Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نابليون بونابرت: الأثر الذي تجاوز الزمن في الثقافة الشعبية

في ملحمة ريدلي سكوت لعام 2023، يصبح خواكين فينيكس أحدث ممثل يؤدي دور نابليون، منضماً إلى قائمة تشمل مارلون براندو وداني ديفيتو وروان أتكينسون. بعد 200 عام من وفاته، ما زال الطاغية ضئيل الحجم موضوعاً للتشويق و(التهكم) على الشاشة

خواكين فينيكس بدور نابليون بونابرت في فيلم ريدلي سكوت التاريخي الملحمي.(آبل تي في بلس)

ملخص

في ملحمة ريدلي سكوت لعام 2023، يصبح خواكين فينيكس أحدث ممثل يؤدي دور نابليون، منضماً إلى قائمة تشمل مارلون براندو وداني ديفيتو وروان أتكينسون. بعد 200 عام من وفاته، ما زال الطاغية ضئيل الحجم موضوعاً للتشويق و(التهكم) على الشاشة: نابليون بونابرت: الأثر الذي تجاوز الزمن في الثقافة الشعبية

في عام 1984، لما دفع الممثل جاك نيكلسون 250 ألف جنيه استرليني مقابل حقوق إنتاج فيلم عن نابليون، تساءل حينها عن الهوس الإنجليزي بإمبراطور فرنسا الشهير. وقال الفنان الحائز على جائزة الأوسكار ثلاث مرات: "كان نابليون رجلاً غزا العالم مرتين ثم أصبح رمزاً للشيطان - هذه الطريقة التي يُوصف بها في إنجلترا".

لم يحقق نيكلسون أبداً حلمه المتمثل في تجسيد شخصية جنرال فرنسا الثورية المنتصر، وهو الدور الذي لعبه مئات الممثلين، بمن فيهم: خواكين فينيكس، مارلون براندو، رود ستيغر، داني ديفيتو، غروتشو ماركس، وروان أتكينسون.

تم تصوير نابليون في الأفلام والمسرحيات الغنائية والأعمال المسرحية والمسلسلات التلفزيونية والإعلانات. إنه يظهر في الأعمال الفنية والأدب الخيالي والسير الذاتية التاريخية وألعاب الفيديو. حتى إنه كان موضوعاً للنظريات النفسية والمتلازمات. لا يزال نابليون رمزاً ثقافياً عالمياً بعد 250 عاماً من ولادته في أجاكسيو، كورسيكا، في 15 أغسطس (آب) عام 1769.

قال فينيكس، إنه انجذب إلى مثل هذا الدور "المتطلب"، واستعد بعناية شديدة للفيلم مع مخرجه ومنتجه ريدلي سكوت، حيث تدرب على كل مشهد بأدق تفاصيله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نأخذكم هنا في جولة على 10 طرق أثر بها نابليون على الثقافة الشعبية.

1- بداية "متلازمة الرجل الضئيل" كانت مع نابليون

عندما يتعلق الأمر بنابليون، من الصعب ألا نبدأ بقضية الحجم الضئيل. عندما لعب الممثل إيان هولم (الذي لا يتجاوز طوله في الحقيقة 160 سم) دور نابليون في فيلم "سارقو الزمن" Time Bandits، تباهت الشخصية ببراعته كبطل حرب: "طوله 154 سم وقد غزا إيطاليا، ليس هذه سيئاً، أليس كذلك؟"

تشكل مآثره كعسكري عبقري جزءاً محورياً من فيلم سكوت، حيث يقول المخرج: "لقد كان استراتيجياً لامعاً وفعالاً جداً في المعارك، مثل ذئب حقيقي".

امتلك نابليون الحقيقي أكثر من 20 اسماً مستعاراً، وقد استوحي كثير منها - مثل: "العسكري الصغير"، "الطاغية الضئيل"، و"البعبع الضامر"، من افتقاره للطول. قد تكون هذه أخباراً كاذبة من القرن الـ19. فإن الوصف التشريحي الخاص به، الذي أجراه الطبيب فرانشيسكو أنتوماركي، ذكر بالتفصيل أن طول نابليون كان "5.2 قدم أي 157 سم"، لكن الطبيب كان يستخدم وحدة القياس الفرنسية "البوصة"، ومكافئها الإنجليزي هو "5.7 قدماً أي حوالى 170 سم"، أي إنه كان أطول من الأميرال هوراشيو نيلسون الذي وقف في وجهه في معركة الطرف الأغر. لم يكن في مصلحة نابليون أنه كان يصور غالباً في اللوحات محاطاً بأعضاء الحرس الإمبراطوري طوال القامة.

