Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سيتحمل الجيل زد التجنيد الإجباري في بريطانيا؟

شباب هذه البلاد عاشوا حياة ميسرة ردحاً من الزمن، بواسطة راين كوغان. إن لم يشتد عودهم بعد الجائحة وأزمة المساكن وتناوب عدد من رؤساء الوزراء على الكرسي، ربما يتحقّق ذلك بعد قضائهم فترة في الجيش...

أتمنى لهم وافر الحظ فيما يُرسلون للمحاربة في سبيل وطن قدّم لهم الكثير (غيتي)

ملخص

هل التجنيد الإجباري فرصة لليافعين ليشتد عودهم؟

آه من فتية اليوم، بهواتف الآيفون التي يحملونها ورقصاتهم على "تيك توك" ومفرداتهم المستحيلة. ماذا تعني عبارة "مرتكز" based (مرتكز تستخدم بمعنى صاحب المبدأ المخلص لفكره)؟ ماذا يرتكز عليه؟

إن حياة الجيل زد سهلة جداً. لا يعرفون كيف كان الوضع بالنسبة إلى الآخرين، نحن الذين نشأنا في العالم الحقيقي قبل أن تسيطر "اليقظة الاجتماعية" والحواسيب على كل شيء. هذه الأيام لا يمكنك أن تنبس ببنت شفة. أتعلمون ما الحلّ الناجع معهم؟ أن نرسلهم لخوض الحرب!

نعم، قد تبدو هذه الفكرة مبالغة شديدة وتضخيماً لمشكلة غير واقعية، في الظاهر. وصحيح أنني لم أخض شخصياً أي حرب، مثل معظم الأشخاص المؤيدين لفكرة التجنيد الإجباري. لكن ثقوا بي: قد يكون التجنيد الإجباري على قاب قوسين أو أدنى منا.

اليوم، نبّه قائد الجيش البريطاني إلى أن استدعاء الشعب البريطاني للقتال محتوم في حال دخول المملكة المتحدة حرباً مع روسيا لأن حجم الجيش حالياً لا يفي بالغرض. رداً على ذلك، صرّح النائب عن حزب المحافظين، توبياس إيلوود لقناة "سكاي نيوز" بأنه علينا الانتباه إلى فحوى الرسالة بدقة لأن "الأجواء العالمية تبدو شبيهة بالعام 1939" [بدء الحرب العالمية الثانية] ولأن البلاد غير مستعدة "للقادم من الأفق".

بالنسبة إليّ أرى أن التهديد بفرض التجنيد الإجباري الوشيك على مستوى الوطن أخباراً ممتازة- فالجيل زد قد عاش حياة هينة من غير عوائق أكثر من المفترض. معظم أفراد الجيل لم يضطروا حتى لارتياد المدارس طيلة سنتين (نعم، طبعاً، كان السبب انتشار جائحة عالمية قاتلة أعاقت نموّهم التعليمي ومهاراتهم الاجتماعية للأبد، لكن ماذا في ذلك؟ عندما كنت صغير السن، كنت لأقايض بعض أيام انتظار الباص في الطقس البارد بكوفيد بكل سعادة). 

وصحيح أنهم لن يتمكنوا أبداً من "تأمين ما يكفي لشراء منزل" مهما كان معنى ذلك. أتعرفون كم هو مرهق أن يعتني الإنسان بمنزل؟ أو ثلاثة؟ لن يضطر هؤلاء الشباب أبداً للمعاناة من هول تسليك بالوعة مراحيضهم بأنفسهم. فما عليهم سوى طلب ذلك من صاحب المنزل - وأصحاب المنازل معروفون بأنهم أكثر الأشخاص موثوقية في العالم.

هؤلاء الشباب لا يدركون حتى كم هم محظوظون. عندما كنت فتياً، كان رئيس وزراء واحد يحكم البلاد لمدة خمس أو عشر سنوات ربما. كنا ننتخبهم وما لم تقع كارثة مثلاً، كانوا يتسلمون زمام الأمور في البلاد لبعض الوقت. يا للملل، أليس كذلك؟

أما الآن، فيمكن لأي أحد أن يكون رئيس وزراء، لمدة غير محددة. حتى لو كان خسّة [أشارت صحف بريطانية إلى ليز تراس على أنها خسة لأنها لم تستطع الاحتفاظ بمنصبها رئيسة للوزراء وقتاً كبيراً]. وسوف يقدم استقالته فجأة من دون سابق إنذار، حتى لو لم يمرّ على وجوده في الحكم سوى أربعة أشهر. وحتى إن أنهى فترة ولايته كاملة (وهذا غير مرجح) فهو مُلاحق يومياً بمطالبات بالاستقالة وبمؤامرات حزبية خسيسة، ما يجعل كل يوم بالتالي مغامرة. وتسأل نفسك "هل سيكون اليوم هو اليوم المنشود بعد طول انتظار؟". من يعلم؟ ليس الحكومة بالطبع! 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فلننظر إلى أحداث العالم الأخرى: أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة، أوفكوم، أن خدمة البريد لن تعمل على إيصال الرسائل سوى ثلاثة أيام أسبوعياً. عظيم! ستصلنا إذاً فواتير أقل! وقد أُلغي مشروع سكة الحديد الرابط بين ويست ميدلاندز ومانشستر. ممتاز! من يريد الذهاب إلى مانشستر أساساً؟ كما أن حالات الإصابة بالحصبة في ارتفاع، وتعرفون ما معنى ذلك: المزيد من التعطيل عن الدراسة!

إن شباب اليوم ناعمون [غير مخشوشنين] والحلّ الوحيد هو أن ننتزعهم من كنف عائلاتهم وندرّبهم على قتل أعدائنا. أنا آسف وأتمنى لو كان الحل أبسط من ذلك. لكن ما من حل أبسط.

ودعوني أستبق كلامكم: كلا، هذا ليس رد فعل ضخماً يرتدي طابع حقد الأجيال الذي يشعر به أي شخص فوق الثلاثين من العمر. ولا أرى مكمن السخرية في إجبار مجموعة من الناس تُشيطن بشكل عام لاعتبارها "ناعمة" على أن تكون خط الدفاع الأخير للمملكة المتحدة. 

لكنني سوف أكتفي بأن أتمنى لهم التوفيق فيما يُقتادوا لخوض حرب نيابة عن بلد قدّم لهم الكثير. في هذه الأثناء، سوف أظل جالساً بأمان في المنزل، أنا العجوز في منتصف الثلاثينيات من العمر، الخبير من جيل الألفية.

لحظة. فلأتأكد من السن الأقصى للتجنيد...

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات