Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تهاجم المملكة المتحدة والولايات المتحدة الحوثيين في اليمن؟

شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات على الجماعة المتشددة التي تستهدف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر

لندن قالت إن سفينة حربية تابعة لقواتها البحرية في البحر الأحمر تعرضت في التاسع من يناير لأكبر هجوم على قطعة بحرية منذ عقود (وزارة الدفاع البريطانية)

ملخص

ما يعني استهداف بريطانيا وأميركا لمواقع الحوثيين في اليمن؟

شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات عسكرية بواسطة طائراتها الحربية وسفن بحريتها وصواريخها ضد أهداف حوثية في اليمن.

وجاءت تلك الهجمات بعدما شن الحوثيون إحدى أكبر هجماتهم على حركة الملاحة في البحر الأحمر، في ما شكل الاعتداء رقم 27 لهم منذ الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال مسؤولون إن 21 صاروخاً وطائرة مسيّرة استهدفت السفن الحربية والسفن التجارية قرب مضيق باب المندب في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو الممر الجنوبي الضيق للبحر الأحمر، وقامت السفن الحربية الأميركية والبريطانية باعتراضها من السماء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ الضربات الأميركية-البريطانية، تعهد الحوثيون المدعومون من إيران بتوسيع غاراتهم في البحر الأحمر لتشمل السفن الأميركية، ونجحوا في ضرب سفينة شحن مملوكة لأميركا قبالة اليمن مساء الاثنين.

وقال المتحدث باسم الحوثيين، نصر الدين عامر، لقناة الجزيرة: "ليس من الضروري أن تكون السفينة متجهة إلى إسرائيل لكي نستهدفها؛ يكفي أن تكون أميركية. الولايات المتحدة على وشك فقدان أمنها البحري".

إليكم ما نعرفه حتى اللحظة:

ما هي الأهداف التي استهدفتها الغارات؟

قالت الولايات المتحدة إنها نفذت ضربات على أكثر من 60 هدفاً في 16 موقعاً للحوثيين، وأفاد البنتاغون بأن أنظمة الرادار ومواقع تخزين وإطلاق الطائرات من دون طيار والصواريخ، إضافة إلى مراكز قيادة الحوثيين، تعرضت جميعها للقصف. ووردت أنباء عن ضربات في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون وكذلك في ميناء الحديدة على البحر الأحمر وذمار ومعقل الجماعة في شمال غربي صعدة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أنها حددت المواقع الرئيسة التي استخدمها الحوثيون لاستهداف سفينة "أتش أم أس دايموند" HMS Diamond وسفن البحرية الأميركية في وقت سابق من هذا العام "وقررت تنفيذ ضربة منسقة بعناية لتقليل قدرة الحوثيين على انتهاك القانون الدولي في هذه الطريقة".

وأوضحت أن طائراتها المقاتلة نفذت ضربات دقيقة على اثنتين من هذه المنشآت الحوثية. "المنشأة الأولى في بني شمال غربي اليمن تستخدم لإطلاق طائرات استطلاع وهجوم بطائرات من دون طيار. واستهدفت طائراتنا عدداً من المباني التي استخدمت في إطلاق عمليات الطائرات من دون طيار. أما الموقع الآخر الذي ضربته طائراتنا فهو مطار عبس. وأظهرت المعلومات الاستخباراتية أنه استخدم لإطلاق صواريخ كروز وطائرات من دون طيار فوق البحر الأحمر. وجرى تحديد عدد من الأهداف الرئيسة في المطار وملاحقتها بواسطة طائراتنا".

وقال الحوثيون إنه جرى تنفيذ أكثر من 70 غارة في المجمل.

كيف رد الحوثيون؟

واصل الحوثيون استهداف السفن منذ الضربات الأميركية-البريطانية، لافتين إلى أنه بالإضافة إلى السفن المرتبطة بإسرائيل، فإنهم يعتبرون الآن السفن البريطانية والأميركية أهدافاً مشروعة.

وقال الجيش الأميركي إنه صد هجوماً صاروخياً على إحدى سفنه الحربية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه المتمردون باتجاه السفينة الأميركية "يو إس إس لابون" في البحر الأحمر. وأسقطت مقاتلة أميركية الصاروخ قبالة سواحل الحديدة.

كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي على سفينة شحن مملوكة للولايات المتحدة قبالة الساحل الجنوبي لليمن يوم الاثنين 15 يناير (كانون الثاني). واستخدم في الهجوم ثلاثة صواريخ أصاب أحدها سفينة "نسر جبل طارق" Gibraltar Eagle وأدى إلى نشوب حريق.

وأصدرت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، التي تشرف على بحار الشرق الأوسط، تحذيراً لجميع السفن في المنطقة وحثت على توخي الحذر أثناء العبور عبر البحر الأحمر.

وقد دفعت الهجمات شركات الشحن البارزة إلى إعادة توجيه السفن من البحر الأحمر، واختيار رحلة أطول حول جنوب إفريقيا بدلاً من ذلك.

وأعلنت شركة قطر للطاقة QatarEnergy، ثاني أكبر شركة نفط عالمياً، يوم الاثنين، وقفاً مؤقتاً للشحن عبر هذا الممر البحري في إطار سعيها للحصول على إرشادات أمنية.

ما هي الأسلحة التي استخدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؟

يقول الجيش الأميركي إن السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية أطلقت صواريخ كروز "توماهوك" لاستهداف قواعد أرضية، وهي موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) GPS ويمكن برمجتها للطيران بصورة مراوغة.

وفي حين لم تُقدم أرقام محددة لعدد الصواريخ التي أطلقت، تقول الولايات المتحدة إنها استخدمت أكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة "من أنواع مختلفة".

وذكرت المملكة المتحدة أنها أرسلت أربع طائرات "تايفون" تابعة لسلاح الجو الملكي من قبرص، تحمل قنابل موجهة من طراز "بايفواي 4" Paveway IV. لكنها لم تتحدث عن العدد الذي استخدم. والحاجة إلى هذه الطائرات مدفوعة بعدم قدرة السفينتين الحربيتين التابعتين للبحرية البريطانية في البحر الأحمر على إطلاق صواريخ هجومية أرضية.

وحصلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة على دعم غير عسكري من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا.

من هي جماعة الحوثي ولماذا تشنّ الهجمات في البحر الأحمر؟

إن الحوثيين هم جماعة مسلحة تدعمها إيران وتنتمي دينياً إلى الطائفة الزيدية اليمنية وهي فرع من الأقلية الإسلامية الشيعية. واسم الجماعة مستلهم من اسم مؤسسها، حسين الحوثي. وهم منتظمون في حرب أهلية ضد الحكومة اليمنية منذ عام 2014. والأخيرة مدعومة من تحالف من دول عربية تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة.

والحوثيون جزء مما تسميه طهران "محور المقاومة" ضد إسرائيل والولايات المتحدة والغرب الأوسع الذي يضم حركة "حماس" و"حزب الله" من لبنان. وأدى هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، إلى قيام إسرائيل بقصف غزة بهدف القضاء على الحركة. ويقول مسؤولو الصحة في الأراضي التي تديرها "حماس" إن العملية العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 23 ألف شخص. ويزعم الحوثيون أنهم يستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر مضيق باب المندب دعماً للشعب الفلسطيني.

وبدأ الحوثيون باستهداف السفن التجارية بصورة عشوائية، مما دفع إلى تعبئة دولية لتشكيل قوة بحرية في ائتلاف تقوده الولايات المتحدة الأميركية نهاية العام الماضي لمواجهة هذا التهديد.

وشن الحوثيون عدداً من الهجمات منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث نفذوا ما لا يقل عن 27 هجوماً على سفن الشحن في البحر الأحمر.

لماذا يعتبر البحر الأحمر منطقة مهمة؟

إن البحر الأحمر يعتبر واحداً من أهم المناطق البحرية بالنسبة إلى التجارة العالمية، وتبحر عبره حوالى 12 إلى 15 في المئة من مجمل حركة النقل البحرية.

شركات شحن بحرية عدة اضطرت إلى تعديل مسارات سفنها، مبحرة في طرق بحرية تلتف حول أفريقيا، لكن كثيراً من شركات النفط الأساسية وشركات تكرير النفط وشركات بيع النفط آثرت مواصلة استخدام البحر الأحمر في نقل شحناتها.