اقترفت الصحافة البريطانية بحماس فكرة أن نابليون كان رجلاً صغيراً، وبات قِصَر قامته سمة مميزة -مادة للتهكم أسهل من حبه للنُشوق، والعرق سوس وقـَرْص الناس. في الجزء الثاني من فيلم "ليلة في المتحف" Night at the Museum 2 تقول شخصية الممثل بن ستيلر لـ نابليون الذي يجسده آلان شابات: "هناك عقدة سُميت باسمك... أنت مشهور بكونك ضئيلاً".

العقدة التي كان يشير إليها ستيلر هي نظرية "متلازمة الرجل القصير"، التي اقترحها عالم النفس ألفريد أدلر في عام 1908 لأول مرة، والتي تزعم أن الرجال الضئيلين يعوضون عن افتقارهم إلى الطول بالتصرف بعدوانية وتسلط. لا يستطيع علماء الاجتماع الحديث الاتفاق على ما إذا كانت العقدة حكاية مختلقة أم لا. وقد فندت دراسة أجرتها جامعة لانكشير عام 2007 أسطورة "عقدة نابليون".

ومع ذلك، قال علماء النفس التطوري في جامعة أمستردام سنة 2018 إن "الرجال ذوي القامة القصيرة" الذين "يتم التفوق عليهم جسدياً" من قبل نظرائهم الأطول، استجابوا "بعدوانية غير مباشرة" ومن ثم "تظهر سيكولوجيا عقدة نابليون".

2- أدرج نابليون موضة القبعات الكبيرة

كان نابليون يحب قبعاته الكبيرة. قدم رسامو الكاريكاتير البريطانيون العظماء في أيام نابليون، جيمس غيلراي وجورج كريكشانك وأمثالهما، الزعيم الفرنسي كشخصية للتندر. سخروا من اللوحات التي رسمها جاك لوي دافيد، وقدموا نسخاً كاريكاتورية منها، مُظهرين نابليون مرتدياً القبعة العسكرية البحرية الكبيرة بشكل مضحك.

3- لكن رجاء... لا ترسموا توني سوبرانو مرتدياً قبعة مماثلة

ظهرت قبعات نابليون الشهيرة في مشهد لا يُنسى في مسلسل "آل سوبرانو" The Sopranos، عندما حضر زعيم العصابات توني سوبرانو إلى منزل "باولي غوالتيري" المعروف بـ"وولنتس". كان توني قد أمر بحرق لوحة زيتية تصوره شخصياً وهو يقف بجانب حصانه "باي أو ماي". أنقذ باولي اللوحة من النيران وطلب إعادة رسمها ليظهر فيها رئيسه مرتدياً زياً "شبيهاً بزي نابليون". عندما نظر توني سوبرانو إلى اللوحة، التي كانت معلقة فوق المدفأة، جن جنونه لرؤية زي نابليون وقبعته. وصرخ توني: "ما هذا الهراء؟ ما هذه القبعة بحق الجحيم وما هذا الهراء؟ فيرد بولي: "إنها ليست مزحة... أعتقد أنها تجسد ما أنت عليه".

4- وكذلك، لم يحب الكابتن مينويرينغ مقارنته بـ نابليون

الكابتن مينويرينغ، القائد العام للحرس الوطني في بلدة "والمنغتون أون سي" في السلسلة الدارمية الناجحة "جيش الوالد" Dad’s Army التي أنتجتها بي بي سي (وأدى شخصيته الممثل الإنجليزي آرثر لوي)، كان رجلاً مغروراً. كان لدى منافسه وعدوه، المراقب في قوة الدفاع المدني وليام هودجيز طريقة سهلة لإثارة غضبه، من خلال تحيته باستخدام عبارة "احترامي، نابليون". في حلقة أنتجت عام 1972 تحت عنوان "وداع جندي"، يتناول مينويرينغ طبقاً كبيراً من جبنة الشيدر قبل خلوده إلى النوم. في تلك الليلة المضطربة، يحلم مينويرينغ أنه نابليون وهو يخسر معركة ووترلو. بينما يصف دوق ولينغتون (الممثل جون لو ميسوريه) نابليون بـ"المبتدئ الضئيل" بعد فوزه في المعركة الحاسمة.

5- لقاء بين دكتور "هو" ونابليون

إضافة إلى تعرضه للسخرية في مسلسل "جيش الوالد"، تم استحضار نابليون من خلال تعويذة في المسلسل التلفزيوني الأميركي "المسحور" Bewitched، وصوّر في المسلسل البريطاني "بلاكادار" Blackadder كرجل فرنسي قصير وبدين ومتأنث يقفز من الرعب عندما يتم إطلاق بندقية.

وفي عام 1964 قام أول شخص ظهر بدور "دكتور هو" Doctor Who (الممثل وليام هارتنيل) بالسفر عبر الزمن ليعود إلى عام 1794 ليجد نفسه في باريس ويشهد الانقلاب ضد "ماكسيمليان روبسبيير"، الذي يفترض أنه كان بتنسيق من الجنرال الشاب نابليون بونابرت. حرضت هذه الحلقة التي حملت عنوان "عهد الإرهاب" رسالة غاضبة من "أم أم جي أبورسكي" السكرتير الفخري لجمعية نابليون الأولى، الذي كتب إلى بي بي سي يشكو من عدم الدقة التاريخية، قائلاً: "يقع على عاتق بي بي سي واجب عدم تضليل الأطفال". 

من بين التجسيدات التلفزيونية الجادة العديدة للإمبراطور كانت السلسلة الفرنسية الكندية القصيرة "نابليون" Napoleon التي أنتجت عام 2002 من بطولة كريستيان كلافييه في الدور الرئيس في عمل أصبح آنذاك أغلى سلسلة تلفزيونية قصيرة في أوروبا، حيث كلف إنتاجها أكثر من 38 مليون جنيه استرليني. وهناك أقاويل عن نية ستيفن سبيلبرغ تحويل المشروع الأصلي لجاك نيكلسون عن نابليون -الذي وصل إلى مرحلة جعل ستانلي كوبريك يكتب السيناريو- إلى مسلسل تلفزيوني قصير جديد.

6- نابليون دفع رود ستايغر لمعاقرة الشراب

كان أول حضور سينمائي لنابليون في عمل للأخوين لوميير سنة 1897. لكن الظهور الرئيس التالي للجنرال على الشاشة الفضية جسده نجم الأفلام الصامتة ألبرت ديودوني في الفيلم الملحمي "نابليون" للمخرج الفرنسي أبيل غاس الصادر سنة 1927 وكانت مدته ست ساعات. منذ ذلك الحين، كان نابليون موضوعاً لتصويرات لا تُنسى من قبل مارلون براندو - في الفيلم التاريخي "ديزيريه (مرغوبة)" Désirée عام 1954، ودينيس هوبر  الذي كان يبلغ من العمر 20 عاماً في فيلم "قصة البشرية" The Story of Mankind سنة 1957. وعلى رغم تعبيره عن "إعجابه" بنابليون، فقد صوره هوبر كشخص غاضب وطفولي، في فيلم مرصع بممثلين نجوم شارك فيه أيضاً كل من رونالد كولمان وفنسنت برايس وهيدي لامار.

قضى رود ستايغر الفائز بجائزة الأوسكار وقتاً عصيباً أثناء أدائه دور نابليون في فيلم "ووترلو" Waterloo عام 1970. أصيب ستايغر بالاكتئاب بعد انهيار زواجه من كلير بلوم وكان يمضي كثيراً من الوقت في غرفته، يتجرع الويسكي. لم يكن مرتاحاً لامتطاء صهوة حصان فروسية وعندما انفجرت قنبلة جوية في المكان الخطأ، كاد الممثل يُقذف من على جواده. قال ستايغر متأملاً: "ليس هذا تصوري عن الأوقات الجميلة". اضطر فريق العمل في النهاية إلى إعادة تصوير المشهد باستخدام حصان خشبي.

إلى جانب تقديمه كشخصية مثيرة للسخرية في فيلم "الحب والموت" Love and Death للمخرج وودي آلن (لعب شخصيته جيمس توكان)، تعرض نابليون للسخرية في فيلم اليافعين "مغامرة بيل و تيد الممتازة" Bill & Tad’s Excellent Adventure. في هذا العمل الكوميدي الصادر عام 1989، من بطولة تيري كاميليري في دور نابليون بونابرت، قام كل من تيد لوغان (من أداء كيانو ريفز) وبيل بريستون (أليكس وينتر) المسافرَيْن عبر الزمن بأخذ نابليون من قيادة الجيش الفرنسي في عام 1805 إلى بلدة صغيرة في كاليفورنيا بعد 183 عاماً. ثم تركا نابليون مع شقيق تيد الأصغر، لكن الرجل الفرنسي يختفي.

يصيح تيد بأخيه: "لقد أضعتَ نابليون! هل تدرك أنك تركت واحداً من أعظم قادة أوروبا في سان داميس؟"، ليجيبه ديكن: "لقد كان رجلاً أخرق".

7- نابليون في الأدب

نابليون، الذي كتب أقصوصة عام 1795 بعنوان "كليسون وأوجيني" Clisson et Eugénie عن علاقة حب مأسوية بين جندي وحبيبته (مبنية على علاقته مع  أوجيني ديزيريه) كان قارئاً نهماً. كان دائماً يصطحب مكتبة كبيرة في معسكراته إلى حملات معاركه.

كانت حياة نابليون ملحمية: صعوده إلى السلطة، وسقوطه من المجد، وقراره الكارثي بمحاولة غزو روسيا في عام 1812، وهزيمته الساحقة في ووترلو ونفيه. ليس من المستغرب أن يكون هناك آلاف من كتب التاريخ والمقالات عن نابليون وكذلك عدد كبير من الروايات التي تجري أحداثها في عصره.

من بين أبرز الأعمال الخيالية التي ظهر فيها نابليون، كانت رواية "الحرب والسلام" War and Peace لـ ليو تولستوي. حتى إن اسم نابليون أطلق على الخنزير الطاغية في رواية "مزرعة الحيوانات" Animal Farm لجورج أورويل. وقال أنتوني بورغيس إنه عاش "متعة هائلة" أثناء كتابته عن العسكري الشهير - الذي تم تصويره على أنه ديوث يعاني من حُرقة معوية ورائحة فم كريهة في كتاب بورغيس "سمفونية نابليون: رواية في أربع حركات" Napoleon Symphony: A Novel in Four Movements الصادر عام 1974. 

يوفر نابليون أيضاً مصدر إلهام لمؤلفي القرن الـ21. تقدم رواية "التسماني" The Diemenois التصويرية للكاتب جي دبليو كلينيت تاريخاً بديلاً، لا يموت فيه نابليون بونابرت بسبب سرطان المعدة. في كتاب كلينيت، يفر نابليون من منفاه في جزيرة سانت هيلينا البريطانية في جنوب المحيط الأطلسي، ويهرب إلى مستعمرة تسمانيا الفرنسية. حاز الكتاب على الجائزة الفضية لمسابقة ليدجر الأسترالية للروايات التصويرية. 

8- في أغنية ووترلو، كما تذكرنا فرقة "آبا"، "لقد استسلم نابليون"

من المؤكد أن نابليون كان عاشقاً للموسيقى -فقد حضر 163 عرض أوبرا مختلفاً- رغم ما قيل عن افتقاره لموهبة الغناء أو العزف على أي آلة موسيقية. حتى إن دوقة آبرانتيس، التي كانت قصة لغرام نابليون، كانت تثرثر حول صوته "الأجش والنشاز". وفي عام 1955، قام الكوميدي سبايك ميليغان بكتابة نص لبرنامج "الحمقى" Goons الترفيهي الإذاعي بعنوان "بيانو نابليون"، يتعين فيه على الحمقى أن يسرقوا آلته الموسيقية. يقول نيدي سيغون، أحد الحمقى: "إنه البيانو الذي عزف عليه نابليون في معركة ووترلو". 

