Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مصير حزب العمال الكردستاني بعد زيارة أردوغان العراق؟

26 اتفاقاً أمنياً واقتصادياً وسياسياً بين بغداد وأنقرة

أردوغان (يسار) ورئيس الحكومة العراقية في بغداد (رويترز)

ملخص

كان وفد تركي رفيع المستوى، ضم وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع ياشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، أجرى زيارة إلى بغداد، في مارس الماضي، لبحث قضايا مختلفة بخاصة مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني والعسكري.

كشفت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق في الـ22 من أبريل (نيسان) الجاري، عن عمق المشكلة التي يشكلها حزب العمال الكردستاني وصعوبة التوصل إلى حلول في شأنها.

وعلى رغم الحديث عن نتائج إيجابية في تحريك مواضع اقتصادية وسياسية وأمنية وأمور عالقة خاصة بتقاسم المياه، لم يعلن عن أي اتفاق أو مذكرة تفاهم بين الجانبين حول مصير "العمال الكردستاني".

 

وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي أنها ستتعامل مع "العمال الكردستاني" كلاجئين على ألا يمارسوا العمل السياسي والعسكري وأن يلتزموا القوانين العراقية، وقال العوادي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد تعليقاً على زيارة الرئيس التركي "تم التوقيع على 26 مذكرة تفاهم من ضمنها اتفاقات أمنية".

العمل السياسي

ورداً على سؤال حول كيفية التعامل مع "العمال الكردستاني"، أضاف العوادي "سيتعامل مع حزب العمال الكردستاني بالطريقة نفسها التي تم التعامل معها مع المعارضين الإيرانيين"، وتابع "كل من يتبع حزب العمال الكردستاني الذي يوجد داخل الأراضي العراقية يعتبر لاجئاً سياسياً على أنه لا يحق له العمل السياسي ولا حمل السلاح، ويكون برعاية العراق والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العالمية".

وعلى رغم عقد الجانبين أربع مذكرات تفاهم أمنية بمجالات التدريب العسكري والصحة العسكرية والتعاون الاستراتيجي في مجالي التصنيع الحربي والتعاون الأمني بين وزارتي الداخلية التركية والعراقية، فإنه لم تتم أي اتفاقات أو مذكرات تفاهم في شأن "العمال الكردستاني"، أو التوقيع الرسمي على المركز الأمني المشترك الذي أعلن عن قرب تشكيله في مارس (آذار) الماضي خلال زيارة الوفد الأمني التركي إلى العراق.

وكان وفد تركي رفيع المستوى، ضم وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع ياشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، أجرى زيارة إلى بغداد، في مارس الماضي، لبحث قضايا مختلفة بخاصة مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني والعسكري.

وبحسب متابعين للشأن السياسي، فإن العراق وتركيا يعتزمان التوقيع على اتفاق شبيه بالاتفاق الأمني مع إيران.

لا مواجهة مباشرة

واستبعد المتخصص في مجال العلوم السياسية في الجامعة "المستنصرية" عصام الفيلي القضاء على حزب العمال الكردستاني عسكرياً أو أن يدخل العراق بمواجهة عسكرية مباشرة مع التنظيم الكردي - التركي، وأضاف "زيارة رجب طيب أردوغان لم تحقق كل ما تمناه إذ كان يتوقع أن تكون هناك غرفة عمليات مشتركة عالية المستوى بين تركيا والعراق يشترك فيها الجيش العراقي وقطعات القوة الجوية لإعطاء الشرعية لوجود القوات التركية بالعراق، إلا أنه يبدو أن الحكومة العراقية أدركت أن الذهاب في هذا الموضوع يكلف بغداد أعباء مالية وعسكرية".

اقرأ المزيد

المفاوضات أولاً

وأكد الفيلي أن "عملية القضاء على حزب العمال الكردستاني لا تكون بالجهد العسكري لكون الحزب فكراً وعقيدة وتؤمن به المناطق التي يوجد فيها، وهي من المكون الكردي، ولديه وجود في أربع دول هي العراق وتركيا وإيران وسوريا، ولا يمكن مكافحته إلا من خلال التفاوض".

كما أن تركيا تريد شرعنة بقائها في العراق الممتد منذ عام 1992، وليس مقاومة "العمال الكردستاني" بحسب الفيلي الذي أكد أن "الكردستاني" لا يعد حزباً كردياً - تركياً، وإنما حزب قومي كردي يوجد في كل المواقع الكردية في الدول الأربع، وشدد الفيلي على ضرورة أن تكون العمليات العسكرية التي تجريها القوات التركية بالعراق مرتبطة بسقف زمني، إضافة لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من قواعدها في العراق .

واستبعد الفيلي أن يدخل العراق بمواجهة مباشرة مع "الكردستاني" كون أن العملية تحتاج إلى كلف مالية كبيرة، مشيراً إلى "رفض كثير من القوى الشيعية أن تتورط البلاد بصراع مع قوى داخل الأراضي العراقية".

لن ينصاع

من جهته استبعد مدير "مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية" معتز محيي عبدالحميد انصياع "الكردستاني" لأي اتفاق أمني لنزع سلاحه، وقال "سبق زيارة أردوغان اجتماع مسؤولين أمنيين كبار في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أثمرت عن تشكيل مراكز أمنية مشتركة بين الجانبين تدار من قبل عسكريين عراقيين وأتراك تتولى التشاور، وجمع المعلومات، والقيام بعمل استخباري منظم، ودراسة المعلومات وتجديدها يومياً من خلال القضاء على المجاميع المسلحة والعمل على عدم انتشارها".

مخاوف الانتشار

وأوضح عبدالحميد أن الجانب التركي يتخوف من انتشار "الكردستاني" في المناطق القريبة من وجوده، "وكانت زيارة أردوغان رسالة لحكومة إقليم كردستان على ضرورة الحذر من هذه العناصر التي تجاوزت الحدود وتوجهت لمناطق أخرى خصوصاً السليمانية (شرق الإقليم) وبعض المناطق المجاورة لها". ولفت إلى أن الخطوة المقبلة "تتمثل بتصفية العناصر القيادية لأن حزب العمال يمتلك أسلحة حديثة وروابط مع المجاميع المسلحة في سوريا بخاصة قوات سوريا الديمقراطية"، مستبعداً أن يستجيب الحزب لشروط الحكومتين العراقية والتركية "لكونه متجذراً في هذه المناطق وسيلجأ إلى عمليات كر وفر".

وبحسب عبدالحميد "من المستبعد أن يشترك العراق ميدانياً بعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني".

المزيد من متابعات