Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضربات الأميركية - البريطانية على الحوثي والبرود الخليجي... الأسباب والنتائج

تفتقد التأييد من السعودية والإمارات لأن الهجوم سيبقى بلا مردود على سلامة التجارة البحرية العالمية في البحر الأحمر وسيجلب مزيداً من الشقاء والمآسي على الشعب اليمني المنكوب

حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة لا يرون جدية بالتصدي للإرهاب الحوثي (رويترز)

ملخص

الضربات الأميركية - البريطانية على الحوثيين في اليمن لا تلقى تأييداً خليجياً... تعرف إلى الأسباب

 قبل ساعات، قصفت مقاتلات أميركية وبريطانية أهدافاً غير معروفة حتى الآن بالمناطق التابعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء والحديدة، وقد تميزت هذه الضربات بأنها تفتقد للتأييد من أهم حلفاء الولايات المتحدة بالجزيرة العربية ومنطقة الخليج وهي السعودية والإمارات.

من أسباب عدم تأييدها أن أول قرارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حين جاء للبيت الأبيض في 2020 هي وقف بيع السلاح الهجومي للسعودية ورفع الحوثيين من قائمة الإرهاب بحجة المطالبة بوقف الحرب هناك، في وقت كانت المملكة والإمارات ومعهما الكويت والبحرين يخوضون حرباً ضد الجماعة، فيرى أي عاقل أن في هذه الهجمات تخبطاً وعدم وضوح لأسبابها وأهدافها.

إضافة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة لا يرون جدية بالتصدي للإرهاب الحوثي والخطر على الملاحة البحرية بمنطقة الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر، ويدللون على ذلك بالتراخي بالتصدي للهجمات الإيرانية على السفن التجارية من قبل التحالف الذي بنته واشنطن لأجل هذا الغرض، وهو ما حدا بالإمارات إلى الانسحاب منه.

الولايات المتحدة وقفت متفرجة على هجمات الحوثيين على المناطق الجنوبية والغربية في السعودية على مدى سنوات، وعلى الهجوم الإيراني على بقيق وخريص في سبتمبر (أيلول) 2019، وكذلك الهجوم الحوثي الصاروخي على أبو ظبي في فبراير (شباط) 2021.

من الأسباب أيضاً أن هذه الضربات لا تحدد بالضبط أهدافاً لها وهل هي محدودة وموقتة، أم إنها تنشد إزالة التهديد الحوثي للأبد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولحلفاء الولايات المتحدة سابقة من المشاركة في القضاء على تنظيمات إرهابية مثل "داعش" التي كادت تجتاح بغداد لولا ضربات التحالف الجوية لصد ذلك الإرهاب، ولكن النتيجة كانت سماح واشنطن للحشد الشعبي الطائفي التابع لإيران من التمكن من الحالة العراقية، وما ترتب على ذلك من تصفيات المعارضين كان أوجها في مذابح أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ضد الشباب الشيعة بغالبيتهم، وتطهير طائفي للسنة ونزوحهم من مناطقهم في بغداد والمناطق الغربية والغربية الشمالية، من ثم فإن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في هذا الهجوم على الحوثي من دون أهداف محددة، قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى باليمن الذي يعيش حالات من الفوضى المهددة للأمن القومي السعودي والخليجي بالتلقائية منذ عقود.

الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون وبالذات المملكة المتحدة لا يعيرون حرب الإبادة التي تجري في غزة اهتماماً ولا يمارسون ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب على المدنيين العزل في القطاع، بل يؤيدون استمرارها، وهو ما سيوقف الإبادة من جهة، وسيسحب بساط "القضية الفلسطينية" من تحت أقدام الحوثيين والمحور الإيراني المتاجر بها من جهة أخرى.

السعودية حريصة على تصفير المشكلات المحيطة بها سواء مع إيران أو مع الحوثيين أو أي طرف آخر لأولويات البناء والتحولات الاقتصادية الهائلة التي ستجعل من المملكة قوة اقتصادية عظمى بجميع المجالات، مما يكسبها أوراقاً لا يمكن للآخرين أن يحصلوا عليها بالبؤس والحروب والإرهاب.

الخلاصة

ما لم تضغط الولايات المتحدة وبريطانيا على إسرائيل لوقف العدوان على غزة، وما لم يحدد الغربيون الأهداف الواضحة من هذه الضربات، فإنها ستبقى ضربات معزولة بلا مردود لسلامة التجارة البحرية العالمية بالبحر الأحمر من جهة، وبمزيد من الشقاء والمآسي على الشعب اليمني المنكوب من جهة أخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل