Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق المرحلة الواحدة "جدار إسرائيلي عازل" أمام صفقة الأسرى

متخصصون يخشون "حرب استنزاف" ونتنياهو يتمسك بـ"بنك الأهداف" قبل وقف النار

لحظة تسليم محتجزتين إسرائيليتين إلى الصليب الأحمر ضمن صفقة تبادل أسرى سابقة (أ ف ب) 

ملخص

أبدت إسرائيل للمرة الأولى منذ الكشف عن تفاصيل صفقة قمة باريس موقفاً رافضاً لتغيير معادلة الإفراج عن الأسرى التي تم اتباعها سابقا بواقع 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير فلسطيني.

بانتظار رد حركة "حماس" على صفقة الأسرى التي تمت بلورتها في قمة باريس، لطرحها للنقاش في اجتماع الكابينت الحربي الإسرائيلي، أثار وزراء حكومة بنيامين نتنياهو مزيداً من العقبات أمام الاتفاق في الجلسة الأسبوعية اليوم الأحد، وفي القلب منها عدم تنفيذ الصفقة على مراحل إنما مرحلة واحدة تشمل 136 محتجزاً وجثة لدى "حماس"، وكذلك حول فترة وقف النار إذا نفذت الصفقة على مراحل، على أن يتجاوز فترة الشهر حتى يعود الجيش لاستئناف القتال.

وشهدت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية نقاشاً عاصفاً وخلافات وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بكل ما يتعلق بمفاوضات الصفقة، وطالب الوزراء عقد اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر، وتقديم كل ما سيتم الاتفاق عليه بعد مناقشة رد "حماس" قبل أن يتوجه الفريق المفاوض إلى الخارج لاستمرار التفاوض أو نقل موقف إسرائيلي رسمي.

وفي ما يتعلق بمعادلة نسبة عدد الأسرى بين محتجزي غزة والسجون الإسرائيلية، أبدت تل أبيب للمرة الأولى منذ الكشف عن تفاصيل صفقة قمة باريس موقفاً رافضاً لتغيير معادلة الإفراج عن ثلاثة أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل كل أسير إسرائيلي يجري إطلاق سراحه من غزة.

وحول هذا البند، قال نتنياهو إنه يرفض تغيير المعادلة التي بموجبها نفذت صفقة الأسرى الأولى، أي ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي لدى "حماس"، فيما البند الذي ورد في قمة باريس تحدث عن مئة أسير فلسطيني في الأقل مقابل كل أسير إسرائيلي.

ماذا يريد نتنياهو؟

وعن الحرب على غزة، قال نتنياهو "كدولة ذات سيادة تحارب من أجل وجودها ومستقبلها نتخذ قراراتنا لوحدنا، أيضاً، في الأمور التي لا يوافق عليها أصدقاؤنا الأميركيون. فسياستنا كانت منذ البداية بتحقيق حاسم لهدف تصفية ’حماس‘ ومن أجل تحقيق هذا الهدف هناك حاجة إلى ثلاثة أمور".

لعل الأمر الأول، وفق نتنياهو، يتعلق "بالقضاء على ’كتائب حماس‘ وحتى اليوم قضينا على 17 من أصل 24 كتيبة. معظم الكتائب المتبقية موجودة في جنوب القطاع ورفح وسنعالج أمرها".

 

 

أما الأمر الثاني، فهو "بعد هذه المرحلة نقوم بعمليات تطهير للمنطقة كما تفعل قواتنا بحزم عملياتها شمال القطاع ووسطه"، بحسب نتنياهو.

وأخيراً الأمر الثالث، فيتمثل في "إحباط وتحييد كل ما هو تحت الأرض، تماماً كما تفعل قواتنا في خان يونس هذه الأيام".

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه "لن يكون هناك أي وقف للقتال وإنهاء الحرب من دون استكمال تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على ’حماس‘ وإعادة جميع الأسرى لديها وضمان عدم تشكيل الحركة أي نوع من التهديد علينا".

الضغط العسكري وعملية في رفح

الإسرائيليون على قناعة بأن تكثيف القتال والنيران في عمق غزة يشكل ضغطاً على قيادة "حماس"، تحديداً رئيسها يحيى السنوار، ويدفعها إلى التنازل عن تعنتها حول شروط الصفقة.

وبحسب تقرير أمني إسرائيلي فإن هناك "خلافات بين قيادة حماس الخارجية والقيادة الداخلية في غزة حول الموافقة على الصفقة"، ويشير إلى أن "قيادة غزة في الداخل أبدت موافقتها بما يمثل تراجعاً عن تعنتها نتيجة العمليات المكثفة التي ينفذها الجيش وحقق من خلالها إنجازات عسكرية".

