Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفريقيا تترقب عودة ترمب المحتملة إلى البيت الأبيض

"القارة تكتسب أهمية خاصة منذ نهاية جائحة كورونا وفقدان الغرب نفوذه في المنطقة مقابل ازدياد النفوذ الروسي"

سياسة ترمب تجاه أفريقيا خلال فترته الرئاسية الأولى تثير مخاوف الأفارقة (أ ف ب)

ملخص

في فترة رئاسته، اتخذ ترمب قرارات مثيرة للجدل تجاه القارة الأفريقية منها سحب 700 جندي من الصومال، البلد الذي يغرق في فوضى أمنية وسياسية منذ سنوات، وهو بلد أيضاً يواجه حركة الشباب المتشددة.

مع بدء العد العكسي للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية يزداد القلق والترقب معاً في أفريقيا لسيناريو عودة الرئيس السابق، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض خصوصاً أنه كرس سياسة "أميركا أولاً" متجاهلاً قارة تئن تحت وطأة أزمات عدة.

يتخطى القلق والتوجس تجاهل القارة بل حتى مهاجمتها في بعض الأحيان من ترمب، الذي سبق أن وصف دولاً أفريقية بـ"الحثالة" مما أثار موجة استنكار وغضب شعبية ورسمية آنذاك، مما يثير تساؤلات حول ما الذي يخبئه فوز الرئيس الجمهوري السابق للولايات المتحدة للأفارقة.

ورأس ترمب الولايات المتحدة الأميركية بين 2017 و2021 واتخذ قرارات مثيرة للجدل تجاه القارة الأفريقية منها سحب 700 جندي من الصومال، البلد الذي يغرق في فوضى أمنية وسياسية منذ سنوات، وهو بلد أيضاً يواجه حركة الشباب المتشددة.

مخاوف مشروعة

وتزداد المخاوف بشكل رئيس في منطقة الساحل والصحراء والقرن الأفريقي وهي مناطق تشهد نزاعات دامية مما يجعل كثيرين يتوجسون من أن يؤدي وصول ترمب إلى الحكم إلى انخفاض المساعدات الأميركية لدولهم في مجال مكافحة الإرهاب.

 

وأخيراً ألغى المجلس العسكري الحاكم في النيجر اتفاق تعاون تم توقيعه مع واشنطن في 2012 أتاح نشر نحو 1100 جندي أميركي في البلاد وإقامة أكبر قاعدة عسكرية أميركية في القارة في مدينة أغاديز وهي قاعدة متخصصة في الطائرات المسيرة.

وقال المحلل السياسي التشادي لبيبة غوندو إن "المخاوف مشروعة لأن ترمب لم يكن يوماً صديقاً للأفارقة، إذ لم يبد أي اهتمام بقارتهم بعكس ربما خلفه جو بايدن الذي أظهر نوعاً من الالتزام بالقارة على رغم الأزمات التي أحاطت بفترته الرئاسية بدءاً من أوكرانيا وصولاً إلى الصراع في غزة".

وأوضح غوندو في حديث خاص مع "اندبندنت عربية" أن "ترمب أيضاً ليس النموذج الذي يبحث عنه الأفارقة المتعطشون لإرساء ديمقراطية في دولهم، فهو رفض في السابق نتائج انتخابات ديمقراطية في بلده إثر خسارته أمام بايدن وجر الولايات المتحدة إلى أحداث يصعب على الأميركيين أنفسهم نسيانها فما بالك بالأفارقة أو غيرهم".

وشدد المتحدث "في المقابل تراجع مكانة الولايات المتحدة عالمياً في ظل اتساع أطماع روسيا والصين لقضم مزيد من النفوذ في القارة قد يجبر ترمب على مراجعة سياساته تجاهها".

وبالفعل، أطلق بايدن وعوداً بتعزيز العلاقات الأميركية - الأفريقية وتعهد بأن تكون واشنطن حليفاً أساسياً للقارة السمراء خلال السنوات المقبلة، لكن ولايته الرئاسية شهدت تحركات محتشمة تجاهها.

وأخيراً أدى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى دول أفريقية عدة، سعى خلالها إلى تقديم النموذج الديمقراطي على أنه "الأمثل'' لقارة تعاني وتيرة متسارعة لحركات التمرد والانقلابات العسكرية التي تقوض حلم الديمقراطية بصورة كبيرة.

وكان ترمب قد رفض نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020 ودافع عن أنصاره الذين اقتحموا الكونغرس، مما هز صورة الولايات المتحدة كبلد ديمقراطي في قارة أفريقية تتعثر فيها عمليات الانتقال الديمقراطي أصلاً التي شجعتها واشنطن ودعمتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعكس سخرية حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا من دعوات لخصومه من أجل السماح لمراقبين أميركيين على الانتخابات التي ستجري في بلدهم، اهتزاز الثقة في الولايات المتحدة كبلد ديمقراطي.

سياسات مغايرة
 
وعودة ترمب المحتملة إلى البيت الأبيض تأتي في سياق احتدام السباق بين القوى الغربية، التي تعاني مزاجاً شعبياً أفريقياً مناهضاً لها، وروسيا والصين على النفوذ في القارة الأفريقية.

 

وتعد منطقة الساحل الأفريقي، إلى جانب دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى منطقة تنافس حاد بين الغرب والروس والصينيين على استغلال رواسب معدنية نادرة وتبدو الكفة أميل إلى الأخيرين، إذ تتدخل موسكو بصورة معلنة عبر مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية في بانغي.

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الدولية نزار مقني أن "القارة الأفريقية تكتسب أهمية خاصة منذ نهاية جائحة كورونا وفقدان الغرب وحلف شمال الأطلسي نفوذهم في المنطقة مقابل ازدياد النفوذ الروسي، لذلك هو أمر يقلق الإدارة الأميركية".

وتابع مقني أن "التطورات التي تعرفها المنطقة من توسيع روسيا والصين نفوذهما في أفريقيا قد تجر ترمب إلى وضع سياسة جديدة تجاه القارة، وحتى الدخول في مفاوضات وفي صفقات مباشرة كما يقول هو من أجل اقتسام الكعكة الأفريقية".

وأردف أن "ترمب له طريقة خاصة في إدارة السياسة الخارجية وهي طريقة تقوم على أسلوب المقاولة، لذلك قد تكون أفريقيا في علاقتها بترمب إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة مجدداً غير شبيهة بولايته الرئاسية الأولى".

واستنتج مقني أن "الولايات المتحدة لم تعد في أريحية في علاقتها بأفريقيا خصوصاً مع فقدان حلفائها مثل فرنسا لحضورها في القارة، ولا سيما في الساحل والصحراء وامتداد هذه التطورات إلى مناطق أنغلوسكسونية في شرق أفريقيا وغيره".

"مجرد نفاق" 

وتظهر استطلاعات الرأي تقدم ترمب على خصمه الديمقراطي جو بايدن قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال المحلل السياسي النيجري، إيساكا موسي مونكايلا، "عليك أن تكون كسولاً جداً حتى تخشى عودة ترمب إلى دفة الرئاسة في الولايات المتحدة (..) ترمب لديه سياسة واضحة تجاه القارة الأفريقية وهي 'أنا لا أهتم بأفريقيا، عليها أن تدافع عن نفسها بنفسها'".

وأبرز مونكايلا في تصريح خاص أن "هذه السياسة تأتي تماشياً مع شعار حملته الانتخابية أميركا أولاً، لذلك فهو يضع قضايا الولايات المتحدة الداخلية في مقدمة سياساته (..) ولكونه جمهورياً، يتجنب ترمب التدخل في السياسات الأفريقية''.

واختتم مونكايلا حديثه قائلاً "لذا، وفي ضوء التغير الذي طرأ على الرأي العام والرسمي الأفريقي المعادي لأي نوع من التدخل الغربي في الشؤون الأفريقية، يمكننا أن نؤكد أن هذه المخاوف من عودة ترمب إلى الرئاسة ستكون مجرد نفاق".

المزيد من تقارير