Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"النواب الأميركي" يقر خطة مساعدات واسعة لأوكرانيا وإسرائيل

بايدن يحث "الشيوخ" على الإسراع بإرسال القانون لمكتبه ليوقع عليه والكرملين يعقب: "سيعمق أزمات العالم"

أعلام أوكرانية وأميركية ترفرف أمام مبنى الكابيتول هيل في واشنطن (أ ف ب)

ملخص

تتضمن حزمة المساعدات الأميركية غير المعتادة بعد تصويت مجلس النواب عليها أربعة مشاريع قوانين تمويلاً لإسرائيل ومساعدة أمنية لتايوان وحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وعقوبات وتهديداً بحظر تطبيق "تيك توك" الصيني وتحويلاً محتملاً لأصول روسية مصادرة إلى أوكرانيا.

أقر مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، اليوم السبت مشروع القانون الأول من مجموعة مشاريع قوانين بقيمة 95 مليار دولار في حزمة تشريعية لتقديم الدعم الأمني لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، مع وجود اعتراضات شديدة من معارضين جمهوريين، قبل تمريره إلى مجلس الشيوخ.
إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت السبت إن التشريع الأميركي الذي نص على تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان من شأنه أن "يعمق الأزمات في أنحاء العالم".
وأضافت زاخاروفا عبر تطبيق تيلغرام أن "المساعدات العسكرية لنظام كييف تمثل رعاية مباشرة للنشاط الإرهابي".
وتابعت قائلة "بالنسبة لتايوان، هذا تدخل في الشؤون الداخلية للصين. وبالنسبة لإسرائيل، هذا بمثابة طريق يؤدي مباشرة إلى التصعيد وزيادة غير مسبوقة في التوتر بالمنطقة".

ومر أكثر من شهرين على إجراء مماثل في مجلس الشيوخ الذي يشكل الديمقراطيون غالبية بين أعضائه، وحث مسؤولون أميركيون، بدءاً من الرئيس المنتمي للحزب الديمقراطي جو بايدن إلى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، رئيس مجلس النواب مايك جونسون على إجراء التصويت.

واختار جونسون تجاهل تهديدات بإطاحته من الغالبية الجمهورية المنقسمة إلى فريقين بواقع 218 و213 عضواً، والدفع لإجراء تصويت على مساعدات تتضمن نحو 60.84 مليار دولار لأوكرانيا في وقت تعاني فيه لمواجهة الضربات الروسية المستمرة منذ عامين.

وتتضمن الحزمة غير المعتادة التي تشمل أربعة مشاريع قوانين أيضاً تمويلاً لإسرائيل ومساعدة أمنية لتايوان وحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إضافة إلى إجراء يتضمن عقوبات وتهديداً بحظر تطبيق "تيك توك" الصيني وتحويلاً محتملاً لأصول روسية مصادرة إلى أوكرانيا.

وكان مشروع القانون الذي يفرض قيوداً جديدة على تطبيق "تيك توك" هو أول مشروع قانون تجري الموافقة عليه من أصل أربعة.

وقال البيت الأبيض في بيان أمس الجمعة "العالم يتابع ما يفعله الكونغرس. إقرار هذا التشريع من شأنه أن يبعث برسالة قوية حول قوة القيادة الأميركية في لحظة محورية. وتحث الإدارة مجلسي الكونغرس على إرسال حزمة التمويل التكميلية هذه سريعاً إلى مكتب الرئيس".

مفاوضات شاقة

وأتت هذه المشاريع التي كشف عنها الأربعاء الماضي ثمرة مفاوضات شاقة وزيارات متعددة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن وضغوط من الحلفاء حول العالم، حتى إنها تسببت بإطاحة زعيم جمهوري.

ويندرج تمويل الحرب في أوكرانيا في صلب التجاذب بين الديمقراطيين والجمهوريين. فالولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيس لكييف، لكن الكونغرس لم يعتمد أية حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا منذ سنة ونصف سنة، وذلك بسبب خلافات حزبية.

ويؤيد الرئيس الديمقراطي جو بايدن كما حزبه في الكونغرس تقديم مساعدات إضافية إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد أشهر من التسويف، أعرب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن تأييده لحزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا.