من ناحية أخرى، ربما تكون أغنية "ووترلو" التي قدمتها فرقة "آبا" السويدية عام 1974 أشهر أغنية أشارت إلى الرجل، لكن هناك مئات الأمثلة، بما فيها أغاني فرقة كولد بلاي لموسيقى الروك، والمغني آل ستيوارت، وفرقة الروك ذا كينكس، وفريق بي جيز، والمغني مارك نوفلر. وكتبت الفنانة توري آموس أغنية "جوزفين" Joséphine، التي تتحدث عن مشاعر نابليون تجاه إمبراطورته خلال اجتياحه الفاشل لروسيا.

9- لعب غروتشو ماركس دور نابليون الذي يتعرض للخيانة

في عام 1924، قام الفنان الكوميدي غروتشو ماركس وإخوانه ببطولة المسرحية الترفيهية "سأقول إنها كذلك"  I’ll Say She Is. ارتدى غروتشو قبعة عسكرية بحرية عندما لعب دور نابليون، العاشق المخلص لـ جوزفين. غروتشو الذي ظل لاحقاً يجد زوجته في السرير مع إخوانه، يقول مازحاً: "جو، عيناك تشرقان مثل دكة بدلة صوفية زرقاء". وفي مسرحية "عربة اسمها رغبة" A Streetcar Named Desire يستحضر البطل ستانلي كوالسكي قوانين نابليون التي وُضعت في عام 1804، خلال مشادة كلامية مع بلانش دوبو حول صديقتهما الحبلى ستيلا. 

في فيلم سكوت، تلعب اللندنية فانيسا كيربي دور جوزفين، وتقول، إن الفيلم يحتوي على مشاهد معارك مذهلة، وإن فينيكس "استثنائي" في شخصية الإمبراطور المشهور بعيوبه.

نابليون، الذي كان بطلاً لمسرحيات موسيقية نمسوية وفرنسية وإيطالية وحتى في مسارح برودواي، كان موضوعاً لعمل غنائي إنجليزي في عام 2000، عندما افتتح عرض مسرحية "ليس الليلة يا نابليون" Not tonight, Napoleon على مسرح شافتسبري في لندن.

10- وهم نابليون

قال الشاعر لورد بايرن إنه "من المستحيل ألا تبهرك وتطغى عليك شخصية نابليون"، وقد استمر الإمبراطور في التأثير بشكل كبير على عقول الرجال منذ 202 سنة بعد وفاته في الخامس من مايو (أيار) من عام 1821 عن عمر يناهز 51 عاماً، بعد نفيه إلى جزيرة سانت هيلينا. كتب عالم النفس دانييل فريمان عن تاريخ الأوهام ويقول إن تأثير الإمبراطور بدأ بشكل سريع: ظهر 14 رجلاً ينتحلون شخصية نابليون في مستشفى بيسيتر للأمراض العقلية في باريس في عام 1840.

أصبح الوهم جزءاً من الثقافة الشعبية. في عام 1922، قام ستان لوريل -قبل أن يجد شريكه في ثنائي "لوريل وهاردي"- بدور بائع كتب في الفيلم القصير "حمقى متنوعون" Mixed Nuts. بعد أن تلقى الشخص الذي جسده لوريل ضربة على الرأس راح يعتقد أنه نابليون، وتوجب إدخاله إلى مصحة عقلية. بعد 34 عاماً، كان ما يسمى بـ"وهم نابليون" مصدر إلهام لفيلم "نابليون باني بارت" Napoleon Bunny-Part من سلسلة الرسوم المتحركة "باغز باني" Bugs Bunny. ما زال أثر "الطرفة" قوياً في القرن الـ21. ففي حلقة من مسلسل الرسوم المتحركة "فيوتشوراما" Futurama  تحمل عنوان "مجنون في الوحدة المركزية" أنتجت عام 2001، تظاهر البطل بيندر بأنه نابليون يعزف على البانجو كي يتمكن من البقاء في ملجأ للروبوتات.

يستخف الفنانون الكوميديون من المعاناة، مستخدمين تلك النكتة الشائعة عن الطبيب النفسي الذي هنأ مريضاً على شفائه، فيجيبه المريض ممتعضاً: "شفاء نوعاً ما... عندما أتيتُ إلى هنا كنت نابليون. والآن أنا نكرة".

لطالما كان نابليون رجلاً ذا شأن، وما زال شخصية تاريخية لها صدى في يومنا هذا، على الأقل بسبب مأثوره المتبصر: "الغباء في السياسة ليس عائقاً".

© The Independent

المزيد من سينما