Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المحلل الأكثر شهرة في "وول ستريت" يتوقع تعثر الاقتصاد الأميركي

تنبأ بوف بتفوق الصين ونهاية الدولار كعملة احتياطية في العالم

عمل بوف في 17 شركة وساطة خلال حياته المهنية وبدأ قبل أن تصبح أجهزة الصراف الآلي شائعة (أ ف ب)

ملخص

كان كثر في "وول ستريت" ينظرون إلى بوف على أنه شخص غريب الأطوار أو باحث عن الاهتمام

على مدى 54 عاماً من عمله محللاً مالياً، أتقن ريتشارد إكس بوف فن جذب الانتباه، ومن خلال الآلاف من المقابلات الصحافية، وظهوره في الأخبار والمقاطع الإذاعية، تمكن بوف من تحويل ما يمكن أن يكون مهنة مملة ومزدحمة بالأرقام إلى مهنة أكثر بهرجة. ومن خلال ثقله في العمل الداخلي في "وول ستريت"، كثيراً ما خالف بوف الحكمة التقليدية، وصنع أعداء على طول الطريق. وبحسب ما يتذكره فإنه لم يرفض أبداً طلباً إعلامياً، وصفه موقع "أميركان بانكر" ذات مرة بأنه "المحلل المصرفي الأكثر شهرة في البلاد".

وفي الأسبوع الماضي، بعد ساعات قليلة من انتهاء ظهوره على تلفزيون "بلومبيرغ"، أعلن الرجل البالغ من العمر 83 سنة اعتزاله. وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، شارك بوف، الذي يعرف باسم ديك، في توقعات قاتمة في شأن الاقتصاد الأميركي، وتوقع وهو جالس على كرسي بذراعين خارج مكتبه في منزله شمال تامبا في ولاية فلوريدا مباشرة، تفوق الصيني على نظيره الأميركي. وأضاف "لقد انتهى الدولار كعملة احتياطية في العالم، ولن يقول أي محلل آخر نفس الشيء لأنهم رهبان يصلون من أجل المال"، غير راغبين في التحدث علناً عن النظام المالي السائد الذي يوظفهم.

وقال إن "عديداً من المحللين يكافؤون على طرح أفكار فريدة، لكنها غير ذات أهمية وغامضة".

عمل بوف في 17 شركة وساطة خلال حياته المهنية، وبدأ قبل أن تصبح أجهزة الصراف الآلي شائعة، في الظهور في وسائل الإعلام في أواخر السبعينيات، عندما كان محللاً لصناعة البناء، وله وجهات نظر متشائمة حول المنازل التي لم تكن ناجحة دائماً، وسرعان ما تحول إلى التأثير في التمويل المرتفع، مما منحه مقعداً في الصف الأمامي لأزمة المدخرات والقروض التي أسقطت أكثر من 1000 بنك في الثمانينيات والتسعينيات. وقام في وقت لاحق بتأريخ كيفية تضخيم البنوك الباقية بالرهانات الكبيرة، التي من شأنها أن تؤدي إلى الأزمة المالية عام 2008، وسلسلة من اللوائح الجديدة.

"برميل بارود"

ومن بين دعوات بوف الأكثر شهرة، تحديد "برميل بارود" في سوق الإسكان في وقت مبكر من عام 2005 (وكانت تنبؤاته صحيحة)، وتوقع أن بعض البنوك الكبرى ستتعافى بسرعة بعد ذلك (كانت تنبؤاته خاطئة). ويزعم كتابه الذي صدر عام 2013 بعنوان "حراس الرخاء: لماذا تحتاج أميركا إلى البنوك الكبرى" أن الإجراءات الصارمة على الصناعة من شأنها أن تعوق الإقراض للشركات الصغيرة.

واليوم غير بوف الآن لهجته في ما يتعلق بأولوية البنوك الأميركية، بخاصة بعد الأزمة المصرفية الإقليمية في الربيع الماضي، ويرى أن نقل التصنيع الأميركي إلى الخارج هو التهديد النهائي للقطاع المالي والدولار، لأن "الأشخاص الذين يصنعون السلع في أماكن أخرى يحصلون على سيطرة أكبر وأكبر على وسائل الإنتاج، من ثم سيطرة أكبر وأكبر على الاقتصاد العالمي، من ثم سيطرة أكبر وأكبر على المال" على حد قوله.

طرد بوف مرتين من شركتين كبيرتين، هما "دين ويتر رينولدز" و"ريموند جيمس"، في المرة الأولى بسبب تفاؤله الزائد في شأن أسهم البنوك، إذ قام "بنك أتلانتيك"، الذي لم يعد موجوداً الآن، بمقاضاته من دون جدوى بسبب تقرير بحثي مهم صدر عام 2008.

العنوان الرئيس لمقالة في صحيفة "التايمز" حول تلك الحلقة أطلق عليه لقب "المحلل الوحيد"، إذ أيد العملة المشفرة - وهو مجال لن يتطرق إليه سوى عدد قليل من المحللين الماليين الآخرين - والذي يعتبره مستفيداً طبيعياً من خفض الدولار.

شخص غريب الأطوار

وكان كثر في "وول ستريت" ينظرون إلى بوف على أنه شخص غريب الأطوار أو باحث عن الاهتمام، لكن كثراً آخرين استمعوا إليه، وكان من بين أولئك الذين أبدوا اهتماماً بالموضوع، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، جيمي ديمون، الذي يمتدحه بوف عموماً. وقال ديمون، من خلال متحدث باسمه، إنه قرأ عمل بوف حتى النهاية ووجده "ثاقباً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الشخص الذي من الواضح أنه ليس من المعجبين به هو رئيس "بنك أوف أميركا"، بريان موينيهان، الذي لم يتحدث إلى المحلل منذ عقد من الزمن، منذ أن زار بوف المقر الرئيس للبنك في مانهاتن، وأخبر المديرين التنفيذيين أنهم كانوا حمقى لتوسع عملياتهم المصرفية الاستثمارية. وقال متحدث باسم البنك إن رئيس علاقات المستثمرين لم يتذكر المحادثة.

ويقول بوف الآن إنه كان مخطئاً، ويعتبر نفسه مستمتعاً بأنه لم يدع مرة أخرى.ويضيف وهو يتوقف موقتاً للحصول على التأثير "لقد أحببت أن أكون مؤلماً في بعض الأحيان، وفي كثير من الأوقات".

ويعزو بوف، وهو مواطن من كوينز، ولم يتخلص من لهجته النيويوركية تماماً على رغم إقامته في فلوريدا مدة 30 عاماً، طول عمر حياته المهنية إلى نزعته المستقلة التي تتضمن عدم الرغبة في قراءة أعمال أي محلل منافس. وهو يعترف بسهولة أن الحظ لعب دوراً أيضاً، متعجباً من صحته الجيدة على رغم عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وميله إلى شرب التكيلا العالية الجودة بشكل أنيق.

وقال إنه حصل على أكثر من مليون دولار في عام واحد، ولكن بخلاف ذلك كان متوسط أجره السنوي 700 ألف دولار، مقارنة بما قد يتقاضاه الرؤساء التنفيذيون في البنوك الكبرى (نحو 30 مليون دولار سنويا)، وساعده ذلك على الاستثمار في حفنة من المشاريع التجارية غير الناجحة في معظمها، بما في ذلك أربعة محال بيتزا مغلقة الآن في منطقة تامبا.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة