بين السكان، وقد أسهم ذلك في التضامن حول قضايا مثل الأجور العادلة والرعاية الصحية.
في حين أن النقابات لا تزال تمارس بعض الأنشطة، فإن عدداً من العمال الذين نجوا من تقليص حجم الصناعة يتواصلون الآن اجتماعياً حول شؤون الدين والصيد، إذ تميل المجموعات ذات التوجه السياسي إلى المحافظة، وفقاً لمؤلفي الكتاب لايني نيومان، وثيدا سكوكبول.
مركزية العمل
يوافق بيرني هول الذي يقود منطقة بنسلفانيا في نقابة عمال الصلب المتحدين على أن لدى عدد من أعضاء النقابة انتماءات متنوعة، لكنه أكد أن العمل لا يزال مركزياً، ويقول "تعلمون أن الناس يتعاطفون حقاً مع النقابة، خصوصاً غرب بنسلفانيا".
ويتوقع هول أن يحصل بايدن الذي وصفه بأنه ديمقراطي من أصحاب "الياقات الزرقاء" على دعم غالبية عمال الصلب، مقراً أيضاً بحصة كبيرة لترمب، ويضيف أن بعض العمال لجؤوا إلى ترمب بعد عقود من التراجع الصناعي من أجل تغيير النظام، مضيفاً "لا أزال أعتقد أن هناك جاذبية لذلك لدى بعض الناس".
وكان الميكانيكي في شركة الصلب الأميركية أليكس بارنا، ديمقراطياً طوال حياته وصوت سابقاً لباراك أوباما. لكن منذ عام 2016، صوّت بارنا لمصلحة ترمب مرتين وسيفعل ذلك مرة أخرى، ويبرر ذلك بالخفض الضريبي للرئيس السابق إلى الاقتصاد الجيد قبل وباء كوفيد.
وتقول هيلين زوجة بارنا، إن "ما أثر علينا هو ميزانياتنا، وميزانيتنا" خلال عهد ترمب كانت جيدة، مقارنة ذلك بالتضخم المرتفع اليوم، وتضيف "كثير من الناس يفكرون فقط بالتغريدات السيئة على مدى أربعة أعوام في الأقل عشنا حينها بصورة أفضل".