وفي جانب آخر من التقرير دعا أمنيون وعسكريون إلى استغلال الوقت إلى حين التوقيع على صفقة الأسرى وخروجها إلى حيز التنفيذ والقيام بعمليات عسكرية، على نمط ما يحدث في خان يونس لأكثر من منطقة أولها في رفح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهنا أوصى عقيد احتياط بروفيسور يعقوب نيغل، متخذي القرار في المؤسستين العسكرية والسياسية بالتوجه إلى رفح وتكثيف القتال هناك لتكون عمليات قتالية شديدة تستبق دخول غزة إلى وقف إطلاق النار، وفق ما سيتفق عليه في صفقة الأسرى، وقال "على الجيش أن يبدأ وبصورة فورية واليوم بتنفيذ عملية في رفح والأهم قبل التوقيع على الصفقة، ومن دون ذلك وفي حال دخلنا إلى فترة وقف النار سنترك منطقة كبيرة من دون نشاطات لمصلحة ’حماس‘".

وفي جلسة تقييم حول سير العمليات في غزة اعتبرت الأجهزة الأمنية أن هذا الأسبوع سيكون مهماً وحاسماً في القتال، إذ سيقرر كل تطور يحصل فيه كيفية التصرف لأسابيع وربما لشهر وأكثر.

لكن تقريراً أمنياً آخر يقدر بأن "حماس" بعيدة من الانهيار وعلى رغم ما يمارسه الجيش الإسرائيلي من ضغط على قيادة الحركة، إلا أنه لم ينجح بعد في الوصول إلى المسؤولين الكبار فيها.

خطة أميركية إقليمية

في ذروة النقاش الإسرائيلي حول مطلب حركة "حماس" ضمان وقف دائم للنار كشرط لتنفيذ الصفقة في غياب خطة إسرائيلية لليوم الذي يلي حرب غزة، بدأت تظهر ملامح خطة إقليمية للرئيس الأميركي جو بايدن من شأنها أن تعفي تل أبيب من عودة حكم "حماس" ومن فشل سياسي يضيع هباء الإنجازات العسكرية التكتيكية، بحسب الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لواء احتياط تمير هايمن.

الخطة استبقت وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي سيبحث مع القيادة الإسرائيلية، ضمن أمور أخرى، اليوم الذي يلي حرب غزة، وفي الخطة ضمان صفقة أسرى مع تشكيل تحالف إقليمي يأخذ المنطقة نحو استقرار وهدوء، وسلطة فلسطينية في غزة.

ويرى هايمن أن هناك عدداً من الجوانب التي ستكون لها تداعيات متعلقة بالإسرائيليين وقراراتهم وفي رأيه فإن "الحرب ضد ’حماس‘ توجد الآن في نقطة انعطافة استراتيجية، إذ يمكنها أن تتواصل كحرب استنزاف طويلة لإضعاف الحركة ويمكنها أيضاً أن تكون الأساس لتغيير إقليمي واسع النطاق. الفرق بين الأمرين متعلق بنا فقط. الإنجاز العسكري التكتيكي للجيش الإسرائيلي، وإن لم يستكمل بعد يخلق فرصة استراتيجية لاتفاق إقليمي شامل".

وبالنسبة إلى تل أبيب، يقول هايمن إن الحديث يدور عملياً عن نهاية النزاع الإسرائيلي- العربي وعن فرصة اقتصادية هائلة، فضلاً عن الحقيقة الأهم في أن كل أهداف الحرب تتحقق (شرط لكل صفقة كهذه هي عودة المخطوفين، وألا تحكم "حماس" بعد اليوم في غزة).

 

 

وأضاف أن "أحد العناصر الأكثر تفجراً من ناحية إسرائيل في إطار مبادرة أميركية كهذه هو عودة السلطة الفلسطينية لغزة وتعهد، حتى إن كان غامضاً، لحل الدولتين. ينبغي التشديد على أن هذه ليست فقط مشكلة الحزب الحاكم أو أحزاب ائتلاف الحكومة إنما أيضاً مشكلة جماهيرية في إسرائيل".

وحذر هايمن من أنه "إذا ما خرجت صفقة الأسرى إلى حيز التنفيذ من دون أي إطار إقليمي فسيبقى حكم ’حماس‘ على حاله بل ستعززه صفقة كهذه لأن الحركة ستعتبر في الشارع الفلسطيني كمن أخضع إسرائيل عسكرياً، ومن سيوزع الغذاء على السكان ومن حقق ’استعادة الكرامة العربية‘ بتبييض السجون في إسرائيل".

وأردف أنه "بغياب بدائل من شأننا أن نبقي ’حماس‘ ونبقى مع شعور الإحباط على تحرير سجناء ثقيلين. من هنا، فإن المبادرة الأميركية أفضل عشرات الأضعاف من صفقة ضيقة تفوق نواقصها فضائلها، وإذا رفضت إسرائيل المبادرة الأميركية فأفضل بديل هو حكم عسكري على غزة، لوضع حد للفوضى التي ستعيد حماس إلى الحكم".

وإزاء الخلافات الحادة في إسرائيل للحكم العسكري في غزة واحتمال عدم إخراجه إلى حيز التنفيذ، وكذلك عدم موافقة تل أبيب على مبادرة إقليمية أميركية، يقول هايمن محذراً "عملياً سنجلب على أنفسنا هزيمة سياسية. قد نواصل الانتصار في المعارك التكتيكية، لكننا سنغرق في حرب استنزاف لا تنتهي مع ’حماس‘، ولذلك يجب عدم تضييع الفرصة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات