Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نفايات مفاعل ديمونا... تنشر السرطان في الضفة الغربية؟

أعلن محمد أشتية وجود 6251 مصاباً بالمرض متوعداً بمقاضاة تل أبيب دولياً

اشتية خلال افتتاحه المركز الوطني لتشخيص السرطان في رام الله (وفا)

تحولت فلسطين إلى دولة نووية، من دون أن تمتلك أي مفاعل نووي، إذ يتأثر الفلسطينيون بالإشعاعات المدمرة لمفاعل ديمونا الإسرائيلي، الواقع في صحراء النقب جنوب الضفة الغربية.

وعدا عن الإشعاعات الضارة الصادرة عن المفاعل، فإن    الفلسطينيين يتهمون إسرائيل بتحويل مدن وقرى الضفة الغربية إلى مكبٍ للنفايات النووية والكيماوية.

ويؤدي ذلك، إلى انتشار الأمراض المزمنة كالسرطان وتشوّهات الأجنة في أرحام أمهاتهم، والتشوهات الخلقية بنسبٍ مرتفعة مقارنة بالدول المجاورة.

واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إسرائيل بأنها المسبب الرئيس لبعض أمراض الفلسطينيين بسبب النفايات الكيماوية والنووية الإسرائيلية.

فعل إجرامي

وأعلن أشتية وجود 6251 مصاباً فلسطينياً بمرض السرطان، متوعداً بمقاضاة إسرائيل دولياً على "فعلها الإجرامي بحق المواطن والأرض".

وقال البروفسور في الفيزياء النووية والإشعاعية في جامعة الخليل خليل ذبابنة لـ "اندبندنت عربية"، إن الأبحاث التي أجريت في عدد من قرى وبلدات جنوب الخليل وغرب طولكرم، أظهرت ارتفاع عنصر "السيزيوم المشع" بسبب مفاعل ديمونا والصناعات الكيماوية.

وأضاف أن نسبة السيزيوم وصلت إلى 36 "بكير" لكل كيلوغرام بدلاً من أن تكون صفراً، وذلك في تجاوز للمسموح عالمياً.

وِأشار ذبابنة إلى أن السيزيوم يؤدي إلى إشعاعات مؤذية، تعمل في حال اختراقها للأجسام البشرية على حصول انقسامات غير طبيعية في خلايا الجسم، والتسبب بأمراض السرطان وتشوهات الأجنة والتشوهات الخلقية والربو.

وأكد البروفسور، ظهور حالات مرضية غير مألوفة في بلدات يطا والسموع والظاهرية جنوب الخليل القريبة من مفاعل ديمونا النووي.

وبحسب ما نقل شهود عيان لذبابنة، فإن السلطات الإسرائيلية تقوم بدفن نفايات في مناطق عدة من الضفة الغربية في حفر يتم إغلاقها بالإسمنت والصخور.

أمراض غريبة

ويروي الطبيب محمود سعادة الذي يمتلك عيادة في بلدة الظاهرية جنوب الخليل، أنه بدأ منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي ملاحظة أمراض غريبة على بعض مراجعيه والتي لم تكن موجودة قبل ذلك.

وأضاف سعادة لـ "اندبندنت عربية"، أن الأبحاث أظهرت وجود إشعاعات قوية تصدر من مفاعل ديمونا النووي بسبب انتهاء عمره الافتراضي وظهور تشققات في جدرانه الداخلية.

ويشير سعادة إلى أن تلك الإشعاعات يصل مداها إلى نحو 20 كلم هوائي حيث تؤثر في قرى وبلدات شمال الخليل وليس فقط الجنوب.

وأوضح سعادة أن تلك الإشعاعات لا توجد في الجو عادة إلا بعد التفجيرات النووية، مضيفاً أنها في جنوب الخليل تعدت النسب المسموح بها عالمياً.

وكدلالة على ازدياد حالات الإصابة بالسرطان جنوب الخليل يقول سعادة إن حيّاً سكنياً يعيش فيه ألفا شخص يعاني عشرون منهم من السرطان.

ويتهم سعادة إسرائيل بتحويل جنوب الخليل إلى مدفن للنفايات النووية والتي تصدر إشعاعات مدمرة تسبب السرطان والإجهاض بين النساء وتساقط الشعر.

خطورة المفاعل

وقبل ثلاثة أشهر، حذر أحد المشاركين في تأسيس مفاعل "ديمونا" عوزي إيفين من خطورة المفاعل الأقدم في العالم والذي لا يزال يعمل، مضيفاً أنه ينتج نفايات نووية منذ نحو 55 سنة تتراكم وتخزن في موقع المفاعل.

ويقول إيفين إن تلك النفايات المتراكمة لا تقل كثيراً عن الكمية التي انتشرت في كارثة مفاعل تشرنوبل.

وينتقد إيفين طابع السرية الذي تحيط به إسرائيل للمفاعل النووي، ويدعو إلى تقديم كمية النفايات النووية، ومعرفة قدرة التشغيل في المفاعل والمدة التي يعمل بها.

يذكر أنه بعد عشر سنوات على تأسيس إسرائيل، بدأت الحكومة الإسرائيلية تشييد مفاعل ديمونا النووي عام 1958 بمساعدة فرنسية حيث بدئ العمل به في 1964.

المزيد من العالم العربي