ملخص
تتبادل روسيا والدول الغربية الاتهامات بسرقة ممتلكات بعضهما بعضاً على خلفية إجراءات تجميد الأصول.
قال حاكم شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا، إن شخصين قُتلا في هجوم صاروخي أوكراني قرب سيمفيروبول المركز الإداري الرئيسي لشبه الجزيرة. وكتب سيرغي أكسيونوف على "تيليغرام" أن صاروخاً أوكرانياً استهدف مبنى خالياً بالقرب من ألوشتا على ساحل شبه الجزيرة المطل على البحر الأسود.
وعلى نحو منفصل، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الدفاعات الجوية اعترضت ثلاثة صواريخ من طراز "أتاكمز" فوق القرم، وإن الجيش دمر ثلاثة قوارب مسيرة أوكرانية كانت متجهة نحو شبه الجزيرة.
ولم تصدر أوكرانيا أي تعليق رسمي بعد.
وأفاد مدونون عسكريون أوكرانيون ووسائل إعلام غير رسمية بقصف عدد من الأهداف في أرجاء شبه الجزيرة.
"المتهورة"
في هذا الوقت، ندد الكرملين بالدعوات "المتهورة" التي أطلقها مشرعون أميركيون للسماح لأوكرانيا بأن تستخدم الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة لضرب الأراضي الروسية، معتبراً هذا الأمر "تصعيداً".
وتؤكد كييف أنها قادرة على ضرب القواعد الخلفية الروسية ومواقع داخل روسيا بواسطة الأسلحة التي زودها بها الغرب إذ ما سمح لها بذلك، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يمنعونها من استخدام هذه الأسلحة ضد الأراضي الروسية خوفاً من توسيع نطاق الحرب.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مقابلة مع التلفزيون الروسي إنه "في واشنطن وفي عديد من العواصم الأوروبية، يحاول البعض بحماسة أن يمارسوا الاستفزاز وأن يزيدوا مستوى التصعيد باستمرار، وفي هذا الصدد، يمكننا وصف موقفهم بأنه غير مسؤول"، وأضاف أنه "بين أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، وبين أعضاء الكونغرس، هناك كثيرون من المتهورين الذين يعتبرون أن واجبهم هو صب الزيت على النار".
برلماني: روسيا تسيطر على نصف أراضي فوفشانسك
واليوم، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن النائب البرلمان الروسي فيكتور فودولاتسكي قوله إن القوات الروسية تسيطر على أكثر من نصف أراضي بلدة فوفشانسك الحدودية في منطقة خاركيف بأوكرانيا. وأضاف فودولاتسكي أن مدن سلافيانسك وكراماتورسك وبوكروفسك ستكون أبرز الأهداف التالية لروسيا بمجرد سيطرتها على فوفشانسك.
مصادرة أصول
وسط هذه الأجواء، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يسمح بمصادرة أصول في روسيا تابعة للولايات المتحدة ومواطنيها وشركاتها، لتعويض المتضررين من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وجمد الغرب أصولاً مالية روسية تبلغ قيمتها نحو 300 مليار دولار، يعد الجزء الأكبر منها من احتياطات البنك المركزي، بعدما أمرت موسكو قواتها بدخول أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وأقر الكونغرس الأميركي الشهر الماضي قانوناً يسمح للرئيس جو بايدن باستخدام الأصول الروسية المجمدة في الولايات المتحدة في صندوق خاص لدعم أوكرانيا.
وسيعطي المرسوم الروسي الشركات والمنظمات الروسية والأفراد الذين تعرضوا لعقوبات الحق في تقديم طلب للحصول على تعويض من الحكومة الروسية.
سيكون التعويض على صورة أصول مملوكة للولايات المتحدة كعقارات أو شركات أو حسابات مصرفية أو أسهم، مقرها روسيا.
وغادرت عديد من الشركات الغربية روسيا منذ أطلقت هجومها على أوكرانيا. وقد تواجه تلك التي بقيت أو ما زال عليها إتمام بيع أعمالها التجارية في روسيا، خطر تعرض أصولها إلى المصادرة الآن.
وتبادلت كل من موسكو والعواصم الغربية الاتهامات بسرقة ممتلكات بعضها بعضاً على خلفية إجراءات تجميد الأصول.
ووضعت روسيا عدداً من الأعمال التجارية المملوكة للغرب تحت سلطة الدولة "الموقتة" خلال العامين الماضيين، في خطوات وصفها قادة غربيون وشركات بأنها بمثابة "تأميم".
وفي أوروبا، حيث معظم الأصول الروسية المجمدة، يتصاعد الضغط في شأن كيفية استخدامها لدعم أوكرانيا.
استخدام الأصول الروسية
وحثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وزراء مجموعة السبع المجتمعين في إيطاليا على العمل على "خيارات أكثر طموحاً" لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
ويجتمع الوزراء ومحافظو البنوك المركزية في المجموعة في ستريسا، على ضفاف بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، للتحضير لقمة رؤساء دول مجموعة السبع الشهر المقبل في بوليا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت يلين إن المجموعة ستناقش أيضاً ما تعتبرها واشنطن "طاقة فائضة" للتكنولوجيا الرئيسة الصديقة للبيئة من الصين، مثل المركبات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية.
وعلى جدول الأعمال خطة لتمويل المساعدات الحيوية لأوكرانيا باستخدام الفوائد الناتجة عن أصول البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار يورو (325 مليار دولار) المجمدة من قبل مجموعة السبع وأوروبا.
ووافق الاتحاد الأوروبي هذا الشهر على استخدام أرباح عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، على أمل جمع مبلغ يصل إلى 3 مليارات يويور (3.3 مليار دولار) سنوياً.
نزاعات قانونية مع موسكو
ورحبت يلين في مؤتمر صحافي بهذه الخطة، ولكنها قالت "علينا أيضاً أن نواصل عملنا الجماعي للتوصل إلى خيارات أكثر طموحاً، مع الأخذ في الاعتبار جميع الأخطار ذات الصلة والعمل معاً".
واقترحت الولايات المتحدة منح أوكرانيا مبلغاً يصل إلى 50 مليار دولار على صورة قروض مضمونة بالفائدة على هذه الأصول. ولم تنجز بعد تفاصيل الخطة الأميركية، بما في ذلك الجهة التي ستصدر الدين - الولايات المتحدة وحدها أم دول مجموعة السبع ككل.
ودعت يلين في وقت سابق إلى حل جذري يتمثل بمصادرة الأصول الروسية ذاتها. لكن الدول الأوروبية شعرت بالقلق من حصول سابقة في القانون الدولي وخطر حدوث نزاعات قانونية خطرة مع موسكو.
حزمة أسلحة أميركية لأوكرانيا
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين الخميس إن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 275 مليون دولار لأوكرانيا تشمل قذائف مدفعية 155 ملليمتراً وذخائر جوية دقيقة ومركبات برية.
تقصف القوات الروسية مدينة خاركيف بشمال شرقي البلاد منذ شهور وشنت هجوماً برياً بالمنطقة المحيطة بها من الشمال في الـ10 من مايو (أيار)، وهو هجوم تقول كييف إنه متعثر حالياً عند خطين للهجوم.
ومن المتوقع استخدام سلطة السحب الرئاسية من أجل مساعدات الأسلحة التي يمكن الإعلان عنها اليوم الجمعة، وهي سلطة تسمح للرئيس بإرسال المواد والخدمات من المخزونات الأميركية من دون موافقة محددة من الكونغرس عندما تكون هناك طوارئ.
وتحدث المسؤولون لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث عن الأمر علناً.
ومن بين مشروعات قوانين لمساعدات بقيمة 95 مليار دولار، وافق الكونغرس على صور مختلفة من المساعدات لأوكرانيا بقيمة 60.8 مليار دولار، كان منها مساعدات بـ8 مليارات دولار تم فيها استخدام سلطة السحب الرئاسي.
وفي حين أن الحزمة تشمل الذخائر بصورة أساسية، فإنها تتضمن أيضاً مركبات مصممة لاستعادة الدبابات المعطلة وغيرها من المعدات الثقيلة من ساحة المعركة، وهي علامة على أن الولايات المتحدة تتوقع استمرار الهجمات وخسائر في المعدات.