Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حازم المستكاوي نحات الورق بين قوة ورهافة

رحل عن 58 عاماُ وينتمي الى الجيل المصري الجديد واعتمد مواد وخامات مختلفة

نحت على الورق للفنان المصري حازم المستكاوي (صفحة الفنان - فيسبوك)

ملخص

رحل الفنان التشكيلي المصري حازم المستكاوي عن 58 عاماً، وكان من أبرز فناني الجيل الجديد. اعتمد الفنان في أعماله الفريدة، المواد والخامات البسيطة، لينشئ صيغاً بصرية يمكن وصفها بالتشكيل المجسم.

غيب الموت اول من أمس الفنان التشكيلي المصري حازم المستكاوي عن عمر يناهز الثامنة والخمسين، وهو يعد أحد أبرز الفنانين الفاعلين في الساحة الفنية والثقافية المصرية. التزم المستكاوي منذ حضوره في قلب المشهد الفني في مصر، نسقاً بنائياً مميزاً لأعماله المجسمة، يخالف المسلمات التقليدية في فن النحت. اعتمد الفنان الراحل في تشكيل أعماله على خامة الورق فقط، متجاوزاً الطبيعة الراسخة والقوية المفترضة لخامات النحت.

لم يذعن المستكاوي أو يستسلم في بحثه البصري إلى هذه الحلول التقليدية، سواء على مستوى الخامة، أوالصياغات الإنشائية التي قدمها. ومن طريق هذه الأدوات والخامات البسيطة أنشأ الفنان الراحل هذه الصيغ البصرية التي يمكن وصفها بالتشكيل المجسم، وهي تشكيلات راسخة ومستقرة، في تناقض واضح مع الخامة المصنوعة منها، وهو مكمن القوة والتميز في تجربته.

تعامل المستكاوى مع فكرة الإختزال وحققها بمهارة في تشكيلاته اليدوية الدقيقة وتركيباته المصنوعة من الورق والغراء. وظف الفنان الأشكال الهندسية والزوايا الحادة وحولها إلى عناصر طيعة في إنشاء معالجاته. الأشكال التي ابتكرها المستكاوي، وإن كانت تبدو بسيطة التكوين، فهي تنطوي على جهد ومثابرة واضحين في تشكيل الأجزاء وصياغة التفاصيل، والسعي لابتكار حلول بنائية قوامها الاتزان والاستقرار والتناغم مع الفراغ المحيط بها، في اشتباك وتداخل واضحين ومتعمدين مع فلسفة العمارة. فهو يستدعي العديد من الحلول المستلهمة من ثقافته وهويته من دون صخب أو إخلال بمعنى البحث حول الهوية.

في تجربته الفنية استطاع المستكاوي أن يلتقط هذا الحضور والأثر اللذين شكلا وعيه كفنان مصري وعربي. أدرك الفنان أبعاد هذا المزيج التاريخي والثقافي الذي رسخ هويته الآنية، وهو ما ينعكس في أعماله على هيئة إشارات ودلالات وارتكازات بصرية تراوح بين الهندسي والعضوي، وتنتقل بسلاسة من الحروف العربية إلى الرموز المصرية القديمة، والعلامات المعاصرة ذات الطبيعة الإنسانية المشتركة. وثمة سمة أخرى تتمتع بها تجربة المستكاوي، وهي غواية اللعب؛ هذه الغواية التي تبدو دافعاً لا يستهان به في تجربته البصرية وممارسته طقوس التركيب والتوليف بين الأشكال، والتي تظهر على نحو مباشر أحياناً في إشارات محددة، كلعبة الشطرنج مثلاً. أما السمة الأبرز في أعمال المستكاوي فتتمثل في تأكيده على التكرار والتماثل، إذ تفرض حالة التكرار والتماثل نفسها بقوة على أسلوب بنائه وصوغه للأشكال، وإمعانه في تحقيق التعاشق والتكامل بين أجزاء الشكل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولد حازم المستكاوي عام 1965, وهو يشارك بقوة في الحراك الفني المصري منذ تخرجه فى كلية الفنون والتربية عام 1986 . كان الفنان الراحل دائم البحث فى أعماله عن نقاط الحوار والتلاقى بين الوسائط والثقافات المختلفة. وعلى الرغم من اعتماد الفنان على خامة الورق التي تتسم بالخفة والهشاشة إلا أن أعماله لم تكن تفتقر إلى الرسوخ والقوة يوماً، إذ حققهما في الأشكال والمعالجات المتجددة والمُحكمة التصميم والبناء. وقد مثّل هذا الجمع بين القوة والهشاشة، والرسوخ والخفة، سمة محورية في تجربة الفنان حازم المستكاوي.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة