Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زمهرير أميركي: ولايات الشمال أشدّ برودة من القطبَين مع انخفاض الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر

هيئة الارصاد الجوية الأميركية: "نحن الآن في ذروة موجة البرد القارس التي يتوقع لها أن تحطم أرقاماً قياسية عدة"

الجليد يحاصر سفينة على شاطئ بحيرة ميشيغان مع انخفاض درجات الحرارة في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي (غيتي)

تشهد مناطق أميركية هذا الأسبوع انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة يتجاوز القارة القطبية الجنوبية مع هبوب موجة رياح قادمة من الدوامة القطبية، دفعت درجات الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر (-40 فهرنهايت). ودعا المسؤولون الأميركيون في هذا الإطار سكان الولايات الشمالية إلى التزام منازلهم إلى حين انحسار موجة الصقيع التي تضرب البلاد وما حملته معها من ظروف تهدد حياة الإنسان وأرغمت عمال سكك الحديد في شيكاغو على إشعال النار للحصول على قسط كافٍ من التدفئة لمزاولة أعمالهم، وأدت إلى توجيه التحذيرات بعدم التنفس بعمق خارجاً. وصرح بريان هيرلي خبير الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ بالطقس في ولاية ماريلاند التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية "نحن الآن في ذروة موجة البرد القارس التي يتوقع لها أن تحطم أرقاماً قياسية عدة".

البريد لا يصل

كذلك أعلنت هيئة البريد الأميركية مواجهة صعوبات في توصيل البريد في نحو 10 ولايات. وذكرت في تغريدة على "تويتر" "نتيجة للظروف الجوية القاسية التي تسببت بها عاصفة جادن الثلجية، علّقنا خدمة التوصيل موقّتاً في بعض الأماكن لضمان سلامة موظفينا". ويُعدّ ذلك أمراً نادر الحدوث بالنسبة إلى هيئة حكومية تفختر بأنها لم تسمح يوماً للأحوال الجوية أن تعوق طاقهما عن تنفيذ عمله.

يُذكر أن درجة الحرارة انخفضت في ولاية داكوتا الشمالية إلى أقل من 32 درجة مئوية تحت الصفر (-25 فهرنهايت)، مع هبوب رياح شديدة البرودة تقل عن 52 درجة مئوية تحت الصفر (-62 فهرنهايت) في ولاية مينيسوتا. ويُرتقب أن يضرب البرد القارس مناطق واسعة في الولايات المتحدة، من مدينة فارجو وداكوتا الشمالية إلى مينيابوليس وشيكاغو حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 26 درجة مئوية تحت الصفر (-15 فهرنهايت)، كما توقعت شركة "أكيو وذزر" للأرصاد الجوية انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من صفر درجة مئوية (بضع درجات فهرنهايت) في المدن والمناطق المحيطة بكانساس سيتي وميسوري وسانت لويس وسينسيناتي وبيتسبرغ، فيما يُتوقع أن تسجل درجات الحرارة أدنى مستوياتها على الإطلاق في ولاية إنديانا الشمالية بواقع 46 درجة مئوية تحت الصفر (-50 فهرنهايت).

تجنّب الأنفاس العميقة

كما حذرت هيئة الأرصاد الجوية في مدينة دي موين بولاية آيوا من "أشد موجات البرودة التي شهدها أيّ منا على الإطلاق"، ونصحت كل شخص يغادر منزله بضرورة "تجنب الأنفاس العميقة والإقلال من الكلام قدر الإمكان" في ظل البرد القارس. وصرح خبير الأرصاد الجوية روب ريتشاردز لجريدة "يو إس إيه توداي" "لا أستطيع أن أشدد على درجة برودة الطقس المتوقعة؛ إذ عاش بيننا جيل كامل من دون أن يتعرض لهذا القدر من البرد". ومع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات لم يشهدها الجيل الحالي في الولايات المتحدة من قبل، أُبلغ السكان بضرورة توخي الحذر من انخفاض حرارة الجسم وعضة الصقيع الناجمة عن العاصفة القطبية التي يُتوقع أن تستمر ثمانية أسابيع أخرى، في وقت أُنشئت ملاجئ في أماكن عدة لحماية أكثر الفئات عرضةً للخطر.

يمكن هذا الطقس العاصف في ولاية شيكاغو أن يكسر الرقم القياسي الحالي لانخفاض درجات الحرارة البالغ 33 درجة مئوية تحت الصفر (-27 فهرنهايت) المسجل في مطار أوهير في المدينة خلال يناير (كانون الثاني) 1985. كذلك يُحتمل أن تتجاوز برودة بعض الأماكن في الغرب الأوسط القطب الجنوبي الذي تراوح درجة الحرارة فيه بين 25 درجة مئوية تحت الصفر (-13 فهرنهايت) و 27 درجة مئوية تحت الصفر (-17 فهرنهايت) تقريباً هذا الأسبوع.

واستدعى ذلك إعلان محافظ ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر "حالة الكوارث" على مستوى الولاية، محذراً من "التهديد الخطير" الذي تحمله هذه العاصفة على حياة السكان، وقال "تشكل هذه العاصفة تهديداً لحياة الناس في جميع أنحاء الولاية، وسنحرص على استخدام الأدوات المتاحة لدينا للحفاظ على سلامة سكاننا. من شأن إعلان حالة الكوارث أن يضمن المرونة اللازمة لولاية إلينوي للاستجابة بفعالية وكفاية لحاجات الحكومات المحلية خلال هذا الوضع الجوي القاهر".

أربعة قتلى

ويُعتقد أن حالة الطقس الخطيرة أودت بحياة أربعة أشخاص في الأقل، إذ لقي رجل حتفه إثر اصطدامه بكاسحة ثلوج في شيكاغو وتوفّى زوجان شابان إثر اصطدام سيارتهما بسيارة أخرى على أحد الطرق المغطاة بالثلوج شمال إنديانا، ووُجِد رجل من ميلووكي متجمداً حتى الموت في مرآب لإصلاح السيارات. كما اضطرت مطارات شيكاغو "أوهير" و"شيكاغو ميدواي" إلى إلغاء 2000 رحلة جوية تقريباً في الساعات الأولى من يوم الأربعاء نتيجةً للجو العاصف الذي يضرب المدينة، في حين اضطُر مسؤولو شركة "أمتراك" لخدمات سكك الحديد إلى إلغاء رحلات القطارات داخل المدينة وخارجها جراء تدهور الأحوال الجوية.

© The Independent

المزيد من دوليات