وتتسبب الطرق البديلة بتأخير في سلاسل الإمداد، فيما تهدد زيادة كلفة التأمين البحري في عمليات الإبحار عبر البحر الأحمر بارتفاع أسعار بيع السلع للمستهلك.

وقفزت كلفة أسعار التأمين على السفن والبضائع بعد هجمات الحوثيين بنسبة الضعف تقريباً.

وأعلنت مجموعة الشحن البحري الألمانية "هاباغ لويدز" Hapag Lloyd، الثلاثاء الماضي أنها ستواصل عملها على تفادي عبور سفنها لقناة السويس، مفضلة الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح لأسباب أمنية، فيما قالت منافستها الدنماركية "ميرسك" Maersk، إنها ستتفادى أيضاً مسار البحر الأحمر "في المدى المنظور".

حتى الآن، لم تدُم الزيادات في أسعار الطاقة نتيجة لهجمات الحوثيين فترة طويلة، وبقيت زيادة كلفة التأمين ضمن الحدود المعقولة، لكن الخبراء حذروا من أنه لو أدت الهجمات إلى غرق عدد من السفن بسبب اعتداءات مستقبلية، فإن الوضع قد يزداد سوءاً.

ماذا قال جو بايدن وريشي سوناك عن الضربات؟

قال الرئيس بايدن إن الضربات جاءت "رداً مباشراً" على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وأضاف أن "هذه الهجمات عرّضت العاملين في القوات الأميركية والبحارة المدنيين وشركاءنا للخطر، كما عرضت التجارة وحرية الملاحة للخطر".

وصرح سوناك بأن الإجراء "ضروري ومتناسب" لحماية الشحن العالمي، مردفاً أنه "على رغم التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي، واصل الحوثيون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، بما في ذلك ضد السفن الحربية البريطانية والأميركية هذا الأسبوع. هذا لا يمكن أن يستمر".

هل يمكن للهجمات أن تؤدي إلى زيادة التوتر إقليمياً؟

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن الهجمات الحوثية الأخيرة أظهرت أن الجماعة المسلحة تركّز بصورة "واضحة على تصعيد عملياتها ضد شركات الشحن البحرية الدولية". وقبل الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة [ضد الحوثيين]، وصف وزير الدفاع البريطاني غرانت تشابس الوضع في البحر الأحمر بأنه غير مقبول، وأضاف أن المدمرة في سلاح البحرية الملكية "أتش أم أس دايموند"، السفينة البريطانية المتمركزة في المنطقة، استُهدفت بصورة مباشرة خلال الهجوم الحوثي الأخير.  

وتعهد الحوثيون بمواصلة اعتداءاتهم حتى توقف إسرائيل هجومها في غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأميركية إذا جرى استهدافهم.

وكان المسؤول الحوثي الرفيع محمد البخيتي كتب على منصة "إكس" في ديسمبر (كانون الأول الماضي) أنه: "حتى لو نجحت الولايات المتحدة في تعبئة القوى العالمية كافة، فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف... بغض النظر عن التضحيات التي ستكلفنا".

وليس لدى جماعة الحوثي أي سفن بحرية رسمية يمكنها بواسطتها فرض حصار جدي للممرات المائية، فيما تبقى القدرات الدفاعية لقوات الائتلاف أكثر من كفيلة بالتعامل مع خطر المسيّرات والصواريخ.

ومع ذلك، كان على المملكة المتحدة والولايات المتحدة الموازنة بين تصميمهما على إبقاء ممر الشحن مفتوحاً وأخطار انتشار الحرب في المنطقة. وكانت هذه الضربات هي الأولى التي تنفذها الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية منذ عام 2016، والمرة الأولى التي تهاجم فيها الحوثيين المدعومين من إيران على هذا النطاق.

ودعت السعودية إلى ضبط النفس و"تجنب التصعيد" في وقت تتطلع إلى الانسحاب من الحرب الأهلية في اليمن. وكان الصراع خلال الآونة الأخيرة في مرحلة دقيقة من مفاوضات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة. وكانت السعودية قلقة في شأن أي رد فعل من الولايات المتحدة وغيرها يمكن أن يعقد تلك الجهود.

© The Independent

المزيد من دوليات