وصرح بشيء من التأثر خلال مؤتمر صحافي "بكل صراحة، أفضل إرسال ذخائر إلى أوكرانيا على إرسال شبابنا للقتال".

وتتيح هذه الخطة القائمة خصوصاً على مساعدات عسكرية واقتصادية للرئيس بايدن مصادرة أصول روسية وبيعها لتمويل إعمار أوكرانيا، وهي فكرة لقيت أيضاً صدى في أوساط دول أخرى من مجموعة السبع.

تسليح إسرائيل

ومن بين البنود الأخرى الواردة في هذه الخطة الواسعة 13 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل في حربها على "حماس"، ومن شأن هذه الأموال أن تساعد خصوصاً في تعزيز نظام الدفاعات الجوية الإسرائيلي المعروف بـ"القبة الحديدية".

وتتضمن الحزمة أيضاً أكثر من 9 مليارات دولار "للاستجابة للحاجة الملحة إلى المساعدات الإنسانية في غزة ولشعوب أخرى ضعيفة في العالم"، وفق ما جاء في موجز عن نص المشروع.

مساعدة تايوان

وكما طالب به الرئيس جو بايدن، يخصص مشروع القانون هذا 8 مليارات دولار لمواجهة الصين على الصعيد العسكري ومساعدة تايوان.

وأعربت إدارة بايدن عن تأييدها "الواسع" لكل هذه التدابير.

 

 

والجمعة أعلنت كارين جان-بيار المتحدثة باسم الرئيس الديمقراطي أن تدفقات المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا ستستأنف "فوراً" بعد اعتماد النص في غرفتي الكونغرس.

وقد تستغرق المسألة بضعة أيام لا غير، إذ تعهد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن البرلمانيين "سيتحركون بسرعة" بعد التصويت في المجلس.

ومن شأن اعتماد هذه الحزمة أن يريح حلفاء الولايات المتحدة، لكنه قد يكلف الزعيم الجمهوري مايك جونسون منصبه، إذ تعهدت حفنة من النواب المحافظين المعارضين بشدة لمساعدة أوكرانيا بذل ما في وسعها للإطاحة برئيس مجلس النواب، عقاباً له على دعمه.

وكان سلفه كيفن ماكارثي خسر منصبه العام الماضي بعدما اتهمه نواب مناصرون لترمب في حزبه بإبرام "صفقة سرية" مع الديمقراطيين في شأن أوكرانيا.

ردود فعل إيجابية

وفي رد فعل سريع له، حث الرئيس الأميركي جو بايدن مجلس الشيوخ على الإسراع بإرسال حزمة مساعدات أوكرانيا وإسرائيل لمكتبه ليوقع عليها.

بدوره اعتبر الاتحاد الأوروبي أن التصويت على المساعدة الأميركية لأوكرانيا يوجه "إشارة واضحة" إلى موسكو.

ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بموافقة مجلس النواب على المساعدة المرتقبة لأوكرانيا.

أما إسرائيل فعلقت على قرار مجلس النواب الأميركي بقولها إن المساعدات الأميركية الجديدة توجه "رسالة قوية إلى أعدائنا".

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن هذا التصويت بمثابة "دفاع عن الحضارة الغربية".

وكتب نتانياهو على منصة "إكس" أن "الكونغرس الأميركي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدراً جداً، يعكس دعماً ثنائياً قوياً لإسرائيل ويدافع عن الحضارة الغربية. شكراً لأصدقائنا، شكراً لأميركا".

ورحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإقرار مجلس النواب الأميركي للمساعدات، متحدثة عن "يوم من الأمل بالنسبة الى أمن أوكرانيا وأوروبا".

غضب روسي

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن إقرار مجلس النواب الأميركي "سيزيد من الدمار" لدى أوكرانيا وسيؤدي إلى سقوط المزيد من القتلى في الصراع.

وقال بيسكوف لوكالة "تاس" للأنباء إن بنداً في التشريع يسمح للإدارة الأمريكية بمصادرة أصول روسية محتجزة بالفعل ونقلها إلى أوكرانيا لإعادة الإعمار من شأنه أن يشوه صورة الولايات المتحدة، مضيفا أن موسكو سترد بإجراءات تصب في مصلحتها.

المزيد من دوليات